أشهر قصائد البحتري

كتابة:
أشهر قصائد البحتري

أشهر قصائد البحتري

  • الغراب منبئ الأنباء.
  • الحبيب ألم من عدوائه.
  • والثَغر خَلف مَسائِه.
  • أَمَواهبٌ هاتيك أم أنواء.
  • الأَزد ما حفظت الإخاء.
  • أيُّها الطالب الطويل عناؤه.
  • سقى دار ليلى حيث حلت رسومها.
  • رحلوا فأية عبرة لم تسكب.
  • شَوق إِليك تَفيض مِنه الأَدمع.


قصيدة: زعم الغراب منبئ الأنباء

زَعَمَ الغُرابُ مُنَبِّئُ الأَنباءِ

أَنَّ الأَحِبَّةَ آذَنوا بِتَناءِ

فَاِثلِج بِبَردِ الدَمعِ صَدرًا واغِرًا

وَجَوانِحًا مَسجورَةَ الرَمضاءِ

لا تَأمُرَنّي بِالعَزاءِ وَقَد تَرى

أَثَرَ الخَليطِ وَلاتَ حينَ عَزاءِ

قَصَرَ الفِراقُ عَنِ السُلُوِّ عَزيمَتي

وَأَطالَ في تِلكَ الرُسومِ بُكائي

زِدني اِشتِياقًا بِالمُدامِ وَغَنِّني

أَعزِز عَلَيَّ بِفُرقَةِ القُرَناءِ

فَلَعَلَّني أَلقى الرَدى فَيُريحُني

عَمّا قَليلٍ مِن جَوى البُرَحاءِ

أَخَذَت ظُهورُ الصالِحِيَّةِ زينَةً

عَجَبًا مِنَ الصَفراءِ وَالحَمراءِ

نَسَجَ الرَبيعُ لِرَبعِها ديباجَةً

مِن جَوهَرِ الأَنوارِ بِالأَنواءِ

بَكَتِ السَماءُ بِها رَذاذَ دُموعِها

فَغَدَت تَبَسَّمُ عَن نُجومِ سَماءِ

في حُلَّةٍ خَضراءَ نَمنَمَ وَشيَها

حَوكُ الرَبيعِ وَحُلَّةٍ صَفراءِ

فَاِشرَب عَلى زَهرِ الرِياضِ يَشوبُهُ

زَهرُ الخُدودِ وَزَهرَةُ الصَهباءِ

مِن قَهوَةٍ تُنسي الهُمومَ وَتَبعَثُ ال

شَوقَ الَّذي قَد ضَلَّ في الأَحشاءِ

يُخفي الزُجاجَةَ لَونُها فَكَأَنَّها

في الكَفِّ قائِمَةٌ بِغَيرِ إِناءِ

وَلَها نَسيمٌ كَالرِياضِ تَنَفَّسَت

في أَوجُهِ الأَرواحِ وَالأَنداءِ

وَفَواقِعٌ مِثلُ الدُموعِ تَرَدَّدَت

في صَحنِ خَدِّ الكاعِبِ الحَسناءِ

يَسقيكَها رَشَأٌ يَكادُ يَرُدُّها

سَكرى بِفَترَةِ مُقلَةٍ حَوراءِ

يَسعى بِها وَبِمِثلِها مِن طَرفِهِ

عَودًا وَإِبداءً عَلى النُدَماءِ

ما لِلجَزيرَةِ وَالشَآمِ تَبَدَّلا

بِكَ يا اِبنَ يوسُفَ ظُلمَةً بِضِياءِ

نَضَبَ الفُراتُ وَكانَ بَحرًا زاخِرًا

وَاِسوَدَّ وَجهُ الرَقَّةِ البَيضاءِ

وَلَقَد تُرى بِأَبي سَعيدٍ مَرَّةً

مُلقى الرِحالِ وَمَوسِمَ الشُعَراءِ

إِذ قَيظُها مِثلُ الرَبيعِ وَلَيلُها

مِثلُ النَهارِ يُخالُ رَأدَ ضَحاءِ.[١]

