أسباب صداع أعلى الرأس

كتابة:
أسباب صداع أعلى الرأس

أنواع الصداع

يحدث الصداع الأساسي Primary headache عندما يتركّز الألم في منطقة ما من الرأس، ويبدأ بعد ذلك بالاننشار إلى درجة يشعر معها المريض بعدم مركزيّة الألم، ويمكن أن يكون الصداع عرضيًا أو مزمنًا؛ الصداع العَرضي يحدث مرة واحدة أو عدّة مرات، وذلك على عكس الصداع المزمن الذي يستمر أغلب ساعات اليوم، وهناك أنواع أخرى من الصداع مثل: الصداع العنقودي والنصفي والصداّعات الثانوية المرتبطة بالأمراض العقلية وأخيًرا صداع التوتر - صداع أعلى الرأس - والذي سيتم تناول أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه في هذا المقال.

صداع أعلى الرأس

صداع أعلى الرأس أو صداع التوتر tension headache هو أكثر أنواع الصداع شيوعًا، ويُسبَّب عادةً آلامًا معتدلة إلى شديدة في الرأس والعنق وخلف العينين، ولوحظ أنّ معظم الناس الذين يعانون من صداع التوتّر يعانون أيضًا من الصداعات العرضية، وتكون آلام الصداعات العرضية أشد بعض الشيء، وتجدر الإشارة إلى أنّه إذا ازدادت نوبات التعرّض لصداع التوتّر أكثر من 15 يوم في الشهر الواحد فيمكن تصنيفه على أنّه صداع مزمن، ووفقًا لعيادات كليفلاند الأمريكية، فإنّ 3% من سكان الولايات المتحدة يعانون من صداع أعلى الرأس. [١]

أسباب صداع أعلى الرأس

تتمثل أسباب صداع التوتّر الرئيسة في حدوث تقلّصات في مناطق الرأس والرقبة، ويُعزَى ذلك إلى مجموعة مختلفة من الأطعمة والأنشطة السلوكية المختلفة كطبيعة العمل الشاقة مثلًا، إضافةً إلى الضغط النفسي والتوتّر العصبي، بعض الأسباب تتمثّل في إطالة مدّة الجلوس أمام الشاشات الذكية أو شاشات الكومبيوتر، والذي يؤدي لحدوث انقباضات عضلية في الرأس أيضًا، ولوحِظ أيضًا أن انخفاض درجات الحرارة قد يسهم في نشوء هذا النوع من الانقباضات، وهناك أسباب يمكن اعتبارها ثانوية تسبّب صداع أعلى الرأس، وهي على النحو الآتي: [١]

تشخيص صداع أعلى الرأس

إن تشخيص صداع التوتر يعتمد على عدد مرات حدوثه، أي يعتمد على كونه صداعًا متكررًا ومزمنًا أو صداعًا عَرضيًّا كما تمّت الإشارة إلى ذلك في مقدّمة أنواع الصداع، ويقوم الطبيب عادةً بإجراء فحوصات فيزيائية وعصبية لتحديد نوع وسبب الصداع، ويمكن الإشارة لهذه الفحوصات من خلال النقاط الآتية: [٢]

  • آلية وصف الألم: يقوم الطبيب بسؤال المريض عن أماكن تركّز الألم في الرأس وعدد مرات تَكراره وهل الآلام حادّة جدًّا أم معتدلة، كما يمكن أن يسأل أثناء التشخيص عما إذا كان الألم يُسبّب الأرق وقلة النوم.
  • اختبارات التصوير: إذا شكّ الطبيب في هيئة الصداع ودرجاته وأماكن انتشاره في الرأس -بناءً على إجابات المريض- فقد يطلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لتفادي وجود ورم يُسبّب هذا الألم، وبالتالي بناء تشخيص سليم وجيد قبل البدء بخطة علاجية ناجعة.

علاج صداع أعلى الرأس

يعتمد علاج صداع التوتر على مجموعة كبيرة من الأدوية، ويجب عدم التعامل مع هذا النوع من الصداع بتناول المسكنات فقط دون استشارة الطبيب، فكثرة تناول المسكنات قد تُسبّب أنواعًا أخرى من الصداع مع مرور الوقت، وفيما يأتي تفصيل حيوي لبعض علاجات صداع أعلى الرأس: [٢]

