محتويات
البروتين الحيواني
تتكوَّن البروتينات من وحدات أساسيَّة يُطلق عليها الأحماض الأمينيَّة، بعضها يستطيع الجسم إنتاجه والبعض الآخر يجب الحصول عليه من الطعام (وهي الأحماض الأمينية الأساسية)، وتساهم البروتينات في بناء أنسجة الجسم، كالعضلات، والأوعية الدموية، والشعر، والأظافر، إلى جانب إنتاج الإنزيمات والهرمونات التي تساعد الجسم على العمل بالصورة الطبيعيَّة، ويعدّ البروتين جزءًا أساسيًّا في نظامنا الغذائي، يمكن الحصول عليه من مصادر نباتيَّة أو حيوانيَّة، وفي هذا الجانب تُعد المأكولات البحرية ولحوم الدواجن من أفضل المصادر البروتينية الحيوانيَّة، أمَّا اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان فهي من مصادر البروتينات الحيوانيَّة التي يجب استهلاكها بكميَّات محدودة أكثر، أمّ اللحوم المعالجة كالنقانق فيُنصَح بتجنُّب تناولها.[١]
وتجدر الإشارة إلى احتواء البروتيات الحيوانية على كامل الأحماض الأمينيَّة الأساسية، بينما تكون كمية هذه الأحماض الأمينية قليلةً في معظم المصادر النباتيَّة للبروتينات، مما يستدعي الحرص على التنويع في المصادر البروتينيَّة لضمان الحصول على كافة الأحماض الأمينيَّة الأساسية التي لا يستطيع الجسم إنتاجها.[٢]
ما هي الكمية اللازم تناولها من البروتينات؟
أوصت الأكاديمية الوطنية للطب (National Academy of Medicine) بأنَّه على البالغين تناول كمية من البروتين لا تقل عن 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًّا، أو تناول ما يزيد قليلًا عن 7 غرامات لكل 9 كيلوغرام من وزن الجسم،[١] لكنْ يجب الأخذ بعين الاعتبار النسبة بين كمية البروتينات الحيوانيَّة والنباتية المُستهلَكة؛ للوقاية من الأضرار الصحية الناجمة عن الإكثار من استهلاك البروتينات الحيوانية،[٣] وفي الجدول الآتي توضيح للكمية الغذائية المرجعية (RDA) اليومية الموصى بها للبروتيات:[٤]
العمر والجنس | (RDA) غرام/يوم |
الأطفال والرضع | |
0-6 شهور | 9.1 |
6 - 12 شهرًا | 11 |
1 - 3 سنة | 13 |
4 - 8 سنوات | 19 |
الذكور | |
9 - 13 سنةً | 34 |
14 - 18 سنةً | 52 |
19 - 70 سنةً وأكثر | 56 |
الإناث | |
9 - 13 سنةً | 34 |
14 - 70 سنةً وأكثر | 46 |
الحامل والمرضع | |
جميع الأعمار | 71 |
ما أضرار الإكثار من تناول البروتينات الحيوانية؟
إنَّ الإفراط في تناول أيْ عنصر من العناصر الغذائية مدّةً طويلةً يصاحبه عادةً ظهور عدد من المخاطر، لذا ربما يؤدَّي استهلاك كميات كبيرة من البروتين إلى ارتفاع خطورة ظهور بعض المضاعفات، منها الآتي:[٥]
- رائحة الفم الكريهة: قد تكون رائحة الفم الكريهة ناجمةً عن حدوث مشكلة فرط كيتون الجسم (Ketosis)، وهي إحدى مشكلات الأيض التي ينجم عنها إنتاج مواد كيميائيَّة تُعطِي الرائحة غير المحبَّبة للفم، وتظهر مشكلة الرائحة السيئة للفم خاصةً في حال الحدّ من تناول الكربوهيدرات بالتزامن مع الإكثار من تناول البروتينات.
