محتويات
كسور العظام
الهيكل العظميّ هو أحد أعضاء جسم الإنسان الذي له الوظيفة الهامّة في دعمِ وحماية باقي الأعضاء، كما ويعطي جسمَ الإنسان شكله وطوله ويُعينه على القيام بعمله، ولأنَّ وظيفته الحمايةَ فهو مُعرّضٌ للكسور دائمًا نتيجةَ رضٍّ أو سقوطٍ وما شابه، والكسر هو حدوثُ افتراقٍ لاستمرارية النَّسيج العظميِّ على مستوىً محددٍ، ولحُسن الحظّ فالنّسيج العظميّ يمتلك خاصِّيّة التّجدُّدِ أي إعادة تشكيل عظمٍ جديدٍ إذا ما تعرّض لكسرٍ، حيث يُشبّه بالجرحِ عندما القول التئام الجروح؛ فهنا نقول أيضًا التئام الكسور فيعيدُ العظم تجديد نفسه ليندَمِل مكان الكسر ويختفي، ولكن لأسبابٍ معيّنةٍ قد لا يحدث هذا الالتئام مطلقًا أو يحدث بشكلٍ متأخّرٍ أو بشكل سيّءٍ، وكلُّ ما سبق يندرج تحت تسميةِ التئام العظام بشكلٍ خاطئٍ.
التئام كسور العظام
تُقسم عمليّة التئام الكسور إلى ثلاثِ مراحلَ متتاليةٍ؛ مرحلة الالتهاب، مرحلة التّكاثر ومرحلة إعادة التّشكيل، وتبدأ هذه العمليّات من لحظة حدوث الكسر إلى أن تنتهي بإعادة اتصال العظم وشكله ووظيفته الطبيعيّين، وسيرد هنا تفصيلٌ مبسَّطٌ عن تلك المراحل:[١]
- مرحلة الالتهاب: تبدأ هذه المرحلة بتشكيل الورم الدَّمويِّ – وهو تجمُّعٌ من الدّم ناتجٌ عن أَذيّة الأوعية الصغيرة بشُدَفِ العظم المكسور – حيث يحتوي هذا الدّم على موادَّ تقوم بامتصاص شُدَف العظم المكسور لأنها فَقَدت إِمدادها الدّموي، ثمَّ بعد ذلك تقوم الخلايا الجذعيّة الموجودة في الورم الدّمويّ نفسه بالتَّحوِّل إلى خلايا مُكوِّنةٍ للعظم والغُضروفِ، لتبدأ بذلك المرحلة التّالية.
- مرحلة التّكاثر: تقوم الخلايا المُكوِّنةُ للغُضروف بالتّكاثر بشكل طَوقٍ حول منطقة الكسر لتشكيل ما يُسمّى بالدَّشبَذِ ووظيفته هي تأمين دعمٍ وثباتٍ لمنطقة الكسر ريثَما تلتئم، حيث تقوم الخلايا المُكوّنة للعظم بالتكاثر أيضاً لتُكَوِّنَ عظمًا جديدًا، كما وتفرز موادَّ تساعد على تَثبيت الكِلسِ على الدّشبَذ الغُضروفي ليصبح مُتَكَلِّسًا، ولكنَّ هذه العملية الأخيرةَ تكتمل في المرحلة التالية.
- مرحلة إعادة التّشكيل: يُتابع الدّشبَذ الغضروفي بالتَّكلّس ليصبح متكلّسًا بشكلٍ تامٍّ كالعظم، ثم تبدأ عمليّةٌ تشبه ما يفعله النَّحّاتون في عملهم حيث يُزال الدّشبذُ المُتّكلِّسُ الزَّائد حول منطقة الكسر ويبقى جزءٌ منه فقط بما يُعيدُ للعظمِ شَكلَه الطَّبيعي، وهكذا تَكون عمليَّةُ التئام الكسر قد تَمَّت.
