محتويات
أسماء زوجات سيدنا يعقوب
يُذكَرُ في كُتُبِ العلماء أنّ نبيَّ اللهِ يعقوب -عليه السلام- كان له أربع زوجاتٍ، نذكرهنّ على النّحو الآتي:
- زوجته لِيا؛ وقد أنجبَت منه أربعة أولاد.[١]
- زوجته راحيل؛ وهي أمُّ نبيُ اللهِ يوسف -عليه السّلام- وأخيهِ بنيامين،[١] وُيقالُ إنّها أختُ لِيا الصغرى، وأنّ زواجَ الأختين كان مُباحاً وقتها،[٢] وكانتا بنات خالة يعقوب، وقد تزوّج لِيا ثمّ تزوجَ راحيل بعدها بسبعِ سنوات.[٣]
- زوجته زلفا؛[٢] وقيل إنّها أنجبت له من الأولاد ثلاثة.[١]
- زوجته بلها؛ ويقال فيها أيضاً أنّها كانت جارية،[٢] وأنّها قد أنجبت له من الأولادِ ثلاثة.[١]
أسماء سيدنا يعقوب
يُذكَرُ في كُتُبِ العلماء أنّ اللهَ تعالى -جلّ جلاله- سمّى سيدنا يعقوب -عليه السلام- بإسرائيل، وأنّ ورودَ الآيات التي فيها بَني إسرائيل في القرآنِ الكريم تعني ابتداءً بَني يعقوب -عليه السلام-، فالله -تعالى- ناداهُ بهذينِ الاسمين في كتابه الكريم؛ يعقوب وإسرائيل،[٤] وفي تفسيرِ معنى الاسم الثاني أقوالٌ عدّة، نذكر منها ما يأتي:
- القول الأول: إن إسرائيلَ معناه عبد الله؛ وهذا وفقاً للّغة العِبرية،[٥] إذ إنّ كلمة "إسرا" تعني عبد، وكلمةُ "إيل" تعني الله، فكانَ معناه بذلك عبد الله، وممّن قال بذلك ابن عباس -رضي الله عنه-.[٦]
- القولُ الثاني: سُمِّيَ بإسرائيل لسريانه في الليل؛ وهو قولُ الطبري وغيره، إذ يرون أنّ أخا يعقوبَ -عليه السلام- العيص كان قد هدّده بالقتل، فهرب منه -عليه السلام-، فكان يسري طوالَ الليل، فسُمّي لذلك بإسرائيل.[٧]
التعريف بسيدنا يعقوب
نُبيّن ملخّصاً وتعريفاً بسيّدنا يعقوب -عليه السلام- فيما يأتي:
- اسمه ونسبه: هو يعقوب بِن إسحاق بِن إبراهيم -عليهم السّلام-،[٨] وجاءت بُشرى الملائكة بِه لجدّه إبراهيم في القرآن الكريم، كما قال -تعالى-: (فَبَشَّرناها بِإِسحاقَ وَمِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقوبَ).[٩][١٠]
- لقبه: يُلقّب سيدنا يعقوب -عليه السلام- بإسرائيل، وبنوهُ هم بنو اسرائيل، وإسرائيلُ كلمةٌ عِبرِيةٌ تعني عبد الله كم تمّ ذكره سابقاً.[١٠]
- أخوه: يُذكر في الكُتب أنّه كانَ لِسيدنا يعقوب -عليه السلام- أخٌ توأم يُسمّى العيص، وقد خَرَجَ مِن بطنِ أُمّه قبلَ سيدنا يعقوب -عليه السلام-،[١١] وكانت طِباعُهُما مختلفةً عن أخيه، إذ كان العيصُ غَليظاً فَظّاً، يعمل بالصيدَ والقنص، وكان سيدنا يعقوب -عليه السلام- هَيّناً لَيّناً، يُحسِنُ الزّرع والاعتناء بالماشية.[١٢]
- قصّة زواجه: يُذكَرُ في الكُتبِ أنّ سيدنا يعقوب -عليه السّلام- كانَ على خِلافٍ مع أخيهِ، فاشتكى ذلكَ إلى أبويهِ، فأرشَدَاهُ إلى الاتجاهِ إلى مَنطِقَةِ حرّان، والبقاءُ فيها عِندَ خالهِ بعضاً مِنَ الوقتِ، فلمّا ذَهَبَ أعجَبَتهُ ابنة خالهِ الصّغرى راحيل، وكانت آيةً في الجمالِ، فخطبها ولكنّ خالهُ طلبَ منه أن يرعى له المواشي مدّة سَبِع سنينَ مهراً لها قبل أن يزوّجه إياها، ففعلَ -عليه السّلام- حتّى إذا انتهت المُدّةُ زوَّجَهُ خاله أختها الكبرى لِيا، إذ كان من عاداتِهم أن لا تتزوّج الأختُ الصّغرى قبلَ الكبرى.[١٠]
- ولكن سيدنا يعقوب -عليه السلام- أصرّ على الزواجِ من راحيلِ، فطلب خالهُ منه أن يرعى له سَبعَ سنوات أُخرى حتّى انتهت بزواجه منها، وأنجبت له نبيَّ الله يوسفَ -عليه السلام-، ووهب خال يعقوب لكلٍّ مِن بِنتَيْه جارية، فنَكَحَهُما يعقوب -عليه السلام- وأصبحَ له بذلك أربع زوجاتٍ، أختان اثنتان وجاريتان اثنتان.[١٠]
