السحر
هو استخدام وسائل خارقة للعادة بطريق الخفاء والتخيّل، والاعتماد على غير الله تعالى، ويكون ذلك بالغشّ والخداع حيث يوقِع الشّخص المُقابل باعتقاد الحقيقة وتيقّنها، كما أنّه من أعظم المُحرّمات التي انتشرت بين النّاس، ومن أشدّ الموبقات التي يتداولها البعض على أساس أنّه سبب للشّفاء وطريق لتيسير الأمور، وخطورة الأمر واضحة في قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ"[١]، فما أعراض المسحور وعلاماته؟ وما طرق علاجه؟[٢]
أعراض المسحور وعلاماته
هنالك مجموعة من أعراض المسحور وعلاماته أثبتها أهل العلم، لكن ليس كل من تظهر عليه هذه الأعراض يكون مصاب بالسّحر، ومن أعراض المسحور وعلاماته:[٣]
- عدم اقتراب الزّوج من زوجته حيث لا يستطيع جماعها.
- أن يتخيّل الشّخص أشياءً لم تحدث، وهذا واضح بحديث عائشة -رضي الله عنها-: "سَحرَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يهوديٌّ من يهودِ بني زُرَيقٍ يقالُ له: لَبيدُ بنُ الأعصمِ – قالت – حتَّى كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يُخَيَّلُ إليه أنه يفعلُ الشيءَ وما يفعلُه حتَّى إذا كان ذاتَ يومٍ أو ذاتَ ليلةٍ"[٤].
- أن يبني أموراً بخلاف الواقع.
- ضيق التّنفس.
- الرؤى المُزعجة.
- النّفور من الطّاعات، واستثقال العبادة، والابتعاد التام عن ذكر الله.
- التوتّر الملازم، وعدم الاستقرار النّفسي.
- الغضب المُستمرّ الذي لا مبرر له.
- الخمول والصّداع الشديد والدّوار.
- ومن أعراض المسحور وعلاماته أيضًا، عدم اتخاذ القرارات بالشّكل الصحيح مما يؤدّي إلى تفويت المصلحة.
علاج السحر
وبعد أن تمّ الحديث عن أعراض المسحور وعلاماته سيتمّ الحديث عن علاج السّحر بالقرآن والسّنّة، ومن طرق العلاج، أن يتمّ استخراجه لإبطاله كما فعل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما سُحر حيث دعا الله سبحانه وتعالى فدُل عليه فاستخرجه من البئر وتم إبطاله بالاستفراغ، ومن طرق علاج السّحر وإبطاله الرّقى النّافعة وهي، قراءة سورة الفاتحة سبع مرّات، وقراءة سورة البقرة كاملة، وقراءة آيات إبطال السحر مع التكرار، ومن هذه الآيات قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ}[٥]، وقراءة آية الكرسي، وسورة الإخلاص ثلاث مرّات، وسورة الفلق ثلاث مرّات، وسورة النّاس ثلاث مرّات، وسورة الكافرون، ويستحسن أن تتمّ القراءة على ماء يحتوي على سبعة أوراق من السّدر الأخضر للاغتسال به يوميًّا لمدّة أسبوع، وأن تكون القراءة أيضًا على ماء للشّرب[٦]، وإضافة إلى ذلك الدّعاء الوارد عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما كان يُعوّذ أهله حيث يمسح بيده اليُمنى ويقول: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا"[٧].
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2766، صحيح.
- ↑ "السحر وأنواعه"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 19-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "أعراض السحر"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2189، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 102.
- ↑ "السحر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5743، صحيح.