أسباب حموضة المهبل

كتابة:
أسباب حموضة المهبل

ما هي درجة حموضة المهبل الطبيعية؟

تندرج درجة حموضة المهبل الطبيعية (pH) ضمن الأوساط الحامضية، إذ إنها تبلغ 5 أو أقل في الظروف الاعتيادية، وعندما تكون درجة حموضة المهبل أعلى من ذلك، وتنتقل للمنطقة القاعدية أو القلوية، فإن ذلك يُنبئ بزيادة فرص حدوث التهاب بكتيري في منطقة المهبل، التي قد تنتقل لباقي الجهاز التناسلي أو قد يصل إلى الجهاز البولي مسببًا التهابات فيهما، إذ إن تكاثر البكتيريا والخمائر الضارة يسهل في الوساط القاعدية. وسنتناول في هذا المقال الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حموضة المهبل وطرق الوقاية منه.[١]


ما أسباب تغير حموضة المهبل؟

تتأثر حموضة المهبل بعدة عوامل أغلبها يعمل على زيادة قيمة الرقم الهيدروجيني (pH) مما يعني تحول الوسط إلى قاعدي، مما قد يزيد من خطر التعرض للعديد من المشاكل، ومن أهم هذه العوامل ما يأتي:



التهاب المهبل البكتيري

ويحدث التهاب المهبل البكتيري (Bacterial vaginosis) عند تواجد كميات كبيرة من البكتيريا في منطقة المهبل مما يؤدي إلى زيادة قيمة الرقم الهيدروجيني، وفي بعض الأحيان لا يكون نتيجة تواجد كثيف للبكتيريا وإنما بسبب حدوث اختلال في نسب البكتيريا الطبيعية الموجودة في المهبل، وتُعدّ هذه الحالة ليست خطيرة بحد ذاتها، ولكنها تحتاج إلى علاج، فقد يرافقها بعض الأعراض المزعجة مثل:[٢][٣]

  • حكة شديدة في منطقة المهبل.
  • شعور في الحرقة أثناء التبول.
  • زيادة إفرازات المهبل وتغير لونها إلى اللون الأبيض أو الرمادي.
  • رائحة كريهة ترافق الإفرازات.
  • قد تعاني بعض السيدات من ألم في المنطقة.


ويتم تشخيص هذا الالتهاب بعمل زراعة للبكتيريا الموجودة لاستبعاد أنواع الالتهابات الأخرى كالسيلان أو الالتهابات التي تسببها بكتيريا الكلاميديا، أمّا العلاج فيحتاج إلى مراجعة الطبيب المختص لوصف أحد العلاجات التالية:

  • المضادات الحيوية مثل التينيدازول (Tinidazole).
  • الميترونيدازول (Metronidazole) على شكل كبسولات في الفم أو جل موضعي يطبق على منطقة المهبل.
  • كريم كلينداميسين (Clindamycin) المهبلي.


غسل المهبل

ويقصد بغسل المهبل (Douching) عملية تنظيف المهبل وتطهيره باستخدام مواد معينة مثل الخل أو بايكربونات الصوديوم بهدف القضاء على رائحة المهبل غير المرغوبة، ولكن قد ينتج عن هذه الممارسات زيادة في تلك الروائح ويعود ذلك لأن عملية الغسل العميق تعمل على إزالة البكتيريا النافعة أيضًا مما يزيد من قيمة الرقم لهيدروجيني، وهذا يزيد فرص حدوث نمو بكتيري في المهبل.


وفي حال كانت الرائحة المتكونة نتيجة التهاب بكتيري في المهبل، قد يؤدي الغسل الزائد إلى إدخال البكتيريا إلى داخل الجهاز التناسلي ووصولها إلى الرحم مسببة مشاكل والتهابات أكبر. كما يمكن للمواد المستخدمة في عملية الغسل أن تسبب تقرحات أو تهيج في الجلد المحيط بالمهبل. لذلك يجب الحذر واستشارة الطبيب قبل استخدام هذا النوع من العلاجات.[٢][٤]


بلوغ سن الأمل

من الطبيعي عند وصول السيدات إلىسن الأمل أن تحدث تغيرات في قيم الرقم الهيدروجيني (pH) في منطقة المهبل ويعود ذلك لنقصان مستويات الإستروجين عندهنّ، وقد تكون زيادة الرقم الهيدروجيني بحد ذاتها غير مصاحب لأي أعراض، ولكنها تؤدي إلى اختلال في معدلات البكتيريا في المنطقة مما يعني زيادة في فرص تكون الالتهابات المهبلية بصورة أكبر، ويفضل مراجعة الطبيب لمناقشة العلاجات المطروحة، إذ يمكن أن يصف بعض مركبات الإستروجين لاستخدامها مباشرةً على المهبل.[٥][٢]


التهابات مهبلية أخرى

وجود التهابت مهبلية غير الالتهاب البكتيري قد يؤدي إلى تغير حموضة المهبل، ومن أهم الالتهابات التي قد تسبب هذا التغيير:[٢]

  • داء المشعرات (Trichomonas vaginalis)
  • البكتيريا العقدية من المجموعة ب (Streptococcus GBS)


وجود سوائل حيوية أخرى

قد تؤثر سوائل الجسم الأخرى على قيم الرقم الهيدروجيني في منطقة المهبل، ومن أهم السوائل التي قد تتواجد:[٢]

  • الدم: معروف أن الرقم الهيدروجيني للدم أعلى منه في منطقة المهبل، لذلك قد يؤدي وجود دم الدورة الشهرية إلى تغير في حموضة المهبل.
  • السائل المنوي: يندرج السائل المنوي تحت المواد القلوية والتي يكون الرقم الهيدروجيني لها أعلى من 7، وقد يؤدي تواجد السائل المنوي في المهبل إلى اختلاف مؤقت لحموضته.


