محتويات
قصيدة إن الحبيبة حبها لم ينفد
يقول المتلمس الضبعي:
إِنَّ الحَبيبَةَ حُبُّها لَم يَنفَدِ
- وَاليَأسُ يُسلي لَو سَلَوتَ أَخادَدِ
قَد طالَ ما أَحبَبتَها وَوَدِدتَها
- لَو كانَ يُغني عَنكَ طولُ تَوَدُّدِ
إنَّ العِراقَ وَأَهلَهُ كانُوا الهَوى
- فَإِذا نَأى بي وُدُّهُم فَليَبعُدِ
فَلتَترُكَنَّهُمُ بِلَيلٍ ناقَتي
- تَذَرُ السِماكَ وَتَهتَدي بِالفَرقَدِ
تَعدو إِذا وَقَعَ المُمَرُّ بِدَفِّها
- عَدوَ النَحوصِ تَخافُ ضيقَ المَرصَدِ
أُجُدٌ إِذا اِستَنفَرتُها مِن مَبرَكٍ
- حُلِبَت مَغابِنُها بِرُبٍّ مُعقَدِ
وَإِذا الرِكابُ تَواكَلَت بَعدَ السُرى
- وَجَرى السَرابُ عَلى مُتونِ الجَدجَدِ
مَرِحَت وَطاحَ المَروُ مِن أَخفافِها
- جَذبَ القَرينَةِ لِلنَجاءِ الأَجرَدِ
لِبِلادِ قَومٍ لا يُرامُ هَدِيُّهُم
- وَهَدِيُّ قَومٍ آخَرينَ هُوَ الرَدِي
كَطُرَيفَةَ بنِ العَبدِ كانَ هَدِيَّهُم
- ضَربوا قَذالَةَ رَأسِهِ بِمُهَنَّدِ
قصيدة أم الملائك والبدور
يقول أحمد شوقي:
أُمّ الملائك والبدور
- أهلًا بهودجك الطهور
لما أقلَّك فاض من
- نور الزيارة والمزور
عَطِر الستور كأنما
- قد صيغ من تلك الستور
الله أكبر إذ طلع
- ت على المدائن والثغور
أقبلتِ كالرزق الكري
- م وكالشفاء وكالسرور
الشمس تُزهر في السما
- ء وأنت أزهر في الخدور
وممالك ابنك تزدهي
- ورعية ابنك في حبور
في موكب جم السنا
- والعز مكِّىِّ العبير
لفت الزمانَ جلاله
- بين التخطر والسفور
الناس فوق طريقه
- كزحامهم يوم النشور
يمشون نحوكِ بالمصا
- حف والذبائح والنذور
فكأنما قد بشَّروا
- بالطهر عائشة البشير
طافوا بهودجها اغتنا
- ما للمثوبة والأجور
يتساءلون عن العنا
- ية كيف منّت بالظهور
وعن السعادة هل تجرّال
- ذيل في الجمّ الغفير
ولقد أشرتِ براحتي
- ك فكبَّروا ليدِ المشير
قال اليتيم عرفتها
- وسما لها بصر الفقير
هلا مددت يد النوا
- ل الجم للقبل الكثير
يا بنت إلهامي الذي
- بهرالخلائق بالمهور
وبراحة فوق السحا
- ب وفوق مقدرة البحور
كان المعظَم في الخوا
- قين الأميرَ على الصدور
أما العزيز محمد
- فثناؤه نور العصور
ضُربت به الأمثال في
- فضل وفي كرم وخِير
وفتاكِ عند الحاثا
- ت أقرّ حلما من ثبير
الدين والدنيا له
- فضل من الله القدير
ملء المحافل ملء عي
- ن زمانه ملء السرير
نسب خطير زانه
- ما نلتِ من حسب خطير
أمن الشموس حفيدتا
- ك البرتَّان أم البدور
أم من كريمات الحسي
- ن صباحه يوم النقور
فتحية وعطية
- نور يسير بجنب نور
قصيدة سأقول لك أحبك
يقول نزار قباني:
- حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه
- فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ أو يفعلونَهْ
- عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي
- في تغيير حجارة هذا العالمْ
- وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ
- شجرةً بعد شَجَرَهْ
