محتويات
جهاز المناعة
يُعرف جهاز المناعة (Immune system) بأنّه شبكة واسعة من الخلايا والأنسجة المتنوعة التي تنتشر في جميع أجزاء الجسم، للبحث عن أي أجسام غريبة أو مسببات الأمراض والقضاء عليها.
إنّ الجهاز المناعي في الجسم هو الجهاز المسؤول عن بقاء الجسم صحيًا وسليمًا، وذلك عن طريق حمايته ضد جميع الأمراض والالتهابات التي يمكن أن تُصيبه، فدون جهاز المناعة، يبقى الجسم معرّضًا لهجمات البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات، وغيرها من مسببات الأمراض.[١]
ما تأثير الطعام على المناعة؟
تحتاج جميع خلايا الجسم، بما في ذلك؛ الخلايا المناعة إلى التغذية السليمة، للقيام بوظائفها على أكمل وجه، وقد يزيد طلب خلايا الجهاز المناعي في الجسم للطاقة خلال فترة العدوى أو الالتهاب، ذلك لأنّ الخلايا في مثل هذه الحالات تكون في قمة نشاطها، وبالتالي تحتاج لمعدّلات أعلى من الطاقة لإتمام دورها على أكمل وجه، وبذلك فإنّ التغذية المثلى هي المفتاح الأول لدعم وظائف الخلايا المناعية، وضمان كفاءة أعلى في العمل، وزيادة فعالية الاستجابات المناعية ضد مسببات الأمراض، كما تُعدّ التغذية السليمة البديل الأول للعناصر الغذائية التي تنفد من المخزون الداخلي في الجسم.
وقد أوضحت العديد من الدراسات وجود ارتباط واضح بين نقص أو سوء التغذية وضعف الوظائف المناعية في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يُمكن لصنف غذائي معين أن يؤثر على المناعة إلا إذا كان ضمن نظام غذائي معين، كالنظام الغذائي الذي يحتوي على نسبٍ منخفضةٍ من فيتامين E الذي يؤثر تأثيرًا واضحًا على كفاءة عمل الخلايا المناعية ويضعفها، إذ يُعدّ هذا الفيتامين مضادًا للأكسدة، ومثبطًا لنشاط البروتين كيناز C، كما أنّه يتفاعل مع الإنزيمات والبروتينات الناقلة.
وكما أنّ نقص التغذية يُضعف النشاط المناعي في الجسم، فإنَّ الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يُضعف المناعة أيضًا، كالنظام الغذائي الذي يحتوي على نسبٍ مرتفعةٍ من الحديد، أو الإفراط في تناول مكملات الحديد الذي أُثبت أنّه يزيد معدلات المرض والوفيات بين سكان المناطق الموبوءة بالملاريا.
وبعد التعرُّف إلى دور النظام الغذائي والطعام في تحديد كفاءة عمل خلايا الجهاز المناعي، يمكننا القول بأنَّ كل ما يدخل إلى الجسم عن طريق الفم هو بمثابة لبنة واحدة لبناء جهاز المناعة، فلك القرار بتحديد نوعية اللبنات التي ستبني بها جهازك المناعي.[٢][٣]
ما هي الأطعمة التي تضعف المناعة؟
لأنّ النظام الغذائي بمثابة عمود الأساس للجهاز المناعي في الجسم، فينبغي الانتباه للأطعمة والمشروبات التي نتناولها، إذ توجد مجموعة من الأطعمة التي تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي في الجسم، وتُضعف الاستجابات المناعية؛ وبالتالي يصبح الجسم أكثر عُرضة للأمراض والالتهابات، ومن ضمن هذه الأطعمة:[٤][٥]
- السكريات والكربوهيدرات المكررة: فالأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، تكبح نشاط الخلايا المناعية في الجسم، وتثبط الاستجابات المناعية ضد مسببات الأمراض.
- الأطعمة الدهنية: فالأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والزيوت، يمكن أن تعيق خلايا الدم البيضاء المُقاوِمَة للجراثيم، كما يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية عالية الدهون مع مرور الوقت إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء؛ مما يخلّ بالاستجابات المناعية في الجسم ويُضعفها، بالإضافة إلى أنّ السمنة تزيد من خطر الإصابة بالإنفلونزا وغيرها من الالتهابات، مثل؛ الالتهاب الرئوي.