- أولاده: أولادهُ هُمُ المُلّقبونَ في القرآنِ الكريم بالأسباطِ، وهم اثنا عشرَ رَجُلاً،[٨] وسيأتي بيانهم لاحقاً.
- رسالته: كان نبيُّ اللهِ يعقوب -عليه السلام- يُوحَى إليهِ، وقد كَلَّفَهُ اللهُ -تعالى- بتبليغِ الرّسالة، وأخبرنا القرآنُ الكريم أنّ يعقوب -عليه السلام- كان يُوصي أبناءهُ باتّباعِ الدّين، قال -تعالى-: (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).[١٣][١٠]
- صفاته: كانَ سيدنا يعقوب -عليه السلام- حَليماً صَبوراً مُتَوكِّلاً على الله -عز وجل- في شتّى أموره، كما جاء في القرآن الكريم أنّه قابل غياب يوسف وأخيه بقوله: (وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ)،[١٤] وعندما غاب عنه ابنه الثاني قال لإخوته: (يا بَنِيَّ اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأَخيهِ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ).[١٥][١٠]
- فهذا الأب المفجوعُ بأبنائهِ لَم يكن لِيَيأسَ أو يجزعَ من رحمةِ الله، وليس هذا فحسب، بل ولم يردَّهم لمّا طلبوا منه أن يستغفرَ لهمُ الله -عز وجل- على أخطائِهم وظلمِهم لإخوتهم، كما جاء في القرآن الكريم: (قالوا يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئينَ* قالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبّي إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ)،[١٦] ويُستنتجُ مِن ذلكَ كُلّهِ صفات سيدنا يعقوب -عليه السلام- من الرّفق والتّسامح والحِلم والصّبر.[١٠]
- منزلته: إنّ لسيدنا يعقوب -عليه السلام- منزلةً رفيعةً عندَ اللهِ -عز وجل-، فقد امتدحَ الله -عز وجل- صبرَ سيدنا يعقوب -عليه السلام- بالرّغمِ مِن كلّ ما مرَّ بِه مِن صعابٍ، إذ فَقَدَ ولدهُ المفضّل، وفَقَدَ بصره، وعانى مِنَ الحزنِ أمرّه، حتّى فَتَحَ اللهُ -عز وجل- عليهِ وأعادَ إليهِ ولده وبصره.[١٧]
- وفاتُه: يُذكر في الكُتُب أنّ نبيّ الله يعقوب -عليه السلام- تُوفّيَ في مِصر موصّياً أن يُحمَلَ إلى الأرض المقدَّسة وأن يُدفَنَ عندَ أبيه وجدِّه،[١٨] فَحَمَلَهُ يوسف -عليه السلام- ودفنه عند قبر أبيه إسحاق، وكان عُمره عندما تُوفّي مئة وسبعَاً وأربعين سنة،[٨] بعدَ أن مَكَثَ في مصر سبعَ عشرة سنة كما ذكر ابن كثير في كتابه "قصص الأنبياء".[١٩]
أولاد سيدنا يعقوب
إنّ لسيدنا يعقوب -عليه السّلام- اثنا عشرَ ولداً، رزقهُ اللهُ إياهم من أربعةِ نساءٍ، وسُمّوا لاحقاً بالأسباط، وكانَ أكبرُهُم روبيل من زوجته الأولى لِيا، ثمّ شمعون ولاوى ويهودا، ومِن زوجته راحيل رُزِقَ بسيدنا يوسفَ -عليه السلام- وأخيه بنيامين، ويقالُ إنّ راحيل ماتت في نَفاسِها ببنيامين،[٢٠] ويقالُ إنّ يعقوبَ -عليه السّلام- دفنها في بيت لحم في فلسطين وأنّ قبرها لا يزالُ موجوداً حتّى الآن،[٢١] ومن الجاريتينِ كانَ له: أيساخر وزابلون -ويُذكرُ في الكتبِ أنّهما ولدا لِيا ولَيْسا ولدا الجارية-،[٢١] وكذلك آشر وجاد ونفتالي ودان،[٢٢] كما يُذكَرُ في الكتبِ أنّ يعقوب -عليه السلام- كانَ لهُ بجانبِ الأولادِ بنتٌ واحدةٌ مِن زوجتهِ الأولى ليا،[٢١] واختلفوا في اسمها فقالوا اسمها رحمة، وقالوا بل كانَ اسمها دينا، وقيلَ إنّها تزوّجت لاحقاً من نبيِّ الله أيوب -عليه السلام- والله أعلم.[٢٠]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ملك غلام مرتضى، كتاب تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، المدينة المنورة: مجلة الجامعة الإسلامية، صفحة 152، جزء 59. بتصرّف.
