محتويات
هل يمكن حدوث إجهاض دون نزيف؟
تتساءل بعض النساء عن ماهية حدوث إجهاض دون ملاحظة أي نزيف؟ بالبداية الإجهاض miscarriage هو فقدان المرأة لحملها، وغالبًا تحدث حالات الإجهاض بشكل تلقائي خلال أول 20 أسبوع من الحمل، وأحيانًا قبل معرفة المرأة بحملها، وتكمن معظم الحالات نتيجة لعدم نمو الجنين طبيعيًا،[١] ويجدر بالذكر أن النزيف المهبلي من أكثر الأعراض الشائعة للإجهاض، وقد يختلط الأمر لدى بعض النساء بين نزيف الإجهاضوالدورة الشهرية، ولكنه ليس الدليل الوحيد إذ من الممكن أن يحدث الإجهاض دون نزيف وقد تبدأ بعض الأعراض والآثار الجانبية بالظهور أولًا.[٢]
أعراض الإجهاض بدون نزيف
هل يترافق الإجهاض مع النزيف بشكل دائم؟ بالطبع لا، ويتوجب التنبيه أنه ليس من الضروري أن يكون النزيف المهبلي من علامات وأعراض الإجهاض، فمن الممكن أن تعاني بعض النساء من الإفرازات المهبلية والنزيف خلال فترة حملها، ولمعرفة ما إذا كان مستوى النزيف طبيعي فمن المستحسن مراجعة الطبيب المختص،[٢] فغالبًا ما تتغير أعراض وعلامات الحمل وتختلف من امرأة إلى أخرى وذلك بحسب طبيعة الجسم،[٣] ومن خلال المقال سيتم التعرف على علامات وأعراض تنذر بحدوث الإجهاض دون نزيف وهي كالآتي:
ألم شديد في البطن
هل الألم الشديد في البطن لوحده يعدّ من علامات الإجهاض؟ غالبًا ما يكون شعور المرأة الحامل بوجود ألم في منطقة البطن Abdominal pain من الأمور الطبيعية والشائعة خلال فترة الحمل لذلك لا داعي للذعر والقلق، فقد يكون ذلك الألم بسبب شعور المرأة بالانتفاخ والغازات التي تحدث نتيجة إبطاء هرمونات الحمل لعملية الهضم، أو زيادة ضغط الرحم على المعدة والأمعاء بالإضافة إلى أنها تضغط على المستقيم والذي يؤدي إلى الإصابة بالإمساك.[٤]
ولكن في بعض الأحيان قد تكثر التساؤلات عند استمرار الألم بشكل شديد ومزمن وما إن دلّ فهو يدلّ على وجود مشكلة معينة وبشكل خاص إذا كانت المرأة تعاني من بعض الأعراض المصاحبة والتي تتضمن:[٤]
- الشعور بالدوار والغثيان.
- الإصابة بالحمى والقشعريرة.
- الرغبة في التقيؤ.
- خروج إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- الشعور بالألم أثناء التبول.
لذلك في حال استمرارية الألم حتى بعد أخذ قسط من الراحة، وعند ملاحظة أي من هذه الأعراض التي تصاحب ألم البطن الشديد من المهم عدم تجاهلها، إذ يتطلب ذلك الذهاب للطبيب لأخذ الاستشارة والرعاية الطبية اللازمة، فقد يكون ألم البطن في بداية الحمل من أحد دلائل حدوث الإجهاض أو الحمل خارج الرحم، وفي بعض الأحيان قد يكون الشعور بالألم في الجزء العلوي من البطن من أسباب الإصابة بالعدوى والتي تٌعرف بالتهاب الصفاق.[٤]
قد يكون ألم البطن للمرأة الحامل ناتج عن العديد من الأسباب ولكن بالرغم من ذلك يجب مراجعة الطبيب وعدم إهمال الأعراض وذلك لأنه قد يكون من العلامات التي تشير بحدوث الإجهاض بدون نزيف.