- الإسهال: فاستهلاك كميَّات كبيرة من اللحوم المُعالَجَة أو منتجات الألبان وعدم الحرص على تناول ما يكفي من الأطعمة الغنيَّة بالألياف قد يكون سببًا لحدوث الإسهال، وتظهر هذه المشكلة في حال المُعاناة من عدم تحمل اللَّاكتوز، أو في حال استهلاك اللحوم والأسماك والدواجن المقليَّة.
- تضرُّر الكلى: لا شكّ أنَّ استهلاك كميات كبيرة من البروتينات قد يؤدي إلى زيادة كمية النيتروجين في الجسم كواحد من مخلفات الأيض، وهذا بدوره يتسبَّب بزيادة الجهد الذي تقوم به الكلى للتخلص من النيتروجين ومخلفات أيض البروتينات، مما قد يُسبِّب ارتفاع خطورة تعرُّضها للتلف.
- أمراض القلب: قد يؤدي استهلاك كميَّات كبيرة من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم إلى الإصابة بأمراض القلب، وربما ترتبط هذه المشكلة بارتفاع استهلاك الدهون المشبعة والكولسترول.
- ارتفاع خطورة الإصابة بالسرطان: وجدت الدراسات أنَّ اتباع بعض أنواع الحميات الغذائية مرتفعة البروتين -خاصةً تلك التي تحتوي على نسب عالية من اللحوم الحمراء- يرتبط بارتفاع خطورة الإصابة بعدد من المشكلات الصحية، كالسرطان،[٦] ويعدّ سرطان القولون والمستقيم من أنواع السرطان مُحتملة الحدوث في هذه الحالة.
- فقدان الكالسيوم (Calcium loss): فتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من البروتينات واللحوم قد يؤدي إلى زيادة خسارة الكالسيوم، وربّما الإصابة بهشاشة العظام وضعفها.
- الجفاف: إذْ يقوم الجسم بتصريف النيتروجين الزائد مع الماء والسوائل إلى خارجه، وقد يكون ذلك سببًا في حدوث الجفاف.
- اكتساب الوزن: فاستهلاك كميَّات كبيرة من البروتين يؤدي غالبًا إلى اختزانه في الجسم على شكل دهون، وهذا قد يصاحبه اكتساب الوزن مع مرور الوقت، خاصةً في حال تجاوز نسبة استهلاك السعرات الحرارية اليومية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنظمة الغذائية عالية البروتين الهادفة إلى إنقاص الوزن قد تسبب ذلك لمدّة قصيرة.
- مخاطر أخرى: قد يعانى الفرد من مخاطر أخرى نتيجة استهلاك كميات كبيرة من البروتين مدّةً طويلةً، كالإصابة بمرض سكري النوع الثاني، كما ترتفع خطورة الإصابة بتلف الكبد، واضطرابات الأوعية الدموية، والصرع، وربما الوفاة.[٤]
- أعراض مزعجة: قد يعاني الفرد من ظهور بعض الأعراض المزعجة في حال استهلاك كميات كبيرة من البروتين، منها: الصداع، والتهيّج، والغثيان، والإرهاق غير المبرَّر، والشعور بالانزعاج في الأمعاء، والإصابة بعسر الهضم،[٤] ومن الجدير بالذكر أنّ الصداع يحدث عند استهلاك لحوم اللانشون، وغيرها من اللحوم ومنتجات الألبان المخمرة والقديمة التي تحتوي على المواد الحافظة ومادَّة التيرامين (Tyramine)، التي تؤثر في تدفق الدم إلى الدماغ، ممّا قد يحفِّز حدوث الصداع.[٧]
نصائح عند الإكثار من تناول البروتينات الحيوانية
يجدر بالفرد اتِّباع مجموعة من النصائح والتعليمات عند استهلاك كمية كبيرة من البروتينات الحيوانية، منها:[٥]
- الإكثار من شرب الماء خلال ساعات اليوم، خاصَّةً في حال مُمارسة النشاط الجسدي؛ لتجنب الإصابة بالجفاف.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والحدّ من تناول الأطعمة المقلية والدهون، وزيادة استهلاك الألياف، والحرص على شرب كميات كافية من الماء؛ فكلّ ذلك من شأنه وقاية الفرد من الإصابة ببالإسهال الناجم عن الإكثار من استهلاك البروتينات.
