أسماء التابعين وعددهم

كتابة:
أسماء التابعين وعددهم

التابعون

مما أكرم الله به هذه الأمة، رجالها، الذين حملوا عن النبي، صلى الله عليه و سلم، رسالته وأدوها عنه لمن بعدهم، وقد أشار إليهم القرآن الكريم في قوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}،[١]وقد قال قتادة رحمه الله في تفسير هذه الآية: هم التابعون، وفي قوله سبحانه وتعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}،[٢]قال عكرمة: هم التابعون، وقال بن عجيبة رحمه الله: هم التابعون بإحسان إلى يوم القيامة. [٣]

المقصود بالتابعين

التابعي هو من لقي ولو واحدًا من الصحابة مسلمًا، ومات على الإسلام، والتابعون نقلوا عن الصحابة ما نقلوه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان منهم من كان أشبه الناس بالصحابة لقرب عهدهم وطول صحبتهم بجوارهم، وقد اختلف أهل العلم في افضلهم، فأهل المدينة يرون أن أفضل التابعين هو سعيد بن المسيَّب رحمه الله، وأهل البصرة يقولون بل الحسن البصري رحمه الله، وأهل الكوفة يقولون ليس أفضل من أويس القرني، لحديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْس"[٤][٥]

أسماء التابعين وعددهم

من بعد الصحابة، كان للتابعين الفضل في نشر دين الله ورفع راية الله وهم يجاهدون في سبيل الله في البلاد التي فتحوها وجعلوا من مناقبهم فيها آية يسير الناس بها في أسواقهم، وفيما يأتي أسماء أشهر التابعين:[٦]

  • حسن البصري.
  • سعيد بن جبير.
  • عمر بن عبد العزيز.
  • محمد بن سيرين.
  • عطاء بن أبي رباح.
  • ذكوان بن كيسان.
  • إياس بن معاوية المزني.
  • رجاء بن حيوة.
  • عامر التميمي.
  • عروة بن الزبير.

وقد انتشر التابعون في بلاد الله، تنوعت فتوحاتهم واختلفت أعدادهم في كل الأمصار، لذلك من العسير حصر عدد التابعين، لأن الصحابة -رضوان الله عليهم- ليس لهم عدد معين، وقد انتشروا في بلاد الله والتقوا بجموع من البشر لا يحصون في الشرق والغرب، لذلك لا يمكن حصر التابعين في عدد معين.[٧]

من سير التابعين

من التابعين المشهورين الذين امتلأت كتب السير بذكر فضائلهم ومناقبهم، الإمام الحسن البصري، وهو الحسن بن أبي الحسن يسار السيد الإمام أبو سعيد البصري إمام زمانه، وقد قرأ على حطان بن عبدالله الرقاشي عن أبي موسى الأشعري على أبي العالية عن أبي وزيد وعمر وروى عنه أبو عمرو بن العلاء وسلام بن سليمان الطويل ويونس بن عبيد وغيرهم.[٥]

الثناء على الحسن البصري وذكر فضائله

عن أبي بردة، قال: ما رأيت أحدًا أشبه بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- منه، وقال حميد ويونس: ما رأينا أحدًا أكمل مروءة من الحسن وعن أمة الحكم، قالت: كان الحسن يجيء إلى حطان الرقاشي، فما رأيت شابًا قط كان أحسن وجها منه، وقال قتادة: ما كان أحد أكمل مروءة من الحسن، وقال يونس بن عبيد: أما أنا فإني لم أر أحدًا أقرب قولًا من فعل من الحسن، وعن علي بن زيد، قال: سمعت من ابن المسيب، وعروة، والقاسم وغيرهم، ما رأيت مثل الحسن، ولو أدرك الصحابة وله مثل أسنانهم ما تقدموه.[٨]

من مواقف الحسن البصري

جاء عن علقمة بن مرثد أنه قال: لما وَلِي عمر بن هبيرة العراق، أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي، فأمر لهما ببيت، وكانا فيه شهرًا، ثم إن الخصيَّ -وكان عند الأمراء هذا النوع من الناس- غدا عليهما ذات يوم، فقال لهما: إن الأمير داخل عليكما، فجاء عمر بن هبيرة -الأمير- يتوكأ على عصًا له، فسلم ثم جلس معظمًا لهما، فقال: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يُنْفِذُ كُتُبًا، أعرف أن في إنفاذها الهلكة، فإن أطعته عصيت الله، وإن عصيته أطعت الله، فهل تريان لي في متابعتي له فرجًا؟[٩]

فقال الحسن البصري، يا أبا عمرو! -وهو الشعبي- أجب الأمير، فتكلم الشعبي، فانحط في حِيَل ابن هبيرة، -كأنه يلتمس له أعذارًا وأشياءً- فقال: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟! قال: أيها الأمير! قد قال الشعبي ما قد سمعتَ، قال: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟ فقال: يا عمر بن هبيرة! يوشك أن يتنزل بك ملك من ملائكة الله تعالى، فظ غليظ، لا يعصي الله ما أمره، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، يا عمر بن هبيرة! إن تتقِ الله يعصمك من يزيد بن عبد الملك، ولا يعصمك يزيد بن عبد الملك من الله عز وجل، يا عمر بن هبيرة! لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك نظرة مقت، فيغلق بها باب المغفرة دونك، يا عمر بن هبيرة! لقد أدركتُ أناسًا من صدر هذه الأمة كانوا والله على الدنيا وهي مقبلة أشد إدبارًا من إقبالكم عليها وهي مدبرة، يا عمر بن هبيرة! إني أُخوِّفك مقاماً خوَّفَكَهُ الله تعالى، فقال: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}[١٠].يا عمر بن هبيرة! إن تكُ مع الله تعالى في طاعته كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك، وإن تكُ مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله وكَلَكَ الله إليه، قال: فبكى عمر بن هبيرة.[٩]

المراجع

  1. سورة التوبة، آية: 100.
  2. سورة الجمعة، آية: 3.
  3. " فضل التابعين"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  4. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2064 ، صحيح.
  5. ^ أ ب "معرفة الصحابة والتابعين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  6. "قائمة التابعين"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  7. " التابعون.. تعريفهم .. وعددهم "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  8. "سيرة الحسن البصري"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  9. ^ أ ب " وقفات ومواعظ من حياة الحسن البصري"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  10. سورة إبراهيم، آية: 14.
4858 مشاهدة
للأعلى للسفل
×