محتويات
أسباب محبة الله للعبد
تُعدُّ محبة الله -تعالى- هي الغاية التي يقصدها المُسلم؛ فهي غذاء الروح، وسبب السعادة، واطمئنان النفس، وهي الطريق للابتعاد عن المعصية، وقد بيّن الله -تعالى- أنّ حُبه شرطٌ من شُروط الإيمان، وأنّ حُب العبد لربه أعظم من أي شيءٍ آخر،[١]
وسنُبين في هذا المقال الأسباب التي تؤدي إلى محبة الله -تعالى- لعباده، ومنها ما يأتي:
الإخلاص في الأقوال والأفعال
إنّ الإخلاص في القول أو الفعل عملٌ من أعمال القلوب، وهو شرطٌ لقبول الأعمال عند الله -تعالى-، ويكون ذلك بتجريد النيّة لله -تعالى- وحده، بعيداً عن الشرك والرياء، وعن مطامع الدُّنيا وأهواء النّفس.
فالله -تعالى- يُبغض الأعمال التي يُشرك بها صاحبها معه أحداً، وبالمقابل فإنّ الإخلاص يكون سبباً في محبة الله -تعالى- لصاحبه، فالله -تعالى- ينظر إلى قُلوب الناس ولا ينظر إلى أجسامهم أو صورهم.[٢]
التقرب إلى الله بالنوافل
يُعدُّ التقرّب إلى الله -تعالى- بالنّوافل من أهم الأسباب التي تجلب محبة الله -تعالى- للعبد، وذلك كما جاء في الحديث القُدُسيّ: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).[٣][٤]
فبعد أن يقوم المُسلم بالفرائض وما أوجبه الله -تعالى- عليه، يُزكي نفسه بالنوافل بجميع أشكالها، فجُعلت النافلة سبباً لمحبة الله -تعالى-؛ لأن المُسلم يفعلها تحبُباً إلى ربه، ومنها نوافل الصلاة والصوم والذكر والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٤]
كثرة الذكر والدعاء
يعدُّ كثرة ذكر الله -تعالى- ودُعائه من الأسباب الموجبة لمحبة الله -تعالى-، بالإضافة إلى كثرة الصلاة على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فقد قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (سبقَ المُفرّدونَ قالوا: يا رسولَ اللهِ! ومن المُفرّدونَ؟ قال: الذين يهترونَ في ذكرِ اللهِ -عز وجلَ-).[٥][٦]
الزهد في الدنيا
الزُهدُ في الدنيا من الأعمال التي تجلب للعبد محبة الله -تعالى- له، فقد جاء رجُلٌ يسأل النبيّ الكريم عن العمل الذي إذا عمله أحبه الله -تعالى-، وعن العمل الذي يُحبه الناس.
فكانت إجابته: (أما العملُ الذي يحبُّك اللهُ عليه فالزُّهدُ في الدنيا، وأما العملُ الذي يحبُّك الناسُ عليه فانبِذْ إليهم ما في يدَيك من الحُطامِ)،[٧] ويكون الزُهدُ في الدنيا من خلال تركها لأجل الله -تعالى-.[٨]
علامات حب الله للعبد
توجد العديد من العلامات الدالة على محبة الله -تعالى- لعبده، ومنها ما يأتي:[٩]
- توفيقه للإيمان والدين وللتقوى
لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ اللَّهَ قسَّمَ بينَكم أخلاقَكم كما قسَّمَ بينَكم أرزاقَكُم وإنَّ اللَّهَ يؤتي المالَ من يحبُّ ومن لا يحبُّ ولا يؤتي الإيمانَ إلَّا من أحبَّ فإذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا أعطاهُ الإيمانَ).[١٠]
- حمايته من الفتن والشهوات
- إدخال الرفق واللين على قلبه
فقد جاء في الحديث: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ).[١١]
- الابتلاءات
لقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ).[١٢]
- تعجيل العقوبة له في الدُنيا قبل الآخرة، وعدم استدراجه بالنّعم.
- توفيقه لخدمة الناس وإعانتهم، وتفريج كُرباتهم
لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ).[١٣]
- توفيقه لحسن الخُلق، وحُسن الخاتمة، والموت على العمل الصالح
لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إذا أحبَّ اللهُ عَبدًا عسَّلَه، قالوا: ما عسَّلَه يا رسولَ اللهِ؟ قال: يُوفِّقُ لهُ عملًا صالحًا بين يدَي أجلِه حتَّى يرضَى عنهُ جيرانُه أو قال: مَن حولَه).[١٤]
المراجع
- ↑ عبد الله الحسن، الطريق إلى محبة الله، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ يوسف القرضاوي، النية والإخلاص، صفحة 4-10. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
- ^ أ ب أمين الشقاوي (2021)، كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (الطبعة الأولى)، صفحة 443، جزء 12.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1317، صحيح على شرط مسلم.
- ↑ محمد أبو طالب المكي (2005)، قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (الطبعة 2)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 84، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن إبراهيم بن أدهم، الصفحة أو الرقم:3214، حسن لغيره.
- ↑ أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 14، جزء 32. بتصرّف.
- ↑ محمد النعيم، علامات محبة الله للعبد، صفحة 7-22. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن مرة بن شراحيل الهمداني، الصفحة أو الرقم:1571، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1704، صحيح.
- ↑ سورة محمد، آية:31
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2623، حسن لغيره.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عمرو بن الحمق، الصفحة أو الرقم:3358، صحيح.