محتويات
جلوس الأطفال بوضعية حرف W
نلاحظ عند النظر للأطفال اختلافًا في وضعيات جلوسهم على الأرض وأثناء انشغالهم باللعب والرسم أو ربما أثناء مشاهدة التلفاز، ويحدث ذلك دون إدراك المعظم منهم، فقد تتساءل في ذهنك ما المقصود بالجلوس بوضعية حرف W؟ وهل لها أي آثارٍ جانبية على نمو الطفل الطبيعي؟ أو ما أسباب حدوثها؟ وكيفية تقويم جلوس الطفل بطريقةٍ صحيحة، ولمعرفة جميع ذلك تابع قراءة المقال.
يزحف الطفل على بطنه عندما يدخل شهره الرابع في محاولةٍ منه لتقوية عضلات الجسم، وبحلول الشهر السادس من العمر يكون قادرًا على رفع جسمه بالكامل وتثبيته ودعمه، ويبدأ الزحف في الشهر التاسع من عمره[١]، فيبدأ بالجلوس على مؤخرته، ويثني ركبتيه، مع انحراف قدميه وتسطحيهما على جانب الجسم وخارج الوركين، وعند الوقوف والنظر من أعلى ستكون وضعية الجلوس متخذةً شكل حرف W بالإنجليزية، ومن هنا أُخذت تسمية الجلوس بوضعية حرف W بهذا الاسم.[٢]
ما خطورة الجلوس بوضعية حرف W على الطفل؟
يجلس العديد من الأطفال بوضعية حرف W، وهو أمرٌ شائع الحدوث لديهم، فقد يجلسون بهذه الوضعية لأنها تمنحهم راحةً ودعمًا واسعًا أثناء اللعب، إذ لا يكونون بحاجةٍ إلى استخدام عضلات الجسم الأساسية مقارنةً بجلوسهم بوضعية مستقيمة.[٣]
تلاحظ الأمهات وضعية الجلوس بحرف W عندما يدخل الطفل عامه الثالث، وقد تختفي طبيعيًا إذا كان الجلوس من وقت إلى آخر، لكن قد تكون وضعية الجلوس بحرف W باستمرار ولمدّة طويلة من الزمن حالةً مؤذيةً للطفل على المدى البعيد وتشكّل خطرًا عل صحته، ويمكن بيان المخاطر المرتبطة بجلوس الطفل بهذه الوضعية باستمرار ولمدّة طويلة كما يأتي:[٣]
- ضعف عضلات الساقين والجذع: في حاة جلوس الطفل بوضعية حرف W تكون عضلات الأرجل الجزء الأكبر الذي يوضع عليه الثقل، بالإضافة إلى قلة حركة عضلات الجذع؛ أي عضلات الظهر والبطن، الأمر الذي يصعب على الطفل التحكم بتوازنه.
- خلل التنسج الوركي الخلقي: تتسبب وضعية الجلوس بوضعية حرف W دورانًا في ورك الطفل للداخل، مما يدفع المفصل إلى الانحراف للخارج، ووضعية الجلوس هذه قد تزيد من خطر مشكلات خلع الوركين، وفي حال معاناة الطفل من آلام في الورك فقد يُشخّص بخلل التنسج الوركي (Hip dysplasia)، الذي لا يمكن ملاحظته مبكّرًا.
- مشكلات في نمو العظام والعضلات: تسبّب وضعية الجلوس بحرف W مشكلات في نمو العظام والعضلات؛ بسبب حدوث التضيّق والقصر في عضلات الساقين والوركين، الأمر الذي يؤثر في نمو الطفل وتوازنه ومهاراته الحركية، بالإضافة إلى التأثير السلبي الذي يحدث لأوتار الركبة، ووتر العرقوب.
- مشكلات في تناسق جانبي الجسم: يحدّ الجلوس بوضعية حرف W من حركة الجذع العلوي، ويؤدي إلى مواجهة صعوبة في تحريك أحد جانبي الجسم العلوي، مثلاً كأن يستطيع الطفل الوصول إلى الأشياء الموجودة على يمين جسمه باليد اليمنى فقط دون القدرة على مدّ يده اليسرى والعكس؛ أي أنه يفقد القدرة على التنسيق في حركة جانبي الجسم معًا.
ما هي أسباب جلوس الطفل بوضعية حرف W؟
تختلف وضعيات جلوس الأطفال في بدايات نموهم، وقد تتضمن الأسباب وراء جلوس الطفل بوضعية حرف W ما يأتي[٤]:
- ضعف عضلات البطن والظهر: يميل الأطفال الذين يعانون من ضعفٍ في عضلات البطن والظهر إلى الجلوس بوضعية حرف W؛ ذلك لأنها تزودهم بقاعدة دعمٍ أوسع، بالتالي يستطيع الطفل أن يتحرك في وضع مستقيم دون الحاجة إلى العمل بجد للحفاظ على توازنه.
