ضرس العقل
مع تقدم الشخص بالسن تزداد فرصة نمو أضراس العقل في فمه، وتعد أضراس العقل آخر الأسنان التي تنمو في فم الإنسان في اللثة العليا والسفلى، وهي أربعة أسنان تنمو في أركان الفم الأربعة العلوية والسفلية، وتبدأ أضراس العقل بالبروز في المرحلة العمرية بين سبعة عشر عامًا وخمسة وعشرين عامًا، وتسمى بأضراس العقل؛ لأنّ نشوءها يترافق مع بلوغ الإنسان سنّ الرشد، وفي حال كانت للإنسان أسنان زائدة فإنها تسمى زوائد، وقد ينمو الضرس بطريقة طبيعية وفي مكانه الطبيعي، وفي هذه الحالة سيساعد في عملية المضغ، ويمكن أن ينمو بطريقة خاطئة ويزاحم الأضراس القريبة منه، مما يؤدي إلى معاناة الشخص من ألم شديد في الأسنان، لذا لا بد من مراجعة طبيب الأسنان، ويمكن أن يحتاج الشخص إلى خلع أحد هذه الأسنان أو جميعها.[١] عادةً ما ينمو ضرس العقل خلال أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات، وغالبًا ما يمكن أن يسبّب المشكلات؛ وذلك بسبب عدم وجود مساحة كافية في الفم لنمو الضرس بشكل صحيح، لذا يمكن للأسنان أن تنمو بزاوية من خلال اللثة، وتسمى الضروس في هذه الحالة بضروس العقل المتأثرة، وغالبًا ما تحتاج هذه الضروس إلى الإزالة، ويمكن أن تتسبب ضروس العقل المتأثرة بحدوث ألم وتلف للأسنان الأخرى ومشكلات أخرى في الأسنان، كاكتظاظ الأسنان الموجودة وانحشارها، لكن لا تسبب ضروس العقل هذه الأعراض عند جميع الأشخاص، كما يمكن أن لا يرافق نموها الألم في بعض الحالات.[٢]
أعراض ضرس العقل
يمكن أن لا يلاحظ بعض الأشخاص الذين يعانون من ضروس العقل المتأثرة من نمو هذه الضروس، ولا يعانوا من أي مشكلات، لكن يمكن أن يعاني البعض الآخر من أعراض واضحة، إذ يمكن أن تخترق ضروس العقل اللثة، ويمكن أن تتسبب بحجز الطعام في أجزاء ضيقة من الفم، مما يجعل من الصعب تنظيف الأسنان بشكل جيد، ويمكن ذكر أبرز الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الشخص عند نمو ضروس العقل كما يأتي:[٣]
- تورم في منطقة الفك.
- ألم شديد في الأسنان، وصعوبة في مضغ الطعام.
- احمرار اللثة، وتورمها، ونزيفها.
- رائحة الفم الكريهة.
- طعم غير جيد في الفم.
- مشكلات في فتح الفم وتحريك أجزاء الفم المختلفة.
تعتمد الأعراض المرافقة لضروس العقل المتأثرة على كيفية نمو هذه الضروس، ويمكن ذكر ذلك كما يأتي:[٤]
- نمو الضرس بشكل منحرف بزاوية باتجاه مقدمة الفم.
- نمو الضرس بانحراف عمودي، إذ لا تخترق السن خط اللثة.
- نمو الضرس بانحراف متماثل، إذ يكون السن ذا زاوية باتجاه الجزء الخلفي من الفم.
- نمو الضرس بانحراف أفقي، يكون السن ذا زاوية جانبية 90 درجةً كاملةً، وينمو في جذور السن المجاور له.
يمكن أن تتسبب ضروس العقل المتأثرة بمجموعة من المشكلات، إذ يمكن أن يؤدي الاكتظاظ والضغط إلى ازدحام الأسنان بشكل عام، ويمكن أن يحتاج المريض إلى علاجات تقويم الأسنان لتقويم الأسنان المائلة، كما يمكن أن تنمو الأسنان داخل كيس في عظم الفك يملؤه السائل، ويمكن أن يتلف هذا الكيس عظم الفك، أو الأسنان، أو الأعصاب القريبة، ويمكن أن يتشكل ورم غير سرطاني في بعض الحالات النادرة، إذ يحتاج هذا الورم إلى إجراء عملية جراحية لإزالته، كما يمكن أن تزداد فرص تعرض الضرس المجاور لضرس العقل للعدوى إذا كان يوجد شيء يضغط عليه، لذا فإن ضروس العقل يمكن أن تضر بالأسنان الأخرى وتزيد من فرص العدوى، وحتى وإن لم يعاني الشخص من أي أعراض، ويمكن أن تؤدي العدوى إلى رائحة الفم الكريهة، وألم الأذن، والصداع، وطعم غريب في الفم، وألم الأسنان، وتورم اللثة التي يمكن أن تكون أكثر احمرارًا، وتورم الفك، ونزيف اللثة، وتشمل الإصابات الأكثر خطورةً التهاب النسيج الخلوي في اللسان، أو الخد، أو الحلق، أو اللثة.[٤]
علاج ضرس العقل
يمكن أن يطلب طبيب الأسنان من الشخص المصاب بضرس العقل مراجعة جرّاح الفم إذا كان من الصعب علاج ضروس العقل المتأثرة، أو كان الشخص يعاني من حالة طبية يمكن أن تؤدّي إلى زيادة المخاطر الجراحية لمناقشة أفضل إجراء يمكن اتخاذه، ويمكن ذكر علاجات ضروس العقل كما يأتي:[٥]
- علاج ضروس العقل التي لا تسبب أعراض، إذا لم تسبب ضروس العقل المتأثرة أي أعراض أو مشكلات محددة للأسنان تسمى عديمة الأعراض، وتوجد بعض الاختلافات بين المجتمع الخاص بطب الأسنان في ما يخص علاج هذه الحالات، إذ تؤيد بعض الأبحاث في هذا الموضوع إحدى التقنيات على التقنيات الأخرى بقوة، ويمكن أن يوصي بعض أطباء الأسنان وجراحي الفم بإزالة ضروس العقل عديمة الأعراض لمنع معاناة الشخص المستقبلية من المشكلات والأعراض المحتملة، ويبررون هذا الموقف بما يأتي:
- يمكن أن يصاحب ظهور ضروس العقل عديمة الأعراض ظهور بعض الأمراض.
