أعراض الأملاح

كتابة:
أعراض الأملاح

أملاح الجسم

يتكوّن جسم الإنسان من مجموعة كبيرة من العناصر المهمة كلّها لاستمرار عمل جسم الإنسان بشكل طبيعي، وتُعدّ الأملاح المعدنية جزءًا مهمًا وضروريًا للحفاظ على صحة جسم الإنسان بشكل عام، إذ توجد في جسم الإنسان بكميات معيّنة، وهذه الكميات تساعد في أداء وظائف حيوية مهمة في الجسم، وربما تتعرّض هذه الأملاح لزيادة أو نقصان من حيث نسبتها في الجسم، وقد تظهر هذه الزيادة أو النقصان في شكل أعراض أو أمراض مختلفة تصيب الأشخاص. وقد تحدث عند بعض الأشخاص زيادة في الأملاح في الجسم تُسمّى التسمم، وهي ذات آثار سلبية في الصحة، ومن هذه الأملاح: الصوديوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكلورايد، والكالسيوم، وغيرها.[١]


أعراض زيادة الأملاح

تختلف أعراض التسمم وأسبابه حسب نوع المادة الموجودة بكميات زائدة في الجسم، ومن أكثر هذه الأنواع انتشارًا ما يأتي:[٢]

  • الصوديوم: تُعدّ زيادة نسبة الصوديوم على الحدّ الطبيعي من أنواع التسمم، فإذا زادت على 152 mM فقد تسبب التشنجات أو الموت؛ لأنّ ذلك يسبب تقلصًا في أنسجة الجسم؛ مثل: أنسجة الدماغ، مما قد يسبب الهلوسة، والإغماء، وشلل الرئة، مما قد يؤدي إلى الموت.[٣]
  • البوتاسيوم: إذا ازدادت مستوياته في الدم على 6.3 mM فإنّ ذلك يُعدّ تسمم بوتاسيوم، وهذه حالة شديدة الخطورة، وقد تؤدي إلى جلطة قلبية، والبوتاسيوم شديد السُّمية لكنه لا يحدث في الغالب؛ لأنّ الجسم يطرد الكميات الزائدة عن طريق التقيؤ، لكن عند دخوله إلى مجرى الدم مباشرة فإنّه قد يصبح قاتلًا.[٣] وتتضمن أعراض فرط البوتاسيوم الأخرى: ضعف العضلات، والشعور العام بالضعف، والتعب، والغثيان، والألم، وتشنج العضلات، وصعوبة التنفس، بالإضافة إلى اضطراب نظم القلب، وألم الصدر غير العادي.[٤]
  • اليود: يحدث هذا التسمم عند تناول 2 ملغ من اليود يوميًا، إذ يمنع اليود عند ارتفاع مستوياته إفرازات الغدة الدرقية، مما يسبب نقص هرموناتها في الدم، وتضخم الغدة أيضًا، كما تسبب طعمًا معدنيًا في الفم، وربما يسبب هذا التسمم ظهور تقرحات على البشرة، وزيادة في إفراز اللعاب.
  • الحديد: تُعدّ الجرعة بين 200-250 ملغ لكلّ كيلو غرام من وزن الشخص قاتلة، ويسبب هذا التسمم ظهور عدة أعراض؛ مثل: التقيؤ، والإسهال، وآلام البطن، والتشنجات، وحتى الإغماء.[٣]
  • الكالسيوم والفوسفات: يُعدّ تسمم الكالسيوم نادرًا، لكنّه قد يحدث بسبب كثرة تناول المكملات الغذائية مُشكِّلًا ترسّبات في أنسجة الجسم، ويحدث تسمم الفوسفات بسبب الإفراط في تناول المُسهّلات، الذي قد يسبب انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم؛ لذلك فهو مرتبط بتسمم الكالسيوم.[٣] ويسبب فرط الكالسيوم العطش الشديد، وكثرة التبول، والغثيان، والتقيؤ، والإمساك، وألم العظام، وضعف العضلات. وفي الحالات الشديدة قد يسبب العديد من مشاكل القلب؛ مثل: الرجفان، واضطراب نظم القلب.[٥]
  • الزنك: هذا التسمم أيضًا شديد الندرة، ويحدث في حالات خاصة بسبب تعرّض الشخص لهذه المادة؛ كالأشخاص العاملين في مصانع التعدين، إذ يستنشقون أدخنة سامة محملة بالزنك، ويسبب هذا التسمم الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، كما قد يؤدي إلى نقص في النحاس، فهو يمنع الجسم من امتصاصه.[٣]
  • النحاس: تحدث هذه الحالة في الغالب بسبب مرض، وهناك مرضان اثنان يؤثران في أيض الجسم للنحاس؛ هما مرض مينكيس ومرض ويلسون، وهذه الأمراض نادرة، وتحدث نتيجة طفرات في البروتينات التي تنقل النحاس في الجسم، وتسبب تراكم النحاس في الكبد والكلى والدماغ، مما يؤدي إلى حدوث تلف في الجهاز العصبي والكبد، وتأخر التطور عند الأطفال، بالإضافة إلى التشنجات، وغيرها العديد من الأعراض.[٣]
  • السيلينيوم: يحدث هذا التسمم في بعض مناطق العالم، والصين أولها، إذ تحتوي التربة على كميات عالية من المعادن، مما قد يؤدي إلى تسرّب هذه المواد إلى المياه أو الطعام الذي يُسقى بالماء، وتظهر أعراض على مرضى تسمم السيلينيوم؛ مثل: الغثيان، والضعف، والإسهال، وقد يؤدي إلى فقدان الأظافر والشعر، وإتلاف الجهاز العصبي.[٣]
  • المنغنيز: تصيب هذه الحالة البالغين أكثر من الأطفال، خاصةً العمال الذين يعملون في مناجم المنغنيز، والذين يستنشقون الهواء المُحمّل بهذه المادة، وسُجِّلت حالات من هذا النوع من التسمم في اليابان وتشيلي والمكسيك وغيرها من الدول، ويسبب هذا التسمم الإصابة بأمراض نفسية من الانفصام والعنف والهلوسة.[٣]
  • الكلور: حيث فرط كلور الدم خلل في اليكتروليت الجسم يشار إليه باسم فرط كلور الدم، ويساعد الكلور في سير عمليات التمثيل الغذائي في الجسم بشكل صحيح وتتحكم الكلى بمستواه؛ لذلك عندما توجد اضطرابات في مستوى الكلور، فإنّها عادةً ما ترتبط اضطرابات في الكليتين، وغالبًا ما يساعد الكلور في تحقيق التوازنين الحمضي والقاعدي في الجسم. وتتضمن أعراض زيادة الكلور: الجفاف، أو فقدان السوائل، أو ارتفاع الصوديوم في الدم، والإسهال، والتقيؤ، وعدم القدرة على التحكم بمستويات سكر الدم خاصة لدى المصابين بالسكري[٦].
  • المغنيسيوم: هو معدن أساسي يساعد في عمل العضلات والحفاظ على طاقة الجسم، وتشمل أعراض الجرعة المعتدلة من فرط المغنيسيوم الإسهال، والغثيان، أمّا عندما يوجد فرط كبير في جرعة المغنيسيوم؛ فيعاني الشخص من هبوط ضغط الدم، كما قد يُسبِّب في بعض الحالات الشيدة التي تتطلب علاجًا طارئًا صعوبة التنفس، وضعف العضلات، والارتباك العقلي، وتوقف القلب.[٧]


