أسماء الجنة في القرآن الكريم

كتابة:
أسماء الجنة في القرآن الكريم
الجنة هي السعادة الكبرى والحياة الأبديّة، والفوز العظيم، هي دار المؤمنين، والغاية التي يسعى إليها كل مسلم صادق عرف قدرها حق المعرفة وتعرّف على نعيمها الدائم، لا يعتري سكّانها تعبٌ أو حَزن، ويتمتعون فيها بما شاؤوا مما أعده الله لهم، ومن رحمته تعالى أن بيّن في كتابه سُبل الوصول إليها، وكذلك أرشدنا سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم من خلال سنّته ما يوضّح صفات هذه الدار وأهلها.


أسماء الجنّة في القرآن الكريم

وردت في القرآن الكريم أسماء كثيرةٌ ومختلفةٌ للجنة، نذكر منها ما يأتي:[١]

  • الجنّة: وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم، يقول الله في سورة النساء: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}.[٢]
  • دار السلام: قال تعالى في سورة الأنعام: {لَهُم دارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِم وَهُوَ وَلِيُّهُم بِما كانوا يَعمَلونَ}،[٣] وقال في موضعٍ آخر في سورة يونس: {وَاللَّـهُ يَدعو إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهدي مَن يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ}.[٤]
  • دار الخُلد: قال تعالى في سورة الفرقان: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا}.[٥]
  • دار المقامة: قال تعالى في سورة فاطر: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}.[٦]
  • جنة المأوى: قال تعالى في سورة السجدة: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[٧]
  • جنات عدن: قال تعالى في سورة الرعد: {جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم}.[٨]
  • الفردوس: قال الله تعالى في سورة الكهف: {إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا}،[٩] وقال تعالى في سورة المؤمنون: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.[١٠]
  • جنات النعيم: يقول تعالى في سورة يونس: {إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهديهِم رَبُّهُم بِإيمانِهِم تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ في جَنّاتِ النَّعيمِ}[١١]
  • المقام الأمين: قال تعالى في سورة الدّخان: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}.[١٢]
  • مقعد صدق: قال تعالى في سورة القمر: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}.[١٣]
  • دار الحيوان: يقول تعالى في سورة العنكبوت: {وَمَا هَـذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.[١٤]
  • الغُرفة: يقول تعالى في سورة الفرقان: {أُولَـئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}.[١٥]
  • الحُسنى: يقول تعالى في سورة يونس: {لِلَّذينَ أَحسَنُوا الحُسنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرهَقُ وُجوهَهُم قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولـئِكَ أَصحابُ الجَنَّةِ هُم فيها خالِدونَ}.[١٦]

ذكر الجنّة في القرآن الكريم

ذكر الله -سبحانه وتعالى- الجنة في القرآن الكريم في مائةٍ وخمسةَ عشرَ موضعاً مختلفاً، وجاء لفظ الجنة فيها بصيغتي الجمع والإفراد، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}،[١٧] وقال -تعالى-: {إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}،[١٨] ويُستثنى من مدلول لفظ الجنة إذا ما اقترن بما يدل على أنها بُستان في الأرض، كقوله -تعالى-: {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ}،[١٩] وكقوله -تعالى- على لسان المشركين في حوارهم مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: {أَو تَكونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَخيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجيرًا}.[٢٠][٢١]

سُبل دخول الجنّة

سُبُل دخول الجنة كثيرةٌ جداً في الإسلام، وقد اختصر لنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- تلك السبل في حديث واحد، فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، ويباعدني منَ النَّارِ، قال: لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنَّهُ ليسيرٌ علَى من يسَّرَه اللهُ عليه، تعبدُ اللهَ ولا تشرِكُ بِه شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ، ثمَّ قالَ: ألا أدلُّكَ علَى أبوابِ الخيرِ؟ الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ، كَما يطفئُ الماءُ النَّارَ، وصلاةُ الرَّجلِ في جوفِ اللَّيلِ، ثمَّ تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ الْمَضَاجِعِ) حتَّى بَلغَ: يَعمَلونَ) ثمَّ قال: ألا أُخبِرُك بِرأسِ الأمرِ، وعمودِه، وذِروَةِ سَنامِه؟ قلت: بلَى، يا رسولَ اللهِ، قال: رأسُ الأمرِ الإسلام، وعمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سَنامِهِ الجِهادُ، ثمَّ قال: ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلِك كلِّه؟ قلتُ: بلَى، يا نبيَّ اللهِ، فأخذَ بلسانِهِ، وقال: كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا نبيَّ اللهِ، إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟ قال: ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النار على وجوهِهِم، أو على مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم).[٢٢][٢٣]

المراجع

  1. سليمان حسن رطروط، الجنة في القرآن الكريم، صفحة 22-36. بتصرّف.
  2. سورة النساء ، آية:124
  3. سورة الأنعام ، آية:127
  4. سورة يونس ، آية:25
  5. سورة الفرقان، آية:15
  6. سورة فاطر ، آية:34 -35
  7. سورة السجدة ، آية:19
  8. سورة الرعد ، آية:23
  9. سورة الكهف ، آية:107
  10. سورة المؤمنون ، آية:11
  11. سورة يونس ، آية:9
  12. سورة الدخان، آية:51
  13. سورة القمر ، آية:55
  14. سورة العنكبوت ، آية:64
  15. سورة الفرقان ، آية:76
  16. سورة يونس ، آية:26
  17. سورة البقرة ، آية:82
  18. سورة الحج، آية:14
  19. سورة البقرة ، آية:265
  20. سورة الإسراء ، آية:91
  21. فخري أحمد سليمان، أسماء الجنة في القرآن الكريم ألفاظها دلالاتها، صفحة 2-5. بتصرّف.
  22. رواه الألباني ، في تخريج مشكاة المصابيح ، عن معاذ بن جبل ، الصفحة أو الرقم:28، حديث حسن.
  23. "الأعمال التي تدخل الجنة "، إسلام ويب.
6014 مشاهدة
للأعلى للسفل
×