قصيدة: طيف الحبيب ألم من عدوائه

طَيفُ الحَبيبِ أَلَمَّ مِن عُدَوائِهِ

وَبَعيدِ مَوقِعِ أَرضِهِ وَسَمائِهِ

جَزَعَ اللِوى عَجِلًا وَوَجَّهَ مُسرِعًا

مِن حَزنِ أَبرَقِهِ إِلى جَرعائِهِ

يُهدي السَلامَ وَفي اِهتِداءِ خَيالِهِ

مِن بُعدِهِ عَجَبٌ وَفي إِهدائِهِ

لَو زارَ في غَيرِ الكَرى لَشَفاكَ مِن

خَبَلِ الغَرامِ وَمِن جَوى بُرَحائِهِ

فَدَعِ الهَوى أَو مُت بِدائِكَ إِنَّ مِن

شَأنِ المُتَيَّمِ أَن يَموتَ بِدائِهِ

وأَخٍ لَبِستُ العَيشَ أَخضَرَ ناضِرًا

بِكَريمِ عِشرَتِهِ وَفَضلِ إِخائِهِ

ما أَكثَرَ الآمالَ عِندي وَالمُنى

إِلّا دِفاعُ اللَهِ عَن حَوبائِهِ

وَعَلى أَبي نوحٍ لِباسُ مَحَبَّةٍ

تُعطيهِ مَحضَ الوُدِّ مِن أَعدائِهِ

تُنبي طَلاقَةُ بِشرِهِ عَن جودِهِ

فَتَكادُ تَلقى النُجحَ قَبلَ لِقائِهِ

وَضِياءُ وَجهٍ لَو تَأَمَّلَهُ اِمرُؤٌ

صادي الجَوانِحِ لَاِرتَوى مِن مائِهِ.[٢]

