محتويات
أسباب نزول سورة الملك
نزلت سورة الملك متفرّقة بعد نزول سورة المؤمنون، وقد تداخل نزول بعض آيات السورتين ببعضهما البعض،[١] أمّا قول الله -تعالى-: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ)،[٢] فقد كان كفار قريش يتحدّثون عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بسوء، وكانوا يخفون الكلام فيما بينهم، ويقولون لبعضهم البعض: أسرّوا الكلام كي لا يسمعه محمّد ولا يعلم به، فجاءه جبريل وأخبره بما يتحدّثون عنه.[٣]
التعريف بسورة الملك
تعدّ سورة الملك من السور المكيّة، وعدد آياتها ثلاثون آية، عرضت هذه السورة مجموعة من مظاهر خلق الله لهذا الكون، ومدى ارتباط المخلوقات بخالقها، ولم تقتصر السورة على ذكر المخلوقات في الأرض وحسب، بل تجاوزتها لتذكر عالم الله في السماء.[٤]
كما تعرّضت لذكر العالم في الآخرة؛ كجهنّم وخزنتها، والمخلوقات غير الإنسان؛ كالطير والجنّ، وتحثّ السورة الإنسان على التفكّر في نفس الإنسان وما حوله وفي إبداع الله في خلقه لهذا الكون العظيم.[٤]
أسماء سورة الملك
سمّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سورة الملك فقال: سورة "تبارك الذي بيده الملك"، وذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضيَ الله عنه- فقال: (إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَتْ لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لهُ، وهيَ: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)،[٥] وكذلك سمّاها رسول الله تبارك الملك،[٦] وتُسمّى كذلك بالواقية، والمُنجية؛ ذلك أنّها تنجّي صاحبها وتقيه من عذاب النّار.[٧]
فضائل سورة الملك
يوجد لسورة الملك العديد من الفضائل، نذكرها فيما يأتي:[٨]
- تمنع صاحبها من عذاب القبر، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-: (يُؤتَى الرَّجلُ في قبرِه فيُؤتَى رجلاه فتقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ كان يقرأُ سورةَ المُلكِ ثم يُؤتَى من قِبَلِ صدرِه أو قال بطنِه فيقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ كان يقرأُ سورةَ المُلكِ ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رأسِه فيقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ كان يقرأُ في سورةِ المُلكِ فهي المانعةُ تمنعُ عذابَ القبرِ وهي في التَّوراةِ سورةُ المُلكِ من قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطيب).[٩]
- تشفع لصاحبها، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).[١٠]
- حرص رسول الله على قراءتها قبل النّوم، فقد جاء عنه: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا ينامُ حتَّى يقرأ بتَنزيل السَّجدةِ وبتبارَك).[١١]
فضائل موضوعات سورة الملك
يوجد لسورة الملك العديد من الفضائل بحسب موضوعاتها، نذكرها فيما يأتي:[١٢]
- تُظهر السورة مجموعة من مظاهر قدرة الله في كونه، والحكمة من ذلك، فهو سبحانه الخالق المدبّر المبدع في خلقه وتدبيره.
- تدعو السورة الإنسان إلى النظر والتفكّر فيما حوله من الأرض، والسّماء، والطّير، والرّزق، والسّمع والبصر، والموت والحياة، والزّروع والثّمار، والماء والهواء.
- تدعو الإنسان إلى التفكّر والتأمل الموصل للتعرّف على الله -سبحانه وتعالى-.
المراجع
- ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس :الدار التونسية للنشر، صفحة 33، جزء 18. بتصرّف.
- ↑ سورة الملك ، آية:13
- ↑ علي الواحدي (1992)، أسباب نزول القرآن (الطبعة 2)، الدمام :دار الإصلاح، صفحة 442، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب سيد قطب ، في ظلال القرآن، صفحة 562. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترغيب ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1474 ، حسن لغيره .
- ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس :الدار التونسية للنشر ، صفحة 5، جزء 29. بتصرّف.
- ↑ محمد محمود حجازي (1403)، التفسير الواضح (الطبعة 10)، بيروت :دار الجيل الجديد، صفحة 709، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ محمد بن الضريس (1987)، فضائل القرآن وما أنزل من القرآن بمكة وما أنزل بالمدينة (الطبعة 1)، دمشق : دار الفكر، صفحة 105-107. بتصرّف.
- ↑ رواه المنذري ، في الترغيب والترهيب ، عن زر بن حبيش ، الصفحة أو الرقم:320، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1474، حسن لغيره.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:3404، صحيح .
- ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 71، جزء 10. بتصرّف.
