محتويات
فرط الحركة عند الأطفال في عمر سنتين
تبدأ علامات التطوُّر بالظهور عند معظم الأطفال خلال وقت مُحدَّد من عمرهم وهو ما يُشار إليه باسم العلامات التنموية؛ كالبدء بخطوات المشي الأولى، أو التبسُّم، أو التلويح للآخرين، أمَّا في عمر السَّنتين تقريبًا تزداد حركة الطفل، ويزداد إدراكه لما يدور حوله، وتزيد حاجته إلى استكشاف الأشياء والأشخاص، إذْ يُبدي الطفل خلال هذه المرحلة استقلاليَّة أكثر، بل ويبدأ أسلوب التحدِّي، وتقليد سلوكيَّات الآخرين لديه، ومن الطبيعي أيضًا تمكُّن الطفل في هذا العمر من التعرُّف إلى أسماء الأشخاص والأشياء المألوفة، وتشكيل عبارات وجمل سهلة، واتِّباع التعليمات والتوجيهات البسيطة.[١]
وخلال هذه المرحلة يُظهر الطفل أحيانًا بعض التصرفات والسلوكيات المتكرِّرة التي تُثير الرَّيبة لدى الوالدين بشأن إصابته بـفرط الحركة، وهو ما يُشار إليه علميًا باسم باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة عند الطفل (ADHD)، لكن من غير السَّهل ملاحظة أعراض هذا الاضطراب على الطفل في عمر السنتين إلى ثلاث سنوات؛ نظرًا لطبيعة هذه المرحلة العمريَّة التي تتميَّز بتشتُّت الطفل، واندفاعه، وإصابته بنوبات الغضب، وكثرة النشاط.[٢]
أعراض فرط الحركة عند الأطفال في عمر سنتين
-كما أُشير في بداية المقال- ترتبط العديد من تصرُّفات فرط النشاط عند الطفل بعلامات مشابهة لعمر السنتين بطبيعتها، وفي هذه المرحلة يجذب الوالدان اهتمام الطفل الطبيعي بسرد قصة، أو لفت انتباهه بصور في كتاب ما، بينما لا يتمكَّن الأطفال الذين يعانون من اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة من التركيز في مثل هذه الأمور، ويتمكّن الأطفال الأصحّاء من الجلوس لحل أحجية ما أو وضع الألعاب بعيدًا على عكس الأطفال المصابين.
لتشخيص الاضطراب يجب أنْ تستمر هذه التصرفات مدة لا تقل عن ستة أشهر وفي أكثر من مكان؛ كالمنزل والحضانة، وتؤثر الإصابة في قدرة الطفل على أداء النشاطات التي يمارسها أقرانه، وعمومًا قد تظهر بعض العلامات على الطفل الذي يعاني من قصور الانتباه مع نقص الحركة،[٢] ومن أبرزها الآتي:[٣]
- التململ والحركة والانزعاج: وهي الأعراض التي قد تُثير ريبة الوالدين من احتمال إصابة الطفل بفرط الحركة، فتظهر عليه مجموعة من الأعراض؛ منها:
- صعوبة الاستقرار والجلوس لتناوله الطعام، أو الاستماع لقراءة الكتاب.
- الاستمرار في التنقل والحركة من لعبة لأخرى.
- كثرة الكلام أو كثرة إصدار الأصوات.
- الاندفاعية: هي من الأعراض الأخرى المُميَّزة لفرط النشاط، وفي هذه الحالة يظهر على الطفل عدد من السلوكيَّات، وتجب الإشارة هنا إلى أنّ العديد من هذه الأعراض طبيعية في عمر السنتين، لكنّها قد تمتاز بشدّة أكبر عند الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه، وقد تتضمَّن ما يأتي:
- رفض انتظار أنْ يحين دوره أثناء مشاركة أقرانه في اللَّعِب.
- ظهور علامات نفاد الصبر وسرعة الانفعال عند التعامل مع الآخرين.
- صعوبة السيطرة على المشاعر.
- التطفل في اللعب مع الآخرين دون طلب الإذن أولًا.
- إلقاء التعليقات في الأوقات غير المناسبة.
- مقاطعة حديث الآخرين.