قصيدة: يا غاديًا والثغر خلف مسائه

يا غادِيًا وَالثَغرُ خَلفَ مَسائِهِ

يَصِلُ السُرى بِأَصيلِهِ وَضَحائِهِ

أَلمِم بِساحَةِ يوسُفِ بنِ مُحَمَّدٍ

وَاِنظُر إِلى أَرضِ النَدى وَسَمائِهِ

وَاِقرَ السَلامَ عَلى السَماحَةِ إِنَّها

مَحشورَةٌ مِن دونِهِ وَوَرائِهِ

وأَرى المَكارِمَ أَصبَحَت أَسماؤُها

مُشتَقَّةً في الناسِ مِن أَسمائِهِ

كَلغَيثِ مُنسَكِبًا عَلى إِخوانِهِ

كَالنارِ مُلتَهِبًا عَلى أَعدائِهِ

فارَقتُ يَومَ فِراقِهِ الزَمَنَ الَّذي

لاقَيتُهُ يَهتَزُّ يَومَ لِقائِهِ

وَعَرَفتُ نَفسي بَعدَهُ في مَعشَرٍ

ضاقوا عَلَيَّ بِعَقبِ يَومِ قَضائِهِ

ما كُنتُ أَفهَمُ نَيلَهُ في قُربِهِ

حَتّى نَأى فَفَهِمتُهُ في نائِهِ

يَفديكَ راجٍ مادِحٌ لَم يَنقَلِب

إِلّا بِصِدقِ مَديحِهِ وَرَجائِهِ

وافاهُ هَولُ الرَدِّ بَعدَكَ فَاِنثَنى

يَدعوكَ وَاللُكّامُ دونَ دُعائِهِ

وَمُؤَمَّلٍ صارَعتُهُ عَن عُرفِهِ

فَوَجَدتُ قُدسَ مُعَمَّمًا بِعَمائِهِ

جِدَةٌ يَذودُ البُخلُ عَن أَطرافِها

كَالبَحرِ يَدفَعُ مِلحُهُ عَن مائِهِ

أَعطى القَليلَ وَذاكَ مَبلَغُ قَدرِهِ

ثُمَّ اِستَرَدَّ وَذاكَ مَبلَغُ وائِهِ

ماكانَ مِن أَخذي غَداةَ رَدَدتُهُ

في وَجهِهِ إِذ كانَ مِن إِعطائِهِ

وَعَجِبتُ كُلَّ تَعَجُّبي مِن بُخلِهِ

وَالجودُ أَجمَعُ ساعَةٌ مِن رائِهِ

وَقَدِ اِنتَمى فَاِنظُر إِلى أَخلاقِهِ

صَفحًا وَلا تَنظُر إِلى آبائِهِ

خَطَبَ المَديحَ فَقُلتُ خَلِّ طَريقَهُ

لَيَجوزَ عَنكَ فَلَستَ مِن أَكفائِهِ.[٣]

قصيدة: أمواهب هاتيك أم أنواء

أَمَواهِبٌ هاتيكَ أَم أَنواءُ

هُطُلٌ وَأَخذٌ ذاكَ أَم إِعطاءُ

إِن دامَ ذا أَو بَعضُ ذا مِن فِعلِ ذا

فَنِيَ السَخاءُ فَلا يُحَسُّ سَخاءُ

لَيسَ الَّتي ضَلَّت تَميمٌ وَسطَها ال

دَهناءَ لا بَل صَدرُكَ الدَهناءُ

مَلِكٌ أَغَرُّ لِآلِ طَلحَةَ فَخرُهُ

كَفّاهُ أَرضٌ سَمحَةٌ وَسَماءُ

وَشَريفُ أَشرافٍ إِذا اِحتَكَّت بِهِم

جُربُ القَبائِلِ أَحسَنوا وَأَساؤوا

لَهُمُ الفِناءُ الرَحبُ وَالبَيتُ الَّذي

أُدَدٌ أَواخٍ حَولَهُ وَفِناءُ

وَخُؤولَةٌ في هاشِمٍ وَدَّ العِدى

أَن لَم تَكُن وَلَهُم بِها ما شاؤوا

بَينَ العَواتِكِ وَالفَواطِمِ مُنتَمىً

يَزكو بِهِ الأَخوالُ وَالآباءُ

أَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ اِسمَع عِذرَةً

فيها دَواءٌ لِلمُسيءِ وَداءُ

ما لي إِذا ذُكِرَ الوَفاءُ رَأَيتُني

ما لي مَعَ النَفَرِ الكِرامِ وَفاءُ

يَضفو عَلَيَّ العَذلُ وَهوَ مُقارِبٌ

وَيَضيقُ عَنّي العُذرُ وَهوَ فَضاءُ

إِنّي هَجَرتُكَ إِذ هَجَرتُكَ وَحشَةً

لا العَودُ يُذهِبُها وَلا الإِبداءُ

أَحشَمتَني بِنَدى يَدَيكَ فَسَوَّدَت

ما بَينَنا تِلكَ اليَدُ البَيضاءُ

وَقَطَعتَني بِالجودِ حَتّى إِنَّني

مُتَخَوِّفٌ أَلّا يَكونَ لِقاءُ

صِلَةٌ غَدَت في الناسِ وَهيَ قَطيعَةٌ

عَجَباً وَبِرٌّ راحَ وَهوَ جَفاءُ

لَيُواصِلَنَّكَ رَكبُ شِعرٍ سائِرٍ

يَرويهِ فيكَ لِحُسنِهِ الأَعداءُ.[٤]

