محتويات
قصيدة: إن بالشعب الذي دون سلع
قال الشنفرى:[١]
إِنَّ بِالشّعبِ الذي دونَ سلعٍ
- لَقتيلاً دَمُه ما يُطَلُّ
خَلَّفَ العِبءَ علَيَّ وَوَلّى
- أَنَا بِالعِبءِ له مُستَقِلُّ
وَوَراءَ الثَّأرِ منّي ابنُ أُختٍ
- مَصِعٌ عُقدَتُهُ ما تُحَلُّ
مُطرِقٌ يَرشُح مَوتاً كَما
- أطرَقَ أَفعى يَنفُثُ السمَّ صِلُّ
خَبَرٌ ما نابَنا مصمَئِلٌّ
- جَلَّ حَتّى دَقَّ فِيه الأَجَلُّ
بَزَّنِي الدَّهرُ وكانَ غَشُوماً
- بِأبِيٍّ جَارُهُ ما يُذَلُّ
شَامِسٌ في القُرِّ حتّى إِذا ما
- ذَكَتِ الشِّعرى فَبَردٌ وظِلُّ
يَابِسَ الجَنبَينِ من غَيرِ بُؤس
- وَنَدِيُّ الكَفَّينِ شَهمٌ مُدِلُّ
ظَاعِنٌ بالحَزمِ حَتّى إِذا ما
- حَلَّ حَلَّ الحَزمُ حَيث يَحُلُّ
غَيثُ مُزنٍ غامِرٌ حيثُ يُجدِي
- وَإِذا يَسطُو فَلَيثٌ أَبَلُّ
مُسبِلٌ في الحَيِّ أَحوى رِفَلٌّ
- وإِذا يَعدُو فَسِمعٌ أَزَلُّ
وَلَهُ طَعمانِ أَريٌ وَشَريٌ
- وَكِلا الطَّعمَينِ قَد ذاقَ كُلُّ
يَركَبُ الهَولَ وَحِيداً وَلا
- يَصحَبُهُ إِلّا اليَمانِي الأَفَلُّ
وَفُتُوٍّ هَجَّروُا ثُمَّ أَسرُوا
- لَيلَهم حتّى إِذا انجابَ حَلُّوا
كُلُّ ماضٍ قَد تَرَدَّى بماضٍ
- كَسَنا البَرقِ إِذا ما يُسَلُّ
فاحتَسَوا أَنفاسَ نَومٍ فَلَمَّا
- ثَمِلُوا رُعتُهُم فَاشمَعَلُّوا
فَادَّرَكنا الثَّأرَ مِنهُم وَلَمَّا
- يَنجُ مِلحَيَّينِ إِلّا الأَقَلُّ
فَلَئِن فَلَّت هُذَيلٌ شَبَاهُ
- لَبِما كانَ هُذَيلاً يَفُلُّ
وَبِما أَبركَهُم في مُناخٍ
- جَعجَعٍ يَنقُبُ فِيه الأَظَلُّ
وَبِما صَبَّحَها في ذُراها
- مِنهُ بَعد القَتلِ نَهلٌ وَشَلُّ
صَلِيَت مِنّى هُذَيلٌ بِخِرقٍ
- لا يَمَلُّ الشَّرَّ حَتّى يَمَلُّوا
يُنهِلُ الصَّعدَة حتّى إِذا مَا
- نَهِلَت كانَ لَها مِنهُ عَلُّ
تَضحَكُ الضَّبعُ لِقَتلى هُذَيلٍ
- وَتَرى الذِّئبَ لَها يَستَهِلُّ
وَعِتَاقُ الطَّيرِ تَهفُو بِطَاناً
- تَتَخَطّاهُمُ فَما تَستَقِلُّ
حَلَّتِ الخَمرُ وكانَت حَرَاماً
- وَبِلأيٍ ما أَلَمَّت تَحِلُّ
فاسقِنيها يا سَوادَ بنَ عَمرو
- إِنَّ جِسمي بَعدَ خالِي لَخَلُّ
رائحٌ بالمجدِ غادٍ عليهِ
- من ثيابِ الحَمدِ ثَوبٌ رِفَلٌّ
أَفتَحُ الراحة بالجُودِ جُوداً
- عاشَ في جَدوى يَدَيِهِ المُقِلُّ.
