محتويات
احتباس الحليب في الثدي
يعبِّر مُصطلح تحفل الثدي أو احتقان الثدي (Breast engorgement) عن حالة احتباس الحليب في الثدي التي تصيب بعض النساء خلال فترة الرضاعة، والذي يُصاحبه الشعور بتصلّب الثدي، أو انتفاخه، أو الألم فيه، وربما زيادة حساسيّته للمس، وملاحظة كِبر حجمه، والشعور بالتكتّل داخله، بالإضافة إلى احتماليَّة ظهورالأوردة الموجودة على سطحه بارزة وأكثر وضوحًا، وفي الحقيقة، قد تكون هذه الحالة مُزعجة تمامًا، غير أنَّها سرعان ما تتحسّن بالتخلص من الحليب الزائد في الثدي، ولكنْ، ما هي أضرار بقاء الحليب في الثدي؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال، إلى جانب معلومات أخرى متعلقة بالموضوع.[١]
أضرار بقاء الحليب في الثدي
بالرغم من احتماليَّة تحسّن أعراض احتقان الثدي باتباع بعض الطرق والتوصيات، فإنَّ استمرار بقاء الحليب فيه قد يؤدي إلى ظهور بعض الأضرار، سواءً على الطفل الرضيع أو الأم، وفي الآتي ذكر مجموعة من هذه الأضرار:
أضرار بقاء الحليب في الثدي على الأم
تبدأ مشكلة احتقان الثدي عادةً بعد ولادة الطفل والعودة للمنزل، وقد يكون لبقاء الحليب في الثدي أضرار معيّنة تؤثر على الأم المُرضع، والتي نذكر منها الآتي:[١]
- عدم القدرة على تقديم الرضاعة الطبيعيّة بسبب الشعور بالإنزعاج والألم أثناء إرضاع الطفل، ممَّا يسرع في فطام الرضيع، وهو ما ينعكس على نفسيّة الأم، وشعورها بالعجز وعدم القدرة على تقديم الرعاية والتغذية لطفلها.
- الإصابة بمشكلات معيّنة، مثل: ألم حلمات الثدي وتقرحها، وانسداد قنوات الحليب.
- الإصابة بالْتهاب الثَّدي أو التهاب الضَّرع (Mastitis)،[١] إذْ يحدث هذا الالتهاب بسبب إصابة نسيج الثدي بالعدوى، وغالبًا ما يكون من المشكلات الناجمة عن احتباس الحليب في داخل الثدي، وعدم علاجه قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى، مثل: تجمّع القيح في أنابيب الحليب المسدودة.[٢]
أضرار بقاء الحليب في الثدي على الرضيع
قد يكون بقاء الحليب في الثدي سببًا وراء إلحاق بعض الأضرار للرضيع، منها:[١]
- صعوبة التحام الرضيع بحلمة الثدي، بسبب ظهور الحلمات مسطَّحة كوْن الثدي مُمتلئًا وصلبًا، وهذا يعزِّز بقاء الحليب داخل الثدي، ويبطئ من إنتاج المزيد من الحليب.
- اندفاع الحليب بسرعة، الأمر الذي قد يتسبَّب باختناق الرضيع، وابتلاعه كميات كبيرة من الهواء أثناء محاولته الرضاعة.
- عدم حصول الرضيع على ما يكفي من التغذية والحليب، إمَّا بسبب عدم التحامه بحلمة الثدي بشكلٍ جيّد، أو نقص كميّة الحليب في الثدي، أو رفض الرضاعة، رغم أنَّه من الصعب حدوث هذه المشكلة في حالات احتباس الحليب في الثدي بصورة عرَضيّة.
هل يوجد علاجات تساعد على التخلص من الحليب في الثدي؟
عادةً ما تزول أعراض احتقان الثدي وتجمّع الحليب فيه من تِلقاء نفسها خلال بضعة أيام، ودون علاج، غير أنَّ الانزعاج والألم قد يتفاقم أحيانًا، وربما تزداد خطورة الإصابة بالتهاب نسيج الثدي، لذا، يمكن استشارة الطبيب حول إمكانيَّة تناول أنواع معيّنة من الأدوية التي تساعد على تجفيف الحليب في الثدي، وعمومًا، استُخدِمَت بعض الأدوية فيما مضى لمنع تدفق الحليب، ولكنْ وُجد أنَّ هذه الأدوية غير آمنة، ولا يمكن استخدامها لتخفيف احتقان الثدي، عدا عن أنَّها لم تحصل على موافقة منظمة الغذاء والدواء لهذا الغرض،[٣] ومن الأمثلة عليها:[٤]
- كابرجولين (Cabergoline)؛ الذي يثبّط إنتاج الحليب في جسد المرأة، ولا توجد معلومات كافية حول أمان استخدام هذا الدواء أثناء الرضاعة وتأثيره على الرضيع، كما يجب التأكيد على تجنّب تناول أيْ دواء دون الحصول على استشارة من الطبيب بهذا الشأن.
- بروموكريبتين (Bromocriptine)؛ لا يوصَى باستخدامه أيضًا في هذه الحالة، لما له من آثار جانبية طويلة الأمد.
- الإستروجين (Estrogens)؛ فقد اعتادت النساء أيضًا على استخدام الحقن التي تحتوي على جرعات عالية من هرمون الإستروجين لوقف إنتاج الحليب في الثدي، وقد توقفت هذه المُمارسة بسبب مخاطر تجلّط الدم.