قصيدة: يا أخا الأزد ما حفظت الإخاء

يا أَخا الأَزدِ ما حَفِظتَ الإِخاءَ

لِمُحِبٍّ وَلا رَعَيتَ الوَفاءَ

عَذَلًا يَترُكُ الحَنينَ أَنينًا

في هَوىً يَترُكُ الدُموعَ دِماءَ

لا تَلُمني عَلى البُكاءِ فَإِنّي

نِضوُ شَجوٍ ما لُمتُ فيهِ البُكاءَ

كَيفَ أَغدو مِنَ الصَبابَةِ خِلوًا

بَعدَ ما راحَتِ الدِيارُ خَلاءَ

غِبَّ عَيشٍ بِها غَريرٍ وَكانَ الـ

ـعَيشُ في عَهدِ تُبَّعٍ أَفياءَ

قِف بِها وَقفَةً تَرُدُّ عَلَيها

أَدمُعًا رَدَّها الجَوى أَنضاءَ

إِنَّ لِلبَينِ مِنَّةً ما تُؤَدّى

وَيَدًا في تُماضِرٍ بَيضاءَ

حَجَبوها حَتّى بَدَت لِفِراقٍ

كانَ داءً لِعاشِقٍ وَدَواءَ

أَضحَكَ البَينُ يَومَ ذاكَ وَأَبكى

كُلَّ ذي صَبوَةٍ وَسَرَّ وَساءَ

فَجَعَلنا الوَداعَ فيهِ سَلامًا

وَجَعَلنا الفِراقَ فيهِ لِقاءَ

وَوَشَت بي إِلى الوُشاةِ دُموعُ الـ

ـعَينِ حَتّى حَسِبتُها أَعداءَ

قُل لِداعي الغَمامِ لَبَّيكَ وَاِحلُل

عُقَلَ العيسِ كَي تُجيبَ الدُعاءَ

عارِضٌ مِن أَبي سَعيدٍ دَعانا

بِسَنا بَرقِهِ غَداةَ تَراءى

كَيفَ نُثني عَلى اِبنِ يوسُفَ لا كَيـ

ـفَ سَرى مَجدُهُ فَفاتَ الثَناءَ

جادَ حَتّى أَفنى السُؤالَ فَلَمّا

بادَ مِنّا السُؤالُ جادَ اِبتِداءَ

صامِتِيٌّ يَمُدُّ في كَرَمِ الفِعـ

ـلِ يَدًا مِنهُ تَخلُفُ الأَنواءَ

فَهوَ يُعطي جَزلًا وَيُثنى عَلَيهِ

ثمّ يُعطي عَلى الثَناءِ جَزاءَ

نِعَمٌ أَعطَتِ العُفاةَ رِضاهُم

مِن لُهاها وَزادَتِ الشُعَراءَ

وَكَذاكَ السَحابُ لَيسَ يَعُمُّ الـ

ـأَرضَ وَبلًا حَتّى يَعُمَّ السَماءَ

جَلَّ عَن مَذهَبِ المَديحِ فَقَد كا

دَ يَكونُ المَديحُ فيهِ هِجاءَ

وَجَرى جودُهُ رَسيلًا لِجودِ الـ

ـغَيثِ مِن غايَةٍ فَجاءا سَواءَ.[٥]