قصيدة: أقيموا بني أمي صدور مطيكم
قال الشنفرى:[٢]
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم
- فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ
فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِرٌ
- وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى
- وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ
- سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ
- وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ
- لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ
وَكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّي
- إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ
- بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ
وَما ذاكَ إِلاّ بَسطَةٌ عَن تَفَضُّلٍ
- عَلَيهِم وَكانَ الأَفضَلَ المُتَفَضَّلُ
وَلي صاحِبٌ من دونِهم لا يَخونني
- إِذا التبسَت كفِّي بِهِ يَتَأكّلُ
وَإِنّي كَفانِي فَقدُ مَن لَيسَ جازِياً
- بِحُسنى وَلا في قُربٍه مُتَعَلَّلُ
ثَلاثَةُ أَصحابٍ فُؤادٌ مُشَيَّعٌ
- وَأَبيَضُ إِصليتٌ وَصَفراءُ عَيطَلُ
هَتوفٌ مِنَ المُلسِ المُتونِ يَزينُها
- رَصائِعُ قَد نيطَت إلَيها وَمِحمَلُ
إِذا زَلَّ عَنها السَهمُ حَنَّت كَأَنَّها
- مُرَزَّأَةٌ عَجلى تُرِنُّ وَتُعوِلُ
وَأَغدو خميصَ البَطنِ لا يَستَفِزُّني
- إِلى الزاد حِرصٌ أَو فُؤادٌ مُوَكّلُ
وَلَستُ بِمِهيافٍ يُعَشّي سَوامَهُ
- مُجَدَّعَةً سُقبانَها وَهيَ بُهَّلُ
وَلا جَبأَ أَكهى مُرِبٍّ بِعِرسِهِ
- يُطالِعُها في شَأنِهِ كَيفَ يَفعَلُ
وَلا خَرِقٍ هَيقٍ كَأَنَّ فُؤادَهُ
- يَظَلُّ بِهِ المُكَّاءُ يَعلو وَيَسفِلُ
وَلا خالِفٍ دارِيَّةٍ مُتَغَزَّلٍ
- يَروحُ وَيَغدو داهِناً يَتَكَحَّلُ
وَلَستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دونَ خَيرِهِ
- أَلَفَّ إِذا ما رُعتَهُ اِهتاجَ أَعزَلُ
وَلَستُ بِمِحيارِ الظَلامِ إِذا اِنتَحَت
- هُدى الهَوجِل العِسّيفِ يَهماءُ هَوجَلُ
إِذا الأَمَعزُ الصُوّانُ لاقى مَناسِمي
- تَطايَرَ مِنهُ قادِحٌ وَمُفَلَّلُ
أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ
- وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَهُ
- عَلَيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَوَّلُ
وَلَولا اجتِنابُ الذَأم لَم يُلفَ مَشرَبٌ
- يُعاشُ بِهِ إِلّا لَدَيَّ وَمَأكَلُ
وَلَكِنَّ نَفساً مُرَّةً لا تُقيمُ بي
- عَلى الذَأمِ إِلّا رَيثما أَتَحَوَّلُ
وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت
- خُيوطَةُ مارِيٍّ تُغارُ وَتُفتَلُ
وَأَغدو عَلى القوتِ الزَهيدِ كَما غَدَا
- أَزَلُّ تَهاداهُ التَنائِفُ أَطحَلُ
غَدا طاوِياً يُعارِضُ الريحَ هافِياً
- يَخوتُ بِأَذنابِ الشِعابِ وَيَعسَلُ
فَلَمّا لَواهُ القوتُ مِن حَيثُ أَمَّهُ
- دَعا فَأَجابَتهُ نَظائِرُ نُحَّلُ
مُهَلهَةٌ شِيبُ الوُجوهِ كَأَنَّها
- قِداحٌ بِكَفَّي ياسِرٍ تَتَقَلقَلُ
أَو الخَشرَمُ المَبعوثُ حَثحَثَ دَبرَهُ
- مَحابيضُ أَرداهُنَّ سامٍ مُعَسَّلُ.
قصيدة: ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت
قال الشنفرى:[٣]
أَلا أَمُّ عَمرو أَجمَعَت فَاِستَقَلَّتِ
- وَما وَدَّعَت جيرانَها إِذ تَوَلَّتِ
وَقَد سَبَقَتنا أُمُّ عَمرو بِأَمرِها
- وَكَانَت بِأَعناقِ المَطِيَّ أَظَلَّتِ
بِعَينَيَّ ما أَمسَت فَباتَت فَأَصبحَتَ
- فَقَضَّت أُموراً فَاِستَقَلَّت فَوَلَّتِ
فَوَا كَبِدا عَلى أُمَيمَةَ بَعدَما
- طَمِعتُ فَهَبها نِعمَةَ العَيشِ زَلَّتِ
فَيا جارَتي وَأَنتِ غَيرُ مُليمَةٍ
- إِذ ذُكِرتُ وَلا بِذاتِ تَقَلَّتِ
لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها
- إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ
تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها
- لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ
تَحُلُّ بِمَنجاةٍ مِنَ اللَومِ بَيتَها
- إِذا ما بُيوتٌ بِالمَذَمَّةِ حُلَّتِ
كَأَنَّ لَها في الأَرضِ نِسياً تَقُصُّهُ
- عَلى أَمَّها وَإِن تُكَلَّمكَ تَبلَتِ
أُمَيمَةُ لا يُخزى نَثاها حَليلَها
- إِذا ذُكَرِ النِسوانُ عَفَّت وَجَلَّتِ
إِذا هُوَ أَمسى آبَ قُرَّةَ عَينِهِ
- مَآبَ السَعيدِ لَم يَسَل أَينَ ظَلَّتِ
فَدَقَّت وَجَلَّت وَاِسبَكَرَّت وَأُكمِلَت
- فَلَو جُنَّ إِنسانٌ مِنَ الحُسنِ جُنَّتِ
فَبِتنا كَأَنَّ البَيتَ حُجَّرَ فَوقَنا
- بِرَيحانَةٍ ريحَت عِشاءً وَطَلَّتِ
بِرَيحانَةٍ مِن بَطنِ حَليَةَ نَوَّرَت
- لَها أَرَجٌ ما حَولَها غَيرُ مُسنِتِ
وَباضِعَةٍ حُمرِ القِسِيَّ بَعَثتُها
- وَمَن يَغزُ يَغنَم مَرَّةً وَيُشَمَّتِ
خَرَجنا مِنَ الوادي الَّذي بَينَ مِشعَلٍ
- وَبَينَ الجَبا هَيهاتَ أَنشَأتُ سُرَبتي
أُمَشّي عَلى الأَرضِ الَّتي لَن تَضُرَّني
- لِأَنكِيَ قَوماً أَو أُصادِفَ حُمَّتي
المراجع
- ↑ "إن بالشعب الذي دون سلع "، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
- ↑ "أقيموا بني أمي صدور مطيكم"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
- ↑ " ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.