- أعراض أخرى: يوجد عدد من الأعراض الأخرى التي قد تظهر على الطفل وتدل على إصابته بقصور الانتباه وفرط النشاط، ومنها:
- عدم الحذر عند التعامل مع الغرباء.
- السلوك الجريء جدًّا.
- ظهور السلوكيَّات العدوانيَّة أثناء اللعب.
- تعريض النفس أو الآخرين للخطر بسبب قلَّة الخوف.
بينما قد يُظهر بعض الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب التركيز على الأشياء التي تُثير اهتمامهم؛ كاللعب بأنواع معينة من الألعاب.[٢] وتجب الإشارة إلى أنّ صعوبة الانتباه من علامات اضطراب فرط الحركة الأساسية، لكنّ العديد من الأعراض الدالة على صعوبة الانتباه لدى الطفل تُعدّ طبيعية عند الأطفال في عمر السنتين، لكن في حال استمرارها لعمر دخول المدرسة فتعد من أعراض فرط الحركة، ومنها:[٣]
- المعاناة من صعوبة في إتمام المهمات، وسرعة الشعور بالملل.
- التعرض لمشكلات في مُعالجة المعلومات واتباع التوجيهات.
- عدم القدرة على التركيز في نشاط واحد.
- صعوبة الاستماع بسبب كثرة التشتُّت.
هل يدل فرط الحركة على حالة خطيرة؟
أجل، فقد أشارت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC) إلى أنَّ مشكلة قصور الانتباه وفرط النشاط من المشكلات الخطيرة التي تؤثر في عدد من الأطفال والبالغين،[٤] بينما تختلف الأعراض التي تظهر على المُصابين باضطراب قصور الانتباه وكثرة الحركة بصورة كبيرة؛ وهذا يعني أنَّ شِدَّة الاضطراب مختلفة أيضًا؛ فبعض حالات فرط النشاط طفيفة، بينما بعضها شديدة وتظهر فيها الكثير من الأعراض بصورة واضحة تُعيق المصاب في العديد من المجالات. وعمومًا تبدأ أعراض الاضطراب تخف مع مرور الوقت، أو تتخذ منحى آخر وتظهر بأشكال مختلفة.[٥]
قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة من تأخُّر المهارات الحركيَّة واللغويَّة، والمُعاناة من صعوبة في السيطرة على العواطف، والإصابة بـتقلبات المزاج، كما يرتفع لديهم خطر التعرُّض للإصابات؛ مثل: إصابات الرأس، والأسنان، وإصابات العين، والمُعاناة من السمنة، والأطفال عُرضة لبعض المشكلات الخطيرة التي تصيبهم في مرحلة البلوغ؛ كمشكلات القيادة، والفشل الدراسي، وخطورة تعاطي المخدرات، والصعوبات في المواقف الاجتماعية.[٥][٤]
بينما البالغون في معظم الحالات يتعاملون مع الصعوبات التي تصيبهم نتيجة الاضطراب سواءً في العمل أو أمور الحياه الشخصية والعائلية، غير أنَّ العديد منهم يُظهر أداءً غير مُتَّسِق في العمل، وصعوبة في تحمُّل المسؤوليَّات اليوميَّة، ومعاناة مشكلات في العلاقات، والشعور المزمن بـالإحباط أو الذنب أو اللوم.[٥]
ما أسباب فرط الحركة عند الأطفال في عمر سنتين؟
في الحقيقة، فإنَّ الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب غير واضحة تمامًا، بينما توجد مجموعة من العوامل التي قد تُسهم في الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط؛ كالعوامل البيئيَّة، والجينيَّة، ومشكلات الجهاز العصبي المركزي في مراحل أساسيَّة من تطوُّر الطفل. وفي الآتي توضيح لبعض من هذه العوامل:[٦]
- التعرض للسموم البيئيَّة؛ كعنصر الرصاص الموجود في الطلاء والأنابيب في المباني القديمة.
- وجود أقارب -كالوالدين أو الإخوة- يعانون من هذا الاضطراب، أو غيره من الاضطرابات العقليَّة الأخرى.
- الولادة المبكرة.
