الركبة
الركبة عبارة عن المفصل الذي يربط عظم الساق بعظم الفخذ، وتعتبر الركبة من المفاصل المهمة في الجسم؛ نظرًا لما تتحمله من الضغط الناتج عن الممارسات والأنشطة اليومية، ويتشكل مفصل الركبة من أجزاء معينة من العظام، إذ يتشكل مفصل الركبة من الطرف العلوي لعظمة الساق، بالإضافة إلى الطرف السفلي من عظمة الفخذ، كما أنّ الركبة تتشكل أيضًا من عظم الرضفة الذي يطلق عليه صابونة الركبة، وتكون أجزاء العظام التي تشكل مفصل الركبة مغطاة بطبقة من الغضاريف التي تعمل على حماية الركبة وامتصاص الصدمات، ومن الجدير بالذكر أنّ العضلات والأربطة والأوتار تساعد على ارتباط عظم الساق بعظم الفخذ في منطقة الركبة، وسيتم الحديث خلال هذا المقال عن أعراض احتكاك الركبة، وغيرها من الأمور.[١]
احتكاك الركبة
في الواقع، يشير مصطلح احتكاك الركبة إلى نوع معين من التهاب المفاصل في الركبة Knee Osteoarthritis، إذ أنّ هذا النوع من التهاب المفاصل يؤدي إلى تلف وتآكل الأنسجة الغضروفية للركبة بشكل غير قابل للتجديد، مما يؤدي إلى تقليص المسافة الفاصلة بين عظم الساق وعظم الفخذ، وربما يؤدي ذلك إلى احتكاك هذه العظام مع بعضها البعض في منطقة الركبة، كما أنّ تلف الأنسجة الغضروفية في الركبة سوف يؤثر حتمًا على قدرة الركبة على امتصاص الصدمات التي قد تتعرض لها، وتقل كذلك كفاءة الأنسجة الغضروفية في حماية الركبة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض احتكاك الركبة المختلفة على الشخص المصاب، مع التنويه إلى أنّه على الرغم من أنّ احتكاك الركبة غالبًا ما يصيب الأشخاص الكبار في السن إلا أنّ الأشخاص الصغار في السن قد يصابون أيضًا باحتكاك الركبة.[٢]
أعراض احتكاك الركبة
هناك العديد من أعراض احتكاك الركبة التي قد يعاني منها الشخص المصاب، ولكن من جانبٍ آخر، فإنّ أعراض احتكاك الركبة تظهر على الشخص المصاب بشكلٍ تدريجي على مدى عدة سنوات لسببٍ غير معروف، مما يعني أنّ أعراض احتكاك الركبة قد لا تظهر بشكلٍ واضح إلا بعد انقضاء فترة زمنية طويلة، ويشتكي عادةً الأشخاص المصابون باحتكاك الركبة في البداية من الألم عند المشي، بالإضافة إلى بعض المشاكل الأخرى عند القيام بصعود الدرج مثلًا أو عند الوقوف وغيرها، وبشكلٍ عام، فإنّه يمكن تصنيف أعراض احتكاك الركبة التي قد يعاني منها الشخص المصاب على النحو الآتي:[٣]
- الاحساس بالألم في منطقة الركبة.
- تصلّب مفصل الركبة.
- مشاكل في حركة الركبة، مما قد يصعب عملية المشي وغيرها من الأنشطة والممارسات اليومية.
- سماع صوت طقطقة الركبة عند القيام بتحريكها.
مع التنويه إلى أنّ الألم المرتبط باحتكاك الركبة تزداد حدته بعد ممارسه أحد النشاطات خاصةً النشاطات أو الممارسات التي تتطلب استخدام الركبة للقيام بها، كما أنّ أعراض احتكاك الركبة المتمثلة بتصلب مفصل الركبة تزداد سوءًا عند الجلوس لفترات طويلة، وبشكلٍ عام، فإنّ أعراض احتكاك الركبة تزداد سوءًا مع تقدم المرض، مما يؤكد على أهمية مراجعة الطبيب والحصول على العناية الطبية اللازمة لتجنب تفاقم أعراض احتكاك الركبة.
أسباب احتكاك الركبة
يعتبر العمر من أحد العوامل الرئيسة المؤدية لاحتكاك الركبة، إذ أنّ جميع الأشخاص سوف يصابون في نهاية المطاف باحتكاك الركبة بدرجة معينة، ولكن بالإضافة إلى العمر، فإنّه هنالك العديد من العوامل التي قد تؤدي للإصابة باحتكاك الركبة، حيث أنّ هذه العوامل قد تلعب دورًا في الإصابة باحتكاك الركبة في عمر أصغر، مما قد يجعل الأشخاص الصغار في السن عرضة أيضًا للإصابة باحتكاك الركبة، ومن العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة باحتكاك الركبة:[٢]
- العمر: حيث أنّ قدرة الأنسجة الغضروفية على التشافي تقل مع التقدم في العمر، وتعتبر النساء في عمر أكبر من 55 عامًا أكثر عرضة من الرجال للإصابة باحتكاك الركبة.