- وكوكباً بعد كوكبْ
- وقصيدةً بعد قصيدَه
- سأقولُ لكِ أُحِبُّكِ
- وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري
- ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا
- وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة
- هي يدي أنا
- سأقولها عندما أصبح قادراً
- على استحضار طفولتي وخُيُولي وعَسَاكري
- ومراكبي الورقيَّهْ
- واستعادةِ الزَمَن الأزرق معكِ على شواطيء بيروتْ
- حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي
- فأغطّيكِ عندما تَنْعَسينْ
- بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصيفْ
- سأقولُ لكِ أُحِبُّكِ
- وسنابلَ القمح حتى تنضجَ بحاجةٍ إليكِ
- والينابيعَ حتى تتفجَّرْ
- والحضارةَ حتى تتحضَّرْ
- والعصافيرَ حتى تتعلَّمَ الطيرانْ
- والفراشات حتى تتعلَّمَ الرَسْم
- وأنا أمارسَ النُبُوَّهْ
- بحاجةٍ إليكِ
- سأقولُ لكِ أُحِبُّكِ
- عندما تسقط الحدودُ نهائياً بينكِ وبين القصيدَهْ
- ويصبح النومُ على وَرَقة الكتابَهْ
- ليسَ الأمرُ سَهْلاً كما تتصوَّرينْ
- خارجَ إيقاعاتِ الشِّعرْ
- ولا أن أدخلَ في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرفُ أن أتهجَّاهْ
- كَلِمَةً كَلِمَهْ
- ومقطعاً مقطعاً
- إنني لا أعاني من عُقْدَة المثقّفينْ
- لكنَّ طبيعتي ترفضُ الأجسادَ التي لا تتكلَّمُ بذكاءْ
- والعيونَ التي لا تطرحُ الأسئلَهْ
- إن شَرْطَ الشهوَة عندي مرتبطٌ بشَرْط الشِّعْرْ
- فالمرأةُ قصيدةٌ أموتُ عندما أكتُبُها
- وأموتُ عندما أنساها
- سأقولُ لكِ أُحِبُّكِ
- عندما أبرأُ من حالة الفُصَام التي تُمزِّقُني
- وأعودُ شخصاً واحداً
- سأقُولُها عندما تتصالحُ المدينةُ والصحراءُ في داخلي
- وترحلُ كلُّ القبائل عن شواطئ دمي
- الذي حفرهُ حكماءُ العالم الثالث فوق جَسَدي
- التي جرّبتُها على مدى ثلاثين عاماً
- فشوَّهتُ ذُكُورتي
- وأصدَرَتْ حكماً بِجَلْدِكِ ثمانينَ جَلْدَهْ
- بِتُهْمةِ الأُنوثهْ
- لذلك لن أقولَ لكِ أُحِبّكِ اليومْ
- ورُبَّما لن أَقولَها غداً
- فالأرضُ تأخذ تسعةَ شُهُورٍ لتُطْلِعَ زهْرَهْ
- والليل يتعذَّبُ كثيراً لِيَلِدَ نَجْمَهْ
- والبشريّةُ تنتظرُ ألوفَ السنواتِ لتُطْلِعَ نبيَّاً
- فلماذا لا تنتظرينَ بعضَ الوقتْ
- لِتُصبِحي حبيبتي
قصيدة حب وما كان في الصبا جهلا
يقول جبران خليل جبران:
حب وما كان في الصبا جهلا
- بكر يدعو فلم تقل مهلا
أهل الهوى من أجاب دعوته
- ومن عصى ليس للهوى أهلا
هل تبهج المرء نعمة حصلت
- ما لم يكن مبهجا بها أهلا
هل يطلب المجد من مآزقه
- من لم تشجعه مقلة نجلا
يا نجل يعقوب حق همته
- على العلى أن ترى له نجلا
أبوك أسرى الرجال في بلد
- ما زال فيه مقامه الأعلى
وأنت ما أنت في الحمى حسبا
- وأنت من أنت بالحجى فضلا
طبك برء وفيك معرفة
- بالنفس تشفي الضمير معتلا
إن تبدأ الأمر تنهه وإذا
- وليت أمرا كفيت من ولى