تقلصات الحوض
هل الشعور بتقلصات الحوض دلالة على الإجهاض؟ لا، تُعد تقلصات وآلام الحوض pelvic pain من الحالات الشائعة التي تعاني منها النساء، ومن الممكن أن تختلف طبيعة وشدّة التقلصات إذ إنها في بعض الأحيان قد تكون مفاجئة وشديدة أو أنها قد تكون متفاوتة وتستمر لمدة شهر أو أكثر ومن ثم تختفي بين الحين والآخر، وقد تبدأ آلام الحوض في أعضاء الأنثى التناسلية أو داخل أعضاء الحوض وما حولها، ومن الممكن أن تكون آلام وتقلصات الحوض، أو الحمل خارج الرحم، ذلك بالإضافة إلى الإصابة:[٥]
- التهاب المسالك البولية.
- مرض التهاب الحوض.
- تمزق قناة فالوب.
- التهاب الزائدة الدودية.
ويتوجب الذهاب لأخذ الاستشارة الطبية من الطبيب المختص وعدم إهمال أي ألم غير مبرر أو جديد، وذلك ليتمكن الطبيب من تشخيص الحالة ومعرفة الأسباب المسببة للمرض والمرتبطة بالأعراض، وبشكل خاص إذا رافق تقلصات الحوض بعض الأعراض المزعجة ومنها ما يأتي:[٦]
- خروج دم أثناء التبرّز أو التبول.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- خروج إفرازات مهبلية غير طبيعية.
استنادًا لما تم ذكره فقد تكون هناك علاقة تربط تقلصات الحوض باحتمالية حدوث إجهاض وتزداد مع ظهور بعض الأعراض المصاحبة له.
الشعور بألم في أسفل الظهر
هل ألم الظهر للحوامل يقتصر على الإجهاض؟ تعاني أغلبية النساء من آلام في منطقة أسفل الظهر low back pain فهي من الحالات الشائعة جدًا والتي ترتبط بالحمل، إذ إن حوالي 50%-80% من النساء الحوامل يعانون من ألم الظهر، وقد يكون ذلك من الأمور الطبيعية خلال فترة الحمل نتيجة للتغيرات الهرمونية، تغيرات الحوض، وتغيرات الأوعية الدموية، كما يجب معرفة أن آلام الظهر تزول بعد الولادة،[٧] كما أن أربطة جسم المرأة الحامل تكون أكثر تمددًا وليونة استعدادًا للولادة ممّا يزيد من الضغط والإجهاد على مفاصل كل من الحوض وأسفل الظهر وبالتالي يسبب ألم الظهر.[٨]
وعلى الرغم من ذلك من الضروري أن تؤخذ آلام أسفل الظهر على محمل الجد ويجب عدم تجاهلها كدلالة طبيعية للحمل من خلال المرأة الحامل،[٧] مما يستدعي اللجوء إلى طلب العناية الطبية من الطبيب المختص في حال زيادة وشدّة ألم أسفل الظهر بشكل أخصّ إذا كانت المرأة في الثلث الثاني أو الثلث الأخير من الحمل وذلك لزيادة احتمالية الولادة المبكرة، أو إذا كانت تعاني من الحمى، أو ألم عند التبول،[٨] ومن الممكن أن يكون ألم الظهر من علامات تنذر بحدوث الإجهاض.[٩]
تكون آلام الظهر طبيعية بسبب التغيرات التي تحصل لجسم المرأة الحامل، ولكن يجب عدم تجاهل هذه الآلام خاصةً إذا كانت شديدة، إذ إنها من أحد أعراض الإجهاض أو الولادة المبكرة.
