محتويات
أضرار الشمندر الأحمر
الشمندر الأحمر Beet واسمه العلمي Beta vulgaris هو أحد النباتات التي تنمو بشكل واسع في المناطق معتدلة الحرارة خلال المواسم الباردة، وتتميز هذه النبتة بنموها بشكل أفضل في التربة العميقة الرخوة التي تحتوي على نسبة عالية من المواد العضوية مع استجابة جيدة للنمو للأسمدة العضوية والري.[١]
ويتمّ تناول أوراق وجذور هذا النبات، كما تُستعمل أيضًا لإنتاج الأدوية بسبّب احتوائه على مواد كيمائية قد تقلل من الوذمة ومستويات الكوليسترول في الدم، كما يحتوي الشمندر الأحمر على كميات عالية من أكسيد النيتريك الذي يساعد في توسعة الأوعية الدموية وتقليل ضغط الدم،[٢] ويتمّ آتيًا طرح أهم المعلومات حول أضرار تناول هذه النبتة:
درجة أمان الشمندر الأحمر
يعد تناول الشمندر الأحمر عن طريق الفم آمنًا بالنسبة لمعظم الناس بالكميات الموجودة في الأطعمة، كما أنّ الكميات الموصوفة طبيًا لعلاج بعض الحالات المرضية تعد آمنةً بشكل عام،[٣] ولكن في حال تخزين الشمندر الأحمر بشكل غير مناسب قد تتحول مادة النترات الموجودة فيه إلى مادة النتريت الضارّة تحت تأثير أنواع معينة من الجراثيم، ولذلك يجب التأكد من تخزين الأوراق بشكل صحيح من خلال قطع الأوراق بمسافة 5 سم عن الجذر وتخزينها في كيس منفصل وتناولها في غضون يومين، ويمكنك الاحتفاظ بالبصيلات في الثلاجة لمدة تصل إلى 10 أيام.[٤]
قد يسبب انخفاض في ضغط الدم
قد تؤثر النترات الموجودة في الشمندر الأحمر على الضغط الدموي، ولذلك يجب التحدث لمقدم الرعاية الصحية قبل تناول هذا الدواء في حال وجود انخفاض في ضغط الدم أو تناول أدوية تُسبّب حدوث هذا الانخفاض،[٥] ويُعتقد بأن النترات الموجودة في الشمندر الأحمر تتحول بعد تناولها لأكسيد النيتريك والذي يساعد على توسّع الأوعية الدموية، حيث يمكن لشرب 250 ملم من عصير الشمندر الأحمر خفض كلٍّ من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.[٦]
قد يسبب الإصابة بحصوات الكلى
عادةً ما يكون تناول الشمندر الأحمر جيد التحمل بالنسبة لمعظم الأشخاص، ولكن قد يؤدي للإضرار بالأشخاص المعرّضين لحدوث الحصيات الكلوية، حيث إنّ الكميات العالية من الأكسلات الموجودة في الشمندر الأحمر تساهم في تكوين الحصيات الكلوية، وكذلك قد تؤدي هذه المستويات العالية للتداخل مع امتصاص المغذيات الدقيقة من الأمعاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ مستويات الأكسلات في الأوراق أعلى بكثير من مستوياتها في الجذر.[٧]
وفي مراجعة منهجية لتانيشيا ميتشل وزملائها من قسم الجراحة البولية في جامعة ألاباما في برمنغهام في المملكة المتحدة، نشرت عام 2019 م في المجلة الأمريكية لعلم وظائف الأعضاء، وتناولت العلاقة بين الأكسلات الغذائية وتشكل الحصيات الكلوية، كان أهمّ ما جاء في المراجعة:[٨]
- في العادة يتمّ اكتساب نصف كمية الأكسلات من النظام الغذائي ويتمّ تكوين القسم الآخر من التفاعلات الداخلية في الجسم.
- تلعب كمية الأكسلات في البول دورًا مهمًا في تكوّن حصيات أكسلات الكالسيوم الكلوية.
- من الصعب تقييم مدى مساهمة الأكسلات الغذائية بتشكل الحصيات الكلوية بسبّب:
- صعوبة تقدير تناول الأكسلات بدقة.
- التباين في امتصاص وإفراز الأكسلات بين الأفراد.
- الاختلاف في محتوى الأكسلات بين الأطعمة تبعًا للظروف البيئية.
- تفاعل الأكسلات مع الكالسيوم الموجود في الغذاء.
- تأثير الجراثيم المعوية على كمية الأكسلات الممتصة.
- وجدت المراجعة صعوبةً في تقييم تأثير الزيادة العابرة في إفراز الأكسلات في البول والمترافقة مع استهلاك الأكسلات الغذائي.
تبين من المراجعة: " أنّ الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأكسلات والتناول الطبيعي للكالسيوم قد يخفف من فرط الأكسلات في البول ممّا يحد من خطر تكون الحصيات الكلوية ".