التئام العظام بشكل خاطئ
كما ذُكر آنفًا؛ يندرج تحت هذا العنوان ثلاثة أمراضٍ هي تأخُّرُ الالتئام وعدمُ الالتئام وسوء الالتئام، وسيَرد هنا تفصيلٌ بسيطٌ عن كلٍّ منها:
- تأخُّرُ الالتئام: هو تأخُّر ظهورِ علامات الالتئام لأقلِّ من ضِعفِ الزَّمن اللَّازم لظهورها – والذي يختلف تبعاً للعديد من العوامل كنوع العظم المكسور وعمر المريض وغيرها – وعادةً لا يُعتبر تأخّر الالتئام مرضًا وإنما هو ناجمٌ عن عواملَ مختلفةٍ كعمر المريض المتقدّم، لديه أمراضٌ أخرى، التّدخين، استعمال مضادّات الالتهاب اللاستيروئيدية، أسبابٌ وراثيّةٌ مختلفةٌ، أمراضٌ استقلابيّةٌ، سوء تغذيةٍ ونوع الكسر وموقِعُه ودَرجَتُه وتَرافُقِه بإنتانٍ أم لا وجودةُ العلاجِ المقدَّمِ للمريض.[٢]
- عدم الالتئام: هو تأخّر ظهور علامات الالتئام لأكثرِ من ضعف الزّمن اللازم لظهورها، وهو قد يكون عدم التئامٍ زائدَ التّروية الدّمويّةَ أو قليل التروية أو بلا ترويةٍ دمويّةٍ؛ وذلك بناءً على درجة ثباتِ الكسر وحَيويّةِ شُدَفِ العظام المكسورة، وهو صعب العلاج.[٢]
- سوءُ الالتئام: هو التئام الكسر مع تشوّهٍ واضحٍ في شكل العظم أو وظيفة العضو أو كليهما، ويحدث عادةً بسبب سوءِ تثبيت الكسر أو حتّى عدمُ تثبيته.[٣]
أعراضُ التئام العظام بشكل خاطئ
تختلف الأعراض التي يأتي بها المريض، فهي تعتمد على عمره وحالته الصّحّيّة ومكان حدوث الكسر ونوع العظم المكسور وهل هناك إنتانٌ مُرافقٌ وغيرها من العوامل، وسيَتَأَتّى هنا ذِكرُ بعض هذه الأعراض:
- اعراض عدم الالتئام: ألمٌ بِجَسِّ منطقة الكسر، تورّمٌ، بقاءُ الحركة في منطقة الكسر لأنَّ العظمين مفصولانِ عن بعضهما، ضُمورُ العضلات في المنطقة المحيطة بالكسر لعدمِ استعمالها، نقصٌ في حركة المفاصل المجاورةِ، عدم القدرة على استعمال اليَدِ بشكلٍ صحيحٍ والعرجُ إذا ما كان الكسر في الطّرف السفليّ.[٤]
- أعراض سوء الالتئام: إذا كان الكسر في اليد فسيحدث تشوُّهٌ وتورُّمٌ فيها مع استمرار الألم،[٥] أو اضطرابٌ في المشيِ إذا كان الكسر في الطرف السفلي بسبب اختلاف طول الطرف السفلي المكسور عن الآخر السليم، حدوث حُدَّابٍ أي زيادةُ تَحدّبِ العمود الفقري مما يؤدي لآلام ظهريّةٍ،[٣] وقد يحدثُ مَيَلانٌ في الحوض إذا كان الكسر فيه،[٦] وإذا حدث الكسرُ في منطقةٍ حول المِفصل فهذا سيؤدي إلى تَنَكُّسٍ باكرٍ للمفصل أي تَخرُّبه.[٧]
علاج التئام العظام بشكل خاطئ
يُقدّر الطّبيب العلاج الأمثل لكلِّ مريضٍ تبعًا للحالةِ التي يأتيه بها مع الأخذِ بالاعتبارِ عدّة عوامل أخرى، لذا لا يُمكن وَضعُ طرقٍ ثابتةٍ للعلاج لأنَّ القّرار للطبيب بحسب ما يرى، ويُكتفى هنا بذكرِ بعض الإجراءات المُحتَملة:
- علاج عدمُ الالتئام: إذا كان عدم الالتئام ذي ترويةٍ دمويةٍ زائدةٍ فهذا أمرٌ جيّدٌ لأنَّه يُمكن لإعادةِ فتحِ مكان الكسر والتَّثبيتُ الدّاخليُّ للكسر بالصَّفائحِ والبراغي أن يُحقِّقَ التئامًا جيِّدًا،[٨] أمّا إذا كان عدم الالتئام ذي ترويةٍ دمويّة قليلةٍ أو معدومةٍ فهذا سيتطلَّبُ زراعةَ طُعمٍ عظميٍّ أي يقوم الطّبيب بأخذِ عظمٍ من منطقةٍ ووضعِها مكان الكسر.[٩]
- علاج سوءُ الالتئام: يعتمد التَّصحيح هنا على التّشوِّهِ الذي أدَّى إليه سوء الالتئام؛ فإذا شَكَّل العظم المكسور زاويةً بين قِطعتي الكسر سيقوم الطبيب بقَصِّ العظم مكان الزّاوية المُتشكِّلة ليُصَحّحَ شكلَ العظم،[١٠] وإذا أدّى سوء الالتئام إلى اختلافٍ بين طول الطّرفين السفليّين سيقوم الطّبيب بتَطويلِ الطّرف الأقصر أو بوصفِ حذاءٍ طبّيٍّ لكي يُعدِّلَ القِصَرَ في الطَّرف المُصاب.[١١]
المراجع
- ↑ "General principles of fracture management: Bone healing and fracture description", uptodate, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Delayed union and nonunions: epidemiology, clinical issues, and financial aspects.", ncbi, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Malunion of post-traumatic thoracolumbar fractures", ncbi, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "Humeral shaft non-union in the elderly: Results with cortical graft plus stem cells", sciencedirect, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "Malunion of Hand Fracture Clinical Presentation", medscape, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "Post-traumatic acetabular dysplasia following pelvic fracture malunion associated with an acetabular labral tear: A case report and literature review", sciencedirect, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "?Salvaging the Unsalvageable Severe Malunion Deformity After Displaced Intra-Articular Calcaneal Fractures: What Options Exist", sciencedirect, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "?Nonunions and malunions after pelvic fractures: Why they occur and what can be done", sciencedirect, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "The Role of Vascularized Bone Grafting in Scaphoid Nonunion", sciencedirect, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "Management of Malunions of the Distal Radius", sciencedirect, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "Femur malunion treated with open osteotomy and intramedullary nailing in developing countries", sciencedirect, Retrieved 13-7-2019. Edited.