خروج أنسجة سائلة من المهبل
هل يجب على المرأة الحامل أن تقلق بشأن الأنسجة التي تخرج عبر المهبل؟ لا بالتأكيد، لايوجد ما يدعو للقلق والذعر في حين ملاحظة وجود أنسجة سائلة قادمة من المهبل Passing Tissue from the Vagina فهي من الأمور الطبيعية خلال فترة الحمل، ومن الممكن أن تكون عبارة عن كتل ذات حجم كبير ومصحوبة بتجلطات دموية، وهناك العديد من الأسباب التي تكمن وراء بعض الإفرازات المهبلية ولا تربطها أي علاقة بالحمل، كإصابة المرأة بالعدوى، أو وجود كيس على المبيض.[١٠]
ومع ذلك من المهم مراجعة الطبيب لمعرفة السبب وتشخيص الحالة، ففي بعض الأحيان قد تكون الإفرازات والأنسجة القادمة من المهبل كبيرة الحجم وتشابه قطف العنب حينها تكون عبارة عن أنسجة الحمل مما يعني أنها قد تكون علامة مبكرة للإجهاض، ومن الجدير بالذّكر بأنه من الممكن أن يصف الطبيب بعض العلاجات اللازمة للمرأة الحامل حتى في حال معاناتها من بعض الالتهابات المهبلية البسيطة.[١٠]
لذلك لا يتوجب دائمًا أن تكون الإفرازات والأنسجة القادمة من المهبل طبيعية وقد تكون في بعض الأحيان من أعراض الإجهاض.
انخفاض مفاجئ في علامات الحمل
ما الذي يحصل في حال انخفاض علامات الحمل لدى المرأة بشكل مفاجئ وهل يكون سببه الإجهاض؟ كما تم ذكره سابقًا فمن الممكن أن تتغير علامات وأعراض الحمل من امرأة إلى أخرى، وأن بعض الأعراض الشائعة قد تختفي وتتفاوت خلال الثلث الأول من الحمل بما في ذلك حب الشباب، الشعور بألم في الثدي، الحاجة لتناول الطعام بكثرة، التبول المستمر، تقلب المزاج، والشعور بالدوخة، ففي بعض الأوقات قد تكون هناك أيام خالية من ملاحظة أي أعراض للحمل ويُعد ذلك من الأمور الطبيعية.[١١]
وعلى الرغم من أن أعراض الحمل قد تكون صعبة على المرأة رغم استعدادها لها، ففي بعض الحالات قد تقل ملاحظة الأعراض وذلك نتيجة لتفهم وإدراك المرأة الحامل ومعرفتها لطرق التعامل مع التغييرات المستمرة في الجسم، إلّا أن بعض التغيرات تدعو للقلق ومن أهمها حركة الجنين، فمن الجدير بالذكر أن المرأة تبدأ بالشعور بحركة جنينها بين الأسبوع 16-25 من الحمل، لذلك من المهم عند ملاحظة أي تغير غير عادي في نشاط وحركة الجنين الذهاب إلى زيارة الطبيب المختص.[١١]
ويتوجب التنبيه أنه من الممكن أن يكون الجنين أكثر هدوءًا في بعض الأيام، ولكن قلّة أو توقف الحركة بشكل تام يُعد من الحالات الطارئة التي تتطلب الذهاب للطبيب، ذلك بالإضافة في حال توقف وانخفاض علامات الحمل بشكل مفاجئ وخاصة في الثلث الأول، فقد يكون ذلك من العلامات المبكرة للإجهاض، ومن المحتمل أن لا يكون هناك أي مشكلة تستدعي القلق مما لا يمنع الذهاب والتأكد من سلامة الجنين.[١١]
استنتاجًا على ما سبق ذكره فإن الانخفاض في علامات الحمل المعتادة بشكل مفاجئ لا تدل دائمًا على وجود خطأ أو مشكلة ما، فقد يكون السبب هو تغير في الأعراض فقط، بينما في بعض الأحيان قد تشير إلى حدوث إجهاض.