- تعاطي المخدرات، أو الكحوليات، أو التدخين أثناء الحمل.
نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بفرط الحركة
هناك مجموعة من النَّصائح التي يؤخذ بها أثناء التعامل مع الطفل الذي يعاني من فرط الحركة لمساعدته في تأدية مهماته وتنظيمها بصورة أفضل، وفي الآتي مجموعة من هذه النصائح:[٧]
- التقليل من العوامل المُشتِّتة المحيطة بالطفل؛ إذْ يسهل تعرُّض الطفل الذي يعاني من اضطراب فرط الحركة للتشتت وعدم التركيز؛ لذا في الحالات التي تستدعي لفت انتباه الطفل في حل الواجب -مثلًا- يُنصح بوضعه في غرفة تحتوي على أقل عوامل تُلفِت نظره بعيدًا عن النوافذ والأبواب؛ ليتمكن من التركيز في المهمة المطلوبة منه.
- مساعدة الطفل في تحضير قائمة خاصَّة به؛ إذ تحتوي على مسؤوليَّاته التي يجب عليه فعلها، فهذه الطريقة تساهم في بناء الاستقلالية عند الطفل، والقائمة المُعدَّة مرجع بصري يُمكنه اللجوء إليه في حالة تشتُّتِه أو نسيانه الأمور التي يجب فعلها.
- تقديم التعزيزات الإيجابيَّة للطفل؛ يعدّ إتمام المهمات أمرًا صعبًا في حالة الطفل الذي يُعاني من فرط النشاط، لذا من الجيَّد استخدام التعزيزات الإيجابيَّة لحثِّه على الإنجاز؛ كتقديم جائزة له بعد إتمام المُهمَّة بنجاح.
- تقسيم المهمات المعقَّدة عدة مهمات صغيرة يسهل اتباعها وتذكُّرها؛ فقد يساعد تدوين التعليمات في اتباعها، فيبدأ الطفل بتطبيقها خطوة بخطوة في كل مرة دون تشتُّت وتعقيد.
- توفير الوقت الكافي للطفل في ممارسة اللعب في الخارج.
- استشارة الطبيب الاختصاصي دائمًا في اتِّخاذ أيْ إجراء طبي لعلاج فرط الحركة أو تغيير في النظام الصِّحي المتَّبع.
- الحرص على الاتِّساق والتنظيم وخلق روتين موحد في البيئة المنزليَّة؛ وهذا يعني وجود روتين ونظام معيَّن يُساعدان الطفل المُصاب بفرط النشاط في إتمام المهمات، إذْ تُلاحَظ زيادة فرط النشاط عند الطفل إلى حدٍّ مفرط في الأوقات التي تفتقد للتنظيم أو الورتين المعتاد أو عدم وجود الإشراف.[٨]
- السماح للطفل باللعب قبل تنفيذ المهمات الكبيرة؛ فهذا يساعده في التخلُّص من الطاقة الزائدة وتفريغها في اللعب، فعلى سبيل المثال، يجب على المربي السماح للطفل باللعب أو ممارسة نشاط ممتع يستهلك الطاقة الجسديَّة قبل البدء بحل الواجبات المنزليَّة.[٨]
- مساعدة الطفل في ممارسة تقنيات الاسترخاء؛ فقد تساعد هذه التمارين في زيادة الإدراك لدى الطفل، وفهمه لطبيعة الجسم والسلوكيَّات، وفرط النشاط لديه، ومن هذه التقنيات: تمارين التأمل، وتمارين التنفس العميق، واليوغا، واسترخاء العضلات التدريجي[٨].
المراجع
- ↑ "Toddlers (2-3 years of age)", cdc, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Hannah Nichols (19-12-2018), "What's to know about ADHD in toddlers?"، medicalnewstoday, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Robin Madell (23-3-2020), "Signs and Symptoms of ADHD in Toddlers"، healthline, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ^ أ ب APSARD Blogger, "Is ADHD a Serious Condition?"، apsard, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "About ADHD – Overview", chadd, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD) in children", mayoclinic, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "10 Tips For Coping With A Hyperactive Child", everydayhealth, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "7 Ways to Calm Your Child with ADHD", healthline, Retrieved 28-6-2020. Edited.