سرطان البروستات عند الرجال

كتابة:
سرطان البروستات عند الرجال

سرطان البروستاتا عند الرجال

البروستاتا هي غدّة صغيرة توجد في الجزء السفلي من البطن لدى الرجال، وتقع تحت المثانة وتحيط بالإحليل، وينظّم هرمون التستوستيرون عمل غدة البروستاتا التي تنتج السائل المنوي، الذي يعرف باسم المني أيضًا، ويحتوي هذا السّائل على الحيوانات المنوية التي تنطلق من مجرى البول أثناء القذف.

قد تتعرّض خلايا غدة البروستاتا لنمو غير طبيعي، ينشأ فيها ورم خبيث، ويطلق على هذه الحالة سرطان البروستاتا، وقد ينتشر هذا السرطان حاملًا معه خلايا من غدة البروستاتا إلى مناطق أخرى من الجسم، وتنطبق تسمية سرطان البروستاتا على حالات انتشاره خارج الغدة أيضًا.

يعد سرطان البروستاتا مرضًا خطيرًا وشائعًا؛ إذ يصيب الآف الرجال في منتصف مراحلهم العمرية أو الأكبر سنًا سنويًا، كما تشيع معظم الحالات لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وقد أُبلغ عن حوالي 164,690 حالة جديدة من سرطان البروستاتا، وحوالي 29,430 حالة وفاة من سرطان البروستاتا، تبعًا لتقديرات جمعية السرطان الأمريكية لسرطان البروستاتا في الولايات المتحدة لعام 2018.[١][٢]


أعراض الإصابة بسرطان البروستاتا

سرطان البروستات يشبه معظم أنواع السرطانات التي تصيب مختلف أجزاء الجسم، ففي بداية الإصابة به نادرًا ما تُلاحظ أعراض غير طبيعية تُشير إلى وجود ورم خبيث في غدة البروستات، وفي المراحل الأولى من الإصابة قد لا يشعر المريض بأي أعراض، أو قد يشعر بأعراض مبدئية بسيطة، منها ما يأتي:[٣]

  • زيادة الرغبة بالتبول خلال ساعات النهار أو ليلًا.
  • صعوبة التحكم بعملية التبول أو إيقافها.
  • التبول المتقطع.
  • الإجهاد أثناء عملية التبول.
  • احتباس البول.
  • سلس البول، خاصّةً عند حدوث ردود الفعل، مثل: السعال، أو العطاس، أو الضحك.
  • صعوبة في التبول أثناء الوقوف.
  • ألم أثناء التبول أو عند القذف.
  • ظهور دم مع البول أو السائل المنوي عند عملية القذف.
  • صعوبة في الانتصاب أو المحافظة عليه طوال العلاقة الجنسية.

من الجدير بالذكر أن تلك الأعراض قد تحدث بسبب أمراض أخرى، مثل: أورام البروستات الحميدة، أو تضخم البروستات، أو حتى التهابات المسالك البولية، لذلك يجب التأكد من الأسباب قبل الجزم بالإصابة بالسرطان فيها، وفي الحالات المتقدمة وانتشار السرطان منها إلى أماكن أخرى في الجسم فإن المريض قد يشعر بأعراض أخرى تسمّى الأعراض المتقدمة، منها ما يأتي:[٣]

  • الإعياء والوجه الباهت، يصاحبه ألم في العظام، خاصّةً في الجزء السفلي من الظهر، وضعف في عظام الساقين والوركين والفخدين، وقد يتسبب بحدوث كسور فيها.
  • فقدان غير مبرر للوزن.
  • الإرهاق والضعف العام.
  • صعوبة في التنفس، خاصّةً عند بذل أي مجهود بدني.
  • حدوث وذمة أو تورّم في الساقين.
  • المعاناة من اضطرابات في الأمعاء.


أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا

لا يوجد تفسير واضح لحدوث الطفرات الجينية التي تسبّب الانقسام المفرط للخلايا، وتستمر هذه الخلايا المصابة بالطفرات الجينية بالنّمو وتموت الخلايا الطبيعية، وتُكوّن المشوّهة بالطفرات الجينية ورمًا يمكنه اختراق أنسجة أخرى في الجسم إن لم يتم اكتشافه وعلاجه في مراحله المبكرة، وتوجد بعض العوامل والأسباب التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان البروستات عند الرجال، منها ما يأتي:[٤]

  • التقدم بالسن: إذ إنَّ لسرطان البروستات علاقةً طرديةً مع التقدم بالعمر؛ فكلما زاد عمر الرجل -خاصةً بعد سن الأربعين- زادت فرصة الإصابة بسرطان البروستات.
  • العِرق: لأسباب غير معروفة اتّضَح أنّ الأشخاص أصحاب البشرة السوداء أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان البروستات من أصحاب البشرة البيضاء.
  • التاريخ العائلي: للإصابة بسرطان البروستات أو حتى سرطان الثدي عند النساء علاقة بإصابة أحد أفراد العائلة بالسرطان، وإذا كان يوجد تاريخ عائلي من الجينات التي تزيد من الإصابة بسرطان الثدي فستزداد فرصة الإصابة بسرطان البروستات.
  • السمنة والوزن الزائد: إذ إنَّ الرجال المصابين بالسمنة تزداد احتمالية إصابتهم بسرطان البروستات أكثر من الرجال ذوي الوزن الطبيعي، بالإضافة إلى صعوبة العلاج والشفاء منه ووصولهم إلى مراحل متطورة من المرض في فترات زمنية سريعة.


