محتويات
التهاب الفقار اللاصق
يعدّ التهاب الفقار القسطي، أو التهاب الفقار الروماتويدي، أو التهاب الفقار المُقسّط، أو ما يُعرف أيضًا بالتهاب الفقرات التصلبي أو التهاب الفقار اللاصق (بالإنجليزية: Ankylosing spondylitis)؛ أحد الاضطرابات الصحية التي تحدث نتيجة التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis)، ويؤثر في أغلب الحالات في الجزء السفليّ من العمود الفقري، والمفصل العجزي الحرقفي (بالإنجليزية: Sacroiliac joints)؛ الذي يربط بين العمود الفقري والحوض، ويؤدي هذا الالتهاب إلى التصاق الأربطة والأوتار بعظام العمود الفقري وعظام المفاصل الطرفيّة التي تُعرف بالارتكازات (بالإنجليزية: Entheses)، ويترتب على ذلك زيادة تكوّن العظام في العمود الفقريّ، وبمرور الوقت قد يحدث اندماج لعظام العمود الفقريّ، مما يقلّل من مرونته، ومع تطور المرض قد يؤدي ذلك إلى تقوّس الظهر إلى الأمام، وقد يعاني الفرد من صعوبة في التنفس في حال إصابة الضلوع، علمًا أنّ التهاب الفقار اللاصق قد يؤثر في أماكن أخرى من الجسم؛ كالعينين، ويكون أكثر شيوعًا بين الرجال، وتظهر أعراض الإصابة على الشخص في بداية مرحلة البلوغ، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد علاج شافٍ لالتهاب الفقار اللاصق، لكن قد تُساعد بعض العلاجات على التخفيف من الأعراض، وقد تبطئ من سرعة تطور المرض.[١][٢]
أعراض التهاب الفقار اللاصق
تتفاوت الأعراض بين الأفراد المُصابين بالتهاب الفقار اللاصق؛ فقد يُعاني البعض من آلامٍ مستمرة، بينما يُعاني البعض الآخر من أعراض خفيفة، وقد تتفاقم حدّة الأعراض أحيانًا، وقد تتحسّن في أحيانٍ أخرى، لكن عمومًا تتضمّن الأعراض الأكثر شيوعًا ما يأتي:[٣]
- تيبّس أو تصلب الظهر.
- الشعور بألم أسفل الظهر، أو الورك، أو المفاصل، أو الرقبة.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن دون سبب واضح لذلك.
- الطفح الجلديّ.
- التعب والإعياء.
- الشعور بألم في البطن، بالإضافة إلى المعاناة من الإسهال.
- اضطرابات في الرؤية.
- صعوبة التنفس.
أسباب وعوامل خطر التهاب الفقار اللاصق
على الرغم من عدم وجود سبب مُحدّد للإصابة بالتهاب الفقار اللاصق؛ إلّا أنّه يُعتقد أنّ للعوامل الوراثية دورٌ في حدوثه؛ حيث يكون الأفراد الذين يمتلكون جينًا مُعينًا يُعرف باسم HLA-B27 أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، علمًا أنّ عددًا قليلًا من الأفراد الحاملين لهذا الجين يُصيبهم المرض،[٤] أمّا بالنسبة لعوامل الخطر التي ترفع من فرص الإصابة فتشمل الآتي:[١]
- العمر: ففي أغلب الحالات تبدأ أعراض المرض بالظهور في نهاية مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ.
- الجنس: إذ يعدّ الرجال أكثر عرضةً للإصابة من النّساء.
- العامل الجينيّ: حيث يكون الأفراد الحاملين لجين HLA-B27 أكثر عرضة للإصابة كما ذكرنا سابقًا.
تشخيص التهاب الفقار اللاصق
يحتاج الطبيب المختص لتشخيص الإصابة بالتهاب الفقار اللاصق إلى وجود دليل يشير إلى حدوث تغيرات في المفاصل العجزيّة الحرقفيّة، بالإضافة إلى وجود بعض المعايير السريرية لدى الشخص والتي يتم الكشف عنها خلال الفحص البدنيّ للمصاب وتفقد سجله الصحي، ومن الجدير بالذكر أنّ التشخيص المُبكر لالتهاب الفقار اللاصق يكون مهمًا لبدء العلاج في أسرع وقتٍ ممكن،[٥] ونوضح فيما يأتي بعض الفحوصات التي يتم إجراؤها لتشخيص الإصابة بالتهاب الفقار اللاصق:[٦]
- الفحص البدنيّ: حيث يتم في الفحص البدنيّ اختبار نطاق الحركة للعمود الفقري من خلال انحناء الشخص المعنيّ في اتجاهاتٍ مختلفة، بالإضافة إلى تحفيز الشعور بالألم لدى الشخص المصاب من خلال الضغط على أجزاء معينة من الحوض، أو من خلال تحريك الساقين بوضعية مُعينة، ويطلب الطبيب من الشخص أن يأخذ نفسًا عميقًا لمعرفة إن كان هناك صعوبة في التنفس.