تناول المضادات الحيوية

قد تلجأ بعض السيدات لتناول المضادات الجيوية لعلاج بعض الالتهابات المختلفة في الجسم، الأمر الذي قد يؤدي إلى القضاء على البكتيريا النافعة بالإضافة للبكتيريا الضارة في الجسم، بما في ذلك في المهبل، مما قد يؤثر على درجة حموضة المهبل.[٢]



هل توجد طرق لاستعادة حموضة المهبل الطبيعية؟

نعم، قد تساعد بعض الطرق على استعادة حموضة المهبل الطبيعية مما يساعد على تخفيف الأعراض المصاحبة في حال كانت تلك الأعراض خفيفة، بينما في حال صنفت الأعراض بالشديدة فينصح بمراجعة الطبيب لوصف الأدوية المناسبة والملائمة للحالة. ومن الممارسات التي تساعد على موازنة حموضة المهبل:[٦]

  • استخدام مكملات حمض البوريك (boric acid) إذ استخدم لأكثر من 100 عام في علاج التهاب المهبل الجرثومي، ويُعدّ من العلاجات المتوفرة والفعالة عند وجود أعراض خفيفة، ولكن يوجد حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لتأكد من فعاليته.


  • زيادة البكتيريا النافعة في الغذاء اليومي: عرفت الخمائر الطبيعية (probiotics) والبكتيريا النافعة المعروفة باسم العصيات اللبنية (lactobacilli) بقدرتها على مقاومة الالتهابات والحفاظ على صحة المهبل، ويمكن الحصول عليها عن طريق المكملات الغذائية الغنية بالبروبيوتك أو عن طريق الأغذية مثل الكفير أو الألبان، أو بعض المنتجات الغنية بالبكتيريا النافعة والتي تستخدم موضعيًا على منطقة المهبل، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن استخدام البكتيريا النافعة لا يوقف نمو البكتيريا الضار بشكل كامل.


  • تناول كبسولات الثوم: إذ تُعدّ كبسولات الثوم من مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على محاربة البكتيريا التي تؤثر على المهبل، ولكن قد تتواجد بعض التعارضات الدوائية عند استخدام كبسولات الثوم للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في تخثر الدم أو مشاكل في الجهاز الهضمي، لذلك يجب استشارة الطبيب أولًا قبل البدء باستخدامها.


  • علاج الضغوطات النفسية: تُعدّ الضغوطات النفسية من أعداء الصحة عمومًا، إذ تؤدي إلى اختلالات هرمونية تؤثر سلبًا على درجة حموضة المهبل، لذلك ينصح بتخفيف الأعباء والضغوطات النفسية عن طريق ممارسة عدد من الأنشطة، من أهمها:
    • ممارسة التمارين الرياضية.
    • ممارسة التنفس العميق.
    • التركيز على الهوايات المحببة.
    • الاستماع للموسيقى والاسترخاء.


  • الإقلاع عن التدخين: إذ يزيد التدخين من فرص حدوث التهاب المهبل البكتيري، لذلك ينصح بمراجعة العيادات الخاصة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين في حال مواجهة مشاكل في ذلك.


  • تنظيف المهبل بالطرق المناسبة والابتعاد عن استخدام الدش المهبلي، إذ يُغسل المهبل بالماء الدافئ برفق، وفي حال الرغبة في استخدام بعض المنتجات يجب اختيار الأنواع الخالية من العطور.


  • الانتباه إلى نوعية الملابس الداخلية المستخدمة: إذ يمكن لنوعية الملابس الداخلية أن تؤثر على حموضة المهبل، لذلك يفضل اتباع النصائح التالية بخصوص الملابس الداخلية:
    • أن يكون مصنوعًا من مواد طبيعية كالقطن حتى تساعد على تهوية المنطقة وتوفر امتصاص جيد في حال وجود افرارزات.
    • غسل الملابس الداخلية باستخدام مواد معقمة ولا تسبب الحساسية.
    • تغيير الملابس الداخلية خلال النهار في حال كانت المنطقة رطبة لمنع تهيجها


  • استخدام واقي مناسب أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، لمنع انتقال الأمراض ولتخيف تأثير السائل المنوي على حموضة المهبل.




المراجع

  1. Marina Savchenko, "Normal Vaginal pH: How to Test, Balance, and Restore Vaginal pH", flo.health, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Nall, (20/7/2018), "Vaginal pH balance: Symptoms, remedies, and tests", /www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  3. Melissa Conrad Stppler, (15/7/2019), "Bacterial Vaginosis Symptoms, Causes, Remedies, Treatment Medicine, and Cure", www.medicinenet.com, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  4. Elizabeth Boskey (10/10/2020), "Douching? Don't! The Vagina Does a Good Job of Cleaning Itself", www.verywellhealth.com/, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  5. Jessica Migala (31/7/2019), "5 Changes That Happen to Your Vagina During Menopause", www.everydayhealth.com, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  6. Camerin Spahn (28/9/2020), "8 Ways to Naturally Restore Your Vaginal pH Balance", www.healthline.com/health, Retrieved 24/1/2021. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×