اختبارات الحمل التي تظهر نتيجة سلبية
هناك العديد من التساؤلات ما إذا كانت نتيجة اختبار الحمل السلبية تدل على الإجهاض؟ وذلك في حين كانت الأعراض التي تشعر بها المرأة حقيقية وتدل على وجود حمل بعد إجراء اختبار حمل منزلي ذو نتيجة إيجابية، فمن المحتمل أن تكون النتيجة السلبية لاختبار الحمل بعد إيجابيتها من العلامات التي تنذر بحدوث الإجهاض في فترة مبكرة من الحمل ويٌعرف ذلك بالحمل الكيميائي أي أنه إجهاض مبكر جدًا، وعادةً ما تحدث هذه الحالات بسبب مشكلة في البويضة المخصبة كوجود اضطراب كروموسومي يؤدي إلى إجهاض الجنين بشكل تلقائي قبل معرفة المرأة بحملها.[١٢]
عادةً ما تقوم النساء بإجراء اختبار حمل منزلي لمعرفة ما إذا كانت حامل أم لا، ويجب الحرص على استخدامه بالشكل الصحيح، وقراءة النتيجة بالوقت المحدد والتأكد من عدم انتهاء صلاحيته، وعلى الرغم من اختلاف العلامات التجارية لفحوصات الحمل المنزلية إلّا أنه في الغالب يكون المؤشر الإيجابي دليل على حدوث الحمل.[١٣]
نتيجة لذلك على الرغم من وجود أعراض للحمل فقد تكون نتيجة فحص الحمل المنزلي سلبية مما يشير إلى حدوث إجهاض قبل أوانه.
الغثيان
لمعرفة الإجابة حول ما إذا كان الغثيان من أحد أعراض الإجهاض أم لا؟ فأجريت بعض الدراسات عام 2016 "والتي بيّنت أن 50%-75% من النساء اللاتي يعانين من الغثيان هنّ أقل عرضة للإجهاض من اللواتي لم يعانين من الغثيان خلال فترة الحمل" كما تعاني حوالي 50%-80% من النساء الحوامل من الشعور بالغثيان Nausea خلال فترة الصباح لمدة الثلاث أشهر الأولى، وعادةً ما تزول هذه الأعراض في الثلث الثاني من الحمل، .[١٤]
لكن وبالرغم من هذه الدراسة إلّا أن بعض النساء اللاتي تنعدم لديهن أعراض الشعور بالغثيان ولا يواجهن أي مشكلة خلال فترة الحمل يلدن أطفالهم بشكل طبيعي وسليم، في حين أن الشعور بالغثيان لدى بعض النساء قد يسبب حدوث الإجهاض، فسبب العلاقة بين الغثيان والإجهاض مازال مجهولًا، وقد يكون التفسير الوحيد للآن بأن حالات الحمل التي تعاني من مشكلة التشوهات الكروموسومية تقل لديها مستوى هرمون الحمل وبالتالي سيقلل ذلك من الشعور بأعراض الحمل.[١٤]
الغثيان هو شعور طبيعي في فترة الحمل لكن قد يكون قلة الغثيان خلال الصباح من أحد الأعراض والعلامات التي تشير إلى الإجهاض.
القيء
هل يؤثر القيء على الحامل وما علاقته بالإجهاض؟ تشعر حوالي 8 من 10 نساء حوامل بالرغبة في التقيؤ Vomiting خلال فترة الحمل ولا يشترط حصول ذلك في الفترة الصباحية فقط، ومن المحتمل أن تتحسن وتتلاشى هذه الأعراض خلال الأسبوع 16-20 من الحمل، أو قد يستمر لفترة أطول لدى بعض النساء، فبعض النساء يعانون من التقيؤ المفرط لدرجة عدم قدرتهم على الاحتفاظ بالطعام والشراب مما قد يؤثر ذلك على نشاطهم خلال اليوم ، وزيادة الخطر على الجنين إذ إن وزنه يكون أقل من الطبيعي عند ولادته.[١٥]
تُعرف الرغبة في التقيؤ بشكل مفرط بالتقيؤ الحملي Hyperemesis gravidarum وغالبًا ما يتطلّب ذلك دخول المرأة الحامل للمستشفى، وضرورة مراجعة الطبيب المختص لإعطاء العلاج اللازم للحالة،[١٥] وقد يكون السبب وراء التقيؤ الحملي ارتفاع نسبة ومستوى الهرمونات خلال فترة الحمل، ومن الأعراض السلبية له ما يأتي:[١٦]
- فقدان الوزن.