- الفحوصات التصويرية: حيث تساعد الفحوصات التصويرية على تشخيص الإصابة بالتهاب الفقار اللاصق، وفيما يأتي بيان هذه الفحوصات:
- التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray)؛ حيث قد تُظهر الأشعة السينية التغيرات التي حدثت للعظام والمفاصل، وفي الحقيقة قد لا تَظهر علامات واضحة تدل على التهاب الفقار اللاصق في المراحل المبكرة من المرض.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) واختصارًا MRI؛ حيث قد يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن وجود التهاب الفقار اللاصق في مرحلة مبكرة من المرض، لذلك تكون أغلى سعرًا من الفحوصات الأخرى، علمًا أنّه يتم استخدام موجات الراديو بالإضافة إلى مجال مغناطيسي قوي للحصول على صورة مفصّلة للعظام والأنسجة الرخوة.
- الفحوصات المخبرية: على الرغم من عدم وجود فحص مخبري محدّد للكشف عن الإصابة بالتهاب الفقار اللاصق، لكن قد تكشف بعض اختبارات الدم عن وجود بعض المؤشرات التي تدل على حدوث الالتهاب، علمًا أنّ الالتهاب قد يحدث نتيجة العديد من الاضطرابات الصحية، لذلك لا يمكن الاعتماد على ذلك لتشخيص التهاب الفقار اللاصق، ويمكن إجراء فحص دم للكشف عن وجود جين HLA-B27 الذي ذُكر سابقًا.
علاج التهاب الفقار اللاصق
من الجدير بالذكر أنّه لا يوجد علاج محدد لالتهاب الفقار اللاصق؛ حيث يكون الهدف من العلاج في هذه الحالة هو تقليل الشعور بالألم، ومنع حدوث الإعاقة أو تأخير المضاعفات التي قد تحدث نتيجة تشوه العمود الفقري، ويعدّ العلاج ناجحًا في حال كان قادرًا على السيطرة على الأعراض قبل تضرر المفاصل بشكلٍ دائم، ويمكن ذلك من خلال البدء بالعلاج المناسب في الوقت المناسب،[٧][٨] ونوضح فيما يأتي بعض الخيارات العلاجية المستخدمة لعلاج التهاب الفقار اللاصق:
العلاج الدوائي
نوضح فيما يأتي بعض الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب الفقار اللاصق:[٧]
- الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية: (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصارًا NSAIDs؛ حيث تعمل هذه الأدوية على تخفيف الشعور بالألم والالتهاب، وتعدّ من الأدوية الآمنة بشكلٍ عام مع احتمالية حدوث القليل من المضاعفات، علمًا أنّ هذه الأدوية تكون طويلة المفعول، ومن الأمثلة عليها الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
- الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)؛ حيث يتم وصف الكورتيكوسترويدات لمدة قصيرة، وتعد من الأدوية المضادة للالتهاب بشكلٍ قوي، مما يؤدي إلى التخفيف من الأعراض، وتأخير الضرر الذي يصيب العمود الفقري والمنطقة المحيطة به.
- مُثبطات عامل نخر الورم: حيث يتم استخدام مثبطات عامل نخر الورم (بالإنجليزية: Tumor necrosis factor) واختصارًا TNF؛ في الحالات المتقدمة من المرض، إذ لم تعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية فعالة في هذه المرحلة من المرض، فيُلجأ إلى استخدام مثبطات عامل نخر الورم التي تمنع حدوث الالتهاب من خلال استهدافها لمسببات الالتهاب في الجسم، ويترتب على ذلك التخفيف من الأعراض التي تشمل الشعور بالألم وتيبّس المفاصل،[٧] ومن الجدير بالذكر أنّه تمت الموافقة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام خمسة أنواع من مثبطات عامل نخر الورم لعلاج التهاب الفقار اللاصق، وفيما يأتي بيان هذه الأنواع:[٦]
- السيتروليزوماب بيغول (بالإنجليزية: Certolizumab pegol).
- أداليموماب (بالإنجليزية: Adalimumab).
- إنفليكسيماب (بالإنجليزية: Infliximab).
- إيتانارسيبت (بالإنجليزية: Etanercept).
- مُثبّطات الإنترلوكين 17، والتي تشمل سيكوكينوماب (بالإنجليزية: Secukinumab)، وزيكيزوماب (بالإنجليزية: Ixekizumab).
- الأدوية المُضادّة للروماتيزم المُعدّلة للمرض: (بالإنجليزية: Disease-modifying antirheumatic drugs) واختصارًا DMARDs؛ حيث يصف الطبيب هذه الأدوية في الحالات الشديدة، وتعمل هذه الأدوية على إبطاء تطور المرض في الجسم، مما يقلل من تفاقم الأعراض،[٧] ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يأتي:[٩]
- ميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate).
