أسباب دخول العثمانيين مصر

كتابة:
أسباب دخول العثمانيين مصر

أسباب دخول العثمانيين مصر

تتلخص أسباب دخول العثمانيين مصر والشام لعدة أسباب سنذكرها كما يأتي:

ترحيب السلطان قانصوه الغوري بالمتمردين الهاربين من السلطان سليم الأول

رحّب السلطان قانصوه الغوري المملوكي بالأمراء العثمانيين المتمردين على السلطان سليم الأول، وكان من أرز هؤلاء الهاربين الأمير أحمد، وهو أخٌ للسلطان سليم الأول، حيث أراد المماليك من احتواء هؤلاء الأمراء إثارة المزيد من المتاعب أمام السلطان العثماني سليم الأوّل.[١]

عدم وضوح موقف الدولة المملوكية من الدولة العثمانيّة

لم تحدّد الدولة المملوكية موقفها بشكلٍ واضح أمام الدولة العثمانيّة فلا هي صديقٌ ظاهر ولا عدوّ صريح، وقد كانت الدولة المملوكية على علاقة جيدة مع الدولة الصفويّة ووقفت معنويًا مع السلطان إسماعيل الصفوي، مما جعل أثار الشكوك حول تأييدها ودعمها للصفويين في قتالهم ومعاركهم مع الدولة العثمانية.[١]

الخلاف على الحدود بين الدولتين

كانت بعض القبائل هناك تميل للجانب العثماني، والبعض الآخر يميل لجانب المماليك، فكان هذا الأمر من الأسباب التي جعلت السلطان العثماني سليم الأول يفكّر بضمّ مصر والشام للدولة العثمانية، فيكون بذلك قد أنهى هذا الخلاف وحسم الأمر فيه.[١]

انتشار ظلم الدولة المملوكية

شاع الظلم في دولة المماليك، ممّا جعل أعيان وعلماء وشيوخ وقضاة مصر وبلاد الشام يطلبون من السلطان العثماني سليم الأول ضمّ مصر وبلاد الشام إلى دولته، فيكون بذلك قد خلّصهم من ظلم الدولة المملوكية وما حلّ بها من فساد وضعف.[١]

الضعف والفساد السائد في مصر والشام

رأى علماء الدولة العثمانية وفقهائها أنّ الضعف والفساد السائد في مصر والشام سبب لضمها للدولة العثمانية القوية في ذلك الوقت، خصوصًا بعدما هُزم المماليك أمام البرتغاليين في معركة ديو، ورغبة البرتغال في احتلال مكّة والمدينة المنورة، ولم يكن هناك سبيل لحمايتهما إلا بضمّ العثمانيين بلاد الشام إلى نفوذهم، فكان هذا سببًا جعل العثمانيين يضمّون بلاد الشام ومصر إلى نفوذهم.[١]

قُبيل دخول العثمانيين مصر

كانت الدولة العثمانية تحت قيادة السلطان سليم الأول بعد أن تنازل له والده عن الحكم، وكان أول ما فعله السلطان سليم الأول؛ القضاء على الفتن الداخلية التي كان يفتعلها بعض إخوته، وقد كان أمام السلطان سليم تحديات صعبة بعد القضاء على الفتن الداخلية أبرز هذه التحديات؛ الدولة الصفوية يُصاحبها انتشار المذهب الشيعي، والتحد الثاني اكتشاف البرتغاليين طريق رأس الرجاء الصالح.[٢]

كانت البلاد الإسلامية في هذا الوقت تتعرض لغزوٍ برتغالي خصوصًا بعد اكتشافهم الطريق التجاري الجديد، فسيطروا على الخليج العربي وبحر الهند، مما أدى إلى ضعف اقتصاد الدولة المملوكية فلم يعد التجار الأوربيون يمرون من أراضي مصر بل من الطريق الجديد، حاول المماليك بقيادة قانصوه الغوري من القضاء على البرتغاليين لكنهم هزموا في معركة ديو المشهورة.[٣]

ضم مصر وبلاد الشام

عزم السلطان سليم الأول على ضمّ مصر وبلاد الشام إلى نفوذه، فالتقى مع السلطان قانصوه الغوري المملوكي في معركة مرج دابق على مشارف حلب، فقامت المعركة وهُزم المماليك، أمّا السلطان قانصوه الغوري فقد قُتل في هذه المعركة وصلّى الجنازة عليه السلطان سليم الأول بعد المعركة ودفنه في نفس مكان المعركة، وكانت هذه المعركة بوابة دخول العثمانيين الشام.[٤]

خضعت الشام للسلطان سليم الأوّل بعد النصر في معركة مرج دابق، فأرسل سليم الأوّل رسولًا إلى طومان باي في مصر يأمره بالخضوع دون إراقة الدماء، فما كنا من طومان باي إلا أن يقتل الرسول مشعًلا نار القتال، فتحرّك العثمانيون نحو مصر محققين انتصارًا ساحقًا على المماليك في معركتي غزّة والريدانية، وبذلك تنضمّ مصر والشام إلى نفوذ الدولة العثمانية.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج علي الصلابي ، الدولة العثمانية، صفحة 184-186. بتصرّف.
  2. علي الصلابي، الدولة العثمانية، صفحة 176. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن بدران، وضع الدول الإسلامية في النظام الدولي ، في مطار سقوط الخلافة العثمانية، صفحة 110. بتصرّف.
  4. علي الصلابي ، الدولة العثمانية، صفحة 186-187. بتصرّف.
  5. علي الصلابي ، سلاطين وبكوات، صفحة 25. بتصرّف.
3070 مشاهدة
للأعلى للسفل
×