محتويات
حرب البسوس أطول حرب في تاريخ العرب
هي حرب وقعت بين القبائل العربيّة في الجاهليّة، وقد حدثت قبل مولد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقبل بعثته، وكانت بين قبيلة بكر وقبيلة تغلب بن ربيعة، واستمرّت حرب البسوس لسنين طويلة وكانت حروبًا متقطعة،[١] فكانت مدة حرب البسوس أربعين سنة.[٢]
سبب حرب البسوس
ابتدأت حرب البسوس بسبب مُلك كُليب؛ وهو وائل بن ربيعة بن الحارث بن مرّة وينتهي نسبه عند غنم بن تغلب بن وائل، وزوجته هي جليلة بنت مرّة بن ذهل بن شيبان وينتهي نسبها عند علي بن بكر بن وائل، وأمها هي هبلة بنت منقذ بن سلمان بن تميم وهي أخت البسوس التي كانت قد نزلت زائرةً عند جساس أخو الجليلة.[٣]
وقيل إنّ كليبًا سأل زوجته الجليلة ذات مرة قائلًا: "هل تعرفين في العرب من هو أعزّ مني؟" قالت: "نعم، أخواي جسّاس وهمّام"، فغضب لذلك وخرج وهو يحمل قوسًا، فإذا له يجد ناقة البسوس ترعى في حِماه، وكان قد منع ذلك، فأخذ قوسه وضربها ضربةً فماتت.[٣]
ولمّا سمعت البسوس بمقتل ناقتها، استغاثت بابن أختها جساس، فوعدها أنّه سيقتل جملًا أعظم من فصيل الناقة، فلمّا كان اليوم التالي خرج جساس وعمرو المزدلف والتقيا وائل بن ربيعة، فعاتبه بدايةً على منعهم من الورود على الماء، وعلى قتله لناقة البسوس، فلم يستجب له كليب، فاقترب إليه جساس وضربه بالرمح ومات.[٣]
سبب تسمية حرب البسوس بهذا الاسم
سُميّت حرب البسوس بهذا الاسم؛ نسبةً إلى البسوس بنت مِنقَر الفُقيمية وهي خالة جسّاس بن مرة الذي قتل كليب بن ربيعة، وكانت البسوس امرأة مشؤومة، وكان يضرب بها المثل بذلك؛ لكونها قد أحدثت بزيارتها لجساس حربًا لم تنتهي، والبسوس هي التي أشعلت نار الفتنة بين جساس وكليب، عندما بدأت تصرخ وتستغيث.[٤]
وحين قُتلت ناقتها صرخت وبدأت تضرب على رأسها أمام جساس وتنادي واذُلّاه، وأنشأت بعد ذلك أبيات من الشعر تقول فيها:[٤]
لَعَمْرُك لو أَصْبَحْتَ في دار مِنْقَرٍ
- لمَا ضِيمَ سَعْدٌ وهو جارٌ لأبياتِي
ولَكِنَّنِي أصبحتُ في دارِ غُرْبَةٍ
- مَتَى يَعْدُ فيها الذِئبُ يَعْدُ على شاتِي
فيا سَعْدُ لا تَغْرُز بنفسك وارْتَحِل
- فإنك في قومٍ عن الجار أَمْواتِ
ودُونَك أَذْوادِي فإنَّيَ عَنْهُمُ
- لَرَاحِلَةٌ لا يُفْقِدُوني بُنَيَّاتي
كيفية انتهاء حرب البسوس
بعدما استمرّت الحرب لسنوات عديدة، وقُتل فيها الكثير من الناس وأُريقت فيها الدماء؛ حيث حدث خلالها ست معارك عظيمة كانت تعدّ ملاحم بين القبيلتين، وآخر هذه المعارك هو يوم تحلاق اللمم، وكانت نهايتها بعد ذلك بوقوع صُلح بين الطرفين الذي كان قد تمّ عن طريق المنذر بن ماء السماء وهو ملك الحيرة، وقيل إنّ واسطة الصُلح بينهما هو الحارث بن عمرو الكندي.[١]
المراجع
- ^ أ ب توفيق برو (٢٠٠١م)، تاريخ العرب القديم (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر، صفحة (213-216). بتصرّف.
- ↑ أبو البقاء الحلي، المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية، صفحة 192. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ياقوت الحموي ، معجم البلدان، صفحة 113. بتصرّف.
- ^ أ ب المفضل بن سلمة، الفاخر، صفحة 93-94. بتصرّف.