- ^ أ ب ت رحمت الله الهندي (1989م)، إظهار الحق (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 1322، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ المطهر المقدسي، البدء والتاريخ، مصر: مكتبة الثقافة الدينية، صفحة 66، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ أبو المظفر السمعاني (1997م)، تفسير السمعاني (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 70، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ الشنقيطي (1426ه)، العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (الطبعة الثانية)، مكة المكرمة: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، صفحة 54، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1433م)، موسوعة الملل والأديان - الدرر السنية، dorar.net، صفحة 23، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مكي بن أبي طالب (2008م)، الهداية الى بلوغ النهاية (الطبعة الأولى)، الإمارات العربية المتحدة: مجموعة بحوث الكتاب والسنة، صفحة 3642، جزء 5. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن الدَّوَاداري (1994م)، كنز الدرر وجامع الغرر، إدوارد بدين، صفحة 218-219، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية: 71.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ أحمد غلوش (2002م)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 184-186. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 185-186، جزء 68. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين الهرري (2001م)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الأولى)، لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 300، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 132.
- ↑ سورة يوسف، آية: 18.
- ↑ سورة يوسف، آية: 87.
- ↑ سورة يوسف، آية: 97-98.
- ↑ رمضان الدسوقي (2004م)، جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر، مصر: رسالة دكتوراة محفوظة بمكتبة كلية أصول الدين، صفحة 190. بتصرّف.
- ↑ أَبُو اليُمْن العُلَيْمي (2009م)، فتح الرحمن في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، لبنان: دار النوادر، صفحة 202، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير (1968م)، قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: مطبعة دار التأليف، صفحة 357-359، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب سبط ابن الجوزي (2013م)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة الأولى)، سوريا: دار الرسالة العالمية، صفحة 436، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن كثير (1968م)، قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: مطبعة دار التأليف، صفحة 305، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أَبُو اليُمْن العُلَيْمي، الأنس الجليل، عمان: مكتبة دنديس، صفحة 65، جزء 1. بتصرّف.