  • مجموعة أدوية تُسمَّى acute medications: وهي المستخدمة في أوقات بروز الألم واشتداده، وتتمثّل في مسكنات الألم التي تشمل الأسبرين والإيبوبروفين "أدفيل" والنابروكسين، وتشمل أيضًا مجموعة الأدوية المركبة والتي تقوم على الجمع بين الأسبرين والأسيتامينوفين بالإضافة إلى الكافيين أو أي عقار مُهدِّئ آخر، ولوحظ أن الأدوية المركبة -على هذا النهج- تُحقّق فعالية علاجية أفضل من الأدوية المُفرَدة، وتشمل أيضًا مجموعات التريبتان والأدوية المخدرة، وهي على الأخص تُوصَف لحالات الصداع النصفي "الشقيقة" والصداع التوتري العَرضي.
  • مجموعات الأدوية الوقائية: وهي التي تُوصَف لأخذها بانتظام حتى في حال عدم وجود ألم، وذلك تفاديًا لحدوث الألم وتكرر النوبات، وتشمل هذه المجموعة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات بما في ذلك الأميتريبتيلين والبروتيبتيلين، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب من مثيلات الإيفكسور والريميرون، وأيضًا تشمل مضادات الاختلاج والمرخيات العضلية.

الوقاية من صداع أعلى الرأس

إنّ أساليب الوقاية من صداع أعلى الرأس تتمثّل خصوصًا بتجنّب الأمور -الوارد ذكرها آنفًا- والتي تثير عضلات الرقبة والرأس وتُسبّب انقباضها مما يُصعِّد من وتيرة الألم، وفيما يلي نبذة طبية عن أفضل الطرق لتفادي هذا النوع من الصداع والتقليل من نوباته:[٣]

  • التعامل مع المشاعر الشخصية والمثيرات العاطفية: وذلك من خلال كبح ما يثير التوتر والقلق والغضب بما ينعكس سلبًا على الأنظمة العضلية في الرأس ويُسبّب انقباضها وبالتالي نشوء الألم، ولذلك يجب على الشخص التقليل من ضغوطات الحياة أو التعامل معها بمرونة أكثر.
  • حضور جلسات الدعم النفسي وإدارة الذات والأمور المُقلِقة والاكتئاب: هذه الجلسات موجودة في العالم الغربي أكثر بكثير من البلاد العربية، حيث إن قلة وجودها في البلاد العربية يجعل سعرها غالٍ وإمكانية التسجيل فيها مكلفة، يُطلَق على هذه الجلسات اسم جلسات العلاج السلوكي والإدراكي.
  • استخدام تقنيات الاسترخاء: الاسترخاء جيد جدًا في التخفيف من التوتر وتقلصات عضلات الرقبة والرأس.
  • ممارسة التنفس العميق والتأمل: هذه السلوكيات يمكن الخضوع لها من خلال التنويم المغناطيسي أو ممارسة رياضة اليوغا أو الوخز بالإبر في مناطق الرأس التي يصدر عنها الألم عادةً.
  • ممارسة التمارين الرياضية: إن ممارسة التمارين الرياضية من الأساليب الجيدة والناجعة في التخفيف من حدة آلام نوبات صداع أعلى الرأس، وذلك من خلال تقوية عضلات الرأس والكتفين والرقبة والتخفيف من الإجهاد وزيادة مستويات الإندورفينات في الجسم، والإندورفينات هي مواد كيميائية تساعد الدماغ والجسم على تحقيق الشعور بالرضا والسعادة، كما أن الزيادة في معدل ضربات القلب -أثناء الرياضة- تحمي الجسم من الألم.
  • الانتباه على وضعية الجسم أثناء ممارسة الأعمال المكتبية: خصوصًا أثناء الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر، فيجب الانتباه لانحناء الرقبة، حيث إن الانحناء الطويل يسبب تقلصات عضلية في الرقبة والذي يؤدي إلى حدوث صداع أعلى الرأس.
  • محاولة تناول قسط كافٍ من الراحة: وخصوصًا فيما يتعلّق بخلق عادات نوم جيدة والانتظام في ساعات ومواقيت النوم للحفاظ على التوازن في الساعة البيولوجية لدى الإنسان.
  • التفكير مليًا قبل تناول المسكنات: وهذه نقطة في غاية الأهمية، حيث إنّ اللجوء إلى تناول المسكنات فورًا قبل استشارة الطبيب أو اللجوء لطرق طبيعية أو أساليب الوقاية -التي تمت الإشارة إليها آنفًا- قد يضاعف من وتيرة الآلام في المستقبل، بل ويمكن أن يُسبّب أنواع صداع أخرى أشدّ وطأة.

المراجع

  1. ^ أ ب Tension Headaches, , “www.healthline.com”, Retrieved in 5-11-2018, Edited
  2. ^ أ ب Tension Headache, , “www.mayoclinic.org”, Retrieved in 5-11-2018, Edited
  3. Tips to Stop Tension Headaches Before They Start, , “www.webmd.com”, Retrieved in 05-11-2018, Edited
3694 مشاهدة
للأعلى للسفل
×