محتويات
الحمل العنقودي
الحمل العنقودي، ويُشار إليه أيضًا باسم الحمل الرحوي (Molar Pregnancy) هو اضطراب نادر يصيب امرأة واحدة من كلّ ألف امرأة حامل، وينتج هذا الاضطراب من خلل جيني يحدث خلال عملية تخصيب البويضة بالحيوان المنوي؛ مما يؤدي إلى نمو نسيج غير طبيعي داخل الرحم، وفي أحوال نادرو يتضمن الحمل العنقودي نمو أنسجة الجنين. وتنمو هذه الأنسجة غير الطبيعية بمعدل أسرع بكثير من الجنين الطبيعي، وتتخذ شكل تجمعات كبيرة عشوائية شبيهة بشكل عنقود العنب، ومن هنا جاءت تسميته الحمل العنقودي.
يوجد نوعان من الحمل العنقودي هما الحمل العنقودي الكامل والحمل العنقودي الجزئي، ويحدث الحمل العنقودي الكامل عندما يُخصّب الحيوان المنوي بويضة فارغة لذا لا يتكون أي جنين، بل تتكون أنسجة المشيمة فقط التي تفرز هرمون الحمل (HCG)، كما يحدث في أي حمل طبيعي لكن مع إجراء الموجات فوق الصوتية يكتشف الطبيب عدم وجود جنين، ووجود المشيمة فقط داخل الرحم، أما في الحمل العنقودي الجزئي تتكون كتلة من خلايا غير طبيعية وجنين مصاب بتشوهات خلقية حادة، وفي هذه الحالة تتغلب الأنسجة غير الطبيعية على الجنين بسبب نموها السريع. وفي حالات نادرة جدًا من الحمل العنقودي الجزئي يتكون جنينان أحدهما سليم والآخر عنقودي، وفي هذه الحالة يُموت الجنين السليم بسبّب الأنسجة غير الطبيعية.[١]
أعراض الحمل العنقودي المبكرة
يسبب الحمل العنقودي في البداية ظهور أعراض مشابهة لأعراض الحمل الطبيعي، لكن سرعان ما تظهر أعراض خاصة بالحمل العنقودي؛ ويعد النزيف المهبلي أول العلامات التي قد تشير إلى الإصابة بالنزيف المهبلي، وفي الحقيقة نادرًا ما تظهر العلامات الأخرى للحمل العنقودي كمقدمات الارتعاج -المرحل التي تسبق تسمم الحمل-، وتكيسات المبيض، وفقر الدم، وفرط نشاط الغدة الدرقية، بالإضافة إلى زيادة حجم الرحم السريع، وذلك لأنها تحدث لاحقًا في مسار الحمل العنقودي، في حين غالبًا ما يُشخص الحمل العنقودي ويُعالج باكرًا بعد الإصابة بالنزيف المهبلي.
تعاني جميع النساء تقريبًا من الحمل العنقودي الكامل من نزيف مهبلي غير منتظم أثناء الحمل، ويحدث هذا بدرجة أقل شيوعًا في حال الحمل العنقودي الجزئي، ويكون هذا بُنّي داكن اللون أو أحمر فاقع اللون، وغالبًا ما يبدأ النزيف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. كما وقد تظهر أنسجة متكتبة أو إفرازات بنية مائيّة من المهبل، كما وقد يخرج من المهبل أحيانًا أجزاءً من الورم العنقودي التي تشبه العنب. وتجدر الإشارة إلى أنَّه غالبًا ما يؤدي هذا النزيف إلى زيارة الطبيب، ويُجرَى فحص الموجات فوق الصوتية، الأمر الذي يساعد على تشخيص الحمل العنقودي.[٢][٣]
أسباب الحمل العنقودي
ينتج الحمل العنقودي من مشاكل في البويضة المخصبة، إذ تحتوي كلّ خلية من خلايا الإنسان على ثلاثة وعشرين زوجا من الكروموسومات نصفها من الأم والنصف الآخر من الأب، وفي حالة الحمل العنقودي تحتوي البويضة المخصبة على نسخة زائدة من كروموسومات الأب فلا تستطيع هذه البويضة الاستمرار والبقاء على قيد الحياة.
وتوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر إصابة المرأة بالحمل العنقودي مقارنةً بغيرها؛ مثل:[٤]
- عمر المرأة الحامل الأصغر من عشرين عامًا أو الأكبر من خمسة وثلاثين عامًا.
- الإصابة بالحمل العنقودي سابقًا.
- خسارة حمل سابق.
- الإصابة بصعوبات في الحمل أو مشاكل في الخصوبة.
تشخيص الحمل العنقودي
عندما يشكّ الطبيب في إصابة المرأة بالحمل العنقودي يطلب اختبارات دم مختلفة؛ أحدها يقيس مستوى هرمون الحمل في الدم الذي يكون أعلى من مستوياته الطبيعية، ثم يستعين الطبيب بالموجات فوق الصوتية لفحص الرحم وقنوات فالوب، وتوضّح الموجات فوق الصوتية في حالة الإصابة بالحمل العنقودي الكامل عدم وجود جنين في الرحم، وعدم وجود سائل أمنيوسي، وتضخّم المشيمة وزيادة حجمها الذي قد يملأ الرحم بالكامل، وظهور تكيسات على المبايض. ويُكتشف الحمل العنقودي الكامل مبكرًا في الاسبوع الثامن أو التاسع من الحمل.
وتظهر الموجات فوق الصوتية في حالة الحمل العنقودي الجزئي صغر حجم الجنين مقارنةً بعمره، وانخفاض حجم السائل الأمنيوسي، وتضخم المشيمة، وبعد تأكّد الطبيب من إصابة المرأة بالحمل العنقودي يُجري الطبيب مزيدًا من الفحوصات لاكتشاف الإصابة باضطرابات أخرى؛ مثل: تسمم الحمل، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وفقر الدم.[٢]
علاج الحمل العنقودي
لا يمكن الاستمرار بالحمل العنقودي كأي حمل طبيعي صحي، لذا يجب التدخل للتخلص من هذه الأنسجة غير الطبيعية لتجنب وقوع أي تعقيدات، وفي ما يلي الطرق المستخدمة في علاج الحمل العنقودي:[٢]
- توسيع الرحم وكحته؛ هو إجراء طبي يُجريه الطبيب في العيادة الخارجية تحت التخدير الموضعي أو الكلي، وفيه يوسّع الطبيب عنق الرحم ويزيل أنسجة الرحم العنقودي باستخدام الشفط.
- استئصال الرحم؛ استئصال الرحم هو حل جراحة نادرًا ما يلجأ إليه الطبيب لعلاج الحمل العنقودي، إلّا في حالة وجود خطر عالٍ للإصابة بداء الأرومة الغاذية الحملي، وبشرط عدم رغبة المريضة في الحمل والإنجاب مرة أخرى.
نصائح للمرأة المُصابة بالحمل العنقودي
بعد إزالة أنسجة الحمل العنقودي من الضروري المتابعة مع الطبيب لقياس مستوى هرمون الحمل في الدم بانتظام، وذلك للتأكد من عودته للمستويات الطبيعية، ففي حالة استمرار ارتفاع مستوى الهرمون يجب أن تحصل المريضة على علاج إضافي. وبعد التأكد من شفاء المريضة من الحمل العنقودي يجب استمرار متابعة مستوى الهرمون لمدة ستة أشهر حتى عام؛ للتأكد من التخلص من أنسجة الحمل العنقودي كلها، وينصح الطبيب المريضة بتأجيل الحمل خلال هذه المدة باستخدام وسيلة منع حمل مناسبة؛ لأنّ الحمل الطبيعي يسبب ارتفاع هرمون الحمل أيضًا، مما يُصعّب متابعة الحالة.[٢]
المراجع
- ↑ "Molar Pregnancy", americanpregnancy,2019-7-16، Retrieved 2019-8-6. Edited.
- ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2017-12-14), "Molar pregnancy"، mayoclinic, Retrieved 2019-8-6. Edited.
- ↑ "Signs and Symptoms of Gestational Trophoblastic Disease", cancer,21-11-2017، Retrieved 28-4-2020. Edited.
- ↑ Trina Pagano (2018-10-31), "What is a Molar Pregnancy?"، webmd, Retrieved 2019-8-6. Edited.