أصل اللغة العربية

كتابة:
أصل اللغة العربية


أصل اللغة العربية

اللغة العربية من اللغات السَّامِيّة، التي تندرج تحت اللغات الآفرو-آسيوية، وتلتقي مع العبريّة في أصلهما الكنعاني، حتّى أنّهما يوصفان بالشقيقتَين؛ لأنهّما يتشابهان في عددٍ من المزايا والجذور اللغوية، إلّا أنّ الأصل الفعليّ لهما غير معروف أبدًا، فأقدم أثر مُوثّق للعربية يعود للقرن الخامس الميلاديّ، لكنّه كان ناضجًا جدًّا وليس بدائيًّا، أي أنّها كانت قبل ذلك بكثير. عرفت اللهجات العربية منذ ظهور العربية، لكنّ أفصحها وأسماها لغة قريش، وهي مفهومة لكلّ العرب، ونزول القرآن الكريم بلغتهم عزّز مكانتها بين اللهجات الأُخرى وجعلها سائدة عليها، ولا يعني أن اللهجات المُتفرعة من العربية تُعدُّ لغاتٍ مُستقلة مهما اختلفت فيما بينها. هناك الكثير من النظريات التي تبحث في أصل اللغة العربية، لكنّ أحدًا منها غير كافٍ ولا دقيق، ولا أدلّة قطعية عليه، وليس بالإمكان أن يعرف أحد لغة الإنسان الأولى، والفقرات الآتية تُوضح عددًا من النظريات التي تُحاول البحث في أصل اللغة العربية:

اللغة السريانية والبابلية

ما يتناقله الكثيرون من أنّ لغة آدم عليه السلام هي اللغة سريانية أو العربية، وأنّه رثى ابنه بشعرٍ عربيٍّ، لا دليل عليه، وكلّ ذلك من باب التعصّب للعربيّة، ومع أنّ هناك شبهًا كبيرًا بين العربية والسريانية (وهي أقدم منها) لكنّ الباحثين لا يجزمون بأنّها أصل العربية؛ لأنّ هناك تشابهًا كبيرًا بينها وبين العربية والعبرية.[١]


اختلف الباحثون في أصل هذه اللغات، مثلًا هل تتفرّع من لغة واحدة مجهولة الآن؟ أم أنّ أحدها الأصل وما زالت باقية إلى الآن؟ وهل أصل اللغات البابلية أم السريانية؟ ولا يُعقل أن يكون أصل اللغات العبرية أو السريانية؛ لأنّ البابلية أقدم، وإنّما كانت أصلا للعربية؛ لأنّ العرب انتقلوا من بابل إلى الجزيرة العربية، فالبابلية أصل العربية.[١]


اللغات السامية

وجد كثير من الباحثين الشبه بين العربية والعبرية، كما أنّ العارفين باللغة السريانية قبل الإسلام لاحظوا الشبه الكبير بينها بين العربية والعبرية، وقال عنها ابن حزم أنّها من أصل لغوي واحد، وكان البحث عن أصل اللغة العربية في أوروبا بهدف قراءة العهد القديم العبري؛ لأنّ العبرية تشترك في الكثير من الكلمات مع العربية.[٢]


في هذا الوقت اعتمد شلوزر على تقسيم اللغات بناءً على العهد القديم، الذي ينسبها إلى أولاد نوح عليه السلام (سام، وحام، ويافث)، وعليه فإنّ (العربية، والعبرية، والآرامية، والحبشية) لغات ساميّة، لكنّ هذا التقسيم غير مُعتمد؛ لأنّ تقسيم العهد القديم مبنيٌّ على أساسٍ عُنصريٍّ؛ فكلّما اتفق اليهود مع أحد جعلوه من أبناء سام، وكلّما اختلفوا مع أحد جعلوه من أبناء غيره.[٢]


مثلًا ذكر سفر التكوين أن كنعان ليس من أبناء سام، في حين أنّ الدراسات الحديثة تُثبت أنّ الكنعانيّة أحد فروع اللغات السامية، وذكر التكوين أنّ عيلام من أبناء سام، وأثبتت الدراسات الحديث أن اللغة العيلاميّة ليست من اللغات السامية، كما أنّ هذا التقسيم غير مُمكن لأنّه من غير المعقول أن تنتسب كلّ لغات العالم لثلاثة أصولٍ فقط.[٢]



المراجع

  1. ^ أ ب عبد الله عبد الجبار، قصة الأدب في الحجاز، صفحة 185-187. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمود فهمي حجازي، علم اللغة العربية، صفحة 132-133. بتصرّف.
4232 مشاهدة
للأعلى للسفل
×