محتويات
الحضارة الإسلامية في الأندلس
كان الفتح العربيّ لإسبانيا حدثًا حضاريًّا هامًّا، وتحريرًا للشعوب الإسبانية، عندما امتزج تاريخ الحضارة الرومانية وتاريخ الحضارة القوطية مع الحضارة العربية الاسلامية، ونتج عن هذا الامتزاج الحضارة الإسلامية في الأندلس، حضارة مزدهرة أثرت في الحياة الأوربية. وقد امتازت الحضارة العربية في الأندلس بميلها الشديد إلى الآداب والعلوم والفنون، وإنشاء المدارس والمكتبات والقصور، كما أكثروا من إنشاء الطرق والجسور والفنادق والمشاتي والمساجد في كل مكان، كما أنشأوا أسطولًا ضخمًا لمواجهة قوّة الأسطول البيزنطيّ، وهذا المقال هو عرض لأشهر معالم إسلامية أندلسية حضارية، شهدتها الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس.[١]
أشهر معالم إسلامية أندلسية
ما زالت الحضارة الإسلامية في الأندلس ماثلة إلى اليوم الحاضر، فكانت أشهر معالم إسلامية أندلسية باقية ماثلة هي القصور والمباني والعمران، والتي فتحت أبوابها بوصفها معالم سياحية تدلل على قوة الحضور الإسلامي، وقوّة الحضارة الإسلامية العربية، ومن هذه المعالم ما يأتي.
قصر الحمراء
وقصر الحمراء قصر أثري يقع في غرناطة، بناه بنو الأحمر في القرن السابع الهجري بعد سقوط دولة الموحدين ليكون واحدًا من أشهر معالم إسلامية أندلسية. يقع القصر على بعد 430 كيلومتر جنوب مدينة مدريد. ظهرت سمات فن العمارة الإسلامية في أبنية القصر؛ من حيث العناصر الزخرفية الرقيقة، وزخارف السجاد، وكتابة الآيات القرآنية والأدعية على جدران القصر، بل حتى بعض الأشعار من نظم الشعراء كابن زمرك، وزخارف تحيط به من الجص الملون وتكسو الجدران، وبلاطات القيشاني الملون ذات النقوش الهندسية، التي تغطي الأجزاء السفلى من الجدران.[٢]
اختُلِفَ في سبب تسمية القصر بهذا الاسم، فقيل إنّه سمّي نسبة لبني الأحمر الذين حكموا غرناطة بين عامي 629 و897 هـ، وقيل نسبة إلى التربة الحمراء التي يمتاز بها التل الذي تم تشييده عليها، وقيل لأن القلاع المجاورة لقصر الحمراء كانت تُعرف منذ نهاية القرن الثالث الهجري باسم المدينة الحمراء.[٢]
مسجد الأندلس
وهو صرح إسلاميّ في مالقا، هو من أشهر معالم إسلامية أندلسية رغم قلّة المعلومات عنه، يقوم هيكل المسجد على مساحة 4000 متر مربّع، ويحتوي على رياض الأطفال، وقاعة تتسع لمئتي شخص، وثلاث غرف للصلاة، بالإضافة إلى الفصول الدراسية والمكتبة لتعليم دروس اللغة العربية التي علّمت للطلاب الأوروبيين في مالقا.[٣]
جنة العريف
تُعدّ جنة العريف واحدة من أشهر معالم إسلامية بوصفها قصرًا صيفيًّا مزخرفًا بالنقوش الإسلاميّة، ومقرًّا لحكم الأمراء الناصريين في غرناطة، وهو قصر ليس ببعيد عن قصر الحمراء، وإنّما يبعد عنه كيلو متر واحد شمال شرقيّه على ربوة الشمس، بني في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي. اتّخذه ملوك غرناطة منتزهًا للراحة والاستجمام، وتنطلق منه كل المدينة وأودية خنيل ونهر دارو. كما تُعدّ جنّة العريف مجموعة أثرية مستقلة، وفيها أربعة بساتين، ما زال واحدٌ منها باقيًا إلى اليوم، وهذه البساتين هي: الكلورادا ولا جراندي وفوينتيبينيا وميرثيريا.[٤]
قصر الجعفرية
وهو قصر محصن بُني في سرقسطة، في النصف الثاني القرن الخامس الهجري في عهد المقتدر بن هود كأشهر معالم إسلامية أندلسية، وكان بنو هود قد استولوا على القصر على حساب بني تجيب من كندة وأصبح مقرًا لهم، وكان رمزًا لأوج الإمارة السياسي والثقافي، ويمتاز القصر بأنه المعمار الوحيد يشهد على الطرز الإسلامية الأندلسية على مساحة واسعة في عهد ملوك الطوائف.[٥]