علاج سرطان البروستاتا

يختلف علاج سرطان البروستاتا حسب المرحلة التي وصل إليها إذا كانت مبكرةً أم متقدمةً، ويمكن أن تشتمل طرق العلاج حسب المرحلة على ما يأتي:[٣]


علاج سرطان البروستاتا في المرحلة المبكرة

إذا كان السرطان صغيرًا وغير منتشر إلى أجزاء أخرى فإنه عادةً ما يُعالَج بما يأتي:[٣]

  • المراقبة: بما أن سرطان البروستاتا بطيء النمو فقد يفضل الأطباء مراقبته دون علاج، مع مراقبة مستوى المستضد البروستاتي النوعي في الدم باستمرار.
  • استئصال البروستاتا: يمكن إجراء ذلك من خلال جراحة التنظير أو الجراحة المفتوحة.
  • العلاج الإشعاعي: يوجد نوعان منه، هما: المعالجة الإشعاعية الداخلية، فيها يتم زرع البذور المشعة في البروستاتا حيث يستهدف العلاج منطقة البروستاتا فقط، أما النوع الثاني فهو العلاج الإشعاعي الإسقاطي، الذي يستهدف منطقةً معينةً، مما يقلل من خطر تعرض الأنسجة السليمة للإشعاعات، ويوجد نوع آخر يسمى العلاج الإشعاعي ذا الشدة المعدلة، وتستخدم فيه أشعة متغيرة الشدة لعلاج سرطان البروستاتا.


علاج سرطان البروستاتا في المرحلة المتقدمة

يعد السرطان في المرحلة المتقدمة أكثر خطرًا، وينتشر بنسبة أكبر في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن تشتمل طرق علاج المراحل المتقدمة من سرطان البروستاتا على ما يأتي:[٣]

  • العلاج الكيميائي: إذ يمكن أن يقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم.
  • العلاج الهرموني: الأندروجينات هي هرمونات الذكورة التي تشتمل على التستستيرون والديهيدوتستستيرون، ويمكن أن يساعد الحد من مستويات الأندروجين على بطء أو حتى توقف نمو السرطان، وتتضمن خيارات العلاج استئصال الخصيتين اللتين تنتجان معظم هرمونات الجسم، كما يمكن أن تساعد الأدوية المختلفة مثل اللوبرون على العلاج، ومن المرجح أن يحتاج المريض إلى العلاج بالهرمون طويل الأمد، حتى إذا توقف العلاج بالهرمونات عن العمل بعد فترة من الوقت قد توجد خيارات أخرى.
  • العلاجات الحديثة: تهدف طرق العلاج الحديثة إلى علاج سرطان البروستاتا مع الحد من الآثار الجانبية التي يمكن أن تنجم عن طرق العلاج الأخرى، وتتضمن العلاج بالتبريد، والعلاج بالموجات فوق الصوتية عالية التركيز.

وتجدر الإشارة إلى أن استئصال البروستاتا الجذري يعد خيارًا غير جيد للحالات المتقدمة؛ لأنه لا يعالج السرطان الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.


مضاعفات سرطان البروستاتا

قد يؤدي عدم الكشف عن سرطان البروستاتا مبكرًّا أو عدم إمكانية علاجه إلى حدوث مضاعفات، ولا تقتصر هذه المضاعفات فقط على غدة البروستات، إنما تؤثّر على أجزاء أخرى من الجسم، ومنها ما يأتي:[٤]

  • انتشار السرطان: إذ ينتقل إلى مناطق أخرى مثل المثانة، أو ينتقل عبر الدم ويصل إلى الجهاز الليمفاوي، وفي حالات قد يصل الورم إلى العظام ويتسبّب بسرطان العظام.
  • الإصابة بسلس البول: يمكن أن يسبب سرطان البروستاتا وعلاجه سلس البول وعدم القدرة على التحكم بالتبوّل.


تأثير سرطان البروستاتا على الخصوبة

بما أن غدة البروستاتا تشارك مباشرةً في التكاثر الجنسي فإن إزالتها تؤثر على إنتاج السائل المنوي والخصوبة، وقد يؤثر العلاج الإشعاعي على نسيج البروستاتا، وغالبًا ما يقلل من قدرة الرجال على الإنجاب، كما أن الخيارات غير الجراحية يمكن أن تقلل بشدة من قدرة الرجل الإنجابية.[٣]

ويمكن أن تتضمن الخيارات للحفاظ على هذه الوظائف للبروستاتا التبرع لبنك الحيوانات المنوية قبل الجراحة، أو استخراج الحيوانات المنوية مباشرةً من الخصيتين للتلقيح الصناعي في البويضة، مع ذلك فإن نجاح هذه الخيارات غير مضمون أبدًا، ويمكن للمرضى الذين يعانون من سرطان البروستاتا التحدث مع طبيب الخصوبة بشأن ذلك.[٣]


المراجع

  1. "Key Statistics for Prostate Cancer", www.cancer.org,4-1-2018، Retrieved 17-12-2018.
  2. Tricia Kinman (18-9-2017), "Everything You Want to Know About Prostate Cancer"، www.healthline.com, Retrieved 17-12-2018.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ Yvette Brazier (2019-8-22), "What's to know about prostate cancer?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-4. Edited.
  4. ^ أ ب mayoclinic staff (2019-4-17), "Prostate cancer"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-4. Edited.
7620 مشاهدة
للأعلى للسفل
×