محتويات
أسباب سقوط الحضارة البابلية
يعود سقوط الحضارة البابلية عام 539 ق.م لأسباب تعلّقت بالصّراعات بين الملوك والكهنة، ولأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية، وفيما يلي تبيان لهذه الأسباب:[١][٢]
الأسباب الاقتصادية
وينبثق عن الأسباب الاقتصادية عدّة أسباب، وهي:
- المعبد: لم يقتصر دور المعبد في العهد البابلي على المسائل الدينية فحسب، حيث برز المعبد في العصر البابلي كمؤسسة اقتصادية تمتلك وتهيمن على القطاع الزراعي كما ينخرط في أعمال التجارة بشكل واسع؛ مما جعل الكهنة يُشكّلون سلطة مستقلة عن الحكومة، وتتفوّق سلطة الكهنة والمعبد على سلطة الملك البابلي وحكومته، وكان لهذه السلطة للمعابد والكهنة وأحكامهم القبضة على مفاصل اقتصاد الدولة مما أدى إلى ضعف الحكم البابلي.
- تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية: أدى احتكار الكهنة والمعبد للقطاع الاقتصادي على تركّز الثروات وتداول التجارة في يد فئة دون فئة في المجتمع البابلي ممّا أدى لإغلاق الطرق التجارية القديمة أمام بابل بسبب تغيّر الخارطة السياسة التي تحيط بها، هذا بالإضافة إلى أن الأقاليم الغربية التي كانت تحتلها بابل أصبحت تشكل عبئًا اقتصاديًا على المملكة البابلية؛ مما أدى لنمو حالة الضعف الاقتصادي، وذلك لعجز الإيرادات عن تغطية النفقات؛ مما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع تكاليف الحياة والاحتياجات اليومية.
الأسباب الدينية
ومن أهم الأسباب الدينية التي أدت لانهيار بابل ما يأتي:
- التغييرات العقائدية: حاول الملك البابلي نبونيد مواجهة التهديد الفارسي للسيطرة على مملكته من خلال الاستناد للعقيدة؛ حيث حاول أن يجد تسويغًا في دينه يبرر تحركاته السياسية، لا سيّما أنّ الكهنة كانوا لا يثقون في تحركاته، وعمل على زيادة ولائه لبعض الآلهة التي يدعونها على حساب تهميش آلهة أخرى، وعمل على رفع مقام الإله الذي يريده وبنى له المعابد ونظّم أموره.
- الصراع بيت الملك والكهنة: دار صراع شرس بين الملك والكهنة حيث كانت الإجراءات الإصلاحية في تغيير العقيدة الدينية قد عملت على الحد من سلطة الكهنة وسيطرتهم على اقتصاد المملكة البابلية وقطاعها الزراعي، فضلاً عن محاولة الملك تقليص سلطة المعبد وحصرها في المسائل الدينية، مما جعل الكهنة يقفون كأعداء في وجه الملك البابلي بسبب إجراءاته وقراراته تجاه مؤسسة المعبد.
الأسباب السياسية
ومن أبرز العوامل السياسة لسقوط المملكة البابلية:
- غياب الملك البابلي: في هذه المرحلة قرر الملك البابلي نقل مركز ثقل المملكة أو عاصمتها إلى موقع آخر ليحد من سلطة الكهنة، فنقل موقع تواجده لمدينة تيماء غرب البلاد ممّا جعل الكهنة يشنون حملة تحريضية ضد مؤسسة الملك ونظام الحكم الملكي يهدفون من خلالها لاستعادة واسترجاع نفوذ مؤسسة المعبد ومواردها الاقتصادية.
- التحالف الفارسي مع اليهود: حيث تحالف الملك الفارسي قورش مع اليهود الذين يعيشون في المملكة البابلية، وذلك لإسقاط الملك البابلي وتسهيل سيطرة الفرس على مملكة بابل والاستحواذ عليها والسيطرة على مقدراتها الاقتصادية وعلى الطرق الاستراتيجية التي تشرف عليها بابل.
سقوط مملكة بابل
في عام 539 ق.م استطاع قورش الفارسي غزو مملكة بابل واحتلالها برفق جيش كبير، وقام بقتل حاشية الملك نابونيد وترحيله وحبسه داخل معبد، وسيطر قورش الفارسي على مفاصل الدولة ووسع الرقعة الجغرافية للدولة الفارسية حتى وصلت لنهري دجلة والفرات، وبذلك أنهى الفرس المملكة البابلية وبدأ عهد جديد بقيادة المملكة الفارسية الأخمينية.
المراجع
- ↑ مارغريت روتن، تاريخ بابل، صفحة 166. بتصرّف.
- ↑ "The Monumental Fall of Babylon: What Really Shattered the Empire?", ancient-origins, 12/6/2020, Retrieved 30/3/2022. Edited.