محتويات
ما المقصود بالزلال عند الحامل؟
يُقصد بالزلال تجاوز مستويات البروتين في البول الحد الطبيعي؛ بمعنى أن تتجاوز300 ميلليغرام خلال 24 ساعة خلال أي مرحلة من مراحل الحمل، ولكن في حال كان مستويات الزلال مرتفعة قبل الحمل أصلًا أو قبل الأسبوع العشرين من الحمل؛ فإنّ ذلك قد يُشير للإصابة بأمراض الكلى، ولكن في حال كان هذا الارتفاع لأول مرة في الزلال وبعد الأسبوع العشرين من الحمل فإنّ ذلك قد يُرجّح تّعرّض الحامل لحالة تُسمى بما قبل تسمم الحمل أو مقدمات الارتجاع (Preeclampsia).[١]
يجدر التّنويه أنّ حالة ما قبل تسمم الحمل (Preeclampsia) تتزامن مع ارتفاع في ضغط الدم لدى الحامل أيضًا، وعليه هذا يعني أنّ قيم الزلال ستتفاوت من وقت لآخر لذا يوصى بأنّ يعتمد تشخيصها على فحص زلال البول على مدار 24 ساعة.[١]
هل يمكن أن يكون ارتفاع الزلال للحامل بدون أعراض؟
كما ذكرنا سابقًا فإنّ ارتفاع مستويات الزلال عند الحامل عادةً ما يُرّجح إصابتها بما قبل تسمم الحمل؛ والتي لا تظهر أعراضها إلّا عند وصول مستويات البروتينات لقيم مرتفعة وهي ذاتها القيم التي تشخص ما قبل تسمم الحمل.[٢]
ولكن في بعض الحالات ما يحدث هو عدم تمييز الأعراض وذلك نتيجة لتشابهها مع الأعراض الخاصة بالحمل؛ فمثلًا تتضمن الأعراض تورم جسم الحامل واحتباس السوائل خاصةً في اليدين ومنطقة الوجه وحول العينين، كما أنّ ارتفاع ضغط الدّم والذي هو من أهم عوامل تشخيص ما قبل تسمم الحمل؛ وهو معروف بكون قد لا يُصاحبه أية أعراض أصلًا؛ كما أنّ ارتفاع ضغط الدّم يتطور تدريجبًا لذا الطريقة الأضمن للتأكد من ضغط الدم هي فحصه بشكل دوري وتسجيل القراءات وإطلاع الطبيب عليها دائمًا.[٣][٤]
ما أعراض ارتفاع الزلال التي يمكن للحامل تمييزها؟
قد يسبب ارتفاع الزلال عند الحامل أعراضًا تتطلب منها إطلاع الطبيب عليهًا فورًا، مثل:[٣][٤]
- الصداع؛ الذي لا يتسجيب للمُسكنات التي تصرف بدون وصفة طبية، ويكون على شكل ألم نابض في الرأس.
- الغثيان والتقيؤ؛ ولا يُقصد به الغثيان الذي يحدث أول الحمل ويفترض به أن يختفي خلال أول ثلاثة شهور؛ إنّما ذلك الغثيان والتقيؤ الذي يعود فجأةً بعد مرور أكثر من نصف فترة الحمل.
- ألم في أسفل الظهر؛ يحد ذاته هو علامة طبيعية للحمل لكن عند تزامنه مع أعراض ارتفاع الزلال الأخرى فقد يُشير لتأثر صحة الكبد بحالة ما قبل تسمم الحمل ومضاعفاتها.
- اكتساب الوزن المتسارع؛ إذ يزيد وزن الحامل ليتجاوز 1.361-2.268 كغ في الأسبوع الواحد.
- اضطراب الرؤيا؛ وهذه واحدة من الأعراض الحثيثة والتي قد تشير إلى تأثر الدماغ بحالة ما قبل تسمم الحمل.
- زيادة الردود المنعكسة في الأوتار العميقة؛ وهي التي تحدث عند تحفيز أعصاب معينة فتتحرك عضلة مثلًا فجأة كرد فعل على ذلك؛ وهذه الحالة تزيد عند الحامل المصابة بما قبل تسمم الحمل وأحيانًا قد يتبعها نوبات صرعية.
- ألم في البطن مع أو بدون ألم في الكتف؛ وهذا النوع من الألم قد يشير لوجود مشكة في الكبد كإحدى مضاعفات ما قبل تسمم الحمل ولكن في أحيان أخرى وعند اختفاء الأعراض الأخرى فقد يكون له علاقة بعسر الهضم، وحرقة المعدة، أو مشكلات المرارة.
- أعراض أخرى؛ مثل؛ صعوبة التنفس والتوتر وتشويش الذهن.
