محتويات
هل ارتفاع هرمون الحليب لدى الحامل أمر طبيعي؟ ما هي أضرار ارتفاع هرمون الحليب للحامل؟ معلومات وتفاصيل هامة نطرحها في هذا المقال.
فلنتعرف على أبرز المعلومات حول أضرار ارتفاع هرمون الحليب للحامل، أو ما يسمى طبيًّا بفرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia):
أضرار ارتفاع هرمون الحليب للحامل: ما حقيقتها؟
إليك التفاصيل:
1. ارتفاع هرمون الحليب في الحمل: هل هو أمر طبيعي؟
هرمون الحليب أو البرولاكتين (Prolactin)، هو هرمون تنتجه الغدة النخامية (Pituitary gland) ويؤثر على الهرمونات الجنسية، مثل: الأستروجين والتستوستيرون، لدى الإناث والذكور، وعادة ما تكون مستويات هذا الهرمون منخفضة لدى الرجال وكذلك لدى النساء غير الحوامل.
تُعد الوظيفة الرئيسة لهرمون الحليب هي زيادة حجم الثدي وتحفيز إنتاج حليب الثدي خلال فترة الحمل ليبدأ الحليب بالخروج من الثدي بعد الولادة، لذا من الطبيعي أن ترتفع مستويات هذا الهرمون أثناء الحمل استعدادًا لمرحلة الرضاعة.
أي أن أضرار ارتفاع هرمون الحليب للحامل في الحالات الطبيعية قد لا تكون موجودة، بل على العكس من ذلك تمامًا، من المفترض أن يطرأ ارتفاع على مستويات هذا الهرمون خلال الحمل، حيث تبلغ مستويات هذا الهرمون أقصاها مع اقتراب موعد الولادة، ومن ثم تُباشر بالهبوط بعد الولادة.
2. ارتفاع هرمون الحليب للحامل: جدل قائم حول أضراره
يعتقد بعض الباحثين أن ارتفاع هرمون الحليب أحيانًا خلال الحمل قد يرفع من فرص حصول الإجهاض، ولكن تُعد هذه الفرضية من الفرضيات المثيرة للجدل ضمن الأوساط العلمية، فعلى سبيل المثال:
- تبعًا لمخرجات إحدى الدراسات العلمية، لوحظ أن بعض النساء اللواتي أصبن بالإجهاض كانت مستويات هرمون الحليب لديهن مرتفعة بشكل كبير (31.8 - 55.3 نانوغرام / مل) خلال الفترة الواقعة بين 5 - 10 أسابيع من عمر الحمل.
- يعتقد بعض الباحثين أنه من المبكر ربط الإجهاض بارتفاع مستويات هرمون الحليب، فالدراسات التي أجريت في هذا الصدد قليلة، ناهيك عن كونها أجريت على نطاق ضيق، كما أن آلية عمل هرمون البرولاكتين في الجسم لا تزال غير مفهومة تمامًا بالنسبة للعلماء.
- يعتقد بعض الباحثين أن ارتفاع هرمون الحليب أحيانًا قد يرتبط بارتفاع الهرمون المنبه للغدة الدرقية لدى بعض النساء، وارتفاع مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية قد يكون هو العامل الفعلي الذي قد يرفع من فرص الإجهاض.
لذا، وعلى الرغم من أن أي اختلال في مستويات هرمونات الجسم خلال فترة الحمل قد يكون له مضاعفات، إلا أن علاقة ارتفاع مستويات هرمون الحليب بالإجهاض لا تزال قيد البحث.
أمراض قد تسبب ارتفاع هرمون الحليب للحامل
أحيانًا قد ينجم ارتفاع هرمون الحليب عن الإصابة بمشكلات صحية بعضها قد يؤثر سلبًا على الحمل، مثل:
1. الورم البرولاكتيني (Prolactinoma)
قد ترتفع مستويات هرمون الحليب بإفراط جراء الإصابة بورم في الغدة النخامية يدعى بالورم البرولاكتيني.
