أعراض التهاب الرئتين

كتابة:
أعراض التهاب الرئتين

التهاب الرئتين

التهاب الرئة أو الالتهاب الرئوي (Pneumonia) هو عدوى تسبب التهابًا يصيب الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما، الأمر الذي يمكن أن يسبب الشعور بالمرض؛ إذ يتسبب بامتلاء الحويصلات بسائل أو قيح، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة، مثل: السعال، والحمى، وصعوبة التنفس لدى معظم المرضى.

تسبب هذه العدوى ميكروبات مختلفة، مثل: البكتيريا، والفطريات، والفيروسات، وتختلف حدة الالتهاب الرئوي من بسيطة إلى حادة وخطيرة مهددة للحياة، وعادةً ما يكون أكثر خطورةً في حال إصابة الأشخاص كبار السن، أو الرضع، أو المصابين بضعف المناعة.

يمكن علاج بعض أنواع هذا الالتهاب في المنزل باستخدام الأدوية، وغالبًا ما تزول الأعراض في غضون أسبوع إلى أسبوعين في حالة العدوى البكتيرية، في حين تحتاج العدوى الفيروسية إلى حوالي 4-6 أسابيع حتى تزول الأعراض. وعلى الرغم من سهولة علاج بعض الحالات منزليًّا، إلا أن كبار السن والرضع والأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى يمكن أن يعانوا من أعراض حادة، وقد يكونون بحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى.[١][٢]


أعراض التهاب الرئتين

تختلف حدة أعراض الالتهاب الرئوي من أعراض طفيفة قد تكون غير ملحوظة إلى أعراض حادة تستدعي الذهاب إلى المستشفى، وتعتمد شدتها على الجرثومة المسببة للالتهاب، وعمر المريض، وصحته العامة، وبصورة عامة تتضمن ما يأتي:[٣][٤]

  • السعال، ومن المحتمل خروج مخاط من الرئتين قد يكون أخضر أو ​​مختلطًا مع الدم أو كالصدأ.
  • الحمى، والقشعريرة، والتعرق المفرط.
  • التنفس السريع، والشعور بضيق التنفس.
  • ألم في الصدر، غالبًا ما يزداد سوءًا عند السعال أو التنفس العميق.
  • فقدان الشهية، والشعور بالتعب والضعف الشديد.
  • التقيؤ والغثيان، خاصةً عند الأطفال.
  • الارتباك، خاصةً لدى كبار السن.

من الضروري الإشارة إلى اختلاف الأعراض الناتجة عن الالتهاب الرئوي باختلاف المُسبِّب؛ فالالتهاب الرئوي البكتيري يعدّ أكثر أنواع التهاب الرئتين شيوعًا وأكثرها خطورةً، وعادةً يتطلب العناية الطبية، وقد تظهر أعراضه بالتدريج أو فجأةً، وترتفع فيه درجة حرارة المريض لتصل إلى 40.5 درجةً مئويةً، كما يمكن أن يسبب التعرق المفرط، وسرعة التنفس، والزيادة في معدل النبض، وقد يتغير لون الشفاه والأظافر إلى اللون الأزرق؛ بسبب نقص الأكسجين في الدم، وقد تضطرب الحالة الذهنية للمريض.

أما الأعراض الأولية للالتهاب الرئوي الفيروسي فهي تحدث بالتدريج على مدار أيام، وتكون أعراضه الأولية نفس أعراض الإنفلونزا، مثل: الحمى، والسعال الجاف، والصداع، وآلام في العضلات، والضعف، وفي غضون 24-48 ساعةً تزداد الأعراض سوءًا وتزيد سرعة التنفس، ويصبح السعال أسوأ، وتنتج كمية صغيرة من المخاط، إضافةً إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم.[٣]

تختلف الأعراض قليلًا مع اختلاف الأعمار؛ فالرضع وحديثو الولادة قد لا يعانون من أعراض العدوى العامة، أو قد يعانون من التقيؤ والإعياء والتهيج، أما البالغون والأكبر سنًّا الذين يعانون من مرض خطير أو مناعتهم ضعيفة تكون الأعراض أقل وأخف، كما قد تنخفض درجة الحرارة عن الطبيعي لديهم، والعلامة الرئيسية للالتهاب الرئوي لدى كبار السن هي الارتباك أو الهذيان.[٣][٥]