ما الأسباب المؤدية لحدوث زلال الحمل؟
يُعتقد أن حدوث المشكلات في المشيمة -وهي العضو المسؤول عن إيصال الأكسجين والمواد الغذائية للجنين- عند المرأة الحامل هو ما يسبب الزُلال، إضافةً إلى العوامل الرئيسة التالية:[٥][٤]
- عوامل جينية ووراثية.
- وجود خلل في جهاز المناعة للمرأة الحامل.
- مشاكل في الأوعية الدموية.
ويوجد فئات من الحوامل أكثر عرضةً من غيرهن للإصابة بزُلال الحمل، كالآتي:[٦]
- إذا كان الحمل الأول للمرأة.
- النساء فوق عمر الأربعين، أو في سن المراهقة.
- ارتفاع ضغط الدم، خاصّةً لمن كانت تعاني من أمراض ضغط الدم قبل الحمل.
- أن تكون المرأة مصابةً بمرض السكري، أو أمراض في الكلى، أو أمراض مناعية، كالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- معاناة أحد أفراد عائلتها كالأخت أو الأم من تسمم الحمل أو ما قبل تسمم الحمل.
- في حالة الحمل بأكثر من طفل.
هل يسبب زلال الحمل مضاعفات على صحة الحامل؟
عندما يحدث ما قبل تسمم الحمل في مراحل مبكرة يكون أكثر خطورةً، وقد يلجأ الطبيب إلى الولادة المبكرة وإلى العملية القيصرية، ومن أهم المضاعفات الصحية التي قد تحدث بسبب زلال الحمل ما يأتي:[٤]
- تخلف النمو الداخل رحمي للجنين: يعني أن يكون المولود قليل الوزن أو صغير الحجم نتيجة الولادة المبكرة؛ وذلك بسبب عدم وصول الأكسجين والمواد الغذائية بنسبة كافية عبر المشيمية إليه، وقد تؤدي الولادة المبكرة أيضًا إلى معاناة المولود من صعوبة في التنفس.
- انقطاع المشيمة: تزيد مرحلة ما قبل تسمم الحمل من خطر الإصابة بانفصال المشيمة، وهي حالة تنفصل فيها المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة، يمكن أن تُسبب نزيفًا شديدًا يُشكل خطرًا على حياة الأم والطفل.
- خطر الإصابة بمتلازمة هيلب: هي تحلُّل خلايا الدم الحمراء وارتفاع إنزيمات الكبد وانخفاض عدد الصفائح الدموية، وتحدث عند الإصابة الشديدة بمرحلة ما قبل التسمم، وقد تظهر فجأةً حتى دون أي أعراض وقبل ملاحظة ارتفاع ضغط الدم.
- خطر تطور حالة ما قبل تسمم الحمل إلى التسمم: تحدث في حالات عدم التحكم بالزلال أو تركه دون علاج، وما يميزها عن المرحلة السابقة لها هو حدوث نوبات الصرع.
- تلف في أعضاء أخرى من الجسم: كتلف الكلى أو الكبد أو الرئة أو القلب أو العينين، وقد يسبب حدوث الجلطات، وتعتمد شدة الضرر على شدة مرحلة ما قبل تسمم الحمل.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: قد يؤدي تسمم الحمل إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، ويكون الخطر أكبر إذا حصل ما قبل التسمم أكثر من مرة أو في حالة الولادة المبكرة، ولتقليل هذا الخطر يجب الحفاظ على وزن مثالي، وتناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، وممارسة الرياضة بانتظام، وعدم التدخين.
كيف يمكن تشخيص الزلال للحامل وما هي طرق علاجه؟
في حال لاحظت المرأة أي من الأعراض السابقة أثناء فترة الحمل فعليها مراجعة الطبيب المختص والمشرف على الحمل لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة التي ستحدد إذا ما كانت المرأة تعاني من زلال الحمل أم لا، وبناءً على نتائج الفحوصات سيتحدد نوع العلاج المناسب حسب المُسبب للحالة، فقد يصف أدويةً للتخفيف من الأعراض المصاحبة لها، كأدوية خفض ضغط الدم، أو التحكم بالنوبات في حال حصولها، وفي الحالات الشديدة يمكن أن ينصح الطبيب بإجراء ولادة مبكرة.[٧]
المراجع
- ^ أ ب "Clinical Significance of Proteinuria in Pregnancy", journals, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ "What It Means If You Have Protein in Your Urine During Pregnancy", healthline, Retrieved 25/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "IS IT JUST A PREGNANCY SYMPTOM OR SOMETHING MORE?", preeclampsia, Retrieved 25/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Preeclampsia", mayoclinic, Retrieved 25/3/2021. Edited.
- ↑ "Preeclampsia", my.clevelandclinic, Retrieved 25/3/2021. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler (09-05-2018), "Pregnancy: Preeclampsia and Eclampsia"، www.medicinenet.com, Retrieved 25-3-2021. Edited.
- ↑ "Preeclampsia", healthline, Retrieved 25/3/2021. Edited.