أعراض تلف شبكية العين

كتابة:
أعراض تلف شبكية العين

ماذا يعني تلف شبكية العين؟

تتكوّن شبكيّة العين من مجموعةٍ رقيقةٍ من الخلايا والأنسجة التي تبطّن المنطقة الداخليّة لتجويف العين من الخلف وتتواجد بالقرب من العصب البصريّ، وتعد الجزء المسؤول عن استقبال الضوء الذي تم تركيزه من العدسة وتحويل هذه الإشارات الضوئية إلى رسائل عصبية بهدف نقلها إلى الدماغ ورؤية الصورة، ويشير مصطلح تلف شبكية العين إلى وجود اضطرابٍ ومشكلةٍ في الشبكيّة، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على النظر نتيجةً لدورها الهام والرئيس في العين، وقد يحدث هذا التلف نتيجةً لأسباب مختلفة ومتعدّدة منها انفصال شبكيّة العين واعتلال الشبكيّة، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أعراض تلف شبكية العين.


ما هي أسباب تلف شبكية العين؟

قبل الحديث عن أعراض تلف شبكيّة العين فإنّه من المهم معرفة الأسباب التي قد تؤدّي إلى حدوث ذلك، فحيث يؤدّي هذا الاضطراب إلى انفصال هذه الطبقة الرقيقة من الخلايا عن موقعها الأصليّ بالشكل الطبيعيّ، ومن أهم الأسباب التي قد تؤدّي إلى حدوث انفصالٍ في شبكيّة العين ما يأتي:[١]

  • انفصال الشبكيّة التصدّعي: يحدث هذا النوع من أنواع تلف الشبكيّة نتيجةً لحدوث قطعٍ، أو فصلٍ، أو تمزّقٍ، أو ثقبٍ في شبكيّة العين، حيث يؤدّي وجود هذا الثقب أو الصدع إلى السماح بدخول سوائل العين عبره، ودخولها ما بين طبقة الخلايا الحسيّة للشبكيّة وطبقة الخلايا الطلائيّة الصباغيّة الرقيقة للشبكيّة، الموجودة خارج الخلايا الحسيّة للشبكيّة.
  • انفصال الشبكيّة الثانويّ: يحدث هذا النوع من تلف شبكيّة العين، والذي يسمّى بالتلف المصليّ لشبكيّة العين، فعند وجود مشكلةٍ صحيّةٍ أدت إلى حدوثه مثل وجود التهاباتٍ أو اضطراباتٍ في الأوعية الدمويّة، وفي هذا النوع فإنّه لا يحدث أيّ ثقبٍ أو صدعٍ في الأغشية المكونة للشبكيّة، إلا أنّه وبالرغم من ذلك فقد يحدث تجمّع للسوائل أسفل خلايا الشبكيّة ويتسبّب في بدء ظهور أعراض تلف شبكيّة العين، وفقدان الشخص القدرة على النظر والإبصار.
  • انفصال الشبكيّة الانسحابيّ: يحدث هذا النوع من تلف شبكية العين نتيجةً لحدوث إصابةٍ في العين، أو نتيجةً لحدوث التهابٍ أو نقصٍ في التروية الدمويّة في الأوعية المسؤولة عن التغذية الدمويّة لشبكيّة العين، فحيث يؤدّي حدوث أي من هذه المشاكل إلى انسحاب أو تراجع طبقة الخلايا الحسيّة للشبكية عن طبقة الخلايا الطلائيّة الصباغيّة، مما يؤدّي إلى بدء ظهور أعراض تلف شبكيّة العين.


كما تمّ الذكر فقد تؤدّي الإصابة ببعض الأمراض إلى حدوث تلفٍ واعتلالٍ في شبكيّة العين، ومن أهم هذه الأمراض الإصابة بمرض السكري، حيث إنّه في المراحل المتقدّمة من حالات السكريّ غير المسيطر عليها قد تُصاب الأوعية الدمويّة المسؤولة عن التغذية والتروية الدمويّة للشبكيّة باضطرابٍ فيها، فمثلاً قد لا تنمو بعض الأوعية الدمويّة الصغيرة وتُسمّى في هذه الحالة اعتلال الشبكيّة السكريّ غير التكاثريّ، وفي بعض الحالات الأخرى فإنّ ارتفاع مستويات سكر الدم قد يتسبّب في حدوث ضررٍ وتلفٍ لهذه الأوعية الدمويّة، مما يؤدّي إلى تحفيز نمو شعيراتٍ دمويّةٍ جديدة غير فعالة.[٢]


ما هي أعراض تلف شبكية العين؟

بشكل عام فإنه في بداية حدوث تلفٍ واعتلالٍ في الشبكية مثل اعتلال الشبكيّة السكريّ، فإن المريض قد لا يلاحظ ظهور أي اضطرابات في النظر أو أي أعراض لهذا الاعتلال والتلف، ومع تقدم هذا التلف وزيادة حدّته فإن ذلك قد يؤدي إلى بدء حدوث الأعراض، ومن أهم أعراض تلف شبكيّة العين التي قد يعاني منها الشخص المصاب مع تقدّم المرض ما يأتي:[٢]

  • غباش في الرؤية.
  • تذبذب وتغير في قوة النظر.
  • الشعور بوجود نقاط طائفة على العين.
  • بدء ظهور البقعة العمياء وفقدان النظر فيها.
  • فقدان مفاجئ للنظر وقد يكون دائمًا أو مؤقتًا.
  • تغير في القدرة على تمييز الألوان.
  • فقدانٌ في القدرة على النظر.