قصيدة: أيها الطالب الطويل عناؤه

أَيُّها الطالِبُ الطَويلُ عَناؤُه

تَرتَجي شَأوَ مَن يَفوتُكَ شاؤُه

دونَ إِدراكِ أَحمَدِ بنِ سُلَيما

نَ عُلوٌّ يُعيي الرِجالَ اِرتِقاؤُه

ما قَصَدناهُ لِلتَفَضُّلِ إِلّا

أَعشَبَت أَرضُهُ وَصابَت سَماؤُه

حَسَنُ الفِعلِ وَالرُواءِ وَكَم دَلـ

ـلَ عَلى سُؤدُدِ الشَريفِ رُواؤُه

ماءُ وَجهٍ إِذا تَبَلَّجَ أَعطا

كَ أَمانًا مِن نَبوَةِ الدَهرِ ماؤُه

يَتَجَلّى ضِياؤُهُ فَيُجَلّي

ظُلمَةَ الحادِثِ المُضِبِّ ضِياؤُه

قَد وَجَدناهُ مُفضِلًا فَحَطَطنا

حَيثُ لا يَكذِبُ المُرَجّي رَجاؤُه

وَهَزَزناهُ لِلفَعالِ فَأَبدى

جَوهَرَ الصارِمِ الحُسامِ اِنتِضاؤُه

بِأَبي أَنتَ كَم تَرامى بِأَمري

خِلفَةُ الدَهرِ صُبحُهُ وَمَساؤُه

وَإِلَيكَ النَجاحُ فيما يُعاني

آمِلٌ قَد تَطاوَلَ اِستِبطاؤُه

قَد تَبَدَّأتَ مُنعِمًا وَكَريمُ الـ

ـقَومِ مَن يَسبِقُ السُؤَالَ اِبتِداؤُه

فَاِمضِ قُدمًا فَما يُرادُ مِنَ السَيـ

ـفِ غَداةَ الهَيجاءِ إِلّا مَضاؤُه.[٦]

