محتويات
الغزوات والمعارك
بعد أن أذن الله للمسلمين بالقتال في السنة الثانية من الهجرة، كان للنّبي -صلى الله عليه والسلام- عددٌ من الغزوات المباركة تصل في عددها إلى تسع وعشرين غزوة، منها التي انقضت بلا قتال ومنها عكس ذلك[١]، وكان أيضًا على زمنه -صلى الله عليه وسلم- عددٌ من المعارك التي لم يشارك بها بنفسه، ومن هنا جاء التفريق بين الغزوة وبين المعركة والسّرية، حيث اتّخذ جمعٌ من العلماء مشاركة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المعركة هي النقطة الفارقة، فكانت تلك التي يشارك بها بنفسه تسمّى بالغزوة، وأما التي تخلو من مشاركته المباركة فتسمّى بالمعركة أو السرية أو غيرها، وفي هذا المقال تفصيلٌ مختصرٌ لنتائج الغزوات الإسلامية الثلاثة المشهورة فقط.
نتائج الغزوات الإسلامية
نتائج الغزوات الإسلامية لا تختلف من المنظور العام عن نتائج أي معركة أخرى بغض النظر عن أطرافها، سواءٌ من الناحية الاستراتيجية أو الخسائر البشرية أو المساحات الأرضية المكتسبة والمفقودة، إلا أن أهم نتائج الغزوات الإسلامية وكذلك باقي المعارك الإسلامية من منظور الطرف المسلم هي إعلاء كلمة الله، والتي تتميز بها الجيوش الإسلامية فقط، وكما سبق ذكره فسيأتي تاليًا نتائج الغزوات الإسلامية الكبرى:
نتائج غزوة بدر الكبرى
انتصر المسلمون على كفار قريشٍ في غزوةُ بدرٍ، وكان قتلى الكفار سبعين رجلًا، من بينهم بضعٌ من السّادات كأبي جهل وأمية بن خلف والعاص بن هشام[٢]، وأُسر منهم سبعين رجلًا كذلك، ولما بدأت الهزيمة بجيش قريش هرب من نجى منهم تاركين خلفهم الغنائم، وتعدّدت الأحكام في الأسرى، فمنهم من قتل للمصلحة العامة، ومنهم من علّم المسلمين شيئًا من العلم مقابل افتكاك أسره، ومنهم من افتدى نفسه بالمال، وأما من المسلمين فما استشهد منهم إلا أربعة عشرة رجلًا ودُفنوا في بدر[٣].
نتائج غزوة أحد
بعد أن ترك الرماة مواقعهم استطاع خالد بن الوليد أن يسيطر على جبل الرماة ويقلب موازين المعركة لصالح المشركين، واستطاع المشركون الانتصار في هذه المعركة وأخذوا بثأرهم من يوم بدر، واستشهد من المسلمين سبعون رجلا، منهم حمزة سيّد الشهداء والذي مثّل المشركون بجثته، إلا أن قصة هند بنت عتبة ومضغها لكبد حمزة لم يصح دليلها،[٤] واستطاع المشركون من أسر سبعين مسلمًا أيضًا، ولم يقتل منهم إلا ثلاثة وعشرون رجلًا.[٥]
نتائج غزوة الخندق
بعد أن دام حصار المدينة المنورة من الأحزاب مدة ثلاثة أسابيع، تفرق المشركون خائبين دون أن يستطيعوا دخول المدينة، وانتصر المسلمون بالرغم من استشهاد تسعة رجال منهم، وقتل من الأحزاب أربعة، وكانت هذه الغزوة آخر معارك المسلمين التي يغزوهم بها المشركين، حيث جاءت المعارك التالية نتيجة غزو المسلمين للمشركين على عكس غزوة الخندق وما سبقها من الغزوات، وبعد غزوة الخندق تم قتل رجال قبيلة بني قريظة نتيجة لنقضهم العهد مع المسلمين في أصعب الظروف وتحت حصار الأحزاب للمدينة وذلك في غزوة بني قريظة.[٦]
الحكمة من مداولة النصر والهزيمة
لم تكن نتائج الغزوات الإسلامية كلها انتصار للمسلمين، بالرغم من أنه ليس بمعجزٍ على الله -سبحانه وتعالى-، إلا أن الهزيمة حصلت في عدة مواقع كان لها الأثر البليغ على تربية المؤمنين وتعليمهم، فالانتصار الدائم كان سيلحق الصادقين من المسلمين وغير الصادقين منهم بكتيبة الإسلام، فكانت المداولة بمثابة التلقيح لهم، كما أن الهزيمة في بعض المواقع كانت لتعريف المسلمين بسوء عاقبة عصيان الأوامر كما في غزوة أحد، ومن حكمة الله في الهزيمة أيضًا هي الابتلاء والامتحان، حتى ينال بها الصابرون درجات الكرامة التي لا ينالها العبد بأعماله دون الابتلاء، ولعل الانتصار الدائم قد تكسب النفوس بعض الطغيان والركون، وهذا بدوره قد يعيقها عن السعي بجدٍ لمرضاة الله -تعالى- والسير في طريق تحقيقها، ومن الحكم أيضًا في الهزيمة هو أن يكون الطريق للشهادة في سبيل الله صعب الوصول، حيث إن منزلة الشهداء عند الله -تعالى- من أعلى المنازل، والشهداء هم خواصّ الله المقربون إليه من عباده، لكن وبالرغم من تداول الهزيمة والنصر في نتائج الغزوات الإسلامية إلا أن العاقبة للمؤمنين في النهاية لا شكّ في ذلك أبدًا.[٧]
المراجع
- ↑ "غزوات الرسول محمد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "غزوة بدر الكبرى 2هـ"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "غزوة بدر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة أحد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "غزوة الخندق"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "هل إنتصر المسلمون في غزوة أحد"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.