حكم السحر
لا يشكُّ عاقلان في أنَّ تعاطي السحر والتعامل به وتصديقه والذهاب إلى السحرة من أكبر المنكرات في الدين الإسلامي، فالساحر يدَّعي معرفة الغيب بما يستخدم من الجِنِّ في أمره، وهذا إشراك بالله -سبحانه وتعالى-، قال تعالى في سورة البقرة: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ....}[١]، فالسحر في الآية دليل على كفر الشياطين وإشراكهم، لذلك ينبغي على الإنسان المسلم أن يكون بعيدًا كلَّ البعد عن كلِّ ما يتعلَّق بالسحر والسحرة، وأن يحصِّن نفسه بالأذكار والآيات القرآنية حتَّى لا يكون عرضة لسحر أحد، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على أعراض السحر المشروب في الإسلام.[٢]
أعراض السحر المشروب
في الحديث عن أعراض السحر المشروب يمكن القول إنَّه لا فرق في أعراض السحر سواء كان السحر مشروبًا أو مدفونًا أو غير ذلك، وأعراض السحر التي أشار إليها العلماء هي أن يتخيل المسحور وقوع أشياء غير موجودة ولم تقع أبدًا، ومن أعراضه أيضًا نفور الزوج عن امرأته وعدم القدرة على جماعها، ومن أعراض السحر أيضًا النسيان، حيث ينسى المسحور أشياء بدهيَّة ولا ينساها الشخص الطبيعي، وقد جاء في صحيح الإمام البخاري فيما روتِ السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "سَحَرَ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ له لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، حتَّى كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه كانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ..."[٣]، وقد يكون من أعراض السحر المشروب وغيره ضيق في تنفس المسحور وهواجس تمنعه عن النوم في الليل، وتعب شديد وكسل وخمول، والله تعالى أعلم.[٤]
طريقة علاج السحر
لقد جعل الله -سبحانه وتعالى- للسحر علاجًا شرعيًا حتَّى يُعالج الناس به المسحور والممسوس، وعلاجه القراءة بما تيسَّر من كتاب الله -سبحانه وتعالى- أو ما يُسمَّى بالرقية الشرعية، فمن سُحِرَ يجب أن يُقرأ عليه القرآن الكريم لعلاجه، وخاصة سورة الفاتحة وما اختُتِمَتْ به سورة البقرة، وسورة الفلق والناس والإخلاص وما تيسَّر من سورة الجن، وهذا من باب الرقية الشرعية، فالرقية مباحة في الشرع؛ قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ"[٥][٦]
ومن الأدعية الصحيحة الثابتة التي يُستحبُّ استخدامها عند الرقية، ما ثبت عن رسول الله من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حين قال: "إنَّ جبريلَ أتى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ، أو عينِ حاسدٍ، اللهُ يشفيكَ، بسمِ اللهِ أرقيكَ"[٧]، وثبت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أهْلِهِ، يَمْسَحُ بيَدِهِ اليُمْنَى ويقولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا"[٨]، والله تعالى أعلى وأعلم.[٦]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 102.
- ↑ "حكم السحر وتعلمه والذهاب إلى السحرة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5763، صحيح.
- ↑ "أعراض السحر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 2200، صحيح.
- ^ أ ب "طريقة علاج السحر"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2856، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5743، صحيح.