أسباب فساد الذرية

كتابة:
أسباب فساد الذرية



أسباب فساد الذرية

هناك عدة عوامل تسبب فساد المنظومة الأخلاقية التي يبنى عليها صلاح أو فساد الطفل، ومن هذه العوامل ما يأتي:

أثر الأسرة والتربية

إن العامل الأول والأساسي والأشد خطورة هو الأسرة، فالأسرة هي المكان الأول الذي يجد الطفل نفسه محاطا فيها منذ ولادته، وهي المكان الذي يؤثر في بناء شخصيته واتجاهاته النفسية والفكرية والدينية عن طريق التنشئة الاجتماعية، وهي المكان الذي يتعلم منه نماذج السلوك التصرف.[١]

والوالدان هم من يتحمل مسؤولية هذه التنشئة، ويقع على عاتقهما تربية الطفل وتنشئته التنشئة السليمة القويمة، مع مراعاة تعليمه وتفهيمه وتعويده على الخصال الحميدة، فهم المسؤولان إلى حد كبير عن حسن أخلاقه أو سوئها، وتصرفات الأبناء يعكس إلى حد كبير شخصية الآباء؛ لأن الأب والأم في نظر الطفل هما مثله الأعلى.[١]

تأثير الأصدقاء في المدرسة

هذا العامل لا يقل خطورة عن العامل السابق، فالمدرسة هي المكان الأول الذي ينطلق منه الطفل إلى خارج الأسرة والمنزل، ليبدأ بتكوين العلاقات والأصدقاء، ويتنوع الأصدقاء وتتنوع تربيتهم، وتختلف أخلاقهم، وبالتالي فإن الطفل سيتأثر بهم، ولذا وجب على الأبوين تعليم الطفل الاختيار الصحيح، وأن يختاروا له الصحبة الصالحة.[٢]

وتعود المسؤولية للوالدين في حفظ الأبناء من رفقاء السوء، وملاحظة ما يلتقطه الطفل من الأولاد في المدرسة، ومنعه من التلفظ بالألفاظ السيئة مثل الشتم واللعن، ومنعه من مخالطة من تجري على لسانه مثل هذه الألفاظ، ويعود الدور للأبوين مرة أخرى في اختيار المدرسة المناسبة التي تساعدهم في غرس القيم، والإيمان بالله، وتربية الطفل على مخافة الله، والاستعانة بالله واللجوء إليه.[٢]

تأثير المجتمع

هذا العامل أيضا مهم في بناء شخصية الطفل، فللبيئة الاجتماعية أثر في اكتساب السلوك، والعادات والتقاليد، والأخلاق، فالأطفال يتطبعون بأخلاق من يخالطونهم في البيت والمدرسة والحي، فالطفل حينما يخالط الناس من حوله فإن عينه تسجل ما يرى، وأذنه تحفظ ما يسمع، وتظهر الأخلاق في المناظر والهيئات، والكلام والأصوات، فإذا حسنت الأخلاق حسنت المناظر والهيئات من العيوب وسلمت، وحسنت الكلمات والأصوات من النشاز.[٣]

أساليب تعين على صلاح الذرية

هناك عدة أساليب يتعبها الوالدان والمعلمون في التربية وتعين على صلاح الطفل وحسن سلوكه، ومن هذه الأساليب:[٤]

  • الحوار الإيجابي

وذلك عن طريق السؤال والجواب، فيناقّش الطفل، ويُتبادل معه الحديث حول أمر معينٍ يهمه، فيُربّى فكره على تحري الحقائق، وتصل إليه الأفكار الصحيحة من عكسها.

  • القدوة الحسنة

لقد فطر الله الناس على افتقاد القدوة والتماسها والبحث عنها، لذلك أرسل الرسل والأنبياء، فهي فطرة بشرية، والطفل يبحث عن قدوته في أبويه، فصلاح الأبوين ينشِئ طفلا صالحا، لأن الطفل يرى ويسمع ويحفظ عنهما تصرفاتهما، ويرى أنهما الأفضل والأصلح، فيقوم بما قاموا به.

  • الممارسة والعمل

وهذا الأسلوب يرسخ العلم الذي تعلمه الطفل في نفسه، والممارسة والتكرار تجعله يحاول تصحيح خطئه بنفسه، فإن لم يستطع فيسأل ويكرر فيحفظ.

  • الترغيب والترهيب

وهذا أسلوب مهم جدا في التربية وتعليم الأبناء السلوك القويم، فحينما يُريد الأبوان منه القيام بسلوك جيد فعليهما بترغيبه وتحبيبه إليه بالوسائل المتاحة لهم، كالهدية، وزيادة وقت اللعب لفترة محددة، وغيرها من الوسائل التي تعطي الطفل الشعور بأن هذا العمل سيعود عليه بالنفع، والترهيب بالعقاب على السلوك السيئ غير المرغوب بالطريقة المناسبة.


المراجع

  1. ^ أ ب كمال الدين عبد الغني المرسي، من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي، صفحة 169. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عباس محجوب، التربية الإسلامية ومراحل النمو، صفحة 120. بتصرّف.
  3. كمال الدين عبد الغني المرسي، من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي، صفحة 185. بتصرّف.
  4. عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية في البيت والمدرسة والمجتمع، صفحة 166. بتصرّف.
5998 مشاهدة
للأعلى للسفل
×