ينشأ الارتفاع المذكور جراء قيام الورم البرولاكتيني بإنتاج كميات مفرطة من هرمون الحليب، وعلى الرغم من أن هذا الورم عادة ما يكون حميدًا، إلا أن عدم تلقي العلاج اللازم قد يؤدي لمضاعفات عديدة، مثل إحداث تلف في بعض الأنسجة المحيطة بالورم.
كما قد تسبب الإصابة بالورم البرولاكتيني خلال الحمل ببعض المضاعفات، فخلال الحمل ترتفع مستويات هرمون الأستروجين ما قد يحفز نمو الورم البرولاكتيني، مما قد يؤدي لمضاعفات مثل:
- الصداع.
- اضطرابات في حاسة البصر.
2. مشكلات صحية أخرى
قد تنبع أضرار ارتفاع هرمون الحليب للحامل من كون هذا الارتفاع ناجم عن إصابة الحامل بمشكلات صحية أخرى، مثل:
- سرطان الرئة.
- إصابة ما في منطقة الصدر، أو مرض قد يؤثر سلبًا على جدار الصدر، مثل الهربس النطاقي (Shingles).
- قصور الدرقية (Hypothyroidism).
- أمراض مزمنة في الكلى أو الكبد.
- مشكلات صحية في منطقة الوطاء (Hypothalamus) الموجودة في الدماغ، وهي المنطقة التي تتحكم بطريقة عمل الغدة النخامية.
وهذه المشكلات تستدعي بطبيعة الحال استشارة الطبيب، إذ قد يسبب بعضها مضاعفات صحية للمريضة، سواء كانت حامل أم لا.
ما هي القراءات الطبيعية لهرمون الحليب في الحمل؟
على الرغم من أن أضرار ارتفاع هرمون الحليب للحامل قد لا تكون موجودة إذا كان الارتفاع الحاصل طبيعيًّا، إلا أن تجاوز مستويات هذا الهرمون لقراءات معينة خلال الحمل قد يكون مؤشرًا على وجود خلل.
ولإيضاح الصورة بعد أكثر، علينا أن ننوه إلى أن المدى الطبيعي للارتفاع المتوقع لهرمون الحليب في الحمل هو 10 - 209 نانوغرام / مل، أما عندما تتجاوز نسب الهرمون في الدم هذه المعدلات، فهذا قد يعني إحدى هذه الأمور:
- الإصابة بمشكلة صحية ما، مثل: الورم البرولاكتيني، لا سيما عندما تتجاوز مستويات هرمون الحليب الحد الأقصى الطبيعي بأضعاف.
- عوامل عارضة، إذ قد تظهر نتائج فحص البرولاكتين قراءات مرتفعة بسبب عوامل مثل: توتر الحامل أثناء قيامها بالفحص، وتناول الحامل للطعام قبل إجرائها للفحص.
- الاختلافات الطبيعية من امرأة لأخرى، فمعدلات ارتفاع هرمون الحليب في الحمل قد تختلف بشكل كبير بين امرأة وأخرى.
كيف يمكن الوقاية من أضرار ارتفاع هرمون الحليب للحامل؟
يُفضل أن تقوم الحامل بفحص مستويات هرمون الحليب في مراحل الحمل الأولى بشكل خاص لمراقبة وتيرة ارتفاعه، خاصة إذا ما كانت الحامل قد تعرضت لإجهاضات متكررة سابقًا لوحظ فيها أن مستويات هذا الهرمون كانت مرتفعة قبل حصول الإجهاض.
إذا لوحظ وجود رابط بين الإجهاض المتكرر وارتفاع مستويات هرمون الحليب، وقد يصف الطبيب أدوية خافضة لهذا الهرمون، بعضها يُعد آمنًا خلال فترة الحمل، كما قد يناقش مع الحامل خيارات علاجية أخرى تبعًا لسبب ارتفاع هرمون الحليب لديها.