أصبح القصر مقرًّا لملوك آرجون، بعد أن استردّها ألفونسو الأول من المسلمين سنة 1118 للميلاد، وقد كان للقصر دور رئيس في نشر الفن المدجن الأراغوني، وأصبح في سنة 1492 للميلاد قصرًا لإقامة الملوك الكاثوليكيون بعد تحسين الطابق العلوي، وفي سنة 1593 أصبح قلعة عسكرية، ثم ثكنة عسكرية خصوصًا أثناء حرب الاستقلال الإسبانية ضد جيوش نابليون بونابارت، حتى تم ترميمه في النصف الثاني من القرن العشرين، واتخذ في الوقت الحالي مقرًّا للمجلس التشريعيّ للأراغون.[٥]
قنطرة قرطبة
"الجسر" قنطرة الدهر، وتُعدّ من أشهر معالم إسلامية أندلسة القائمة في قرطبة اليوم، وتقع على نهر الوادي الكبير، طولها أربعمائة متر تقريبًا، وعرضها أربعون مترًا، وارتفاعها ثلاثون مترًا. بنيت القنطرة عام 101 هـ، في عهد السمح ابن مالك الخولاني صاحب الأندلس بأمر عمر بن عبد العزيز، وجاء الأمويون بعد ذلك وحسّنوها. وكانت من قبل ذلك من بناء الأعاجم قبل مئتَيْ عام من دخول العرب.[٦]
قيل في وصفها عدد أقواسها سبعة عشر قوسًا، كل قوس منها خمسون شبرًا وبين كل قوسين خمسون شبرًا، سعة القوس منها خمسون شبرًا وسعة الظهر المعبور عليه ثلاثون شبرًا، وقيل بلغ الماء منها إلى نحو حلوقها، وتحتها وادي، ويعترض الرصيف فيها سد مصنوع من الأحجار القبطية والعمد الخاشنة من الرخام، ويقع على السد ثلاثة بيوت، في كل بيت منها أربع مطاحن.[٦]
قلعة شريس
ومن أشهر معالم إسلامية أندلسية قلعة شريس التابعة لإقليم أندلسيا، والتي تشكل مجمعًا دفاعيًّا، شيّده ملك الأمازيغ محمد الناصر الموحديّ، سنة 1211م، وما زالت محافظة على طابعها الإسلامي إلى اليوم، وسجلت بوصفها معلمًا تاريخيًّا سنة 1931. اختيرَ موقع القلعة لأهميته التجارية والاستراتيجيّة، القريب من مدينة إشبيلية ومدينة قادس. وقد كانت مكان استيطان منذ ما قبل التاريخ، حسبما كشفت البقايا الأثرية، وفي القرن الحادي عشر خضعت القلعة لحكم طائفة أركش، وقد أعلنت المدينة بعد اتخاذ القلعة مجمعًا دفاعيّا استقلالها عن حكم المرابطين في النصف الأول من القرن الثاني عشر لتصبح مملكة مستقلة، وعادت من جديد تحت حكم الموحدين سنة 1147م.[٧]
القصبات الأندلسية
واحد من أشهر معالم إسلامية أندلسية، وهي عبارة عن ثكنات عسكرية أمازيغية بنيت إبان الحكم الإسلامي للأندلس، وأقيمت القصبات في المدن الكبرى كألمرية، وغرناطة، وجيان، وقرطبة، وانتقيرة، وقلعة بني سعيد، وقصبة وادي آش، وماردة، ومالقة، وقصبة سان جورج، وكانت الغاية من القصبات الأندلسية الدفاع عن المنطقة الموجودة فيها، والمناطق المجاورة لها.[٨]
مسجد قرطبة
ويُعرف بالمسجد الجامع أيضًا، وهو أشهر مساجد بالأندلس وأكبرها في أوروبا عامة، بناه عبد الرحمن الداخل، وتحول إلى كاتدرائية بعد سقوط الأندلس، سميت بتناول العذراء. وكان الشاعر الباكستاني محمد إقبال أول مسلم يصلّي بالمبنى منذ سقوط الأندلس.[٩]
المراجع
- ↑ "الحضارة العربيّة في الأندلس وأثرها في أوربا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصر الحمراء"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "مسجد الأندلس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "جنة العريف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصر الجعفرية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قنطرة قرطبة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "قلعة شريس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصبة أندلسيّة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "مسجد قرطبة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-08-2019. بتصرّف.