ما أشهر غزوات النبي

كتابة:
ما أشهر غزوات النبي

أشهر غزوات النبي

قام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خلال إرسائه لقواعد الدّولة الإسلاميّة بالعديد من الغزوات، حيث تلقّى هو والصّحابة -رضوان الله عليهم- من كفّار قريش أبشع أنواع العذاب، ممّا اضطرهم إلى الهجرة للمدينة المنورة، وبعدها قامت الغزوات بقيادة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- استرداداً لحقوقهم، ودفاعاً عن الإسلام، وردّاً لهجوم قريش عليهم، وسيتمّ فيما يأتي ذكر أبرز غزوات النبيّ:

غزوة بدر

غزوة بدر هي من أوّل المواجهات القتالية والغزوات في الإسلام،[١] وسيتمّ توضيح أبرز أسبابها وأحداثها ونتائجها فيما يأتي:

  • أسباب غزوة بدر:[٢]
    • استرداد ما نهبه كفّار قريش من أموال المسلمين.[٣]
    • العداء الشديد من كفّار قريش للإسلام والمسلمين، ولإعلاء كلمة الله وكسر شوكة قريش.
    • لحماية الطريق الذي تمرّ فيه القوافل التجارية.
  • أحداث غزوة بدر:[٤]
    • بلغ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما كان من أمر انصراف عير قريش بقيادة أبي سفيان من الشّام، حيث كانوا أربعين رجلاً، وكانت الحافلة مليئةً بأموال كثيرة لقريش.
    • ندب النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- النّاس للخروج لملاقاة هذه العير، وخرج مسرعاً بثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، وكان معهم من الخيل فَرَسان، وكان معهم سبعون بعيراً يركب عليه الرّجلان والثّلاثة على البعير الواحد تعاقباً.
    • استخلف النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- على المدينة وعلى الصّلاة ابن أم مكتوم -رضي الله عنه-.
    • أمّا أبو سفيان فقد بلغه أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد خرج لملاقاته، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاريّ إلى مكة حتى يستصرخ قريش للنّفير ليحموا عِيرهم، ويمنعوها من النبيّ وأصحابه.
    • سار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى منطقة بدر بعد أن استشار أصحابه، ولكن استطاع أبو سفيان أن ينجو بالقافلة، وكتب لقريش أن يرجعوا.
    • لمّا أتاهم الخبر أرادوا الرّجوع، لكنّ أبا جهل رفض ذلك وأمرهم بالتوجّه نحو بدر.
    • سار النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأصحابه حتى نزل أدنى ماء من مياه بدر، وهنا ظهرت فِطنة الحباب بن المنذر، حيث استشار النبيّ أن يسبقوا الكفّار إلى منطقة كثيرة الماء ويطمروا ما سواها.
    • اقترب المشركون من الوصول، وقد بعث النّبي بعض الصحابة إلى بدر يلتمسون الأخبار، فجاؤوا بعبدين لقريش، وعرف النبيّ من خلالهما أنّ عدد المشركين ما بين تسعمئة إلى الألف.
    • وصل كفار قريش إلى الحِياض يُريدون الماء، وهنا استغلّ المسلمون هذه الفرصة فبدؤوا بشنّ الهجوم على المشركين.
  • نتائج غزوة بدر:[٥]
    • انتصار المسلمين نصراً عظيماً، وهزيمة المشركين، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[٦]
    • هلاك أئمة الكفر، ومنهم: أبو جهل، وعقبة بن أبي مُعيط، وأمية بن خلف.
    • حصول المسلمين على غنائم كثيرة.
    • استشهاد 14 رجلاً من المسلمين، وموت 70 رجلاً من المشركين.

غزوة الخندق (الأحزاب)

غزوة الخندق هي ذاتها الغزوة التي تُسمّى بالأحزاب، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة، وقد سمّيت بذلك بسبب الخندق الذي حُفر حول المدينة، وتسمّى بغزوة الأحزاب؛ لتحزّب طوائف من الكفار على قتال المسلمين، وهؤلاء هم: قريش، وغطفان، واليهود، ومن تبعهم، وسيتمّ فيما يأتي توضيح أهم ما جرى في هذه الغزوة:[٧]

  • سبب غزوة الخندق:

نقض يهود بني النضير عهدهم مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، حيث نصّت المعاهدة على حمايتهم للمدينة عند أي اعتداء، لكنّ يهود بني النضير تآمروا مع قبائل قريش ضدّ المسلمين وحرّضوهم على القتال.[٨]

  • أحداث غزوة الخندق:
    • لمّا أخرج النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- اليهود من المدينة غاظهم ذلك، فأوغروا قلوب قريش على النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- حتى يخرجوا لقتاله.
    • ثم ذهبوا إلى غطفان، وحثّوهم على محاربة الرّسول، فخرجت قريش في أربعة آلاف، وكان قائدهم أبو سفيان، وخرجت غطفان بألف مقاتل، وخرجت بنو مرّة بأربع مئة مقاتل، ومجموعهم عشرة آلاف، وقائد الكلّ هو أبو سفيان.
    • لمّا بلغ النّبي خبر خروجهم؛ ندب النّاس لحفر الخندق حول المدينة، وكان -صلّى الله عليه وسلّم يضرب معهم بالمعول ويُساعدهم، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف على الصّحيح المشهور، وكان حفر الخندق بإشارة من سلمان الفارسي -رضي الله عنه-.
    • عندما فرغ النّبي وأصحابه من حفر الخندق، أقبلت قريش وكان الخندق بينهم، وأمر النبي أن تُجعل النّساء والأطفال في الأبنية العالية المرتفعة.
    • ذُكر في العيون: "عظم عند ذلك البلاء، واشتدّ الخوف، وأتاهم عدوّهم من فوقهم ومن أسفل منهم، حتى ظنّ المؤمنون كلّ ظن، ونجم النّفاق من بعض المنافقين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا* إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)".[٩]
    • لم يجرِ بين المسلمين والمشركين قتال، إلّا أنّ مجموعة فرسان من قريش قاموا للقتال ونزلوا لمكان ضيّق من الخندق لكنهم عجزوا عن القتال.
    • بعث الله على المشركين في غزوة الخندق رياحاً شديدة، وبعد طول انتظار أمر أبو سفيان قريش بالانسحاب، وهكذا انتهت المعركة دون قتال.
  • نتائج غزوة الخندق:
    • جاء حذيفة إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وبشّره بانهزام المشركين.
    • استشهاد ستّة من المسلمين، وهم: "سعد بن معاذ، وأنس بن أوس، وعبد الله بن سهل الأوسيون، والطفيل بن النعمان، وثعلبة بن عنمة، وكعب بن زيد".
    • موت "منبّه بن عبيد، ونوفل بن عبد الله المخزوميّ، وعمرو بن عبد ودّ العامري" من المشركين.

المراجع

  1. ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، صفحة 535. بتصرّف.
  2. "أسباب غزوة بدر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2022. بتصرّف.
  3. عبد الله الجلالي، دروس للشيخ عبد الله الجلالي، صفحة 18. بتصرّف.
  4. السيد الجميلي، غزوات النبي، صفحة 28-33. بتصرّف.
  5. صالح بن طه عبد الواحد، سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، صفحة 326-330، جزء 1. بتصرّف.
  6. سورة آل عمران، آية: 123
  7. حسن بن محمد مشاط، إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 354-382. بتصرّف.
  8. السيد الجميلي، غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 75-77. بتصرّف.
  9. سورة الأحزاب، آية:9-11
6748 مشاهدة
للأعلى للسفل
×