أعراض الربو

كتابة:
أعراض الربو

الربو

يُعدّ الربو (Asthma) أحد الأمراض التنفسية التي قد تُصيب الإنسان، فـالربو مرض مزمن يُؤثر في الممرات الهوائية للرئتين، ويحدث بسبب إصابة المريض بالتهاب وضيق في الممرات التنفسية؛ ممّا يحدّ من مرور الهواء إلى الشّعب الهوائية؛ وينتج من هذا حدوث نوبات مستمرّة جرّاء عدم القدرة على التنفس مع صدور صفير من الصدر، مع الكحة المستمرة مصحوبة بزيادة إنتاج المخاط نتيجة استنشاق المواد التي تثير حساسية أو تُهيّج الجهاز التنفسي.

تختلف نوبات الربو في شدتها وتكرارها من حالة إلى أخرى، ويُعدّ مرض الربو أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، كما أنّ الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مرضي متعلق بالربو أكثر عرضة للإصابة بالمرض، والربو أيضًا أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، أو الذين يتعرّضون لدخان السجائر، ومع ذلك، يصاب أي شخص بمرض الربو في أيّ وقت من حياته، وقد يصاب بعض الأشخاص بالربو طوال حياتهم بينما قد يصاب به بعضهم في مرحلة البلوغ.[١]


أعراض الربو

توجد سمات رئيسة يتّسم بها مرض الربو، وهي؛ ضيق التنفُّس، والسعال، والصفير، وضيق الصدر،[٢] ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي:[٣]

  • انسداد مجرى الهواء، عند التنفس طبيعيًا ترتخي الحزم العضلية التي تحيط بمجاري الهواء وتنقل الهواء بِحُرّية، لكن عند الإصابة بالربو تنقبض الحزم العضلية فلا يتمكّن الهواء من الحركة بِحُرّية، وعند امتلاك الرئتين هواءً أقلّ، فإنّ الشخص يشعر بضيق في التنفس، وقد يتسبب الهواء الخارج من الممرات الهوائية الضيقة في حدوث الصفير.
  • الالتهاب؛ إذ إنّ الأشخاص الذين يعانون من الربو يملكون شُعبًا هوائية منتفخة ومُحمرّة، وهذا الالتهاب قد يُتلف الرئتين، وعلاجه يساعد على السيطرة على الربو على المدى الطويل.
  • تهيج مجرى الهواء؛ إذ إنّ الأشخاص المصابون بالربو يملكون مسارات هوائية حساسة تميل إلى المبالغة في رد الفعل، والتضيّق للمحفزات التي لا يتفاعل لها غالبية الناس غير المصابين.

تُعرَف نوبة الربو بزيادة سوء أعراض الربو التي يعاني منها المُصاب فجأة، وفيها تتضيق الممرات الهوائية، وتمتلئ بالمخاط، وتتورم، ومن الأعراض المُصاحبة للإصابة بنوبات الربو ما يأتي:[٣]

  • صعوبة التنفس.
  • انقباضات أو آلام حادة في الصدر مع الشعور بوجود ضغط فيه.
  • صدور صوت صفير عند التنفس أو الزفير.
  • سعال خاصة في الليل خلال النوم.
  • حاجة مستمرة إلى استخدام موسعات قصبية.

توجد بعض الحالات إذا حدثت مع المصاب يجب أن يذهب إلى الطوارئ للعلاج فورًا، ومنها:[٢]

  • ظهور أعراض شديدة أو مستمرة؛ كصفير الصدر مع الكتمة وصعوبة التنفس، أو الشعور بآلام شديدة بالصدر.
  • عدم استجابة الجسم لموسّعات القصبات الهوائية.
  • زيادة شدة الأعراض، والعجز عن التنفس أو الكلام.
  • انقباض الصدر، والنهجان، والشعور بالتعب والكتمة، وزيادة معدل التنفس، وتسارع نبضات القلب.
  • تغير لون أطراف المصاب إلى الأزرق، مع سوء حالته العامة، والإصابة بحالات الإغماء في الحالات الشديدة.