ولا ترى الخوف إن تظننه
- سواك أمنا ولا ترى البخلا
تبذل لا عابسا ولا برما
- بطيب نفس يضاعف البدلا
ما ألطف النجدة الجميلة من
- جميل وجه لبى وما اعتلا
رائف زين الشباب حسبك أن
- أحرزت ما لم يحرز فتى قبلا
فكن ونجلاء فرقدي أفق
- يهل فيه الوفاء ما هلا
وطاولا بالزكاء أصلكما
- أكرم بفرع يطاول الأصلا
اليوم تستقبلان سعدكما
- وبابه النضر عاقد فألا
باب من الزهر فادخلاه إلى
- فردوس هذي الحياة واحتلا
أهدت إليه الرياض زنبقها
- والورد والياسمين والفلا
وأودع الشعر فيه زينته
- من كل ضرب بحسنه أدلى
بكل بت ألقت فواصله
- في كل عقد مخضوضر فصلا
وكل لفظف طي نابتة
- كالروح في جسم بهجة حلا
باب على المالكين عز وعن
- حقكما قد إخاله قلا
يا حسن عرس عيون شاهده
- لم تر في غابر له مثلا
عاهد فيه الصفاء ذا كلف
- جارى مناه وشاور النبلا
آثر حوراء نافست أدبا
- خير العذارى وراجحت عقلا
تنابهت عن لداتها خلقا
- وشابهت أبدع الدمى شكلا
توافق النعت واسمها فدعا
- بالسحر في العين من دعا نجلا
ورب عين لولا تعففها
- لامتلأت حومة الهوى قتلى
لله ذاك الوجه المورد ما
- أصبى وذاك الوقار ما أحلى
قد كان في دولة البلاغة من
- يصول فرحا وهكذا ظلا
كلامه رق مبتغاه سما
- نظامه دق فكره جلا
ولا يجارى في المفصحين إذا
- قال خطابًا أو خط أو أعلى
ما زال يأتي بكل رائعة
- وعزمه في البديع ما كلا
إذا توخى الثناء أكمله
- وإن توخى الهجاء ما خلى
حديثه لا يمل من طرب
- إذا حديث من غيره ملا
قصيدة لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
يقول امرئ القيس:
لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
- محل قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل
عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب
- ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت
- عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل
تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ
- أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَل
بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ
- ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَل
فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ
- ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسل
وفِيهِ القَطَا والبُومُ وابنُ حبَوكَلِ
- وطَيرُ القَطاطِ والبَلندَدُ والحَجَل
وعُنثُلَةٌ والخَيثَوَانُ وبُرسُلٌ
- وفَرخُ فَرِيق والرِّفَلّةَ والرفَل
وفِيلٌ وأَذيابٌ وابنُ خُوَيدرٍ
- وغَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَل
وهَامٌ وهَمهَامٌ وطَالِعُ أَنجُدٍ
- ومُنحَبِكُ الرَّوقَينِ في سَيرِهِ مَيَل
فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي
- تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي وانهمَل
فَقُلتُ لَها يا دَارُ سَلمَى ومَا الَّذِي
