محتويات
كل ما يهمك معرفته حول العلاقة بين أضرار السمنة المفرطة والسرطان ورفع خطر الإصابة به إليك من خلال المقال الآتي:
الزيادة في عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة تقلق الكثير من الخبراء في المجتمع الطبي. فقد أدى نمط الحياة اليوم إلى تزايد أعداد الناس الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة المفرطة، ونتيجة لذلك هناك زيادة مستمرة في معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات.
ولكن ماذا عن وجود علاقة بين أضرار السمنة المفرطة والسرطان؟ إليك الإجابة في الآتي:
السمنة المفرطة والسرطان: ما تقوله الدراسات
تتسبب السمنة بحوالي 3.4 مليون وفاة سنويًا حول العالم، كما ترتبط السمنة وزيادة الوزن بالعديد من الأمراض، مثل: مرض السكري، ومرض القلب الإقفاري (Congestive heart failure)، وضغط الدم المرتفع، وارتفاع مستوى الكولسترول، والسكتة الدماغية، وتبين حديثًا وجود صلة بين أضرار السمنة والسرطان بأنواعه المختلفة أيضًا.
أظهرت دراسة العلاقة بين أضرار السمنة المفرطة والسرطان خلال استخدام قاعدة بيانات ضخمة حول العلاقة بين السمنة والأمراض السرطانية.
أظهرت الدراسة وجود صلة مباشرة بين قيم مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index) وخطر الإصابة بالسرطان، وكلما كانت هذه القيم أعلى فإن مخاطر الإصابة بالأمراض السرطانية المختلفة ترتفع.
وذكرت ذات الدراسة السابقة أن زيادة الوزن لا ترتبط فقط بأنواع السرطان الشائعة، مثل: سرطان الثدي، وسرطان الرحم، وسرطان القولون، ولكن أيضًا بالأمراض الخبيثة الأقل شيوعًا، مثل: سرطان الكلى، وسرطان الغدة الدرقية، وسرطان الكبد، وسرطان المرارة، وسرطان الدم وأمراض أخرى.
وجدت هذه الدراسة أن كل زيادة 5 كغم\متر مربع من مساحة الجسم مرتبطة بارتفاع الخطورة للإصابة بسرطانات معينة
في نهاية المطاف أثبت الباحثون وجود علاقة مع 22 نوعًا من أمراض السرطان وخلاصة الأبحاث هذه أثبتت أن السمنة تشكل عامل خطر كبير لتطور السرطان.
واستكمالًا للحديث عن أضرار السمنة المفرطة والسرطان تبين وجود علاقة عكسية بين الإصابة بسرطان البروستاتا وسرطان الثدي المبكر مع مؤشر كتلة الجسم، بمعنى أنه قلت نسبة الإصابة بهذه السرطانات مع زيادة الوزن دون التطرق للسبب في ذلك، ومن ناحية أخرى لم يلاحظ أي علاقة عند غير المدخنين بين زيادة الوزن وارتفاع الإصابة بسرطانات الرئة وتجويف الفم لذا ما زلنا بحاجة لمزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
السمنة المفرطة والسرطان: آلية التأثير
في السنوات الأخيرة نشرت العديد من الأبحاث التي حاولت إثبات وجود علاقة بيولوجية بين أعراض السمنة المفرطة وبين تطور الأورام السرطانية، على ما يبدو فإن دمج عوامل هرمونية وإفراز عوامل مختلفة المرتبطة بالأنسجة الدهنية يساهم بشكل كبير في تطور هذه الأورام.
بالإضافة إلى ذلك نمط الحياة غير الصحي والذي يتضمن بالأساس اتباع نظام غذائي غير صحي والإهمال الصحي يمكنه أيضًا أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
هناك عدة آليات لتأثير السمنة المفرطة والسرطان ونشوء علاقة بينهما والتي تشمل على ما يأتي:
-
إفراز الإستروجين
الأنسجة الدهنية تفرز كميات كبيرة من هرمون الإستروجين الذي يرتبط بتطور سرطان الثدي، وسرطان الرحم، وأنواع أخرى من الأورام.
التأثير الهرموني للسمنة كان معروفًا منذ سنوات وأثبت في الماضي أيضًا أنه يرتبط بالنضج الجنسي المبكر لدى الفتيات وباضطرابات صحية أخرى.
-
زيادة في مستوى الإنسولين
زيادة الوزن ترتبط بمستويات عالية من هرمون الإنسولين وهرمون عامل النمو المشابه للإنسولين (Insulin-like growth factor). وقد ثبت أن هذه الهرمونات تؤثر على نمو الأورام، وتساهم في تطورها.
-
اضطرابات الهرمونات وعوامل النمو الأخرى
بالإضافة إلى الهرمونات التي ذكرت سابقًا فإن هرمونات أخرى التي تفرزها الأنسجة الدهنية يمكن أن تؤثر على تطوير الأورام المختلفة.
هرمون الليبتين (Leptin) الذي يفرز في الخلايا الدهنية يشجع على تكاثر الخلايا السرطانية، من ناحية أخرى هرمون آخر الذي يدعى أديبونيكتين (Adiponectin) ويفرز بمستويات مرتفعة خصوصًا لدى الأشخاص النحيفين لديه خصائص مضادة لتكاثر الخلايا.
بالإضافة إلى ذلك الخلايا الدهنية تفرز عوامل مختلفة، مثل: هدف الثدييات من الراباميسين (MTOR) وبروتين كيناز النشط (Activated protein kinase) التي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تطور السرطان.
-
اتباع نمط حياة غير صحي
في كثير من الحالات الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يميلون إلى اتباع نمط حياة غير صحي، والذي يشمل عادات ضارة، مثل: التدخين، وشرب الكحول والتي تزيد من خطر الاصابة بالأمراض الخبيثة المختلفة وهذا تفسير آخر للعلاقة بين السمنة المفرطة والسرطان.
-
اتباع نمط غذائي غير صحي
أضرار السمنة المفرطة مرتبطة بالتغذية غير السليمة وبتناول طعام غير الصحي في كثير من الحالات، فالأطعمة السريعة والمصنعة تحتوي على مواد كيميائية مختلفة والتي يحتمل أن يؤدي بعضها إلى تطور الأمراض الخبيثة، بشكل عام يوصى بالحرص على تناول الغذاء الصحي والبيتي، والتقليل من تناول الأطعمة المصنعة.
معلومات قد تهم عن السمنة
في نهاية الحديث عن العلاقة بين السمنة المفرطة والسرطان نخبرك هنا أنه تندرج دول عربية مختلفة دائمًا في مقدمة قائمة أعلى نسب السمنة عالميًا، وبحسب مؤشرات منظمة الصحة العالمية بتزايد أعداد المصابين بالسمنة المفرطة سنويًا بين الرجال والنساء وحتى الأطفال.
تعد حاسبة مؤشر كتلة الجسم أداة لتقييم الوزن حيث تقوم بفحص العلاقة بين طول ووزن الجسم، وتكون المعادلة كما يأتي:
مؤشر كتلة الجسم = (لطول بالمتر* الطول بالمتر) / وزن الجسم بالكيلوغرام وإن كانت النتيجة:
- دون الـ 18,5: نقص في الوزن.
- تتراوح بين 18.5-24.9: يكون الوزن طبيعي.
- تتراوح بين 25-29.9: يكون الوزن زائد.
- من 30 وما فوق: سمنة مفرطة.