نحن ندرك أنّ العديد من المواد تنتقل من مجرى الدم لدى الأم إلى حليبها. لنتعرّف في هذا المقال على أشياء تتفاعل مع حليب الثدي عند الرضاعة.
عزيزتي الأم لا تعني الولادة انفصال طفلك عنك تمامًا، ففي فترة الرضاعة أنتِ تُمثلين بالنسبة له عمود الأساس والقناة الأولى وربما الوحيدة لتغذيته، لذا فكلّ ما يدخل إلى جسدك من شأنه أن يؤثّر على جسد طفلك.
سوف نستعرض في هذه المقالة أشياء تتفاعل مع حليب الثدي عند الرضاعة:
أشياء تتفاعل مع حليب الثدي عند الرضاعة
في الآتي أشياء تتفاعل مع حليب الثدي عند الرضاعة:
1. الأدوية
إن كنت مرضعة لا ننصحك بأخذ أي دواء دون الرجوع لاستشارة الطبيب، فعلى الرغم من تفاوت كميات انتقال وتأثيرات الأدوية على حليب الأم إلّا أنّه كله سينتقل إلى حد ما.
2. الأعشاب
كما هو الحال مع الأدوية كذلك الأمر بالنسبة للأعشاب، فإنّه من الطبيعي أنّ تأثيرها سينتقل من مجرى الدم إلى حليب الرضاعة.
تواجهنا الكثير من التحديات عند التكلّم عن الأعشاب حيث أنها غير مراقبة ومعظمها لا تخضع للتجارب العلمية قبل نزولها للأسواق وتعتبر من ضمن أشياء تتفاعل مع حليب الثدي عند الرضاعة.
لذا في حال قررت استخدام وصفات طبيعية وعشبية احرصي على استشارة أخصائي طب بديل ملمّ في تفاعلات المواد مع الرضاعة الطبيعية.
إليكِ بعض الأعشاب المستخدمة وما عليك معرفته بخصوصها:
-
أعشاب آمنة نسبيًا
مثل: البابونج، والزنجبيل، والقنفذية.
تشرب هذه الأعشاب عادة بطريقة الشاي بالنقع بالماء الساخن، وهي تعتبر أمنة للمرأة المرضع شريطة ألّا تشربيها ثقيلة وبشكل متواصل.
احذري أيضًا إن اخترت شرب منقوع القنفذية أن تكون خالية من نبات خاتم الذهب التي من شأنها أن تؤدي لتلف بدماغ الرضيع.
-
أعشاب لإدرار الحليب
مثل: الحلبة، واليانسون، ولسان الثور، وأوراق توت العليق، والقنطريون المبارك، والشبت، والثوم، والقراص، وبذور الشمر، ورعي الحمام، وكف مريم.
غالبًا ما تستخدم هذه الأعشاب من أجل إدرار الحليب في ثديي المرأة، عليك استشارة الطبيب قبل اعتماد أي وصفة ممكنة من بين هذه الوصفات، حيث يمكن أن يكون لها عوارض ثانوية. فالحلبة على الرغم من كونها من أشهر العناصر المتداولة لإدرار الحليب إلّا أنّها مضرة وحتى يمكن أن تكون خطرة لمن تعاني من السكري.
كما أن لنبات كف مريم آثار جانبية قد تسبب جفاف حليب الأم بدلًا من إدراره.
-
أعشاب لأغراض طبية
مثل: اليانسون.
يؤخذ عادة من أجل علاج الصّداع النصفي، حتى الآن لا يوجد إثباتات على كونها تشكّل ضررًا على الرضاعة والطفل الرضيع، ولكن رغم ذلك ينصح بألّا تستخدميها لعدم توفر معطيات حول مدى سلامتها أيضًا.
-
أعشاب مضرّة
مثل: الصبر، واليانسون، والعنّاب، وروح الكمّون، وأوراق الكراث، والخمادريوس، والسناكيروت الهندي، والهال، وروح النعناع، وجذور الراوند، والميرمية.
ينصح تجنّب كل هذه الوصفات، حيث يبدو أنّها تؤثّر على صحّة طفلك وسلامة نموّه.
3. المواد الإدمانية
عزيزتي الأم لقد نجحت في إيقاف تعاطيك لهذه المواد طيلة 9 شهور من الحمل، فأنت تستطيعين فعل ذلك بعد. امتنعي عن استخدام هذه العناصر فهي تؤثّر سلبًا على الرضيع.
من أشياء تتفاعل مع حليب الثدي عند الرضاعة هي المواد الإدامانية، لنتعرّف على أنواعها:
-
الكحول
كمية الكحول التي يتأثر بها الرضيع تتعلّق بكمية الكحول التي قمت بشربها بالإضافة إلى البعد الزمني بين تعاطيك المشروب وبين إرضاع طفلك.