- مشكلات تشريحية في مفصل الورك: قد يكون بعض الأطفال عرضةً للجلوس بوضعية حرف W بسبب الاختلافات التشريحية لمفصل الورك حيث يلتف عظم الفخذ داخليًا عكس ما هو طبيعي.
- وضعية مريحة للجلوس بالنسبة للطفل: يكون الجلوس بوضعية حرف W أمرًا مريحًا ويسيرًا بسبب ليونة عظام الطفل وعضلاته، ثم مع مرور الوقت قد يصاب بالشد العضلي، مما يجعل الجلوس بأي وضعيةٍ أخرى أمرًا غير مريح.
تعليم الطفل الجلوس بطريقة صحيحة
يجلس الأطفال بوضعياتٍ مختلفة، قد تكون فطرية الحدوث لديهم، ومن هنا يأتي دور الآباء في تقويم جلوس الأطفال منذ المراحل المبكّرة من نموهم وتعليمهم ذلك بطريقةٍ صحيحة في الوقت المناسب، ويكون ذلك كالآتي:[١]
- المساعدة في تثبيت الرأس ودعمه: تكمن الخطوة الأولى في تعليم الطفل الجلوس في تقوية عضلات الرقبة والظهر والبطن، وذلك بوضع الطفل على بطنه ونشر ألعابه أمامه، ليتشجّع في النظر والوصول إليها.
- تحريك الأم للطفل: تساعد هذه الطريقة في تعريف الطفل على الحركة، وتقوية عضلات جسمه، كأن تقوم الأم بدحرجة الطفل برفق على سطحٍ متسوٍ وناعم.
- إجلاس الطفل على جسم الأم: تبدا الأم بعد دخول الطفل شهره السادس بمحاولة تعليمه الجلوس باستخدام جسمها كمسندٍ لظهره، أو قد تسنده بجسمٍ داعم وتضع أمامه ألعابه المفضّلة على بطانة ناعمة وتركه يحاول اللعب فيها، فهذا يقوّي عضلات الظهر ويساعد الطفل على الجلوس.
- زيادة أوقات الجلوس: عندما يدخل الطفل شهره التاسع تبدأ الأم بتشجيعه على الجلوس من خلال وضع الأشياء التي تثير انتباهه في يدها، وتجلسه أمامها ليحاول الوصول إلى الجسم الذي يلفت انتباهه، فبهذه الطريقة تلجأ الأم إلى تشويق الطفل وتعزز رغبته في اكتشاف الأجسام.
- التركيز على تقوية العضلات الأساسية في الجسم: يساعد تدليك جسم الطفل واستخدام الألعاب في تقوية عضلاته سريعًا، وذلك بتركه يزحف على بطنه، أو يلتفّ بجسمه على الارض؛ فهي وسائل سهلة وطبيعية تعلّم الطفل الجلوس الصحيح.
وعند ملاحظة جلوس الطفل بوضعية حرف W باستمرار يساعد اتباع عدد من الأمور في تصحيح وضعية الجلوس وتقويمها قبل تسببها بالمشكلات في نمو الطفل، وذلك على النحو الآتي[٣]:
- تشجيع الطفل على تجربة وضعيات جلوس أخرى، مثل: الجلوس والأرجل المتقاطعة؛ أي أن تكون الساقان مثنيتين، أو الجلوس على الجانبين، وذلك بثني الركبتين مع وضع القدمين على نفس الجانب من الجسم، أو الجلوس والأرجل تكون بوضعية مستقيمة.
- تحفيز الطفل بعباراتٍ لافتة، كالقول اجلس بوضعية أرجل متقاطعة لتستطيع بناء عضلات قوية، أما بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا فيمكن عمل ذلك بدغدغتهم ومعانقتهم لينتقلوا عن وضعية جلوسهم إلى وضعيةٍ أخرى أكثر سلامةً.
- استخدام وسائل الجلوس المحببة للأطفال، مثل الكراسي الملونة الصغيرة؛ فذلك يساعد في موازنة نمو عضلات الساقين.
- تعليم الطفل ممارسة بعض أنواع الألعاب، مثل اليوغا، مع الجلوس بطريقة الأرجل المتقاطعة.
المراجع
- ^ أ ب "10 Ways To Support A Baby Sitting Up And 3 Precautions To Take", momjunction, Retrieved 12/6/2020. Edited.
- ↑ "What is W-Sitting?", pathways, Retrieved 12/6/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "W-Sitting: Is It Really a Problem?", healthline, Retrieved 12/6/2020. Edited.
- ↑ "THE TRUTH ABOUT W-SITTING", cdchk, Retrieved 12/6/2020. Edited.