حكم السحر والسحرة
بُعِث النبيّ محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- رحمةً للعالمين ومنارةً تضيء للنّاس طريق الصواب لتخرجهم من الظلمات إلى النّور، وقد جاءت الشريعة الإسلاميّة بضوابط تحفظ للنّاس دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم، فحرّم الاعتداء على النفس بغير حقّ أو إلحاق الأذى بها والآخرين، والسّحر يفسد ما في العقول ويخربُ البيوت العامرة، وهو سبيلٌ لضياع النفوس ومفسدةٌ للذريّة والأزواج، فقرن الإسلام السّحرَ بالكفر بالله تعالى، فحرّمه ونهى عن الإتيان بسرحته وتصديقهم أو الاستماع إليهم، قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}،[١] وهذا المقال سيسلّط الضوء على أعراض السحر المرشوش و وسائل إبطاله بمشيئة الله.[٢]
أعراض السحر المرشوش
قبل الخوض في أعراض السحر المرشوش لا بدّ من توضيح أنّ الدّنيا دار ابتلاء، وقد يمنح الله المرء محنةً ليعلو قدره أو ليغفر له ذنبه، قال تعالى في سورة الأنبياء: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}،[٣] وعلى ذلك فليس كلّ ما يصيب المرء من مشاكل يكون سحرًا، وفيما عدا ذلك لو كان سحرًا فليس لأعراض السحر المرشوش وجهٌ خاصٌّ يختلف به عن بقيّة الأنواع من السّحر، فالسحر عمومًا له عرضٌ عامٌ يتمثّل بتغيّر نمط الحياة من الجيّد إلى الأسوأ، وتفاقم المشاكل والشعور بضيق النفس، وقد أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بمعالجة السحر والتخلّص من السّحر والسّحرة.[٤]
فإذا ظهرت أعراض السحر المرشوش خاصّةً على الإنسان فعليه أن يأتي بأوراق السدر والمسك الأحمر فيضعهم في إناء من الماء، فيقرأ عليهم آيات الرقيّة الشرعيّة قراءةً مكثّفةً، فإذا فرغ من القراءة قام أهل البيت برشّه في زوايا البيت كافّة، ولا ضير إن شملوا بذلك مدخل البيت وبابه، على أن يقوم بالرقية الشرعيّة شخصٌ محافظٌ على الصلوات، فأهمّ شروط الرقية الشرعيّة أن يكون الراقي صالحًا محافظًا على دينه، فإذا قاموا بذلك ولم يبطل السّحر في المرّة الأولى قاموا بذلك مرارًا وتكرارًا حتّى يشعروا ويلتمسوا إبطال هذا السحر، ويكون ذلك بزوال أعراضه وعودة أهل البيت للاستقرار في حياتهم اليوميّة.[٤]
مفاسد السحر
إنّ للسّحر مفاسد وأضرار كثيرة لخصّها الله لنا في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}،[١] فلها من الأضرار الاجتماعيّة أن تفرّق ما بين الزوجين، ومن الاضرار الدينيّة أنّها تدخل في دائرة الكفر، فيخسر من همّ بالسّحر دنياه وآخرته.[٥]
المراجع
- ^ أ ب سورة البقرة، آية: 102.
- ↑ "حكم السحر والكهانة وما يتعلق بها"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 29-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 35.
- ^ أ ب "ما هي وسائل إبطال السحر؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "أضرار السحر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-08-2019. بتصرّف.