قمّة تأثر حليبك بالمشروب تكون بين 30 و90 دقيقة منذ الشرب. في حين أنّ مفعول الكحول يبقى في جسدك ساعتين حتى ثلاث ساعات.
شرب الكحول يبطّئ أيضًا عملية الإرضاع ويحدّ من قدرتك على العناية بالطفل والاستجابة لاحتياجاته.
-
الكافيين
تناول أكثر من 300 ملغم من الكافيين في اليوم قد تؤثّر على طفلك، حيث حينها سيبدأ بالنفاذ إلى حليب طفلك.
الكافيين يصعب تحليله في جسم الرضيع فيتراكم لفترات طويلة في دمه، هذا الأمر يجعل منه عصبيًّا ومتوتّرًا طيلة الوقت ويمنعه عن النوم.
خذي بعين الاعتبار أنّك لا تستهلكين الكافيين من القهوة فقط بل العديد من المشروبات الغازية وحتى الشاي يحتوي عليها.
إن كان استهلاك الكافيين بالنسبة لك هو أمر بالغ الأهمية، اهتمي بأن تكون كمياته المستهلكة أقل من 300 ملغم، واهتمي أن تخزني لطفلك خارجيًا بعض الحليب قبل تناول الكافيين؛ كي تجدي ما تطعميه في حال جاع قبل أن يتحلل في جسمك.
-
النيكوتين
صدّقي أو لا، فإنّ كميّة النيكوتين المتراكمة في ثديي المرأة المدخّنة والمرضعة أكبر من الكمية التي تجري في مجرى دم الأم.
دخان السجائر هو خليط ثقيل ومركب يحتوي على 4000 مركّب كيميائي وأكثر من 60 مادّة مسرطنة.
الرضاعة من المدخنات سواء كانت رضاعة طبيعية أم لا تعرّض الأطفال إلى أمراض المغص والتنفّس بالإضافة إلى أنّ 9 من أصل 10 أمهات لأطفال ماتوا بسبب موت الرضيع المفاجئ كنّ من المدخّنات.
-
الحشيش والماريغوانا
تفاجأتي من معلومة التدخين؟ إذا فلتعلمي أنّ ثدي الأم التي تتعاطى الماريغوانا يحتوي على 8 أضعاف كمية الماريغوانا التي تجري في دمها. ما يعني أنّ المتضرّر الرئيس في هذه الحالة هو ابنها. كما أنّ التدخين في بيئة الطفل يعرّضه أكثر إلى الخطر. الأطفال الذين يتعرّضون للماريغوانا من ثدي أمّهاتهم يحتاجون إلى أسبوعين لثلاث أسابيع حتّى يتنقّى جسمهم من تأثيره.
تطرح الأبحاث أنّ الأطفال الذين يتعرّضون إلى الحشيش يعانون من التخدير، وارتخاء في العضلات، وصعوبة جديّة بالمضغ وبالتالي سوء تغذية.
كما يشير الباحثون في البحث ذاته إلى كون الحشيش يضرّ بخلايا دماغ الرضيع ما يمكن أن يؤدي إلى نمو مشوّه.
أضيفي إلى ذلك أنّ هناك تلاعبًا كبيرًا في جودة الماريغوانا المتداولة في السوق، حيث طالما يتمّ خلطها مع العديد من المواد الكيماوية الرخيصة التي تكون أكثر ضررًا من الماريغوانا نفسها.
عزيزتي الأم حين اخترت أن تنجبي طفلًا إلى هذا العالم كان لديك مقولتان هامّتان: سأقدّم طفلا جميلًا لهذا العالم، وأقدّم عالمًا جميلًا لهذا الطفل. عليك أن تتشبّثي بهاتين المقولتين وتعملين على تحقيقهما بمطلق الإرادة التي لديك.
لذا كوني مسؤولة عمّا تتعاطينه وكل أشياء تتفاعل مع حليب الثدي عند الرضاعة؛ لتضمني لطفلك صحة أفضل وتفاعلًا أجمل مع الكون.
أعراض تأثر طفلك بغذائك
هل امتنعت يومًا عن أكل طبق تفضلينه خوفًا على تأثّر تغذية ابنك؟ لا تقلقي قليلة هي الأطعمة التي تؤثّر على حليبك هذا يشمل البقوليات، والتوابل، وحتى المواد المسببة للحساسية أحيانًا.
بعد التعرّف على أشياء تتفاعل مع حليب الثدي عند الرضاعة، إليك أهم أعراض تأثر طفلك بالغذاء:
- الطفح الجلدي.
- الإسهال.
- الغازات.
- القيء أو البصق.
- البراز الدموي.
- البراز الصلب.
- سيلان الأنف.
- السعال.
إن واجه طفلك هذه الأعراض حاولي ربطها بتغذيتك وبالتالي التعلم منها.