أشجار الجنة التي ذكرت في القرآن الكريم

كتابة:
أشجار الجنة التي ذكرت في القرآن الكريم

أشجار الجنة التي ذكرت في القرآن الكريم

أعدّ الله -تعالى- الجنة لعباده المؤمنين الموحدّين، وجعلها دار نعيم أبدي لهم، وجعل كلّ ما فيها ثواباً وجزاءً لهم على ما فعلوه في حياتهم الدنيا؛ فكان كلّ شيء فيها يفوق قدرة العقل البشري على تخيّله؛ من شدّة بهاء وجمال النعيم فيها، ومن بين ذلك أشجار الجنة التي لا تشبه أشجار الدنيا، وقد ذكر القرآن الكريم أسماء بعضها كما يأتي:

  • شجرة السّدر

وقد جاء ذكرها في قوله -تعالى-: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ* فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ)،[١] وشجرة السدر هي شجرة النبق المعروفة، وهو شجر له شوك في الدنيا، ولكنه في الجنة يكون مخضوداً؛ أي بلا أشواك.[٢]

وجاء ذكرها أيضاً في موضع آخر من القرآن وسمّيت بسدرة المنتهى، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)،[٣] وهي الشجرة التي رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، ووصفها بأنّ أوراقها ملونة، وأن أوراقها كبيرة كآذان الفيلة، وأن ثمار كبيرة جدّاً.[٤]

  • شجرة الطلح

قال الله -تعالى- في سورة الواقعة في تتمة الآيات السابقة: (وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ)،[٥] والطلح أحد أنواع الأشجار التي تعيش في بلاد الحجاز، وهو نبات شائك أيضاً، لكنه يكون في الجنة منضوداً؛ أي أعدّه الله -تعالى- للأكل دون تعب وعناء.[٢]

وتكمن الحكمة من ذكر الله -تعالى- لأشجار السدر ذات الثمار الضعيفة القليلة، وشجرة الطلح التي لا يستفاد منها غالباً غير ظلّها دون غيرهما من أشجار الدنيا ذات الثمار اللذيذة؛ وذلك ليعلم المؤمن أنّ هذه الأشجار قليلة النفع في الدنيا، فما باله بالأشجار ذات النفع العظيم كيف ستكون معدّة له في الجنة.[٤]

  • أشجار النخيل والعنب والرمان

وقد ذكر الله -تعالى- أوصافاً لهذه الأشجار في مواضع كثيرة من القرآن، فقال -تعالى-: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمانٌ).[٦][٤]

  • شجرة الريحان

قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ* فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ).[٧][٤]

أشجار الجنة التي ذكرت في السنة النبوية

جاء أيضاً في أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- ذكر لبعض أشجار الجنة، ومنها:[٨]

  • الشجرة التي يسير فيها الركب مسيرة مئة عام.
  • شجرة طوبى

وهي شجرة عظيمة يخرج منها ثياب أهل الجنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طُوبى شجرةٌ في الجنةِ، مسيرةُ مائةِ عامٍ، ثيابُ أهلِ الجنةِ تخرجُ من أكمامها).[٩]

وصف أشجار الجنة

ممّا لا شكّ فيه أنّ أشجار الجنة لا تشبه أشجار الدنيا البتة، وقد جاء ذكر أوصاف أشجارها ونباتاتها في كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه، وهي كما يأتي:[١٠]

  • كثرة أشجار الجنة وتنوعها

بما يفوق ما كان في الحياة الدنيا، فيجد المؤمن فيها ما يشتهي وما يستلذ.

  • دوام عطاء هذه الأشجار

فهي ليست كأشجار الدنيا التي تفنى في مدة زمنية معينة، بل أشجار الجنة دائمة الثمر ودائمة الظل، ودائمة الخضرة.

  • دنو ثمار أشجارها من المؤمنين؛ فهي تأتيهم عندما يشتهونها، وتتدلّى لهم.
  • سيقان أشجارها باسقة نامية، وهي من ذهب.

المراجع

  1. سورة الواقعة، آية:27-28
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 172. بتصرّف.
  3. سورة النجم، آية:13-16
  4. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 98-100. بتصرّف.
  5. سورة الواقعة، آية:29
  6. سورة الرحمن، آية:68
  7. سورة الواقعة، آية:88-89
  8. سليمان الاشقر، الجنة والنار، صفحة 179-181. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن ابي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1985، لا بأس به.
  10. سليمان الأشقر، الجنة والنار، صفحة 176-178. بتصرّف.
6367 مشاهدة
للأعلى للسفل
×