أسباب التهاب الرئتين

يمكن أن تسبب العديد من الجراثيم المختلفة الالتهاب الرئوي، ويعدّ تحديد سبب حدوث الالتهاب وفهمه مهمًّا؛ لأن العلاج يعتمد عليه، وفي ما يأتي الأسباب الرئيسة للإصابة بالالتهاب الرئوي:[٦][٧]

  • البكتيريا، فالمكورات الرئوية هي أكثر البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي شيوعًا، ثم بكتيريا الفيلقية، والميكوبلازما، والمتدثرة الرئوية والمستديمة النزلية.
  • الفيروسات، من أشهر الفيروسات المسببة للالتهاب الرئوي فيروسات الإنفلونزا، والالتهاب الناتج عن عدوى فيروسية يكون أقل حدةً من الناتج عن عدوى بكتيرية، لكن مريض الالتهاب الرئوي الفيروسي يكون في خطر للإصابة بالالتهاب البكتيري الثانوي. كما توجد بعض الفيروسات الأخرى التي قد تسبب هذه الحالة، مثل: فيروس الحصبة، والجدري المائي، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
  • العوامل المعدية الأخرى، مثل الفطريات، وأهمها داء المستخفيات، والكروانية، وداء النوسجات، وعند معظم الأشخاص لا تسبب هذه الفطريات أي مرض، لكنها قد تسبب الالتهاب الرئوي لدى بعض المصابين الذين يعانون من أمراض نقص المناعة، مثل الإيدز، أو الذين يتناولون أدويةً تثبط المناعة.
  • المهيّجات غير المعدية، مثل: المواد الكيميائية المختلفة المستنشقة عبر الأنف، والطعام، والغازات، والسوائل، والغبار.


عوامل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي

تزداد احتمالة الإصابة بالالتهاب الرئوي في الحالات الآتية:[٨]

  • المدخنون.
  • المصابون بأمراض الرئة أخرى.
  • الأطفال الأصغر من خمس سنوات، والكبار بالسن أو المسنون فوق سن 65 عامًا.
  • المصابون بضعف الجهاز المناعيّ.
  • الذين يتناولون أدوية المعالجة للارتجاع المعدي المريئي.
  • مدمنو المشروبات الكحولية.
  • الأشخاص المصابون بالإنفلونزا ونزلات البرد حديثًا.
  • الذين لا يحصلون على التغذية الكافية، أو الذين يعانون من سوء التغذية.


تشخيص التهاب الرئتين

يشخص الطبيب المختص المريض بواسطة السماعة الطبية أثناء الفحص السريري؛ لاكتشاف وجود أصوات غير طبيعية، كالصفير أو الطقطقة، كما يُصوّر بواسطة الأشعة السينية للصدر، بالإضافة إلى بعض الفحوصات التي يطلبها الطبيب، وهي:[٧]

  • فحص الدم وزراعته.
  • فحص البلغم، من خلاله يتحدد نوع العدوى.
  • مقياس التأكسج لحساب نسبة الأكسجين في الدم.
  • أخذ عينة من السائل الجنبي المحيط بالرئة لتحديد مُسبِّب الالتهاب.
  • منظار القصبات، تُستخدم هذه الطريقة إذا كانت الأعراض الأولية مزمنةً لدى المريض وعند عدم استجابته للمضادات الحيوية، وهو كاميرا صغيرة مُثبتة على أنبوب يوجّه اتجاه الرئة.


علاج التهاب الرئتين

يعتمد العلاج على نوع الالتهاب الرئوي ومدى شدته والصحة العامة للمريض، فيكون كالآتي:[٨][٩]

  • المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب البكتيري، إذ يمكن علاج بعض الحالات في المنزل بالمضادات الحيوية عن طريق الفم، ومعظم الأشخاص يستجيبون لها خلال 3-5 أيام.
  • الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الالتهاب الفيروسي كالإنفلونزا، مع الالتزام بالراحة وشرب المزيد من السوائل.
  • مضادات للفطريات لعلاج الالتهاب الرئوي الفطري.
  • يوصي الطبيب أيضًا بأدوية مختلفة لا تحتاج إلى وصفة طبية لتخفيف الأعراض مثل الألم والحمى، بالإضافة إلى الأدوية التي تخفف من السعال.
  • يجب الحصول على الكثير من الراحة بالتزامن مع الأدوية، وشرب الكثير من السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم وتخفيف سماكة البلغم لتسهيل التخلص منه.
  • قد يحتاج بعض المرضى إلى الحصول على العلاج في المستشفى إذا كانت الأعراض شديدةً جدًّا أو عند وجود مشكلات صحية أخرى؛ إذ يمكن للأطباء تتبع معدل ضربات القلب، ودرجة الحرارة، والتنفس، وقد يشمل العلاج ما يأتي:
    • المضادات الحيوية عن طريق الوريد.
    • العلاج التنفسي.
    • السوائل عن طريق الوريد.
    • العلاج بالأكسجين، إذ يساهم في الحفاظ على مستوى الأكسجين في مجرى الدم، وقد يتلقاه المريض من خلال أنبوب الأنف أو قناع الوجه، وإذا كانت الحالة شديدةً قد يحتاج إلى جهاز تهوية (جهاز يدعم التنفس).