قصيدة: سقى دار ليلى حيث حلت رسومها

سَقى دارُ لَيلى حَيثُ حَلَّت رُسومُها

عِهادٌ مِنَ الوَسمِيِّ وُطفٌ غُيومُها

فَكَم لَيلَةٍ أَهدَت إِلَيَّ خَيالَها

وَسَهلُ الفَيافي دونَها وَحُزومُها

تَطيبُ بِمَسراها البِلادُ إِذا سَرَت

فَيَنعُمُ رَيّاها وَيَصفو نَسيمُها

إِذا ذَكَرَتكِ النَفسُ شَوقًا تَتابَعَت

لِذِكراكِ أُحدانُ الدُموعِ وَتومُها

قَضى اللَهُ أَنّي مِنكِ ضامِنُ لَوعَةٍ

تَقَضّى اللَيالي وَهيَ باقٍ مَقيمُها

أَميلُ بِقَلبي عَنكِ ثُمَّ أَرُدُّهُ

وَأَعذِرُ نَفسي فيكِ ثُمَّ أَلومُها

إِذا المُهتَدي بِاللَهِ عُدَّت خِلالُهُ

حَسِبتَ السَماءَ كاثَرَتكَ نُجومُها

لَقَد خَوَّلَ اللَهُ الإِمامَ مُحَمَّدًا

خُصوصَ مَعالٍ في قُرَيشٍ عُمومُها

أُبُوَّتُهُ مِنها خَلائِفُها الأُلى

لَها فَضلُها في النائِباتِ وَخيمُها

وَلَيسَ حَديثُ المَكرُماتِ بِكائِنٍ

يَدَ الدَهرِ إِلّا حَيثُ كانَ قَديمُها

أَقَرَّت لَهُ بِالفَضلِ أُمَّةُ أَحمَدٍ

فَدانَ لَهُ مُعوَجُّها وَقَويمُها

وَلَو جَحَدَتهُ ذَلِكَ الحَقَّ لَم تَكُن

لِتَبرَحَ إِلّا وَالنُجومُ رُجومُها

هَنَتكَ أَميرَ المُؤمِنينَ مَواهِبٌ

مِنَ اللَهِ مَشكورٌ لَدَيكَ جَسيمُها

وَتَأييدُ دينِ اللَهِ إِذ رُدَّ أَمرُهُ

إِلَيكَ فَرَوّى في الأُمورِ عَليمُها

بَنو هاشِمٍ في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ

كِرامُ بَني الدُنيا وَأَنتَ كَريمُها

إِذا ما مَشَت في جانِبَيكِ بِأَوجُهٍ

تَهَضَّمُ أَقمارَ الدُجى وَتَضيمُها

رَأَيتُ قُرَيشًا حَيثُ أُكمِلَ مَجدُها

وَتَمَّت مَساعيها وَثابَت حُلومُها

تَوالى سَوادُ الريشِ مِن عِندِ صالِحٍ

إِلَيكَ بِأَخبارٍ يَسُرُّ قُدومُها

مُحَلِّقَةً يُنبي عَنِ النَصرِ نُطقُها

وَقَبلَكَ ما قَد كانَ طالَ وُجومُها

نُخَبِّرُ عَن تِلكَ الخَوارِجِ أَنَّهُ

هَوى مُكرَهًا تَحتَ السُيوفِ عَظيمُها

أَرى حَوزَةَ الإِسلامِ حينَ وَليتَها

تُخَرِّمَ باغيها وَحيطَ حَريمُها

تَدارَكَ مَظلومُ الرَعِيَّةِ حَقَّهُ

وَخَلّى لَهُ وَجهَ الطَريقِ ظَلومُها

وَبَصبَصَ أَهلُ العَيثِ حينَ هَداهُمُ

أَخو سَطَواتٍ ما يُبِلُّ سَليمُها

وَقَد أَعتَتِ الرومُ الَّذي طولِبَت بِهِ

بِأَبريقَ لَمّا خُبِّرَت مِن غَريمُها.[٧]

قصيدة: رحلوا فأية عبرة لم تسكب

رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ

أَسَفًا وَأَيُّ عَزيمَةٍ لَم تُغلَبِ

قَد بَيَّنَ البَينُ المُفَرِّقُ بَينَنا

عشق النَوى لِرَبيبِ ذاكَ الرَبرَبِ

صَدَقَ الغُرابُ لَقَد رَأَيتُ شُموسَهُم

بِالأَمسِ تَغرُبُ في جَوانِبِ غُرَّبِ

لَو كُنتَ شاهِدَنا وَما صَنَعَ الهَوى

بِقُلوبِنا لَحَسَدتَ مَن لَم يُحبِبِ

شُغِلَ الرَقيبُ وَأَسعَدَتنا خَلوَةٌ

في هَجرِ هَجرٍ وَاِجتِنابِ تَجَنُّبِ

فَتَلَجلَجَت عَبَراتُها ثُمَّ اِنبَرَت

تَصِفُ الهَوى بِلِسانِ دَمعٍ مُعرِبِ

تَشكو الفِراقَ إِلى قَتيلِ صَبابَةِ

شَرِقِ المَدامِعِ بِالفِراقِ مُعَذَّبِ

أَأُطيعُ فيكِ العاذِلاتِ وَكِسوَتي

وَرَقُ الشَبابِ وَشِرَّتي لَم تَذهَبِ

وَإِذا التَفَتُّ إِلى سِنِيَّ رَأَيتُها

كَمَجَرِّ حَبلِ الخالِعِ المُتَصَعِّبِ

عِشرونَ قَصَّرَها الصِبا وَأَطالَها

وَلَعُ العِتابِ بِهائِمٍ لَم يُعتَبِ

ما لي وَلِلأَيّامِ صَرَّفَ صَرفُها

حالي وَأَكثَرَ في البِلادِ تَقَلُّبي

أُمسي زَميلًا لِلظَلامِ وَأَغتَدي

رِدفًا عَلى كَفَلِ الصَباحِ الأَشهَبِ

فَأَكونُ طَورًا مَشرِقًا لِلمَشرِقِ الـ

ـأَقصى وَطَورًا مَغرِبًا لِلمَغرِبِ

وَإِذا الزَمانُ كَساكَ حُلَّةَ مُعدِمٍ

فَاِلبَس لَهُ حُلَلَ النَوى وَتَغَرَّبِ

وَلَقَد أَبيتُ مَعِ الكَواكِبِ راكِبًا

أَعجازَها بِعَزيمَةٍ كَالكَوكَبِ

وَاللَيلُ في لَونِ الغُرابِ كَأَنَّهُ

هُوَ في حُلوكَتِهِ وَإِن لَم يَنعَبِ

وَالعيسُ تَنصُلُ مِن دُجاهُ كَما اِنجَلى

صِبغُ الشَبابِ عَنِ القَذالِ الأَشيَبِ

حَتّى تَجَلّى الصُبحُ في جَنَباتِهِ

كَالماءِ يَلمَعُ مِن وَراءِ الطُحلُبِ

يَطلُبنَ مُجتَمَعَ العُلا مِن وائِلٍ

في ذَلِكَ الأَصلِ الزَكِيِّ الأَطيَبِ.[٨]

