محتويات
أضرار الجلوس المبكر للطفل
هل يُمكن لبعض المعدات أن تُسهم في تقييد حركة الطفل؟ إنَّ الأطفال يختلفون بينهم في أوقات تطور المهارات، حيث يُمكن أن تتقدم أو تتأخر مهارة الجلوس لدى بعض الأطفال، مع ذلك يُفضَّل تجنب الجلوس المبكر للطفل حتى وإن كان ذلك من خلال مقاعد الجلوس أو الأرجوحات وغيرها من الأدوات المستخدمةِ،[١] وذلك نتيجة للأسباب الآتي:
تأخر المهارات
ما هي أنواع المهارات التي يُسهم الجلوس المبكر في تأخيرها؟ يُمكن أن تلجأ بعض الأمهات إلى تقييد حركة أطفالهن مبكرًا، أي قبل تمكنِ الأطفالِ من تطوير مهارة الجلوس، ويتم الأمر باستخدام مقعد الأطفال أو عربة المشي أو الأرجوحة أو غيرها من المعدات، حيث تُسهم جميعها في الحد من حركة الطفل وتنقله، وكما تثبته في وضعية واحدة.[١]
وحيث إن تثبيت الطفلِ بوضعيةٍ واحدةٍ لمدةٍ معينةٍ قد يقلل من قدرة الطفل على تطوير مهارات القوة والتنسيق بين أجزاء جسده، وهذا يخفّض من قدرة الطفلِ على تعلم المهارات الحركية المختلفة مثل الحبو، الجلوس، المشي، بالإضافة إلى التدحرج، وبالتالي سيتأخر تطور الطفلِ ضمن المراحلِ العمرية المحددة لهُ، وذلك لأنّ الجلوس المبكرَ قد يزيد من الضغط على العضلات المهمة للحركة فيثبط نشاطها.[١]
وفي حال كان الطفل يُعاني من تأخر المهارات الحركية، فيُمكن تلقي العلاج الفيزيائي من قبل المعالج لتحسين هذه المشكلات، ويتم الأمر من خلال تمارين الإطالة أو أنشطة التقوية وغيرها من الطرق المسهمةِ في تحقيق التطوراتِ الحركية الطبيعية للطفل.[١]
إنَّ الجلوس المبكر للطفل إحدى الممارسات التي تحد من قدرة الطفل على الحركة وبالتالي سيتأخر الطفل في اكتساب مهارات الجلوس، الركض، الزحف والمشي.
تغير شكل العمود الفقري
كيف يكون شكل العمود الفقري لدى الأطفال؟ يكون العمود الفقري لدى الأطفال الصغار غير مكتملٍ كالبالغين، حيث يكتمل خلال فترة نمو الطفلِ، إذ يبدأ العمود الفقري على شكل حرف سي، ومن ثمَّ تبدأ الفقرات العنقية والقطنية في الانحناء لتأخذ شكلها الناضج والطبيعي.[٢]
ويرتبط اكتمال تطور العمود الفقريّ لدى الطفل بشكل أساسي مع قدرة الأطفال على الجلوس بشكل صحيح، بالإضافة إلى ممارسةِ المشي، الزحف، الوقوف ورفع الرأس للأعلى، وفي حال اختلال أي من هذه الوظائف يُمكن لشكل العمود الفقري أن يتغير ويصبح غير طبيعي، وقد يصل الأمر لانحناء العمود الفقري ليصبح بحاجة للعلاج.[٢]
كما أن جلوس الطفل في وضعيات غير صحيحة يؤثر على مراحل النمو الطبيعي للطفل، إذ قد يزيد من تعرض الطفل لمشكلات تؤثر على نمو العظام والمفاصل في الجسم أو يفاقم المشكلات في حال وجودها، وكما أن الأمر يحدث سواءً كان ذلك دون استخدام معدات الأطفال أو باستخدامها.[١]
الجلوس المبكر للأطفال يزيد من الضغط على المفاصل والعظام أثناء نموها وبالتالي يُمكن أن يؤثر على شكل العمود الفقري.
ما هو العمر المناسب لجلوس للطفل؟
هل يوجد وقتٌ مناسب لاستخدامِ مقعد الأمانِ للطفل؟ إنَّ مهارة الجلوس تبدأ تدريجيًا، وتتطور خلال أشهر حتّى يصل الطفل إلى العمر الذي بإمكانه الجلوس فيه دون مساعدة، حيث تتم هذه المراحل بالتدريج الآتي:[٣]
- خلال شهرين بعد الولادة: يبدأ الأطفال برفع رؤوسهم والاتكاء على أيديهم أثناء الاستلقاء على البطن.
- في عمر 4 شهور: يستطيع الطفل تثبيت رأسه دون دعم من أحد.
- في عمر 6 شهور: يمكن للطفل الجلوس بمساعدة بسيطة.
- في عمر 9 شهور: يُمكن أن يكون الطفل قادرًا على الجلوس والقيام أيضًا، ولكنه قد يحتاج إلى دعم في بعض الأحيان.