- المشروبات الكحولية: فالإفراط في تناول المشروبات الكحولية، يُضعف قدرة الجسم على محاربة الجراثيم، وبالتالي يصبح الجسم أكثر عُرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، مثل؛ أمراض الكبد، والالتهاب الرئوي، وبعض أنواع السرطان.
- المشروبات الغازية: إذ تحتوي المشروبات الغازية على نسب مرتفعة من السكر، تؤثر في نشاط الجهاز المناعي.
- الأطعمة المصنعة: تحتوي الأطعمة المصنعة على نسب مرتفعة من الدهون والزيوت، إضافةً إلى السكر وغيرها من المكونات التي تكبح الاستجابات المناعية في الجسم ضدّ الأمراض.
ما هي العادات التي تُضعف جهاز المناعة؟
توجد مجموعة من العادات التي نقوم بها دون أن نعي قدرتها على إضعاف جهاز المناعة في أجسامنا، وبالتالي نصبح معرضون للأمراض والالتهابات، ومن ضمن هذه العادات:[٥]
- الإجهاد النفسي والقلق: تلعب الحالة النفسية للشخص دورًا كبيرًا في نشاط الجهاز المناعي، وغالبًا ما يؤدي القلق والضغط النفسي إلى إضعاف الاستجابات المناعية للجسم، مما يجعله عُرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، مثل؛ الإنفلونزا، الهربس، القوباء المنطقية، والالتهابات الفيروسية الأخرى.
- قلة النوم: إذ قد يؤدي عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم إلى زيادة فرص الإصابة بالعدوى والأمراض، ويستغرق الجسم وقتًا أطول للتحسّن؛ بسبب فقدان الجسم قدرته على تصنيع العديد من الأجسام المضادة المقاومة للعدوى، كما أنَّ بعض البروتينات التي تسمى السيتوكينات والتي تساعد الجهاز المناعي، تُنتج أثناء النوم فقط.
- نقص فيتامين د: إضافةً إلى دور فيتامين د في تعزيز قوة العظام وخلايا الدم، فإنه يُعزز نشاط الجهاز المناعي في الجسم، ونقص مستوياته يمكن أن تُضعف المناعة.
- البقاء في المنزل مدّة طويلة: إنّ عدم الخروج من المنزل والتعرّض لأشعة الشمس والهواء النقي يُضعف الخلايا المناعية، إذ يُنشط ضوء الشمس خلايا الجهاز المناعي، إضافةً إلى أنّ العديد من النباتات تُنتج مواد طبيعية مبيدة للحشرات، يمكن أن تعزز وظائف المناعة في الجسم عند استنشاقها.
- عدم ممارسة الرياضة: إذ تُساعد التمارين الرياضية على تنشيط الدورة الدموية في الجسم، مما يعني أن المواد المضادة للجراثيم الموجودة في تصل إلى جميع أجزاء الجسم بكفاءة عالية.
- التدخين: فالنيكوتين وغيره من المواد الكيميائية الموجودة في السجائر المختلفة، يمكن أن تُضعف قدرة الجسم على محاربة الجراثيم والأمراض المختلفة.
- بعض الأدوية: وتتضمن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الحساسية، والتهاب المفاصل، والذئبة، إضافةً إلى مثبطات المناعة التي تُستخدم في عمليات زراعة الأعضاء، وأدوية العلاج الكيميائي للسرطان.
ما هي الأطعمة التي تقوي المناعة؟
في رحلة البحث عن جسم صحي وقوي، يجب الاهتمام بالحفاظ على جهاز مناعي قوي يحمي الجسم ضدّ الأمراض، وتوجد مجموعة من الأدوية التي تُسهم في تقوية الجهاز المناعي وتعزيز نشاطه، من ضمنها:[٦]
- الحمضيات: التي تحتوي على نسب مرتفعة من فيتامين ج الذي يزيد من إنتاج خلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى والالتهابات.
- البروكلي : فهو غني بالفيتامينات المتنوعة والمعادن، بالإضافة إلى الألياف والعديد من مضادات الأكسدة الأخرى.
- الثوم: يتمتع الثوم بمجموعة من الخصائص المعززة للمناعة، تأتي من تركيز عالٍ من المركبات المحتوية على الكبريت، مثل الأليسين، إذ يُعدّ الثوم مضادًا حيويًا طبيعيًا، ويُساعد في خفض ضغط الدم، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
- الزنجبيل: قد يساعد الزنجبيل في مقاومة الأمراض الالتهابية، ويُقلّل من الشعور بالغثيان، كما أنّه يُقلّل من الألم المزمن.