- تَمَتَّعتِ لَا بُدِّلتِ يا دَارُ بِالبدَل
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ فَقراً ومَألَف
- ومُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَل
ومَأوىً لِأَبكَارٍ حِسَانٍ أَوَانسٍ
- ورُبَّ فَتىً كالليثِ مُشتَهَرِ بَطَل
لَقَد كُنتُ أَسبى الغِيدَ أَمرَدَ نَاشِئ
- ويَسبِينَني مِنهُنَّ بِالدَّلِّ والمُقَل
لَيَالِيَ أَسبِى الغَانِيَاتِ بِحُمَّةٍ
- مُعَثكَلَةٍ سَودَاءَ زَيَّنَهَا رجَل
كأَنَّ قَطِيرَ البَانِ في عُكنَاتِهَ
- عَلَى مُنثَنىً والمَنكِبينِ عَطَى رَطِل
تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
- تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ
- إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ
- كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل
أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ بِذلِّهَ
- إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلَةً غَابَ أَو غَفَل
فَقَالَتِ لِأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ
- فَكَيفَ بِهِ إن مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَل
أَيخفَى لَنَا إِن كانَ في اللَّيلِ دفنُهُ
- فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِلَالُ إِذَا أَفَل
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِرَ الذي
- تَدَانَت لهُ الأَشعَارُ طُراً فَيَا لَعَل
لِمَه تَقتُلى المَشهُورَ والفَارِسَ الذي
- يُفَلِّقُ هَامَاتِ الرِّجَالِ بِلَا وَجَل
أَلَا يا بَنِي كِندَةَ اقتُلوا بِابنِ عَمِّكم
- وإِلّا فَمَا أَنتُم قَبيلٌ ولَا خَوَل
قَتِيلٌ بِوَادِي الحُبِّ مِن غيرِ قَاتِلٍ
- ولَا مَيِّتٍ يُعزَى هُنَاكَ ولَا زُمَل
فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُؤَادُ بحُبِّهَ
- مُهفهَفَةٌ بَيضَاءُ دُرِّيَّة القُبَل
ولى وَلَها في النَّاسِ قَولٌ وسُمعَةٌ
- ولى وَلَهَا في كلِّ نَاحِيَةٍ مَثَل
كأَنَّ عَلى أَسنَانِها بَعدَ هَجعَةٍ
- سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ في القَندِ والعَسَل
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشى تَبختر
- وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخنَ في زَجَل
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنهَا مَشَت
- بِهِ عِندَ بابَ السَّبسَبِيِّينَ لا نفَصَل
فَهِي هِي وهِي ثمَّ هِي هِي وهي وَهِي
- مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّاسِ بالجُمَل
أَلا لا أَلَا إِلَّا لآلاءِ لابِثٍ
- ولا لَا أَلَا إِلا لِآلاءِ مَن رَحَل
فكَم كَم وكَم كَم ثمَّ كَم كَم وكَم وَكَم
- قَطَعتُ الفَيافِي والمَهَامِهَ لَم أَمَل
وكافٌ وكَفكافٌ وكَفِّي بِكَفِّهَ
- وكافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انهَمل
