محتويات
هجاء مجهولي الهوية
أَماتَكُمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ
:::وَجَرَّكُمُ مِن خِفَّةٍ بِكُمُ النَملُ
وُلَيدَ أُبَيِّ الطَيِّبِ الكَلبِ ما لَكُم
:::فَطِنتُم إِلى الدَعوى وَمالَكُمُ عَقلُ
وَلَو ضَرَبَتكُم مَنجَنِيقي وَأَصلُكُم
:::قَوِيٌّ لَهَدَّتكُم فَكَيفَ وَلا أَصلُ
وَلَو كُنتُمُ مِمَّن يُدَبِّرُ أَمرَهُ
:::لَما كُنتُمُ نَسلَ الَّذي ما لَهُ نَسلُ
في هجاء عواذله
قِفا تَرَيا وَدقي فَهاتا المَخايِلُ
:::وَلا تَخشَيا خُلفاً لِما أَنا قائِلُ
رَماني خِساسُ الناسِ مِن صائِبِ اِستِهِ
:::وَآخَرُ قُطنٌ مِن يَدَيهِ الجَنادِلُ
وَمِن جاهِلٍ بي وَهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ
:::وَيَجهَلُ عِلمي أَنَّهُ بِيَ جاهِلُ
وَيَجهَلُ أَنّي مالِكَ الأَرضِ مُعسِرٌ
:::وَأَنّي عَلى ظَهرِ السَماكَينِ راجِلُ
تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مَطلَبٍ
:::وَيَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ
وَما زِلتُ طَوداً لا تَزولُ مَناكِبي
:::إِلى أَن بَدَت لِلضَيمِ فيَّ زَلازِلُ
فَقَلقَلتُ بِالهَمِّ الَّذي قَلقَلَ الحَشا
:::قَلاقِلَ عيسٍ كُلُّهُنَّ قَلاقِلُ
إِذا اللَيلُ وارانا أَرَتنا خِفافُها
:::بِقَدحِ الحَصى مالا تُرينا المَشاعِلُ
كَأَنّي مِنَ الوَجناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ
:::رَمَت بي بِحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ
يُخَيَّلُ لي أَنَّ البِلادَ مَسامِعي
:::وَأَنِّيَ فيها ما تَقولُ العَواذِلُ
وَمَن يَبغِ ما أَبغي مِنَ المَجدِ وَالعُلا
:::تَساوى المَحايِي عِندَهُ وَالمَقاتِلُ
أَلا لَيسَتِ الحاجاتُ إِلّا نُفوسَكُم
:::وَلَيسَ لَنا إِلّا السُيوفَ وَسائِلُ
فَما وَرَدَت روحَ اِمرِئٍ روحُهُ لَهُ
:::وَلا صَدَرَت عَن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ
غَثاثَةُ عَيشي أَن تَغِثَّ كَرامَتي
:::وَلَيسَ بِغَثٍّ أَن تَغِثَّ المَآكِلُ
في هجاء من هجاه
أَنا عَينُ المُسَوَّدِ الجَحجاحِ
:::هَيَّجَتني كِلابُكُم بِالنُباحِ
أَيَكونُ الهِجانُ غَيرَ هِجانٍ
:::أَم يَكونُ الصُراحُ غَيرَ صُراحِ
جَهِلوني وَإِن عَمَرتُ قَليلاً
:::نَسَبَتني لَهُم رُؤوسُ الرِماحِ
في هجاء سوار الدليمي
بَقِيَّةُ قَومٍ آذَنوا بِبَوارِ
:::وَأَنضاءُ أَسفارٍ كَشَربِ عُقارِ
نَزَلنا عَلى حُكمِ الرِياحِ بِمَسجِدٍ
:::عَلَينا لَها ثَوباً حَصىً وَغُبارِ
خَليلَيَّ ما هَذا مُناخاً لِمِثلِنا
:::فَشُدّا عَلَيها وَاِرحَلا بِنَهارِ
وَلا تُنكِرا عَصفَ الرِياحِ فَإِنَّها
:::قِرى كُلِّ ضَيفٍ باتَ عِندَ سِوارِ
يهجو القاضي الذهبي
لَمّا نُسِبتَ فَكُنتَ اِبناً لِغَيرِ أَبٍ
:::ثُمَّ اِمتُحِنتَ فَلَم تَرجِع إِلى أَدَبِ
سُمِّيتَ بِالذَهَبِيِّ اليَومَ تَسمِيَةً
:::مُشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَهَبِ
مُلَقَّبٌ بِكَ ما لُقِّبتَ وَيكَ بِهِ
:::يا أَيُّها اللَقَبُ المُلقى عَلى اللَقَبِ
في هجاء أبي دلف بن كنداج
أَهوِن بِطولِ الثَواءِ وَالتَلَفِ
:::وَالسِجنِ وَالقَيدِ يا أَبا دُلَفِ
غَيرَ اِختِيارٍ قَبِلتُ بِرَّكَ بي
:::وَالجوعُ يُرضي الأُسودَ بِالجِيَفِ
كُن أَيُّها السِجنُ كَيفَ شِئتَ فَقَد
:::وَطَّنتُ لِلمَوتِ نَفسَ مُعتَرِفِ
لَو كانَ سُكنايَ فيكَ مَنقَصَةً
:::لَم يَكُنِ الدُرُّ ساكِنَ الصَدَفِ
في هجاء أبي الفرج السامري
أَسامِرِيُّ ضُحكَةَ كُلِّ راءِ
:::فَطِنتَ وَأَنتَ أَغبى الأَغبِياءِ
صَغُرتَ عَنِ المَديحِ فَقُلتَ أُهجى
:::كَأَنَّكَ ما صَغُرتَ عَنِ الهِجاءِ
وَما فَكَّرتُ قَبلَكَ في مُحالٍ
:::وَلا جَرَّبتُ سَيفي في هَباءِ
في هجاء ابن كيغلغ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
:::وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
:::يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