- تنظيم أوقات الذهاب إلى المرحاض والتبرز ، والإكثار من استهلاك الألياف وشرب الماء؛ لتجنب الإمساك.
- زيادة عدد مرَّات تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، والإكثار من شرب الماء، ومضغ العلكة، فقد يساعد ذلك في تخفيف رائحة الفم الكريهة المُصاحبة لاستهلاك كميات كبيرة من البروتين الحيواني.
- الإكثار من تناول المصادر البروتينيَّة الحيوانيَّة الجيدة، كالدواجن، والأسماك، والبيض، والمكسرات؛ وذلك لتقليل خطورة الإصابة بالسرطان.[١][٥]
- التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء، التي تتضمَّن اللحم البقري، ولحم الضأن، ولحم العجل، ولحم الماعز، ولحم الخنزير.[١]
- تجنب استهلاك اللحوم المُعالَجَة، مثل لحم الخنزير المقدَّد، والنقانق، واللحوم الباردة، ويمكن تعريف اللحوم المُعالَجَة بأنَّها اللحوم التي تمرّ بعمليات تمليح، أو تخمير، أو تدخين، أو غيرها من العمليات التي تساعد على تعزيز النكهة أو تحسين الحفظ.[١]
- تناول منتجات الألبان باعتدال، فقد يكون من الجيد استهلاك 1-2 حصة يوميًّا، ويعدّ تناول الزبادي خيارًا غذائيًّا مناسبًا بدلًا من تناول الأجبان والحليب.[١]
- الاحتفاظ باللحوم النيئة في الثلاجة مدّةً لا تزيد عن يوم أو يومين، ويُمكن الاحتفاظ بها مدّةً أطول بوضعها في مجمِّد الثلاجة، وبهذا يمكن الاحتفاظ بها مدةً قد تصل إلى 12 شهرًا.[٨]
- طهي اللحوم جيدًا والتأكد من نضجها وقتل البكتيريا الضارة.[٨]
هل يمكن التسمم الغذائي باللحوم؟
نعم، قد يحدث التسمم الغذائي باللحوم التي تحتوي أنواع معينة من البكتيريا، كالمكورة العنقودية (Staphylococcus)، والسلمونيلا (Salmonella)، والإشريكية القولونية (E. coli)، حتى عند استهلاكها بكميات قليلة، ويتمثّل ذلك بالشعور بألم في البطن، والحمى، والتقيؤ، والغثيان، والمشكلات الهضمية، وأحيانًا الإسهال المصحوب بالدم، وقد تستمر أعراض التسمم الغذائي من بضع ساعات إلى أيام عِدة.[٨]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "The Nutrition Source", www.hsph.harvard.edu, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ↑ Lindsay Tigar (2020-06-20), "6 Silent Signs You Could Be Eating Too Much Protein", www.thehealthy.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ↑ "Animal Protein", nutritionfacts.org, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ^ أ ب ت Jennifer Huizen (2018-08-21), "How much protein is too much?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ^ أ ب ت Emily Cronkleton ,Sarah Coppola, "Are There Risks Associated with Eating Too Much Protein?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ↑ An Pan Qi Sun Adam M. Bernstein et al (2012-04-09), "Red Meat Consumption and Mortality", jamanetwork.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ↑ Leslie Pepper, "Heat, Meat and 9 More Surprising Headache Causes", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ^ أ ب ت Siddhi Camila Lama, "Can I Get Sick From Eating Bad Meat Even After Cooking It?", www.livestrong.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.