- في عمر 12 شهر: يستطيع الطفل الجلوس والتحرك دون حاجة إلى مساندة أو دعم.
أمَّا بالنسبة لجلوس الطفل في مقاعد الجلوس، فذلك ممكن إذا بلغ الطفل عمر 6-8 شهور، حيث يصبح قادرًا على الجلوس لوحده دون دعم أو إسناد، وكما أن استخدام مقاعد الجلوس قبل ذلك قد يقلل من مدى اكتسابِ مهارةِ الجلوس لدى الطفل، وذلك نتيجة تقييد حركته.[٤]
يبدأ الطفل بالجلوس عندما يبلغ 6-9 أشهر من عمره، ويتقن ذلك دون الحاجة إلى دعم عندما يبلغ 12 شهر من عمره.
علامات تشير إلى أن الطفل مستعد للجلوس
ما العلاقة بين استلقاء الطفل على بطنه والجلوس؟ يجيب الطبيب جاي هوبكر عن أهمية الاستلقاء على البطن للطفل ويقول، "إن وضع الطفل على معدته لوقت قليل كل يوم، سيسهم في بناء عضلات الرقبة والكتف لديه، وهذا يعزز من مهارات الحركة، أي إن الطفل سيبني قوة كافية للجلوس والتقلب والزحف والمشي، وغير ذلك من المهارات، ولكن يجب على الأمر أن يتم والطفل مستيقظٌ، وضمن متابعةِ الوالدين"،[٥] كما يُمكن ملاحظة بعض العلامات التي تُشير إلى أنَّ الطفل مستعد لتعلم مهارات الجلوس، ويتضمن بعضها الآتي:[٦]
- يصبح تحكّم الطفل في حركات الرأس وعنقهِ متناسقًا وأفضل من ذي قبل.
- يستطيع الطفل رفع رأسه للأعلى أثناء الاستلقاء على بطنه.
- يُمكن للطفلِ رفع نفسه للأعلى قليلًا، وذلك من خلال ذراعيهِ حين يكون مستلقيًا على بطنه.
- يكون الطفل قادرًا على الجلوس للحظات دون الحاجة إلى دعم، وعندئذٍ يجب الانتباه إليه وتوفير الدعم لتجنب تعرضه للإصابات.
تظهر على الطفل علامات حركية تدل على أنَّه مستعد للجلوس، وكما يمكن للاستلقاءِ مدة قصيرةً على البطنِ أن يعزز من قدرةِ الطفل على الجلوسِ والقيامِ.
نصائح لمساعدة الطفل على الجلوس
هل الجلوس مرتبط بتنسيق حركات الرأس؟ يُمكن تطبيق العديد من الاستراتيجيات المسلية والمثيرة للانتباه، والتي من شأنها تعزيز قدرة الطفل على الجلوس وتحسين هذه المهارة لديه حتى يتقنها ويعتمد على نفسه، مع ضرورة الحرص والانتباه خلال هذه الفترة على البقاء بجانب الطفل لمنع تعرضه للسقوط أو الإصابات، حيث تتضمن أهم هذه النصائح والاستراتيجيات التي يتم تطبيقها تدريجيًا وفقًا لمرحلة الجلوس الآتي:[٧]
- يتمّ التمهيد لمهارة الجلوس من خلال جعل الطفل يستلقي على بطنه قدر الإمكان، ومن ثمَّ تشجيعه على اللعب ليكون قادرًا على تقوية عضلات الرأس والرقبة والكتف والظهر.
- يتم استخدام الألعابِ لتعزيزِ تحكم الطفلِ بأعضائه أثناء الاستلقاءِ، ويستمر الأمر وصولًا لتعزيز القدرة على التحكم بالرأس قدر الإمكان؛ حيث إن هذه المهارة مرتبطة بمهارة الجلوس، وتتضمن أهم الألعاب المنزلية التي تجعل الطفل ينظر للأعلى خلال الاستلقاء على البطن الآتي:
- استخدام الألعاب ذات الأصوات.
- استخدام الألعاب الملونة والبراقة.
- إصدار الأصوات وتغيير تعابير الوجه.
- يتم الاستمرار في تطوير مهارة الجلوس بتطبيقها الفعليّ أول مرة، أي يتمّ إجلاس الطفل على الأرض بإشراف الوالدينِ ومساندتهما له.
- يتمّ دعم وإسناد يدي الطفل على شيء ما لتعزيز عملية الجلوس، وذلك في المراحل الأولى، وكما يُمكن وضع الألعاب المتينة للاتكاء عليها.
- يتم تخفيف الدعم تدريجيًا، وذلك ليتمكن الطفل من تطوير المهارة، ويطبق الأمر كلمَّا أظهر الطفل تحسنًا في الجلوس وأصبح أكثر قدرة على أدائهِ.
- قد يتمّ استخدام حلقات الألعاب التي يجلس الطفل بداخلها، وتوضع الألعاب فيها، حيث يتمكن الطفل من اللعب والاتكاء في ذات الوقت.