أسباب زيادة الأملاح

تشمل أسباب زيادة أملاح الجسم ما يأتي:

  • الكلور: تشمل أسباب فرط كلور الدم فقدان السوائل نتيجة التقيؤ لمدة طويلة، والإسهال، والتعرق، أو ارتفاع درجة الحرارة، أو الجفاف، بالإضافة إلى أنَّه ينتج من ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم، والفشل الكلوي، والإصابة بالسكري الكاذب، أو غيبوبة السكري، واستخدام بعض الأدوية؛ مثل: الأندروجينات، والكورتيكوستيرويدات، والإستروجين، وبعض مدرات البول.[٦]
  • المغنيسيوم: إذ يتخلّص الجسم من الزائد منه بشكل طبيعي عندما تعمل الكليتان بشكل جيد، وتحدث الجرعة الزائدة منه نتيجة تناول كميات كبيرة من مكملاته، ومن النادر الإصابة بجرعة زائدة نتيجة تناول الطعام.[٧]
  • الصوديوم: يُعدّ البالغون أكثر عُرضة لفرط الصوديوم؛ لأنّه مع تقدم السن يقلّ الشعور بالعطش، ويصبح الإنسان أكثر عُرضة للأمراض التي قد تسبب فرط صوديوم الدم، وتشمل الحالات التي قد تزيد من خطر الإصابة به: الجفاف، والإسهال الشديد، والتقيؤ، والحمى، والخرف، ومرض السكري الخارج عن السيطرة، والتعرض لحروق في مساحات كبيرة من الجلد، وأمراض الكلى، والسكري الكاذب.[٨]
  • الكالسيوم: يحدث فرط الكالسيوم نتيجة فرط نشاط الغدد جارات الدرقية، والسرطان؛ مثل: سرطان الرئة، وسرطان الثدي، وسرطان الدم، وسرطان العظام، كما ينتج من الجفاف، وعدم القدرة على الحركة المُسبِّبة لإطلاق كالسيوم العظام في الدم، وبعض أنواع الادوية؛ مثل: الأدوية التي تُستخدَم في علاج اضطراب ثنائي القطب، وبعض المكمّلات الغذائية.[٥]
  • الحديد: يحدث فرط الحديد أو التسمم بالحديد نتيجة تناول جرعة مفرطة من مكملات الحديد التي تتوفر بعدة أشكال تؤخذ عن طريق الفم؛ إمّا بشكل خاطئ، أو بشكل متعمّد من البالغين، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه المكملات الغذائية الخاصّة بالأطفال شبيهة بالحلوى، الأمر الذي يزيد من خطر تناول كميات كبيرة منها. [٩]
  • البوتاسيوم: تحدث الإصابة بفرط البوتاسيوم نتيجة الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وتناول أنواع معينة من الأدوية؛ مثل: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية -كالأيبوبروفين-، وأمراض القلب كفشل القلب الاحتقاني، بالإضافة إلى انخفاض مستوى هرمون الألدوستيرون، وغيرها من الأسباب.[٤]