حدوث بيلة الشمندر
من الآثار الجانبية لتناول الشمندر الأحمر تلون البول باللون الأحمر أو ما يعرف ببيلة الشمندر، حيث يمكن للأصبغة الحمراء الموجودة في الشمندر أنّ تؤدي لتحوّل لون البول للأحمر عند 10-14% من الأشخاص، وكذلك قد يتحول لون البراز للأحمر الداكن أو الأسود بعد يوم أو يومين من تناوله،[٩] وتتضمن أهمّ المعلومات عن هذا الأثر الجانبي:[١٠]
- التظاهر الرئيس لبيلة الشمندر هو تلوّن البول أو البراز بالأحمر أو اللون الوردي بعد تناول الشمندر أو المواد المشتقة منه كالعصائر أو المواد الحاوية على مستخلصاته.
- تتغير درجة تلوّن البول بالأحمر من شخص لآخر وكذلك يختلف هذا اللون حسب طريقة تناول الشمندر فقد يؤدي تناول الشمندر النيء لإحداث لون بول أحمر داكن، بينما يؤدي تناول الشمندر المطبوخ لإحداث لون وردي أو أحمر فاتح للبول.
- يحدث تغيّر اللون للبول الأحمر بسبّب مركب البيتانين الذي يعطي الخضار لونها الأحمر، وقد يصعب على بعض الأشخاص هضم هذه الصبغة ممّا يؤدي لطرحه من الكلية وتلوين البول باللون الأحمر.
- قد يكون تلوّن البول بالأحمر بعد تناول الشمندر جزء من أعراض نقص الحديد، حيث تحدث هذه الحالة عند 66-80% من الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم بعوز الحديد، والذي تشمل أعراضه:
- تساقط الشعر.
- التعب.
- ضيق التنفس.
- تشنجات الساق.
- الإحساس بالبرودة.
- تقلب المزاج.
- يمكن أن تحدث بيلة الشمندر عند الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات الحمض المعدي، لصعوبة هضم وامتصاص المواد الغذائية المرافق لهذه الحالة، وتشمل علامات انخفاض حموضة المعدة:
- الانتفاخ.
- الغازات.
- الإمساك.
الحساسية من الشمندر
يعد تناول الشمندر الأحمر آمنًا لمعظم الناس، ولكن قد يصاب البعض الآخر بحساسية من الشمندر مثل أنواع الحساسية التي تظهر تجاه بعض الفواكه والخضار الأخرى، فغالبًا ما تحدث الحساسية تجاه الشمندر بسبّب متلازمة الحساسية تجاه غبار الطلع، وتظهر أعراض الحساسية تجاه الشمندر الأحمر على كلًّ من البلعوم، الأنف أو اللسان على الشكل الآتي:[١١]
- الاحمرار.
- التورم.
- الحكة.
- غالبًا ما تكون هذه الأعراض خفيفةً وتختفي بسهولة، ولكن قد يظهر التأق عند بعض الأشخاص حيث تكون العراض أكثر حدّةً.
قد يسبب اضطراب في المعدة
قد يعاني الأشخاص المصابون بمشاكل في الجهاز الهضمي أو المصابون بمتلازمة القولون العصبي من حدوث اضطراب في المعدة بشكل تالٍ لتناول الشمندر الأحمر أو العصير المشتق منه.[١٢]
حيث يقول طبيب أمراض الجهاز الهضمي ويل بولسيفيتش العامل في ماونت بليزانت في ساوث كارولين في الولايات المتحدة: " يعد الشمندر غذاءً صحيًّا جيّدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يمارسون الرياضة، ولكن بسبب كثافتها العالية وغناها بالألياف الغذائية يمكن أن تؤدي لحدوث الاضطرابات الهضمية عند بعض الأشخاص، وكذلك قد يؤدي المحتوى العالي من الشمندر لمادة الفركتان لحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، ويعد الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي الأشخاص الأكثر عرضةً لحدوث هذه المشكلات ".[١٣]
قد يسبب انخفاض في سكر الدم
يعد الشمندر الأحمر من المواد الغذائية الغنية بالمواد الكيمائية المؤثرة على الإنسولين وسكر الدم لدى البشر، حيث قد يؤدي تناول الشمندر للتداخل مع مستويات السكر الدموية بعد وجبة الطعام ممّا يحدث الضرر بالمرضى الذين يعانون من انخفاض مستويات السكر الدموية، فقد يثبط تناول 225 مل من عصير الشمندر أي ما يقدّر بأقل من نصف كوب إلى خفض مستويات الغلوكوز الدموية بعد الوجبة الطعامية بشكلٍ كبير.[١٤]
قد يسبب النقرس
أحد مصادر القلق المرافقة لتناول الشمندر الأحمر هو إمكانية أن يؤدي الإفراط في تناوله لحدوث النقرس، وهي حالة تسبّب الألم في المفاصل بشكل تالٍ لارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، فقد تؤدي الأكسلات الموجودة في الشمندر إلى زيادة مستويات حمض اليوريك الدموية، ممّا يتطلب الالتزام بتناول ما لا يزيد عن نصف كوب من الشمندر الأحمر يوميًا، وكذلك يجب الإكثار من الماء واللحوم الخالية من الدهون إضافةً للحفاظ على وزن صحي لتقليل فرصة حدوث النقرس.[١٥]
التفاعلات الدوائية مع الشمندر الأحمر
قد يؤدي تناول الشمندر لحدوث تفاعلات غذائية ودوائية عديدة، ممّا يتطلب الرجوع للطبيب قبل البدء باستهلاكه في حال تناول أدوية للأمراض المزمنة تجنبًا لحدوث المشاكل الناتجة عن التداخلات الدوائية مع الشمندر،[١٦] وتتضمن أهمّ هذه التداخلات:
- يمكن أن تقلل المستويات العالية من النترات الغذائية الموجودة في الشمندر من فعالية أدوية النترات والنتريت العضوية التي يتم تناولها لعلاج الذبحة الصدرية.[١٦]
- يمكن أن يؤدي تناول الشمندر الأحمر للتداخل مع عمل الأدوية المثبطة لإنزيم الفوسفو دي استراز والتي تستخدم لعلاج ضعف الانتصاب.[١٦]
- لم يتم تحديد وجود تفاعل دوائي بين الشمندر والوارفارين، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة عدم وجود أية تفاعلات، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل البدء باستهلاك الشمندر الأحمر في حال تناول هذا الدواء.[١٧]
هل يسبب الإفراط في استخدام الشمندر الأحمر التعرض للسمية؟
غالبًا ما يُستخدم عصير الشمندر في التجارب السريرية حيث لوحظ أن تناوله يترافق مع فائدة أكبر فيما يخص النترات النباتية مقارنةً بمكملات نترات الصوديوم، ولكن من الممكن أن يؤدي الاستهلاك الزائد للشمندر الأحمر لحدوث سميّة بتراكم المعادن مثل الحديد، النحاس، المغنيسويوم، الفوسفور، والزنك في الكبد مما يتطلب توخي الحذر أثناء استهلاكه من قِبل المرضى المصابين بداء ترسب الأصبغة الدموية أو داء ويلسون.[١٨]
هل من الآمن تناول الشمندر الأحمر أثناء الحمل والرضاعة؟
المعلومات المتعلّقة بسلامة استهلاك الشمندر الأحمر غير متوفرةٍ بشكل كاف، فقد تمّ استعماله تقليديًا للمساعدة على حدوث الطمث أو في علاج الأورام الليفية، ومن خلال التجارب السريرية تبيّن أنّ استهلاك كمياتٍ كبيرة من الشمندر فقد تؤدي لحدوث العقم وتشوّهات في الجهاز التناسلي لدى الماشية، وكذلك قد يسبب الشمندر زيادة وزن الرحم لدى الفئران، لذلك يجب البقاء على الجانب الآمن والابتعاد عن تناول الشمندر الأحمر خلال الحمل.[١٩]
مما سبق تبين أن للشمندر العديد من الأضرار المرتبطة بوجود مادة النترات بكثافة فيها، فتناولها قد يؤدي لحدوث النقرس، انخفاض مستويات السكر الدموية، اضطرابات معدية، وتلون البول باللون الأحمر بما يُدعى بيلة الشمندر، لذلك من المهم الاعتدال في كل شيء، والأهم استشارة المختصين قبل تناول أي شيء خصوصًا من لديهم حالات صحية خاصة.
المراجع
- ↑ "Beet", britannica, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Beet", webmd, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Beet", webmd, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Are beets good for diabetes?", medicalnewstoday, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "What are the health benefits of beetroot juice?", medicalnewstoday, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "11 Health Benefits of Beet Juice", healthline, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Beetroot 101: Nutrition Facts and Health Benefits", healthline, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Dietary oxalate and kidney stone formation", ncbi.nlm.nih, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "What Are the Side Effects of Eating Beets?", livestrong, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Do Beets Make Your Pee Red? All About Beeturia", healthline, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "What Are the Side Effects of Eating Beets?", livestrong, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "What are the benefits of beetroot?", medicalnewstoday, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Can Beets Cause Stomach Pain?", livestrong, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Beetroot and Diabetes: Should You Eat Them?", healthline, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Health Benefits of Beets", webmd, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Are beets good for diabetes?", medicalnewstoday, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Drug Interactions between beetroot and warfarin", drugs, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Beetroot", drugs, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Beetroot", drugs, Retrieved 21/5/2021. Edited.