فَلَو لَو ولَو لَو ثمَّ لَو لَو ولَو ولَو
- دَنَا دارُ سَلمى كُنتُ أَوَّلَ مَن وَصَل
وعَن عَن وعَن عَن ثمَّ عَن عَن وعَن وَعَن
- أُسَائِلُ عَنها كلَّ مَن سَارَ وارتَحَل
وفِي وفِي فِي ثمَّ فِي فِي وفِي وفِي
- وفِي وجنَتَي سَلمَى أُقَبِّلُ لَم أَمَل
وسَل سَل وسَل سَل ثمَّ سَل سَل وسَل وسَل
- وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فكَم أَسَل
وشَنصِل وشَنصِل ثمَّ شَنصِل عَشَنصَلٍ
- عَلى حاجِبي سَلمى يَزِينُ مَعَ المُقَل
حِجَازيَّة العَينَين مَكيَّةُ الحَشَ
- عِرَاقِيَّةُ الأَطرَافِ رُومِيَّةُ الكَفَل
تِهامِيَّةَ الأَبدانِ عَبسِيَّةُ اللَمَى
- خُزَاعِيَّة الأَسنَانِ دُرِّيِّة القبَل
وقُلتُ لَها أَيُّ القَبائِل تُنسَبى
- لَعَلِّي بَينَ النَّاسِ في الشِّعرِ كَي أُسَل
فَقالت أَنَا كِندِيَّةٌ عَرَبيَّةٌ
- فَقُلتُ لَها حاشَا وكَلا وهَل وبَل
فقَالت أَنَا رُومِيَّةٌ عَجَمِيَّة
- فقُلتُ لها ورخِيز بِباخُوشَ مِن قُزَل
فَلَمَّا تَلاقَينا وجَدتُ بَنانَه
- مُخَضّبَةً تَحكى الشَوَاعِلَ بِالشُّعَل
ولاعَبتُها الشِّطرَنج خَيلى تَرَادَفَت
- ورُخّى عَليها دارَ بِالشاهِ بالعَجَل
فَقَالَت ومَا هَذا شَطَارَة لَاعِبٍ
- ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيلِ هُو الأَجَل
فَنَاصَبتُها مَنصُوبَ بِالفِيلِ عَاجِل
- مِنَ اثنَينِ في تِسعٍ بِسُرعٍ فَلَم أَمَل
وقَد كانَ لَعبي كُلَّ دَستٍ بِقُبلَةٍ
- أُقَبِّلُ ثَغراً كَالهِلَالِ إِذَا أَفَل
فَقَبَّلتُهَا تِسعاً وتِسعِينَ قُبلَةً
- ووَاحِدَةً أَيضاً وكُنتُ عَلَى عَجَل
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّعَ عِقدُهَ
- وحَتَّى فَصُوصُ الطَّوقِ مِن جِيدِهَا انفَصَل
كأَنَّ فُصُوصَ الطَوقِ لَمَّا تَنَاثَرَت
- ضِيَاءُ مَصابِيحٍ تَطَايَرنَ عَن شَعَل
وآخِرُ قَولِي مِثلُ مَا قَلتُ أَوَّل
- لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
قصيدة يعلمني الحب ألا أحب
يقول محمود درويش:
- يُعلِّمُني الحُبُّ ألاَّ أحِبَّ وَأَنْ أفْتَحَ النَّافِذَهْ
- عَلَى ضِفَّة الدَّرْبِ هَل تَسْتَطيعين أنْ تَخْرُجي مِنْ نداءِ الحَبَقْ
- وَأَنْ تقسمِيني إلى اثْنَيْن أَنْتِ وَمَا يَتَبِقَّى مِنَ الأُغْنِيَهْ
- وَحُبٌ هو الحُبُّ فِي كُلِّ حُبِّ أرى الحُبَّ مَوْتاً لِمَوْتٍ سَبَقْ
- وَريحاً تُعَاوِدُ دَفْعَ الخُيُول إلَى أمِّهَا الرِّيحِ بَيْنَ السَّحَابَة والأوْدِيَهْ
- أًلا تَسْتَطِيعينَ أَنْ تَخْرُجِي مِنْ طَنينِ دَمي كَيْ أْهَدْهِدَ هَذَا الشَّبقْ
- وكَيْ أُسْحَبَ النَّحْلَ مِنْ وَرَق الوَرْدَةِ المُعْدِيهْ
- وَحُبٌ هو الحُبُّ يَسْأًلُنِي كَيْفَ عَادَ النَّبِيذُ إلَى أْمِّه واحْتَرقْ
- وَمَا أًعْذَبَ الحُبَّ حِينَ يُعذب حِينَ يُخرِّب نَرْجسَةَ الأْغْنيهْ
- يُعَلِّمُني الحُبِّ أن لاَ أُحِبَّ وَيَتْرُكُني في مَهَبِّ الوَرَقْ