إنَّ مهارة الجلوس تتطور تدريجيًا لدى الأطفال، وتحتاج إلى دعم من الأسرة خلال جميع المراحل إلى حين إتقانها.
نصائح لتوفير بيئة آمنة لجلوس الطفل
ما هي المعدات التي يُمكن استخدامها لحماية الطفل من المخاطر المحيطة به؟ أثناء تعلم الطفل مهارة الجلوس فإنَّه بحاجة إلى توفير الدعم له ومراقبته، وذلك لأنَّه يكون عرضة للسقوط أو الإصابة، كما أنَّه سيتحرك في العديد من الأماكنِ، وبالتالي يجب توفير حماية وقائية ضمنها، ولهذا يُمكن اتباع النصائح الآتية لتوفير بيئة آمنة لجلوس الطفل:[٤]
- استخدام أغطية لجميع مقابس الكهرباء، حيث توضع في جميع الغرف التي يكون فيها الطفل.
- استخدام معدات الحماية الوقائية الخاصة بالأطفال مثل أقفال الخزائن، أغطية المرحاض ومثبتات الأثاث.
- إبعاد جميع المخاطر عن الأطفال مثل المواد السامة أو المواد التي تُسبب الاختناق أو المواد الخطيرة.
- استخدام الوسائد المناسبة أثناء جلوس الطفل، وتوزيعها في مختلف الأماكنِ التي يمكن للطفلِ الحركة ضمنها، إذ إنَّ الأطفال يُمارسون مهاراتهم الحركية في جميع الأوقات.
- تجنب جلوس الطفل بالأماكن العالية أو القريبة من الماء، وذلك لكون الطفلِ في حركة مستمرة.
- يُفضَّل استخدام أحزمة الأمان والتثبيت بشكل محكم عند وضع الطفل في مقاعد لفترات محددة، وكذلك يجب الانتباه لهم بالضرورةِ.
يُمكن توفير بيئة آمنة للطفل عندما يتعلم مهارة الجلوس، حيث إنه عرضة للسقوط أو الإصابة نتيجة الحركة المستمرة.
متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟
يختلف الأطفال عادةً في تطورهم ونموهم، خاصة الأطفال الذين يولودن قبل موعد ولادتهم الطبيعية، كأن يولد الطفل في الشهر السابع بدلًا من الشهر التاسع ويبقون عندئذٍ في الخداج، حيث يكون هؤلاء الأطفال أكثر تأخرًا في النمو مقارنة بأقرانهم المولودين بفترة حمل كاملة خاصة خلال السنة الأولى، فيُحدد الطبيب للأطفالِ المولودين قبل أوانهم ما يسمّى بالعمر المُصحح أو العمر المعدل تبعًا لمدى تطور مهاراتهم وفقًا لأعمارهم.[٨]
وكما يُمكن أن يمر الأطفال المولودون قبل أوانهم أو حتى المولودين بفترة حمل كاملة بمشكلات متعلقة بالجلوس، والتشخيص المبكر يُسهم في تعزيز علاج الحالة بصورة أفضل وأكثر كفاءة، وتتضمن أهم العلامات التي تُشير إلى ضرورة مراجعة الطبيب وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الآتي:[٨]
- عدم قدرة الطفل على الجلوس رغم بلوغهِ 12 شهرًا، وذلك وفقًا لعمرهِ المصحح.
- ظهور علامات تدل على التأخر الكبير لمراحل النمو، ومنها الآتي:
- عدم القدرة على رفع رؤوسهم عند بلوغهم الشهر الثاني.
- عدم القدرة على التحكم في رؤوسهم عند بلوغهم الشهر السادس.
- صعوبة التنسيق في حركات الأطفالِ.
- معاناةِ الطفل من التصلب الشديد.
- ظهور اضطرابات التواصل الاجتماعي على الطفل، والمتمثلةِ بعدم التفاعل أو الاتصال العيني أو الضحك مع الأشخاص الذين يبادلونه ذلك.
- معاناةِ الطفل لصعوبة التدحرج أو الوصول إلى الأشياء، وكذلك صعوبة الاستجابة إلى الأصوات أو الضحك، وبالأخصّ عند بلوغهم 6 شهورٍ.
هناك العديد من العلامات المتربطة بتأخر الجلوس والدالة على ضرورة مراجعة الطبيب المختص، وذلك للتأكد من التشخيص وتلقي العلاج المبكر لتحقيق نتائج أفضل.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Container Baby Syndrome: How Equipment Can Hinder a Child's Development", nationwidechildrens, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Spine Problems", childrenshospital, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ↑ "Baby Milestones – When Babies Sit Up, Roll Over and Crawl", helpmegrowmn, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "When Can Babies Sit Up and How Can You Help a Baby Develop this Skill?", healthline, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ↑ "Infant and toddler health", mayoclinic, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ↑ "Baby milestones: Sitting", babycenter, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ↑ "Developmental milestones: sitting", babycentre, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "When do babies sit up? Timeline, support, and factors", medicalnewstoday, Retrieved 27/3/2021. Edited.