- سودوإفيدرين (Pseudoephedrine)؛ هو مضاد احتقان شائع الانتشار، وقد أثبتت دراسات قديمة أنه يساهم في تخفيف إنتاج الحليب، ولكنْ لم توافق منظمة الغذاء والدواء على استخدام هذا الدواء لهذا الغرض، وبكل الأحوال، يجب على المرأة المرضع استشارة الطبيب قبل تناول أيّة أدوية أو مكملات بهدف تقليل إنتاج الحليب في الثدي.[٣]
هل يوجد نصائح تساعد على التخلص من الحليب المحتبس في الثدي؟
ثمّة مجموعة من النصائح التي ربما تساهم في التخلص من الحليب المحتبس في الثدي دون اللجوء للأدوية والتعرّض لمخاطرها المحتملة، ونذكر في الآتي مجموعة من أبرز هذه النصائح:[٥]
- ضخّ الحليب من الثدي أو اللجوء لإرضاع الطفل، فمن الجيّد اللجوء إلى تقديم الرضاعة الطبيعيّة للطفل في حالة الشعور بامتلاء الثدي والانزعاج فيه، حتى وإنْ لجأت الأم لإيقاظ طفلها من النوم.
- تدليك الثدي بلطف شديد أثناء إرضاع الطفل، ويكون التدليك بدءًا من منطقة جدار الصدر ونزولًا باتجاه حلمات الثدي.
- ضخ الحليب من الثدي بعد تغذية الطفل، سواءً باليد أو بمضخة خاصّة، وذلك في حالة الشعور بامتلاء الثدي رغم تزويد الرضيع بالحليب.
- استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الالتهاب، سواءً بعمل كمّادة باردة، أو بالحصول على ورقة نبات الملفوف المبرّدة.
- محاولة التخلّص من حمالة الثدي قبل تقديم الرضاعة الطبيعيَّة للطفل.
- الاستحمام بالماء الدافيء قبل تزويد الرضيع بالحليب، فربما يساعد ذلك على الشعور بالراحة، وتسهيل تدفق الحليب في الثدي.
- ضخّ القليل من حليب الثدي بواسطة اليد قبل جلسة الرضاعة، أو الضغط حول حلمة الثدي لدفع الحليب للخلف، وهو ما قد يسهِّل الرضاعة ونزول الحليب.
- استخدام المضخَّة الكهربائية للتخلص من حليب الثدي، وتخفيف ضغط الحليب في حالة عدم تحسن الحالة.
- استشارة الطبيب حول إمكانيَّة تناول أنواع معينة من مسكنات الألم لتخفيف الانزعاج.
هل يمكن تفادي احتباس الحليب في الثدي؟
قبل كلّ شيء، تساعد الرضاعة الطبيعيَّة على منع حدوث احتقان الثدي واحتباس الحليب فيه، كما توجد مجموعة من الإرشادات التي تساهم في منع حدوث هذه المشكلة، والتي نذكر منها الآتي:[٦]
- احتضان الطفل والسماح له بملامسة بشرتك، لأنّ ذلك يشجّعه على الرضاعة.
- إيقاظ الطفل من النوم لإرضاعه في حالة مرور 3 ساعات على آخر مرة تناول فيها حليب الثدي.
- إرضاع الطفل من الثدي خلال ساعة من الولادة إنْ أمكن ذلك.
- التأكد من التحام فم الطفل بصورة ملائمة مع حلمة الثدي، واستشارة الطبيب في حال عدم قدرته على ذلك.
- إرضاع الطفل بصورة مُتكرِّرة خلال اليوم الواحد، ويُفضّل أن تتبع الأم العلامات التي تدلّ على شعور الطفل بالجوع بدلًا من حساب وقت الرضاعة على الساعة، أو الانتظار إلى حين بكائه.
- تجنب تقديم زجاجة الحليب للطفل خلال الشهر الأول من عمره، إلّا في الحالات الاضطرارية التي يُصرِّح بها الطبيب؛ لأنّ العضلات التي يستخدمها الطفل لشفط حلمة الثدي تختلف عن تِلك التي يستخدمها في شفط حلمة زجاجة الرضاعة، لذا، قد يعاني صعوبة في العودة إلى الثدي بعد الاعتياد على الزجاجة.
- منح الطفل الوقت الكافي حتى ينتهي من الرضاعة قبل نقله إلى الثدي الثاني، وقد يتطلب الأمر تقريبًا 10 إلى 20 دقيقة.
- استخدام حليب الثدي بعد ضخّه بدلًا من الحليب الصناعي في الحالات التي ينصح فيها الطبيب بالتغذية من زجاجة الرضاعة.
- في حالة إستخدام الحليب الصناعي، ينصح بضخ الحليب من الثدي في كل مرة يتم فيها إعطاء الرضيع الحليب الصناعي لتفريغه.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Donna Murray, "How to Relieve Breast Engorgement", verywellfamily, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ Kimberly Holland, "Breast Engorgement: Is It Normal? What Can I Do About It?", healthline, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ^ أ ب Elizabeth Czukas, "Medications to Stop Producing Breast Milk", verywellfamily, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ Ashley Marcin (20/12/2018), "7 Methods to Dry Up Breast Milk (and 3 Methods to Avoid)", healthline, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ "Breast engorgement", pregnancybirthbaby, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ Karen Miles, "Engorged breasts", babycenter, Retrieved 2/2/2021. Edited.