تشخيص زيادة الأملاح

يتضمن التشخيص الأولي استجواب المريض من أجل تحديد الجوانب غير العادية في النظام الغذائي، وتناول الأدوية، والمواد الكيميائية غير العادي، أو التعرض المهني لها، ويتضمن تشخيص السُّميات قياس تركيز المعادن في البلازما أو البول، والتركيزات التي تزيد على المعدل الطبيعي تؤكد التشخيص الأولي.[١]


علاج زيادة الأملاح

يختلف العلاج باختلاف نوع المعدن المُسبِّب للسمية، إذ يُعالَج فرط جرعة الحديد من خلال إزالة بقايا الحديد من المعدة عن طريق إعطاء المريض محلول بيكربونات الصوديوم والديفروكسامين، أمّا سُميّة المنغنيز فتُعالَج بإزالة المريض من البيئة التي تحتوي على المنغنيز، وإعطاء المريض جرعات على مدى الحياة من دواء لي-دوبا، وينطوي علاج سُمّية النترات على استنشاق الأكسجين لعدة ساعات، أو حقن المريض بالميثيلين الأزرق. أمّا بالنسبة لاضطرابات التمثيل الغذائي المتعلقة بالنحاس؛ مثل: مرض ويلسون، فتُعالَج باستخدام أسيتات الزنك ود-بنيسيلامين وغيرها؛ إذ يمنع الزنك امتصاص النحاس من الطعام، ومع ذلك، يجب على المريض تجنب الأغذية التي تحتوي على النحاس؛ مثل: الكبد، والشوكولاتة، والمكسرات، والرخويات.[٣] وتتضمن طرق العلاج الأخرى ما يأتي:

  • فرط البوتاسيوم: يُعالَج من خلال إعطاء الكالسيوم، والغلوكوز، والأنسولين عن طريق الوريد، والسالباتامول.[٤]
  • فرط المغنيسيوم: يعالَج من خلال التنفس الصناعي، وحقن غلوكونات الكالسيوم أو كلوريد الكالسيوم، والسوائل الوريدية، وغسيل الكلى، وغسيل المعدة.[٧]
  • فرط الكلوريد: يعتمد العلاج على مستوى كلوريد الدم المرتفع، والمسبب من خلال علاج خلل الغدد الصماء والهرمونات، أو علاج الكلى، وإذا نتج فرط الكلوريد من الأدوية فقد تُوقَف أو تُغيّر عبر الطبيب.[٦]
  • فرط الصوديوم: يعتمد علاج فرط الصوديوم الطفيف على تصحيح توازن سوائل الجسم، وإعطاء السوائل الوريدية في بعض الحالات الشديدة.[٨]
  • فرط الكالسيوم: يُعالَج فرط الكالسيوم من خلال استخدام دواء الكاليستونين، ومماثلات الكالسيوم للسيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية، والبايوسفونيت والدينوسوماب اللذين يُستخدمان في علاج الأشخاص الذين يعانون من زيادة نسبة الكالسيوم نتيجة الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى استخدام البريدنيزون، والسوائل عن طريق الوريد، ومدرات البول في العلاج.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب "Mineral Toxicity", medical-dictionary.thefreedictionary, Retrieved 8-10-2018. Edited.
  2. "Vitamin and Mineral Supplements", www.emedicinehealth.com, Retrieved 8-10-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Mineral toxicity", healthofchildren, Retrieved 8-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت Adrienne Stinson, "What to know about high potassium"، medicalnewstoday, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Hypercalcemia", mayoclinic, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Hyperchloremia (High Chloride)", chemocare, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Magnesium Overdose", healthgrades, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  8. ^ أ ب Brenda McBean, "Everything You Should Know About Hypernatremia"، healthline, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  9. "Iron Poisoning", webmd, Retrieved 28-10-2019. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×