هل هناك مضاعفات لتلف شبكية العين؟

قد تؤدّي مجموعة من الأسباب إلى حدوث مضاعفاتٍ في شبكيّة العين، إذ قد تحدث هذه المضاعفات نتيجةً لوجود مشكلةٍ صحيّةٍ سابقة أو قد تحدث كأحد مضاعفات طرق العلاج، فمثلاً؛ في الحالات التي يحدث فيها تلف الشبكيّة نتيجةً للإصابة بمرض السكري وهو ما يُسمى باعتلال الشبكيّة السكري فإنّ حدوث مضاعفاتٍ لمرض السكري نفسه قد تعرّض الشخص للخطر، إذ إنّه في معظم الأحيان لا يحدث هذا التلف إلا في الحالات المتقدّمة من المرض، وكما قد تؤدّي الإصابة بهذا النوع من اعتلال الشبكيّة إلى حدوث نزفٍ في الأوعية والشعيرات الدمويّة المسؤولة عن التروية الدمويّة للعين، وكما إنّه في بعض الحالات قد يؤدّي التدخّل العلاجيّ الجراحيّ لعلاج انفصال الشبكيّة إلى تعريض الشخص لمضاعفاتٍ للعمليّة ذاتها مثل؛ ارتفاع ضغط العين؛ أو نزول جفن العين للأسفل.[٣]


طرق علاج تلف شبكية العين

بعد الحديث عن أعراض تلف شبكيّة العين، فإنّه من المهم معرفة طرق العلاج، وبشكلٍ عام فإنّ التدخّل الجراحيّ هو أهمّ طرق العلاج وأكثرها فعاليّة، فحيث يمكن للتدخل الجراحي استعادة الانفصال الذي حدث بين الأغشية والخلايا المكوّنة للشبكيّة، أو لإغلاق الثقوب والصدوع التي حدثت لطبقة الخلايا في الشبكّية، حيث إنّه من دون إجراء تدخّلٍ علاجيّ جراحيّ فإنّ احتماليّة فقدان القدرة على الإبصار بشكلٍ كليّ تزداد وتصبح شبه مؤكّدة، ومن أهم طرق العلاج والتدخّل الجراحيّ لانفصال الشبكيّة ما يأتي:[١]

  • التدخّل الجراحي باستخدام أشعة الليزر: حيث يتمّ تسليط أشعة مركّزة من الليزر عبر عدسةٍ لاصقة توضع في العين أو باستخدام منظارٍ خاصٍ للعين، وينتج من تسليط هذه الأشعّة حول الندوب والصدوع الموجودة حدوث ندبٍ جديدة، ويؤدّي التئام هذه الندوب الجديدة إلى حدوث تجدّدٍ في خلايا الشبكيّة، مما يتسبّب في التئام الندوب والصدوع الموجودة بشكلٍ سابقٍ وعلاجها.
  • التدخّل الجراحي باستخدام التبريد: حيث يتمّ في هذه الطريقة استخدام البرودة الشديدة أو التجميد، إذ يتمّ تعريض المنطقة المصابة لدرجة الحرارة المنخفضة، مما يؤدّي إلى حدوث ندبٍ فيها، والتئام الندب الموجودة سابقًا عند التئام الندب الجديدة.
  • التدخّل الجراحي باستخدام التواء بياض العين: يتمّ في هذه الطريقة استخدام حزمٍ رقيقةٍ جدًا من السليكون أو المطاط ووضعها على المنطقة من بياض العين المحاذية للمنطقة المصابة من الشبكيّة، وتثبيت هذه الحزم، ويتم بعدها استخدام التبيرد أو الليزر لتكوين ندبٍ في منطقة التلف لإحداث التئامٍ فيها.
  • التدخل الجراحيّ عن طريق إزالة السائل الزجاجيّ للعين: ويتم في هذه الطريقة استئصال السائل الزجاجيّ للعين جراحيًّا واستبداله بفقاعةٍ من السليكون توضع مكان هذا السائل الزجاجيّ داخل العين، حيث يتمّ إجراء ذلك بهف تثبيت الشبكيّة مكانها، ويتم إزالة السليكون بعد شهرين إلى ثمانية أشهرٍ.

المراجع

  1. ^ أ ب "What you need to know about a detached retina", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-03-02. Edited.
  2. ^ أ ب "Diabetic retinopathy", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-03-02. Edited.
  3. "Retinal Detachment", , Retrieved 2020-03-02. Edited.
4203 مشاهدة
للأعلى للسفل
×