محتويات
أشهر مبادئ الواقعية الاشتراكية
هنالك العديد من المبادئ التي تقوم عليها الواقعية الاشتراكية، أهمها:
اعتمادها على الأيديولوجيا
إن التيار الواقعي يعد تيارًا مغرقًا في القدم، رغم أن الملامح النهائية له صيغت في القرن التاسع عشر، وتبلورت على شكل تيار فني أدبي، وكانت الحضارات القديمة تعبر عن مشاعر الإنسان وخلجاته من خلال طرق عدة، منها عدم الإغراق في المثاليات، والتحول إلى الأيديولوجيا الماركسية.[١]
فالفلسفة المثالية تقوم على التجريدات الميتافيزيقية والتأملات البعيدة عن الواقع، وتميزت بقربها للعالم المادي، والمحسوس، ورغم الخلاف الذي دار بين النقاد لتحديد الصيغة النهائية لحدود هذا الواقع، والطرق المختلفة في التعامل مع الواقع، إلا أنهم أجمعوا على مبدأ عام ونهائي يقضي بعدم الإغراق في المثاليات، وأدى الخلاف بين النقاد إلى تنوع المناهج الواقعية وإثراء العلوم الإنسانية بطرق تفكير متعددة.[١]
استناد الواقعية الاشتراكية إلى الفلسفة المادية
ازدهرت الفلسفة المادية في القرن التاسع عشر، واستقل علم الاجتماع عن الفلسفة، على يد العالم أوغست كونت، وتم إقصاء الميتافيزيقا والتأملات الفكرية البحتة، وقامت الفلسفة المادية على أن الوجود المادي سابق على الوعي المادي، وهذه الفكرة كان لها جذور فلسفية في الحضارات السابقة تحديداً في الحضارة اليونانية، إلا أن الفلسفة الماركسية تعد الأب الروحي للمادية.[٢]
وكان كارل ماركس وفريدريك إنجلز من أهم الفلاسفة الذين صاغوا المبادئ العامة لها، ووضعت ضمن مؤلفات عديدة، من أهمها بيان الحزب الشيوعي والأيديولوجيا الألمانية ورأس المال، ويمكن أن تعدّ الماركسية ردًا على المثالية الهيغلية التي قلبها ماركس لتعبر عن الواقع.[٢]
وبذلك تكون الواقعية الاشتراكية تناولت هموم الناس، وعبرت عنهم ضمن إضفاء قيمة على العمل الفن، ويمكن القول إنّ المدرسة السوفياتية هي أهم المدارس التي مثلت الواقعية الاشتراكية، مثلًا تناول ليو تولستوي قضايا المجتمع الروسي، وكذلك فعل تشيخوف وكشفوا عن عيوب المجتمع البرجوازي، وما يميّز الواقعية الاشتراكية هو التأكيد على أن الواقع يسير في حركة وهو ليس ثابتًا، وهذا ما يعرف بالدياليكتيك أو الجدل.[٣]
الواقعية الاشتراكية كأداة للتعبير عن الطبقة العاملة
تبنت الواقعية الاشتراكية مبدأ أساسيًا، وهو التعبير عن التناقضات في المجتمعات البرجوازية والرأسمالية التي تمتلك فيها الأقلية رؤوس أموال ضخمة، في حين يعيش جزء كبير من العمال تحت خط الفقر، والجدل المادي يقوم على عدة مبادئ، منها تحول الكم إلى كيف، وهذا تعبير عن التناقضات الواقعة في المجتمع الرأسمالي، مما سيؤدي إلى إحداث ثورة تنتهي بالوصول إلى حالة من الاستقرار أطلق عليها ما يعرف بالشيوعية الثانية.[٣]
والفن البروليناري أو العمالي يميل إلى النثر أكثر من الشعر، ونلاحظ أن الرواية والقصة القصيرة كانت من أهم الأصناف الأدبية البارزة عند الأدباء الواقعيين الاشتراكيين؛ وذلك لما تتضمنه من مساحة لوصف معاناة العمال بأدق التفاصيل والتعبير عن هموم الطبقات الدنيا من المجتمع.[٣]
المراجع
- ^ أ ب د/ الطيب بودربالة د/ السعيد جاباالله ، الواقعية في الأدب، صفحة 1-5. بتصرّف.
- ^ أ ب جورج بويتزر، مبادئ أولية في الفلسفة، صفحة 10-17. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الواقعية الاشتراكية في الأدب و الفن"، مركز الدراسات والأبحاث العلماني في العالم العربي، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2022. بتصرّف.