أسباب الربو

لا يُحدَّد سبب واحد للربو؛ إذ تلعب العوامل البيئية والوراثية دورًا في الإصابة به؛ إذ إنّه حالة تنفسية تحدث نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل، فقد ينتقل من الوالدين إلى طفلهما، فإذا ظهر أحدهما مصابًا بالربو، فإنّ فرصة إصابة الطفل بالربو 25%، ويزيد وجود والدين مصابين بالربو من خطر الإصابة بنسبة 50%، ويمكن بيان محفزات الإصابة بنوبات الربو على النحو الآتي:[٤][٥]

  • التدخين؛ إذ يزيد التدخين من خطر الإصابة بالربو.
  • التعرض لبعض المواد التي تثير الحساسية، ومنها؛ المواد الكيميائية، أو ريش الطيور، أو فرو الحيوانات، أو حبوب الطلع، أو الغبار، أو تناول أنواع معينة من الأطعمة، أو السوائل، أو المواد الحافظة.
  • الإصابة بالتهابات فيروسية في الجهاز التنفسي، مثل؛ نزلات البرد.
  • استعمال بعض أنواع الأدوية، مثل؛ الأسبرين، ومضادات بيتا، ومضادات الالتهابات غير الستيرودية.
  • الضغوط النفسية؛ إذ إنّ الأشخاص الذين يعانون من التوتر والضغط النفسي هم أكثر عرضة للإصابة بنوبات الربو.
  • ممارسة تمارين رياضية شديدة؛ وهذا ما يُعرف بالربو المُحفَّز بالتمارين الرياضية.
  • حدوث تغيّرات هرمونية في الجسم، مثل؛ دورة الحيض لدى بعض الإناث.
  • الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي؛ إذ يعدّ الارتجاع المعدي المريئي حالة تعود فيها أحماض المعدة إلى المريء.
  • أسباب وراثية؛ إذ ينتقل الربو بالوراثة من الآباء لأبنائهم.
  • السمنة المفرطة؛ إذ ربطت بعض الدراسات السمنة المفرطة بحدوث الربو.
  • استنشاق الهواء الملوث؛ كالتعرض لهواء ملوّث بدخان المصانع أو السيارات.


علاج الربو

لعلاج مرض الربو عدد من الأهداف؛ كالسعي إلى استقرار المرض وثبات حالته، بالإضافة إلى التقليل من عدد حدوث النوبات الشديدة للربو، واستخدام عدد أقل من موسّعات القصبات الهوائية قدر المستطاع، وإتاحة الفرصة للمصاب لمتابعة حياته طبيعيًا دون أيّ معيقات، وتُقسّم طرق علاج الربو قسمين رئيسين:[٥]

  • العلاج باستخدام الرأب الحراري للقصبات الهوائية.
  • العلاج الدوائي.

الرأب الحراري للشعب الهوائية

هي تقنية يُدخَل فيها أنبوب من خلال الأنف أو الفم إلى الرئتين، ثم تُبثّ ذبذبات حرارية للعضلات الملساء المحيطة بالقصبة الهوائية عبر القسطرة؛ ممّا يُؤدي إلى تمديد هذه العضلات، وتسهيل التنفس، وتقليل نوبات الربو، وتُستخدم هذه التقنية في علاج حالات الربو الشديدة جدًا التي لا تتراجع عند استخدام الأدوية؛ إلّا أنّ هذه الطريقة غير مناسبة لجميع المصابين بالربو، كما أنَّها غير متوفرة بصورة واسعة.[٥]

العلاج الدوائي

يعتمد اختيار العلاج الدوائي للربو المناسب للمصاب على عوامل عدة، مثل؛ العمر، والأعراض، ومثيرات نوبات الربو، ويُقسّم العلاج الدوائي وفق ما يأتي:[٥]