- السبانخ: فهي غنية بفيتامين ج، والعديد من مضادات الأكسدة، التي تزيد من قدرة جهاز المناعة على مكافحة العدوى.
- لبن الزبادي: يُعزز لبن الزبادي التوازن البكتيري في الأمعاء، ويُساعد في تنظيم عمل جهاز المناعة، بالإضافة إلى تعزيزه دفاعات الجسم الطبيعية ضد الأمراض.
نصائح لتقوية مناعة الجسم
تتضمّن استراتيجيات الحياة الصحية التي يمكن القيام بها لدعم وتقوية جهاز المناعة في الجسم ما يأتي: [٧][٨]
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: إذ يُنصح البالغون بالحصول على 7 ساعات أو أكثر من النوم كل ليلة، بينما يحتاج المراهقون لـ 8-10 ساعات، والأطفال الصغار والرضع يحتاجون لـ 14 ساعة من النوم.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: وتناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على مضادات الأكسدة الطبيعية، التي تُساعد على تقليل الالتهاب عن طريق مكافحة المركبات غير المستقرة التي تُهاجم الخلايا وتُسبّب تلفها، والتي تُسمّى الجذور الحرة، ويمكنها أن تسبب الالتهاب عندما تتراكم في الجسم بمستويات عالية، وغالبًا ما يرتبط الالتهاب المزمن بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك؛ أمراض القلب، والزهايمر، وبعض أنواع السرطان.
- ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة: فبالرغم من أن التمارين المكثفة لفترات طويلة يمكن أن تُثبط الجهاز المناعي، إلّا أنّ التمارين المعتدلة يمكن أن تعززه، وتُقلّل من الالتهابات، وتُساعد الخلايا المناعية على التجدّد بانتظام، وتتضمن الأمثلة على التمارين المعتدلة؛ المشي السريع، والركض، والسباحة.
- المحافظة على رطوبة الجسم: قد لا يحمي الماء والسوائل الجسم من الجراثيم والفيروسات، ولكنّه يمنع الجفاف الذي يُعيق الأداء البدني والتركيز، ويُؤثر على وظائف القلب والكلى، ويتسبّب بالعديد من الأعراض التي تزيد من قابلية الجسم للإصابة بالأمراض.
- التحكّم في مستويات التوتر: إذ يُعدّ تخفيف التوتر والقلق مفتاحًا للصحة المناعية، ويمكن ممارسة بعض الأنشطة التي تُساعد في إدارة التوتر وتخفيف القلق، بما في ذلك؛ تمارين التأمل، واليوغا، وممارسة الرياضة، وتدوين اليوميات.
- المحافظة على وزن صحي للجسم: فالوزن الصحي هو الطريق السليم للمحافظة على صحة وسلامة الجسم، وذلك عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي، إضافةً إلى الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم 25 أو أقلّ.
- الإقلاع عن التدخين: ويمكن الحصول على الدعم للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.
- الوقاية من العدوى: وذلك عن طريق اتخاذ مجموعة من الخطوات، مثل؛ غسل اليدين المتكرر، والتباعد الاجتماعي.
- مكملات دعم المناعة: يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على مكوّنات داعمة ومعززة للجهاز المناعي، مثل؛ مكملات فيتامين ج التي تُساعد في منع الالتهابات الفيروسية والبكتيرية وغيرها، و مكملات فيتامين د التي يمكن أن تُقلّل من خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، وغيرها من المكملات الغذائية، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول مثل هذه المكملات.
المراجع
- ↑ "How the immune system works", medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-23. Edited.
- ↑ no single food will,that are good for you. "Does your diet affect your immune system?", webmd, Retrieved 2020-7-27. Edited.
- ↑ "Diet and Immune Function", ncbi, Retrieved 2020-7-27. Edited.
- ↑ "Foods and drinks that compromise your immune system", piedmont, Retrieved 2020-7-23. Edited.
- ^ أ ب "Things That Suppress Your Immune System", webmd, Retrieved 2020-7-23. Edited.
- ↑ "15 Foods That Boost the Immune System", healthline, Retrieved 2020-7-23. Edited.
- ↑ "Boost the Immune System", umms, Retrieved 2020-7-23. Edited.
- ↑ "9 Ways to Boost Your Body’s Natural Defenses", healthline, Retrieved 2020-7-23. Edited.