لا يَعرف مُعظم الأشخاص المُصابين بالإيدز بإصابتهم فورًا، فقد تظهر عليهم أعراض شبيهة بمرض الإنفلونزا خلال أسابيع بعد دخول الفيروس إلى الجسم، وتُعرف هذه الأعراض بأعراض الإيدز الأولية. فما هي هذه الأعراض؟
إليكم أبرز المعلومات عن أعراض الإيدز الأولية:
أعراض الإيدز الأولية
يحدث مرض الإيدز على ثلاث مراحل، بحيث يُمكن أن يتطوّر مع مرور الوقت وأن يُدمّر الجهاز المناعي للجسم إذا تُرك من دون علاج.
قد تظهر أعراض الإيدز الأولية في غضون 2 إلى 6 أسابيع بعد الإصابة بفيروس العَوَز المناعي البشري (Human Immunodeficiency Virus-HIV) أو ما يُعرف أيضًا بفيروس نقص المناعة البشري المُسبّب لمرض الإيدز.
تتشابه أعراضُ الإيدز الأوليّة مع أعراض الأمراض الفيروسيّة الأخرى، وعادةً ما تستمرّ لمُدّة أسبوع أو أسبوعين ثمّ تختفي.
تشمل أعراض الإيدز الأوليّة ما يأتي:
- صداع.
- تعب عام.
- آلام العضلات.
- ألم في الحلق.
- انتفاخ الغدد اللمفاوية.
- طفح جلديّ أحمر لا يُسبب حكّة، ويظهر عادةً على الجذع.
- حُمّى.
الجدير بالذكر أنّ ظهور أعراض الإيدز الأوليّة لا يعني بضرورة الحال الإصابة بفيروس العَوَز المناعي البشري، والسبب في ذلك يعود إلى تشابه هذه الأعراض مع حالات أخرى غير مرض الإيدز.
لكن ظهور هذه الأعراض مع الاعتقاد بالعُرضة لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري خلال الأسابيع القليلة الماضية، يستدعي ضرورة إجراء فحص فيروس نقص المناعة البشري.
تُشير نتيجة الفحص الإيجابية إلى الإصابة بالفيروس، وتكون فرصة نقل الفيروس إلى الآخرين كبيرة جدًّا خلال المرحلة المُبكرة من المرض.
ماذا بعد أعراض الإيدز الأولية؟
بعد اختفاء أعراض الإيدز الأولية، قد لا يُسبّب الفيروس أي أعراض أخرى لسنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات أو 15 سنة عند بعض الأشخاص، لكن خلال هذا الوقت يستمر الفيروس في نشاطه وبالتالي يُسبّب ضررًا تدريجيًّا لجهاز المناعة.
قد لا يُدرك هؤلاء الأشخاص خلال هذه المرحلة إصابتهم بالمرض، وبالتالي من الممكن أن ينقلوا العدوى إلى الآخرين.
لكن إذا تمّ الكشف المُبكّر عن الإصابة بالإيدز، وبالتالي البدء بتناول الأدوية لمُكافحة الفيروس فقد يُساعد ذلك في الحفاظ على صحّة جهاز المناعة وتخفيف الأعراض ومنع نشر الفيروس إلى الآخرين.
أمّا عدم العلم بالإصابة بالفيروس لسنوات عديدة أو عدم تناول الأدوية فإنّه يُؤدّي إلى تدمير وإضعاف جهاز المناعة كُليًّا وبالتالي ظهور الأعراض الاتية:
- فقدان سريع للوزن.
- حُمّى مُتكررة أو تّعرُّق ليلي غزير.
- تعب شديد غير مُبرَّر.
- انتفاخ الغدد اللمفاوية الموجودة عند الإبطين أو الرقبة أو في المنطقة الواقعة بين البطن والفخذ، ويستمرّ هذا الانتفاخ لمدة طويلة.
- إسهال شديد يستمرّ لأكثر من أسبوع.
- تقرُّحات في الفم أو في الشرج أو في الأعضاء التناسليّة.
- التهاب رئوي.
- ظهور بُقع حمراء أو بُنيّة أو وردية أو أرجوانية على الجلد أو تحته أو داخل الفم أو الأنف أو على الجفنين.
- فقدان الذاكرة والاكتئاب وغيرها من الاضطرابات العصبية.
هل يُمكن علاج الإيدز؟
لا يوجد حاليًّا علاج للإيدز، فبمُجرّد الإصابة بالعدوى لا يستطيع الجسم التخلُّص من فيروس نقص المناعة البشري، لكن هنالك بعض الأدوية التي يُمكنها السيطرة على الفيروس ومنع حدوث مُضاعفات المرض لاحقًا.
تُسمّى هذه الأدوية بمُضادات الفيروس القهقرية (Antiretroviral Therapy)، ويجب بدء العلاج بها لكل شخص مُصاب بفيروس نقص المناعة البشري بغضّ النظر عن مرحلة الإصابة بالمرض.
لضمان فعّالية هذه الأدوية، من الضروري الالتزام بتناول الجرعات كما هي موصوفة ودون تخطّي أو نسيان أي جرعة، حيث يُساعد الاستمرار بالعلاج بمُضادات الفيروس القهقريّة على:
- الحفاظ على قوة الجهاز المناعي.
- التقليل من فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطريات.
- تخفيض فرصة تطوُّر الفيروس إلى سلالات مقاومة للعلاج.
- التقليل من فرص نقل العدوى إلى الآخرين.
الجدير بالذكر أنّه قد يكون من الصعب الاستمرار في علاج الفيروس، لذا من المهم التحدُّث إلى الطبيب أو إلى مُقدّم الرعاية الطبيّة حول الآثار الجانبية المُحتملة للأدوية وحول صعوبة تناولها، وعن أي مشكلات قد تُعيق الالتزام بتناول الأدوية على النحو الذي وصفه الطبيب.