  • أدوية تتحكم بالربو على المدى الطويل، وهي تتضمن على أدوية تُصنّف من مضادات التهاب القصبات الهوائية،​ مثل؛ فلوتيكاسون، وبوديزونيد، وفلونيسوليد، وسيكلوسينايد، وقد يحتاج المصاب إلى استخدام هذه الأدوية لعدة أسابيع حتى يلاحظ التحسن المطلوب، كما توجد أدوية تخفف أعراض الربو لما يقارب 24 ساعة​؛ مثل؛ مونتلوكاست وزيليوتون، بالإضافة إلى أدوية تُوسّع القصبات الهوائية،​ مثل؛ سالمترول، والثيوفيلين، والمستنشقات المُركبة التي تحتوي على مزيج من الأدوية، مثل؛ فلوتيكازون، وسالميتيرول.
  • الأدوية الإنقاذية؛ وهي أدوية سريعة المفعول تُوسّع القصبات الهوائية بإرخاء العضلات داخل القصبات، ممّا يُخفّف أعراض الأزمة الحادة؛ كصعوبة التنفس، والكحة، وصوت الصفير في الصدر، وقد ينصح الطبيب باستخدام مثل هذه الأدوية قبل تنفيذ أنشطة تحتاج مجهودًا كبيرًا، مثل؛ ممارسة التمارين الرياضية، ومن هذه الأدوية؛ ألبوتيرول، وليفالبوتيرول، وإبراتروبيوم، والكورتيكوستيرويدات الفموية والوريدية، مثل؛ بريدنيزون، وميثيل بريدنيزون، إلّا أنّ الكوتيكوستيرويدات قد تُسبب بعض الآثار الجانبية، لذلك لا تُستخدم لأوقات طويلة.
  • أدوية للحساسية، تفيد هذه الأدوية في علاج حالات الربو التي تُحفّزها الحساسية أو تفاقمها، وهي أدوية تقلل حساسية الجسم تجاه العوامل التي تسبب نوبة الربو، وتُقسّم قسمين:
    • علاج مناعي؛ إذ يُحقَن الجسم بكميات محددة من المادة التي تسبب الحساسية تدريجيًا، فيجعله يعتاد عليها، ويحصل المصاب على الحُقن عادةً مرة واحدة في الأسبوع لبضعة أشهر، ثم يُعطى مرة واحدة في الشهر لمدة ثلاث إلى خمس سنوات.
    • أوماليزوماب، هي حقنة تُعطى كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع لمرضى الربو الحاد؛ وهي تغير نظام المناعة والاستجابة في جسم المصاب.


طرق الوقاية من نوبات الربو

يُتَجنّب حدوث الإصابة بنوبات الربو عند الأشخاص المُصابين بتنفيذ ما يأتي:[٦][٥]

  • تجنب الأشياء التي تسبب الحساسية الداخلية والخارجية.
  • وضع برنامج علاجي كامل بالتعاون بين المريض والطبيب، ويتضمّن البرنامج العلاج الدوائي، والفحوصات الأساسية، ومواعيد المراجعة بانتظام.
  • الالتزام بإرشادات الطبيب.
  • حمل بطاقة متابعة الطبيب باستمرار، وتجب كتابة الأدوية جميعها عليها.
  • عدم صرف أو شراء أيّ أدوية دون استشارة الطبيب.
  • المحافظة على صحة الجسم عمومًا، والحرص على اللياقة البدنية من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
  • الامتناع عن التدخين.
  • أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية؛ لتخفيف حدة الإصابة بالإنفلونزا.


أنواع الربو

النوع الأكثر شيوعًا من الربو، الربو الذي يؤثّر على القصبات الهوائية، ويُسمّى الربو القصبي، وتوجد عدة أنواع منه:[٦]

  • الربو التحسسي؛ ومن المرجّح أن يكون موسميًّا، ويكون سبب هذا النوع من الربو، الحساسية من أشياء معينة، مثل:
    • وبر الحيوانات كالقطط أو الكلاب.
    • بعض الأطعمة.
    • اللقاح والغبار.
  • الربو غير التحسسي؛ ويسبب هذا النوع من الربو عديدًا من المهيجات في الهواء التي لا ترتبط بالحساسية، وقد تتضمن المهيجات ما يأتي:
    • دخان السجائر.
    • الهواء البارد.
    • معطرات الجو.
    • منتجات التنظيف المنزلية.
    • الأمراض الفيروسية.
    • العطور.
    • تلوث الهواء.
  • الربو المهني أو الوظيفي، وهذا النوع من الربو ينجم عن محفّزات داخل مكان العمل، مثل:
    • الغبار.
    • الأصباغ والغازات والأبخرة.
    • المواد الكيميائية الصناعية.
    • المطاط.
  • أنواع أخرى؛ وتتضمن هذه:
    • الربو الليلي.
    • الربو الناجم عن التمارين الرياضية.
    • الربو متبوع بالسعال.
    • الربو الذي يبدأ خلال مرحلة البلوغ.


المراجع

  1. "Asthma", my.clevelandclinic.org,8-6-2017، Retrieved 27-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Asthma", www.nhs.uk,19-2-2018، Retrieved 27-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Dan Brennan, MD (22-5-2019), "Guide to Asthma"، www.webmd.com, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  4. Adam Felman (1-11-2018), "What is asthma?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج Mayo Clinic Staff (13-9-2018), "Asthma"، www.mayoclinic.org, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب the Healthline Editorial Team and Kimberly Holland (1-10-2018), "What Do You Want to Know About Asthma?"، www.healthline.com, Retrieved 27-10-2019. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×