- الإصابة بالجفاف.
- تلف الكبد.
- نقصفيتامين ب.
من الضروري أن تذهب المرأة الحامل إلى المستشفى في حال كانت تعاني من التقيؤ المفرط وذلك للتأكد من سلامة الجنين، وتعويض السوائل التي فقدتها، وإعطائها ما يلزم من علاج.
الإسهال
هل يؤثّر الإسهال على الحمل أو هل من الممكن أن يسبّب الإجهاض؟ تمر المرأة الحامل بالعديد من التغيرات في فترة الحمل بما في ذلك التغير في حركة الأمعاء وذلك بسبب التغيرات الهرمونية والجسدية الناتجة عن نمو وتطور الرحم، والذي بدوره يعمل على زيادة الضغط على الأعضاء الداخلية واختلاف طريقة عملها وطريقة استخدام الجسم للسوائل، فيُعد من الطبيعي أن تمر المرأة بالإسهال diarrhea أو الإمساك خلال فترة الحمل.[١٧]
وقد يسبب كلًا من الإسهال أو الإمساك القلق لدى بعض النساء كأن يكون ذلك من أحد العلامات التي تنذر بحدوث الإجهاض، فعادةً ما يكون التشنج المصاحب للإسهال مشابه لدرجة كبيرة من التشنج خلال الإجهاض، ويتوجب التذكير بأنه من الرغم من أن الرحم والأمعاء متواجدان في منطقة الجسم نفسها إلّا أن لكل منهما نظام وجهاز منفصل بشكل كلي، بحيث إن الجهاز التناسلي يعمل بشكل مستقل عن الجهاز الهضمي.[١٧]
ومن الجدير بالذكر بأنه على الرغم من أن الإسهال لا يسبب الإجهاض إلّا أنه قد يؤثر على الحمل، وفي حال استمر الإسهال لمدة تزيد عن يومين فمن الممكن أن يكون السبب وراء ذلك إصابة المرأة الحامل بالعدوى، مما يتطلب مراجعة الطبيب المختص خاصة في حال مزامنة الإسهال لبعض الأعراض والتي منها:[١٧]
- ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية.
- الجفاف.
- ألم شديد في البطن أو المستقيم.
- خروج دم أثناء التبرز.
ليس هناك ما يستدعي القلق فالإصابة بالإسهال قد تكون من الأعراض الشائعة خلال الحمل، ومن المهم مراجعة الطبيب في حال لم يهدأ الإسهال خلال يومين.
التعب والإرهاق
هل للتعب والإرهاق دور في الإجهاض بدون نزيف؟ بطبيعة الحال من الممكن أن يسبّب كل من التعب والإرهاق العديد من الآثار الجانبية على صحة الإنسان، كما أن هناك ما يُقارب 10-20 حالة من حالات الحمل من الممكن أن تنتهي بالإجهاض نتيجة لتعرض المرأة الحامل للإجهاد،[١٨] ويوجد العديد من الدراسات التي تدل على أن تعرض المرأة للتعب والإجهاد النفسي أو الجسدي خلال الفترة الأولى من الحمل وما قبلها يزيد من خطر الإجهاض.[١٩]
وخلال العديد من الأبحاث لاحظ الباحثون بأن الدماغ يقوم بإفراز عدد من الهرمونات عند التعرض للإرهاق والتعب ومن ضمنها هرمون الكورتيكوتروبين corticotropin-releasing hormone، كما يتم إفرازه في كل من الرحم والمشيمة للمرأة الحامل خلال الولادة وذلك لزيادة انقباضات الرحم، وتبيّن أيضًا زيادة نسبة الهرمون في الدم لدى النساء اللاتي يلدن مبكرًا ويكون حجم الطفل منخفض عند الولادة.[١٩]
استنتاجًا لذلك يتوجب على المرأة الحامل عدم التعرض للإجهاد والتعب وذلك لأنه قد يكون من العلامات المبكرة والتي من الممكن أن تزيد من فرصة حدوث الإجهاض.