قصيدة: شوق إليك تفيض منه الأدمع

شَوقٌ إِلَيكَ تَفيضُ مِنهُ الأَدمُعُ

وَجَوىً عَلَيكَ تَضيقُ مِنهُ الأَضلُعُ

وَهَوىً تُجَدِّدُهُ اللَيالي كُلَّما

قَدُمَت وَتَرجِعُهُ السِنونَ فَيَرجَعُ

إِنّي وَما قَصَدَ الحَجيجُ وَدونَهُم

خَرقٌ تَخُبُّ بِهِ الرِكابُ وَتوضِعُ

أُصفيكَ أَقصى الوِدِّ غَيرَ مُقَلَّلِ

إِن كانَ أَقصى الوِدِّ عِندَكِ يَنفَعُ

وَأَراكِ أَحسَنَ مَن أَراهُ وَإِن بَدا

مِنكِ الصُدودُ وَبانَ وَصلُكِ أَجمَعُ

يَعتادُني طَربي إِلَيكِ فَيَغتَلي

وَجدي وَيَدعوني هَواكِ فَأَتبَعُ

كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعٌ وَيَسُرُّني

أَنّي امرُؤٌ كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعُ

شَرَفًا بَني العَبّاسِ إِنَّ أَباكُمُ

عَمُّ النَبِيِّ وَعيصُهُ المُتَفَزِّعُ

إِنَّ الفَضيلَةَ لِلَّذي اِستَسقى بِهِ

عُمَرٌ وَشُفِّعَ إِذ غَدا يَستَشفِعُ

وَأَرى الخِلافَةَ وَهيَ أَعظَمُ رُثبَةٍ

حَقّاً لَكُم وَوِراثَةً ما تُنزَعُ

أَعطاكُموها اللَهُ عَن عِلمٍ بِكُم

وَاللَهُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ

مَن ذا يُساجِلُكُم وَحَوضُ مُحَمَّدٍ

بِسِقايَةِ العَبّاسِ فيكُم يُشفَعُ

مَلِكٌ رِضاهُ رِضا المَليكِ وَسُخطُهُ

حَتفُ العِدى وَرَداهُمُ المُتَوَقَّعُ

مُتَكَرِّمٌ مُتَوَرِّعٌ عَن كُلِّ ما

يَتَجَنَّبُ المُتَكَرِّمُ المُتَوَرِّعُ

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي سَقَتِ الوَرى

مِن راحَتَيهِ غَمامَةٌ ما تُقلِعُ

يُهنيكَ في المُتَوَكِّلِيَّةِ أَنَّها

حَسُنَ المَصيفُ بِها وَطابَ المَربَعُ

فَيحاءُ مُشرِقَةٌ يَرِقُّ نَسيمُها

ميثٌ تُدَرِّجُهُ الرِياحُ وَأَجزَعُ

وَفَسيحَةُ الأَكنافِ ضاعَفَ حُسنَها

بَرٌّ لَها مُفضًا وَبَحرٌ مُترَعُ.[٩]


المراجع

  1. "زعم الغراب منبئ الأنباء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
  2. "طيف الحبيب ألم من عدوائه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
  3. "يا غادِياً وَالثَغرُ خَلفَ مَسائِهِ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
  4. "أمواهب هاتيك أم أنواء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
  5. "يا أخا الأزد ما حفظت الإخاء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
  6. "أيها الطالب الطويل عناؤه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
  7. "سقى دار ليلى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
  8. "رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
  9. "شوق إليك تفيض منه الأدمع"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/03/2021م.
4086 مشاهدة
للأعلى للسفل
×