- إذا لم تتوفر المساحة الكافية للضروس لكي ينمو بشكل جيد يمكن أن يعاني الشخص من صعوبة في الوصول إليها وتنظيفها بشكل مناسب.
- يمكن أن تحدث بعض المضاعفات الخطيرة بنسبة أقل في ضروس العقل عند الشباب.
- يمكن أن يكون الإجراء أكثر صعوبةً، كما أنّه من المرجّح أن يؤدّي إلى بعض المضاعفات إذا حدث في مرحلة متقدمة من حياة الشخص، خاصّةً في المرحلة السنية الخاصة بالبالغين الأكبر سنًا.
لكن يوصي أطباء الأسنان وجراحو الفم الآخرون بتقنية أكثر تحفظًا، وذلك بسبب:[٥]
- عدم وجود دليل كافٍ للجزم بأنّ ضروس العقل المتأثّرة التي لا تسبب الأعراض لدى الشباب يمكن أن تسبب الأعراض مع تقدّم الشخص بالسنّ.
- عدم وجود تبرير كافٍ لتكاليف ومخاطر خلع ضرس العقل.
- يمكن أن يساعد الإجراء الأكثر تحفظًا في تمكين طبيب الأسنان من متابعة الأسنان لتجنب التسوس، أو أمراض اللثة، أو المضاعفات الأخرى، ويمكن أن يوصي بإزالة السن إذا ظهرت واحدة من هذه المشكلات.
- العملية الجراحية، يمكن إجراء العملية الجراحية لضروس العقل إذا كانت تسبب ألمًا أو مشكلات أخرى في الأسنان، ويمكن ذكر أبرز أسباب إجراء العملية الجراحية لضرس العقل كما يأتي:
يمكن إجراء العملية الجراحية كإجراء خارجي؛ أي أنه يمكن للمريض أن يذهب إلى المنزل في اليوم نفسه، وتشمل العملية ما يأتي:
- التخدير، يمكن إجراء التخدير موضعيًا، والذي يسبب الشعور بخدر في الفم، أو يمكن إجراء التخدير الكلي الذي يُفقِد الوعي.
- إزالة الأسنان، يصنع طبيب الأسنان شقًا في اللثة أثناء عملية الاستخراج، ويزيل أي عظم يمنع الوصول إلى جذور الأسنان المتأثرة.[٥]
العلاجات المنزلية لضرس العقل
يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات المنزلية والطبيعية في التخلص من الأعراض المصاحبة لنمو ضرس العقل، ويمكن ذكر أبرز هذه العلاجات كما يأتي:[٦]
- زيت القرنفل: يعدّ زيت القرنفل مخدرًا طبيعيًا، ويمكن خلطه بنسبة متعادلة مع زيت آخر، مثل زيت جوز الهند؛ لتخفيف الآلام، إذ يُفرَك ببساطة في منطقة اللثة المتأثرة، ويعد هذا الخيار قصير الأجل لتخفيف الآلام، كما يستخدم بشكل أفضل أثناء انتظار الجراحة لإزالة ضرس العقل المتأثرة.
- زيت النعناع: يعدّ زيت النعناع من الزيوت الأساسية الأخرى التي يمكن أن تخفّف الألم، ويمكن أيضًا مزجه مع زيت آخر مثل زيت جوز الهند بنسبة متعادلة ثمّ يُفرَك مباشرةً على اللثة، ويعدّ هذا الزيت خيارًا آخر لتخفيف آلام الأسنان واللثة على المدى القصير في انتظار حلّ دائم.
- الماء المالح: يحتوي الملح الحقيقي على مركبات مضادة للجراثيم ومخفّفة للآلام، وكان يستخدم محلول الماء المالح الدافئ لتخفيف الألم وتقليل فرصة الإصابة بالعدوى لعدّة قرون سابقة؛ لتخفيف آلام أسنان الحكمة يمكن غسل الفم بالماء المالح الدافئ لمدّة دقيقة أو دقيقتين.
المراجع
- ↑ "Wisdom Teeth", mouthhealthy, Retrieved 26-9-2019. Edited.
- ↑ "Symptoms that may Indicate you need your Wisdom Teeth Removed", stjohnhealth, Retrieved 25-9-2019. Edited.
- ↑ Julie Marks (29-9-2017), "What You Should Know About an Impacted Wisdom Tooth"، healthline, Retrieved 26-9-2019. Edited.
- ^ أ ب Yvette Brazier (6-2-2017), "Everything you need to know about impacted wisdom teeth"، medicalnewstoday, Retrieved 26-9-2019. Edited.
- ^ أ ب ت mayoclinicstaff (10-3-2019), "Impacted wisdom teeth"، mayoclinic, Retrieved 26-9-2019. Edited.
- ↑ askthedentist (30-8-2019), "Wisdom Teeth Coming In? What You Need to Know"، askthedentist, Retrieved 26-9-2019. Edited.