متى يحدث الإجهاض بدون نزيف؟
تراود بعض النساء أسئلة عن متى من الممكن أن يحدث الإجهاض بدون نزيف؟ فمن الجدير بالذكر بأنه لا يمكن للمرأة الحامل أن تنزف دون خلو رحمها عند حدوث الإجهاض، كما أنه ليس من الضروري أن يكون النزيف العلامة الوحيدة على فقدان المرأة الحامل لجنينيها، فمن الممكن أن لا تعاني المرأة من أي أعراض تدلّ على الإجهاض ولا تعرف ذلك إلّا عند زيارة الطبيب وعدم تمكّنه من سماعنبض الجنين خلال فحصه بالموجات فوق الصوتية.[٢٠]
إذ إن بعض الحالات تفقد المرأة جنينها دون أن تنزف أو يفرّع الرحم ويعرف هذا النوع بالإجهاض الفائت Missed miscarriage، بحيث يمر عدة أسابيع على فقدان الحمل دون ملاحظتها، ووفقًا لجمعية الحمل الأمريكية فإن معظم هذه الحالات تحدث خلال أول 13 أسبوع من الحمل.[٢٠]
بناءً على ذلك يحدث النزيف أثناء الحمل عندما يفرغ الرحم، وفي بعض الحالات يتم فقد الجنين دون أن يفرغ الرحم ودون أن تنزف المرأة الحامل.
لماذا يحدث نزيف عند الإجهاض؟
من الطبيعي حدوث نزيف بعد الإجهاض، وقد يبدو هذا النزيف مثل الدورة الشهرية الطبيعية، ولكنه ليس كما هو، ويحدث هذا النزيف نتيجة طرد الرحم أنسجة الحمل، وقد يكون لون الدم بنيًا أكثر من الأحمر، وعادةً ما يكون تدفق الدم أثقل مع الإجهاض الدوائي من الإجهاض الجراحي.[٢١]
متى عليكِ مراجعة الطبيب؟
متى من الممكن زيارة الطبيب أو استشارته؟ اعتمادًا على ما تم ذكره سابقًا فقد تتفاوت أعراض الحمل لدى العديد من النساء خلال فترة الحمل، ومن المحتمل أن يكون اختفاء بعض الأعراض بشكل كلّي في الأشهر الأولى من الحمل من العلامات التي تنذر بحدوث الإجهاض ويجب مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة الجنين، ويتوجب على المرأة الحامل الذهاب ومراجعة الطبيب في حال كانت تعاني من النزيف المهبلي بجانب الأعراض التي تم التطرق لها فيما سبق والتي تدل على الإجهاض.[٣]
من المهم مراجعة الطبيب في حال ملاحظة نزيف حاد خلال فترة الحمل بالإضافة لبعض الأعراض، وذلك ليكون قادرًا على تحديد ما إذا كانت المرأة تعاني من الإجهاض أم لا.
الحمل بعد الإجهاض
الإجهاض -والذي يوافق المعنى الطبي (Miscarriage)- يحدث عادةً لمرة واحدة في حياة المرأة، وتستطيع المرأة بعدها معاودة الحمل لمرات عديدة بشكل سليم وصحي، ولكن نسبة بسيطة جدًا -تُقدَّر بواحد بالمئة- تختبر الإجهاض (Miscarriage) مرتين أو أكثر في حياتها، و بشكلٍ عام تتطلّب معاودة الحمل إجراء بعض الفحوصات تتمثّل في: [٢٢]
- فحوصات الدم: إجراء فحوصات الدم للاطمئنان على مستويات الهرمونات وكفاءة عمل جهاز المناعة في جسم المرأة.