الوقاية من التهاب الرئتين

أهم خطوة للوقاية من الإصابة بالالتهاب الرئوي هي أخذ المطعوم الخاص به، الذي يقي من أشهر أنواع البكتيريا المسببة للالتهاب، وهو نوعان مختلفان؛ لقاح المُكَوَّرات الرِّئويّة المقترن الذي يتناوله الأطفال الأصغر من عامين والبالغون الأكبر من 65 عامًا، والأشخاص بين عمر عامين و64 سنةً عند الإصابة ببعض الحالات الصحية، أما النوع الثاني فهو لقاح المكورة الرئوية المتعدد السكاريد، ويوصى به للأشخاص الذين يكونون في خطر عالٍ للإصابة بالالتهاب، مثل: البالغين الأكبر من 65 سنةً، ومرضى السكري، ومرضى القلب المزمن، ومرضى الرئة، ومرضى الكلى، والأشخاص الذين يستهلكون كمياتٍ كبيرةً من الكحول، والمدخنين، والمرضى الذين لا يوجد لديهم طحال، بالإضافة إلى اتباع النصائح الآتية:[٨]

  • الإقلاع عن التدخين؛ إذ إنه يجعل الشخص أكثر عرضةً لالتهابات الجهاز التنفسي، خاصّةً الالتهاب الرئوي.
  • غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
  • تغطية الوجه عند السعال والعطس، والتخلص من المناديل المستخدمة بسرعة.
  • الحفاظ على نمط حياة صحي لتعزيز الجهاز المناعي، والحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، واتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية خمسة أيام في الأسبوع.


أنواع التهاب الرئتين

يمكن تصنيف الالتهاب الرئوي وفقًا لطريقة الإصابة به إلى ما يأتي:[٧]

  • الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى: تتم الإصابة بهذا النوع من الالتهاب الرئوي أثناء الإقامة في المستشفى، ويمكن أن يكون أكثر خطورةً من الأنواع الأخرى؛ لأن البكتيريا المسببة للالتهاب قد تكون مقاومةً للمضادات الحيوية.
  • الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع: يشير هذا النوع إلى الالتهاب الرئوي المتكسب من خارج الإطار الطبي كما في النوع الأول.
  • الالتهاب الرئوي المكتسب من أجهزة التنفس: يحدث هذا النوع من الالتهاب الرئوي نتيجةً لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي.
  • الالتهاب الرئوي الاستنشاقي: يحدث هذا النوع من الالتهاب الرئوي عند استنشاق مسببات الالتهاب من الهواء أو الطعام أو اللعاب ودخولها إلى الرئتين، ومن المرجح أن تحدث هذه الحالة إذا كان الشخص يعاني من مشكلة في البلع، أو إذا كان تحت تأثير التخدير نتيجةً لاستخدام الأدوية أو الكحول أو المخدرات.


المراجع

  1. Mayo Clinic Staff (2018-3-13), "Pneumonia"، mayoclinic, Retrieved 2019-10-22. Edited.
  2. Ryan J. Brogan (2017-12), "Pneumonia"، kidshealth, Retrieved 2019-10-23. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Pneumonia Symptoms and Diagnosis", lung, Retrieved 2019-10-23. Edited.
  4. "Pneumonia", healthdirect,2018-9، Retrieved 2019-10-23. Edited.
  5. "Pneumonia", nhlbi, Retrieved 2019-10-23. Edited.
  6. Melissa Conrad Stöppler (2018-8-17), "Pneumonia"، medicinenet, Retrieved 2019-10-23. Edited.
  7. ^ أ ب ت Bree Normandin,Jill Seladi-Schulman (2019-8-20), "Everything You Need to Know About Pneumonia"، healthline, Retrieved 2019-10-23. Edited.
  8. ^ أ ب ت Peter Crosta (2017-11-27), "What you should know about pneumonia"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-23. Edited.
  9. "Types of Pneumonia", www.webmd.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×