يتبين من خلال الدراسات التالية أن هناك علاقة بين تعاطي الحشيش عند الشباب في جيل المراهقة وبين تطور الفصام والاكتئاب في سن متقدمة أكثر.
نشرت مؤخرا ثلاث دراسات جديدة في العدد الأخير من المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal تتناول أضرار الحشيش لدى المراهقين:
يتبين من خلال هذه الدراسات أن هناك علاقة بين تعاطي الحشيش عند الشباب في جيل المراهقة وبين تطور الفصام والاكتئاب في سن متقدمة أكثر. تعزز نتائج هذه الدراسات بالفعل ما وجد في دراسات سابقة والتي فحصت هذه العلاقة. ومع ذلك، ينبغي الإشارة إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان استخدام الحشيش يثير فقط الأعراض النفسية لدى الشباب الذين كانت لديهم هذه الميول منذ البداية، أو ما إذا كان هو بالفعل يسبب هذه الأمراض النفسية.
وفقا لنتائج دراستين منفصلتين، فان اضرار الحشيش في مرحلة المراهقة لها علاقة بزيادة خطر الاصابة بالفصام في وقت لاحق من الحياة. الدراسة الأولى فحصت من جديد نتائج دراسة أجريت في السويد في سنوات ال- 70. تمت إعادة البحث من جديد، بسبب وجود شك من أنه على الرغم من العلاقة بين تعاطي الحشيش والفصام، فان الاضطراب النفسي قد يكون قائما قبل ذلك، أو أن له علاقة باستخدام أدوية أخرى.
تم في هذا البحث، فحص معطيات عن أكثر من 50،000 شاب. أولئك الذين استخدموا الحشيش في جيل بين 18-20 سنة كانوا أكثر عرضة لتطوير مرض انفصام الشخصية في ال 27 سنة القادمة. ووجد الباحثون أن عامل الخطر المسبب هذا لا علاقة له بالصفات الشخصية وأن استخدام الحشيش بدأ قبل تطور الفصام. كذلك لم توجد أي علاقة بين تطور الفصام وبين استخدام مواد أخرى مثل الأمفيتامينات.
ووجد العلماء أيضا أن من أضرار الحشيش أنه كلما ازداد استهلاكها، زاد أيضا خطر تطور الفصام في وقت لاحق. هذا الأمر ينطبق سواء على أولئك الذين لم يستخدموا القنب بالمرة من قبل، وأيضا أولئك الذين استخدموا الحشيش فقط وليس أي مخدر آخر. هكذا على سبيل المثال فان الذين استخدموا الحشيش أكثر من 50 مرة زاد خطر تطور الفصام لديهم بأكثر من 300٪ بالمقارنة مع أولئك الذين لم يستخدموا الحشيش على الإطلاق. الخطر انخفض إلى 40٪ عند أولئك الذين استخدموا الحشيش أقل من 10 مرات.
يذكر الباحثون أنه على الرغم من هذه العلاقة السببية، فإنهم لا يزالون غير متأكدين مئة في المئة من أن زيادة خطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية هو نتيجة لاستخدام الحشيش، وربما يكون هناك عوامل أخرى لم تؤخذ بالحسبان أو أنه لم يكن بالإمكان قياسها. وفي دراسة ثانية أجريت في نيوزيلندا، تم فحص العلاقة بين أضرار تعاطي الحشيش بين المراهقين في عمر 15 إلى 18 وبين تطور الفصام في وقت لاحق. وجد أن أولئك الذين بدؤوا باستخدام الحشيش في سن ال 15 كانوا أكثر عرضة لتطوير الفصام. كما وجد في هذا البحث أيضا أن استخدام الحشيش سبق تطور المرض.
يوصي الباحثون أنه ينبغي على الأهل، المعلمين وغيرهم من المهنيين، ولمنع أضرار الحشيش، منع استخدامه بين المراهقين الحساسين من ناحية نفسية، وأن صانعي القرارات يجب أن يركزوا على عرقلة - إلى أقصى حد ممكن، استخدام القنب في هذه الفئة العمرية الشابة. أشار باحثون استراليون على وجود علاقة قوية بين تعاطي القنب وبين تطوير الاكتئاب والقلق لدى المراهقين. هذه النتائج تستند على مراقبة 1600 طالب تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 15 لمدة سبع سنوات.
يذكر الباحثون أن استخدام الحشيش أصبح مقبولا لدى الكثير من المراهقين في أستراليا، إنجلترا، نيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن حتى الآن لم تتضح آثاره الجسدية والنفسية. ما هو معروف بالفعل بالنسبة لأضرار الحشيش، أن استهلاك كمية كبيرة من الحشيش قد تؤدي لاثارة الحالات الذهانية، أو تفاقم هذه الحالات لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية. مستقبلات القنب تتركز بالأساس في الجهاز العصبي المركزي وتؤثر على مجموعة واسعة من الوظائف، مثل الذاكرة، العواطف، المفاهيم والحركات.
وجد الباحثون أن 60٪ من المشاركين في الدراسة استخدموا الحشيش حتى سن 20 وان 7٪ منهم استخدموا الحشيش بشكل يومي. الاستخدام اليومي للحشيش كان له علاقة بزيادة مخاطر تطوير الاكتئاب والقلق في وقت لاحق من الحياة ب 5-أضعاف. استخدام الحشيش مرة واحدة في الأسبوع كان له علاقة بزيادة تطور الاكتئاب والقلق بضعف. وخلص الباحثون الى أن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير للحد من أضرار الحشيش واستخدامه بين الشباب، وأن هذا من شأنه أن يقلل من نسبة الأمراض النفسية لدى هذه الفئة العمرية.