- فحوصات الكروموسومات: يجب إجراء فحوصات الكرموسومات للشريكين -وليس للمرأة فقط- عن طريق أخذ عينات دم، وذلك لاختبار كفاءة الكيمياء الجنسية بين الشريكين قبل إعادة محاولة الحمل مرة أخرى.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: يستخدم هذا الفحص الموجات الصوتية عالية التردد لتصوير مناطق الحوض والرحم والمهبل لدى المرأة للتأكّد من سلامتها من أيّة مشاكل أو اختلالات حدثت بسبب الإجهاض (Miscarriage).
- تنظير الرحم (Hysteroscopy): يُستخدَم إجراء تنظير الرحم من أجل الكشف عن أيّة مشاكل أو اختلالات في الرحم وتشخيص الحالة العامة له.
- تصوير الرحم باستخدام الصبغة (Hysterosalpingography): يُشابه لحد كبير الإجراء السابق، ولكن يتم استخدام صبغة ملوّنة به ليتم التقاط صور أكثر دقةً لمناطق الرحم وقناة فالوب والمهبل لدى المرأة من أجل الاطمئنان على صحة أعضائها الجنسية الداخلية قبل معاودة الحمل.
- فحص (Sonohysterogram): يتم من خلاله التصوير بالموجات فوق الصوتية وذلك بعد حقن المهبل والرحم بسائل مخبريّ مُحدَّد، ويُفيد أيضًا في تحديد حالة الأعضاء الجنسية الداخلية لدى المرأة وقابليتها للحمل مرة أخرى.
بعد إجراء هذه الفحوص، تستطيع المرأة -إذا كانت نتيجة الفحوص جيدة- معاودة الحمل وهي مُطمَئِنة على حالتها وحالة الجنين الذي سيتم إنجابه، وتتم تنظيم جلسات سريرية للمراقبة الدائمة من قبل طبيبها الخاص خشية أيّة مضاعفات لم تكن في الحُسبان، وتُشير الدراسات إلى أنّ أغلب النساء يستطعن الإنجاب مرة ومرتين وأكثر بعد إجراء هذه الفحوصات والاطمئنان على الحالة الصحية العامة، ويُعد فحص الكروموسومات من أهم الفحوصات الواجب عملها رغم أنّ تكلفته مرتفعة نسبيًا.
المراجع
- ↑ "Miscarriage", mayoclinic, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ^ أ ب "How to Tell if Youre Having a Miscarriage Without Bleeding", healthline, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ^ أ ب "Is Loss of Pregnancy Symptoms a Sign of Miscarriage?", verywellfamily, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ^ أ ب ت "Abdominal pain and cramping during pregnancy", babycenter, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ↑ "Pelvic Pain", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ↑ "Pelvic Pain in Women and Men", medicinenet, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ^ أ ب "Pregnancy and low back pain", ncbi.nlm.nih. Edited.
- ^ أ ب "Back pain in pregnancy", www.nhs.uk, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ↑ "Understanding Miscarriage -- Symptoms", webmd, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ^ أ ب "How to Tell if You're at Risk For Miscarriage", verywellfamily, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ^ أ ب ت "Can Pregnancy Symptoms Come and Go?", verywellfamily, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ↑ "Reasons for a Negative Pregnancy Test", verywellfamily, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ↑ "Can a Home Pregnancy Test Indicate a Miscarriage?", verywellfamily, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ^ أ ب "Morning Sickness and the Risk of Miscarriage", verywellfamily, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ^ أ ب "Severe vomiting in pregnancy", www.nhs.uk, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ↑ "Vomiting During Pregnancy", healthline, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ^ أ ب ت "Tummy Troubles During Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ↑ "Pregnancy week by week", mayoclinic, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ^ أ ب "How Stress Causes Miscarriage", webmd, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ^ أ ب "Can you have a miscarriage without bleeding?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ↑ "Period After Abortion: What to Expect from Related Bleeding and Menstruation", healthline, Retrieved 2020-10-27. Edited.
- ↑ Pregnancy after miscarriage: What you need to know, , "www.mayoclinic.org", Retrieved in 01-08-2018, Edited