هل من الممكن لارتجاع المريء أن يتسبب في ظهور بعض المشكلات النفسية؟ وما هي أعراض ارتجاع المريء النفسية تحديدًا؟ معلومات هامة في هذا المقال.
غالبًا ما يستخدم مصطلح ارتجاع المريء للدلالة على حالة مرضية تدعى علميًّا باسم مرض الارتجاع من المعدة إلى المريء (Gastroesophageal reflux disease)، وهي حالة تنشأ نتيجة صعود الأحماض من منطقة المعدة إلى المريء. فلنتعرف على مضاعفات وأعراض ارتجاع المريء النفسية في ما يأتي:
أعراض ارتجاع المريء النفسية
من الممكن للإصابة بمرض ارتجاع المريء أن يتسبب بظهور العديد من المشكلات النفسية، إليك قائمة بأهمها:
1. القلق والاكتئاب
تعد العلاقة بين ارتجاع المريء والقلق والاكتئاب علاقة معقدة بعض الشيء، فبينما تعد مشكلة ارتجاع المريء سببًا للقلق والاكتئاب في بعض الأحيان، قد يكون العكس صحيحًا في أحيان أخرى، كما يأتي:
-
القلق والاكتئاب كنتيجة
قد يكون ارتجاع المريء عاملًا مساهمًا في تزايد شعور البعض بالقلق والتوتر والاكتئاب، إذ أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص المصابين بمشكلة ارتجاع المريء قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالقلق والاكتئاب.
وقد يعزى السبب في ذلك لترافق مرض ارتجاع المريء مع مجموعة من الأعراض التي قد تحفز شعور المريض بالقلق والاكتئاب أو حتى إصابته بنوبات الهلع، لا سيما الأعراض الآتية: صعوبة البلع، وآلام الصدر.
-
القلق والاكتئاب كعوامل مسببة أو مفاقمة للحالة
على عكس النقطة السابقة، قد يكون القلق عاملًا مساهمًا في تحفيز أو تفاقم مشكلة ارتجاع المريء، فعلى سبيل المثال أظهرت دراسة علمية أن الأعراض المرافقة لارتجاع المريء كانت أكثر حدة بشكل خاص بين مرضى ارتجاع المريء الذين يعانون من مستويات قلق عالية.
2. اضطرابات النوم
من أعراض ارتجاع المريء النفسية مشكلات متعلقة بالنوم، إذ أظهرت إحدى الدراسات العلمية أن بعض المرضى المصابين بمشكلة ارتجاع المريء كانت نسبة إصابتهم بمشكلات النوم مرتفعة نسبيًّا.
ومثل العلاقة بين القلق والاكتئاب وبين ارتجاع المريء، قد تكون العلاقة بين اضطرابات النوم وبين ارتجاع المريء معقدة قليلًا، كما يأتي:
-
اضطرابات النوم كنتيجة
لوحظ أن نسبة كبيرة من المرضى المصابين بارتجاع المريء يعانون من مشكلات في النوم أبرزها الاستيقاظ فجأة من النوم في الليل.
وقد يعزى السبب في ذلك إلى أن تصاعد أحماض المعدة في المريء أثناء النوم قد يؤدي لتحفيز الإصابة بتشنجات في منطقة الحبال الصوتية، مما قد يتسبب في نشأة حالة انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea).
-
اضطرابات النوم كعامل مسبب
قد تؤدي بعض اضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي لإحداث تغييرات معينة في الضغط المفروض على المجاري التنفسية في الجسم، وهذا بدوره قد يتسبب في تحفيز الإصابة بارتجاع المريء.
3. تدني جودة حياة المريض
قد تؤثر مشكلة ارتجاع المريء عمومًا على جودة حياة المريض مع الوقت، وذلك لما قد تسببه له من مضاعفات وأعراض جسدية من الممكن أن يكون لها تبعات نفسية عديدة تشمل ما ذكر أعلاه وأكثر، لا سيما الأعراض الجسدية الآتية:
- مشكلات الفم والأسنان، مثل: تآكل الأسنان، وتسوس الأسنان، ورائحة الفم الكريهة.
- الشعور المستمر بالاختناق، وصعوبات البلع.
- مشكلات متنوعة في الجهاز التنفسي، مثل تحفيز الربو أو تفاقم أعراضه.
- مشكلات أخرى، مثل: الغثيان، والسعال المزمن.
ما هو مرض ارتجاع المريء؟
تنشأ هذه الحالة غالبًا نتيجة ضعف أو ارتخاء المصرة المريئية السفلية (Lower esophageal sphincter) وهي صمام ينفتح ليسمح بدخول الطعام للمعدة ومن ثم ينغلق ليمنع الأحماض والطعام من الصعود من المعدة عائدًا إلى المريء.
وهذه بعض العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بارتجاع المريء:
- الإصابة ببعض المشكلات الصحية والأمراض، مثل: مرض الذئبة، ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي، والسمنة.
- تبني نمط حياة غير صحي، يتضمن عادات مثل: التدخين، والإفراط في تناول الطعام، وشرب الكحول.
- عوامل أخرى، مثل: الحمل، وتناول أدوية معينة.
غالبًا ما تظهر أعراض المرض لدى الأشخاص المصابين به مرة واحدة أسبوعيًّا على الأقل.
متى عليك استشارة الطبيب؟
سواء كانت أعراض ارتجاع المريء نفسية أو جسدية، احرص على استشارة الطبيب بشأن هذا المرض دون تأخير، لا سيما في الحالات الآتية:
- مواجهة نوع من الصعوبة عند محاولة بلع الطعام الصلب أو الأدوية.
- الإصابة بحرقة معدة حادة قد تتسبب في ظهور أعراض خطيرة، مثل التقيؤ المصحوب بدماء.
- فقدان كمية كبيرة من الوزن دون وجود سبب واضح.
- الشعور بألم في الصدر ترافقه أعراض أخرى، مثل: ألم في العنق والأطراف، وانقطاع النفس، والتعرق، وعدم انتظام نبض القلب.
- عدم تلاشي الأعراض أو تناقص حدتها على الرغم من مرور أسبوعين كاملين على اتباع العلاج الذي وصفه الطبيب.