- الوزن: يزيد الوزن من الضغط الواقع على المفاصل في جميع أنحاء الجسم، وخاصةً مفصل الركبة، فعند ازدياد وزن الجسم بمقدار باوند واحد يزداد الضغط الواقع على يزيد الضغط الواقع على مفصل الركبة بنحو 3 إلى 4 باوندات، مما يؤكد على ضرورة تجنب السمنة للوقاية من احتكاك الركبة.
- العوامل الوراثية: تتضمن العوامل الوراثية وجود طفرات جينية معينة قد تجعل الشخص الحامل لها أكثر عرضة للإصابة باحتكاك الركبة، كما أنّ العوامل الوراثية قد تتسبب أيضًا بوجود تشوهات خلقية في العظام التي تحيط بمفصل الركبة، مما يؤدي إلى الإصابة باحتكاك الركبة.
- تعرض مفصل الركبة للإجهاد بشكلٍ متكرر: تتعرض الركبة للضغط العالي في العادة عند بعض الأشخاص الذين يقومون بوظائف معينة تتطلب ذلك، فبعض الوظائف قد تؤدي إلى تعرض مفصل الركبة للإجهاد نتيجةً لحمل الأوزان الثقيلة وغيرها من الأمور، وبالتالي، فإنّ الأشخاص الذين يشغلون مثل هذه الوظائف يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة باحتكاك الركبة.
- الرياضيّون: يعتبر الأشخاص في مجال الرياضة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة باحتكاك الركبة، مما يؤكد على ضرورة التزام هؤلاء الأشخاص بإجراءات السلامة لتجنب أي إصابة في الركبة قد تؤدي لاحتكاك الركبة أو غيرها من المشاكل، مع التنويه إلى أنّ ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم ومعتدل يقوي المفاصل ويقلل من احتمالية الإصابة باحتكاك الركبة، في الحقيقة، قد يؤدي وهن العضلات المحيطة بمفصل الركبة للإصابة باحتكاك الركبة.
- بعض المشكلات الصحية: قد يؤدي التهاب المفاصل الروماتويدي إلى ازدياد احتمالية الإصابة باحتكاك الركبة، كما أنّ بعض اضطرابات الأيض مثل زيادة الحديد أو الزيادة في هرمونات النمو قد تؤدي أيضًا للإصابة باحتكاك الركبة.
علاج احتكاك الركبة
لا يوجد علاج للتخلص من احتكاك الركبة، ولكن هنالك العديد من الطرق العلاجية التي تهدف إلى تخفيف حدة أعراض احتكاك الركبة، مما يساعد في تخليص الشخص المصاب من الألم، وزيادة قدرته على الحركة بشكلٍ أفضل، إذ تتضمن الخطة العلاجية التي قد يقرر الطبيب اتباعها في حال الإصابة باحتكاك الركبة خليطًا من الأمور الآتية:[٤]
- فقدان الوزن: يساعد فقدان الوزن حتى بنسبة قليلة في تخفيف ألم الركبة بشكلٍ كبير.
- ممارسة التمارين الرياضية: يساعد تقوية العضلات المحيطة بالركبة على تخفيف الألم وجعل المفصل أكثر استقرارًا، فتمارين الإطالة مثلًا تساعد على تحسين حركة المفصل وزيادة مرونته.
- الأدوية المسكنة للألم ومضادات الالتهاب: تساعد الأدوية المسكنة للألم والأدوية المضادة للالتهاب التي تصرف بدون وصفة طبية على تخفيف الألم.
- حقن الركبة بحمض الهيالورونيك أو الكورتيكوستيرويد: حيث أنّ الكورتيكوستيرويد يعتبر مضادًا قويًا للالتهاب، بينما يوجد حمض الهيالورونيك طبيعيًا في الجسم ويساعد في عملية انزلاق المفصل وحركته بسلاسة.
- بعض العلاجات الطبيعية: قد تساعد بعض العلاجات في الطب الشعبي على تخفيف أعراض احتكاك الركبة، كالكريمات التي تحتوي على الكابساسين المستخرج من الفلفل الحار أو الوخز بالإبر، كما أنّ بعض أنواع المكملات الغذائية قد تساعد في تخفيف الأعراض أيضًا.
- استخدام أدوات معينة: قد يساعد استخدام الحمالات التي يمكن الإتكاء عليها في تخفيف الوزن الواقع على الركبة، مما يريح الشخص المصاب.
- العلاج الطبيعي: يساعد الخضوع للعلاج الطبيعي على تخفيف الأعراض، حيث أنّ المختصين في العلاج الطبيعي على معرفة بالتمارين التي تساعد في تخفيف أعراض احتكاك الركبة.
- العمليات الجراحية: يتم اللجوء للعمليات الجراحية إذا لم يستجب الشخص المصاب للعلاجات الأخرى.
المراجع
- ↑ "Knee Pain and Problems", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Osteoarthritis of the Knee (Degenerative Arthritis of the Knee)", www.webmd.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ "An Overview of Knee Osteoarthritis", www.verywellhealth.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ "Osteoarthritis of the Knee (Degenerative Arthritis of the Knee)", www.webmd.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.