- هيدروكسي كلوروكين (بالإنجليزية: Hydroxychloroquine) واختصارًا HCQ.
- سلفاسالازين (بالإنجليزية: Sulfasalazine).
- آزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine).
العلاج الطبيعي
يساهم العلاج الطبيعيّ في حالة التهاب الفقار اللاصق في التخفيف من الشعور بالألم، ويعمل على تحسين قوة ومرونة العمود الفقري، وتبعًا للحالة الصحية للمصاب يحدد المُعالج الطبيعيّ بعض التمارين المخصصة له، ومن الأمثلة على ذلك التمارين التي توسع نطاق الحركة للعمود الفقري، وتمارين التمدد، وتمارين البطن والظهر؛ إذ تساهم هذه التمارين في المحافظة على مرونة المفاصل، وقد تمنع انحناء الظهر للأمام، كما أنّ المحافظة على وضعية سليمة عند النوم والمشي قد يساهم في الحفاظ على وضعية سليمة للجسم.[١٠]
الجراحة
تستدعي بعض حالات التهاب الفقار اللاصق إجراء عملية جراحية، ويعتمد ذلك على مدى خطورة الحالة وسوء الأعراض؛ ومن الأمثلة على العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها استبدال المفصل في حال وجود ضررٍ شديد أو تشوه في مفاصل الركبة أو الحوض، وفي بعض الحالات الشديدة قد يتم قطع العظام الملتصقة، وإعادة تنظيم عظام العمود الفقري.[٧]
نصائح وإرشادات
توجد العديد من النصائح والإرشادات التي قد تساهم في التخفيف من أعراض المرض، مع ضرورة اتباعها بالتزامن مع مراجعة الطبيب، والانتظام بالأدوية التي يصفها الطبيب،[١٠] وفيما يأتي بيان هذه النصائح والإرشادات:[١١]
- ممارسة التمارين الرياضية: حيث يُنصح بممارسة التمارين الرياضية يوميًا، حتى لو كان ذلك لمدة زمنية قصيرة، إذ تساهم الرياضة في تحسين أعراض المرض خاصةً التمارين المائية.
- استخدام الحرارة والبرودة: حيث إنّ استخدام الكمادات الدافئة على المفاصل المتيبسة والعضلات المشدودة قد يساعد على تقليل الشعور بالألم، بالإضافة إلى أنّ استخدام الكمادات الباردة على المناطق الملتهبة قد يساعد على تقليل التورم.
- المحافظة على وزن صحي: حيث يُنصح باتباع نظام غذائي صحي، وتجنب السمنة التي تؤدي إلى الضغط على المفاصل، مع الحرص على تناول الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا 3.
- السيطرة على التوتر: حيث يُنصح بالتخفيف من التوتر من خلال ممارسة اليوغا، والتأمّل، والتدليك، ويمكن طلب الاستشارة الطبية عند الحاجة.
- الإقلاع عن التدخين: إذ يزيد التدخين من حدّة الأعراض، خاصةً مع التقدّم في السنّ.
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[١١]
- احمرار وانتفاخ العين، أو وجود حساسية غير طبيعية للضوء، فقد يشير ذلك إلى الإصابة بالتهاب القزحية (بالإنجليزية: Iritis)، وهي إحدى الاضطرابات الصحية المرتبطة بالتهاب الفقار اللاصق.
- الشعور بألم مستمر أسفل الظهر، بالإضافة إلى تيبس الظهر خلال فترة الصباح، إلّا أنّ التيبس يقل مع الحركة وممارسة التمارين الرياضية.
المراجع
- ^ أ ب "Ankylosing spondylitis", www.mayoclinic.org, Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ↑ Markus MacGill (September 29, 2020), "All about ankylosing spondylitis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ↑ "Ankylosing Spondylitis (AS)", my.clevelandclinic.org, Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ↑ "Ankylosing spondylitis", www.nchmd.org,August 11, 2019، Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ↑ "Ankylosing spondylitis", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ^ أ ب "Ankylosing spondylitis", middlesexhealth.org, Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Andrea Wodele (June 15, 2018), "Ankylosing Spondylitis"، www.healthline.com, Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ↑ "Ankylosing spondylitis", www.stclair.org, Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ↑ " Disease-modifying antirheumatic drugs (DMARDs) in rheumatoid arthritis", www.uptodate.com, Retrieved 13-4-2021. Edited.
- ^ أ ب "Ankylosing spondylitis", www.drugs.com,Nov 8, 2019، Retrieved March 9, 2021. Edited.
- ^ أ ب Michael W. Smith (October 13, 2020), "What Is Ankylosing Spondylitis?"، www.webmd.com, Retrieved March 9, 2021. Edited.