أعراض قرحة الإثنى عشر وعلاجها بالأعشاب

كتابة:
أعراض قرحة الإثنى عشر وعلاجها بالأعشاب

القرحة الهضمية

يتعرّض الجهاز الهضمي للعديد من الأمراض والاضطرابات المُختلفة، فلا يوجد شخص إلَّا وقد عانى في مرحلة ما من آلام في البطن، أو غيرها من الأعراض الأخرى، فتبدو هذه الأعراض مصدرًا للانزعاج، بل قد تُعيق ممارسة الأنشطة الاعتياديَّة، وبالحديث عن آلام البطن أو المعدة تجب الإشارة إلى أنَّ هذا الألم يُعدّ من أبرز الأعراض التي ترافق الإصابة بـالقرحة الهضميَّة، وينتج هذا الألم من التقرح المفتوح الذي يتطوَّر في بطانة المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة المعروف بالاثنا عشر،[١] وتحدث هذه المشكلة نتيجة وجود العديد من العوامل والأسباب التي ينعكس تأثيرها على الطبقة المبطّنة التي تحمي هذه الأجزاء.[٢]


ما الاثنا عشر؟

يُعرف الاثنا عشر أو الاثنا عشري بأنَّه الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة الذي يوجد أسفل المعدة مباشرةً، وهو أيضًا الجزء الأقصر إذا ما قورن بالأجزاء الأخرى من الأمعاء الدقيقة، فلا يتجاوز هذا العضو في طوله 20-25 سم، ويُشبه الاثنا عشر في شكله حدوة الحصان أو حرف C يظهر مُحيطًا بالبنكرياس. وفي الحقيقة يُصنّف الاثنا عشر من الأعضاء الأساسيَّة في الجهاز الهضمي المسؤولة عن هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية عبر الأوعية الدمويَّة الموجودة في جداره، ونقلها إلى مجرى الدم، إذْ يستقبل هذا العضو إنزيمات البنكرياس والعصارة الصفراوية لمزجها بالطعام والمساعدة في هضمه.[٣]


ما أسباب قرحة الاثنا عشر؟

-كما ذُكر سابقًا- تُبطِّن المعدة والاثنا عشر من الداخل طبقة واقية لحمايتها من أحماض المعدة القوية التي تفرزها بهدف دعم عمليَّة الهضم وقتل الجراثيم الذي تصل إلى القناه الهضميَّة، وفي حال تعرَّضت هذه الطبقة للتلف تحدث القُرحة، والتي يُعزى سبب حدوثها في معظم الحالات إلى الإصابة بـجرثومة المعدة أو المعروفة أيضًا بالجرثومة الحلزونية أو بكتيريا الملوية البوابية، والتي يُسفر عنها التهاب بطانة الاثنا عشر وتكوُّن القرحة.[٤]

كما تحدث قرحة الاثنا عشري أحيانًا نتيجة تناول الأدوية المضادة للالتهاب أو المعروفة بمضادات الالتهاب اللَّاستيرويدية، وفي حالات نادرة يحدث هذا التقرح بسبب الإصابة بـمتلازمة زولينجر إيليسون (Zollinger-Ellison syndrome)،‏ والتي ترافقها زيادة إفراز أحماض المعدة، ويلعب عدد من العوامل دورًا في زيادة خطورة حدوث قرحة الاثنا عشر؛ كالتوتر، والتدخين، والإفراط في شرب الكحوليات.[٥]


أعراض قرحة الاثنا عشر

قد يرافق الإصابة بقرحة الاثنا عشر ظهور عدد من الأعراض المختلفة، ومن أبرزها ما يأتي:[٥]

  • الإحساس بألم في الجزء العلوي من البطن تحت عظم القص أو العظمة الموجودة في منتصف الصدر مباشرة، وفي مُعظم الحالات يظهر هذا الألم في أوقات ويختفي في أوقات أخرى فلا يبدو متواصلًا، ويبدو الألم شديدًا لدرجة أنَّه يعيق النوم والراحة. ويظهر ألم قرحة الاثنا عشر عادةً قبل تناول الطعام أو عند الشعور بالجوع، وتقل شِدَّته بعد تناول الطعام أو الأدوية المُضادة للحموضه.
  • انتفاخ البطن، ومحاولة التقيؤ، والغثيان، وقد تظهر هذه الأعراض -خصوصًا بعد تناول الطعام-.


علاج المصاب بقرحة الاثنا عشر بالأعشاب

في الحقيقة لا توجد الكثير من العلاجات العشبية التي تُعالج المصاب بهذا النوع من القُرَح، ولكن لوحظ أنّ استخدام البابونج في علاج المصاب بالالتهاب وتشنجات الأمعاء والقلق، وقد يُستخدَم للتخلص من القرحة، فقد توصّلت دراسة نُشرت في عام 2012 م إلى أنَّ للـبابونج أيضًا خصائص مضادة للقرحة، غير أنَّ معظم الدراسات التي بحثت تأثير البابونج في القرحة أُجريت على الحيوانات، ولم يُبحث تأثيره في البشر.[٦][٧]


علاجات طبيعية من قرحة الاثنا عشر

إضافة إلى البابونج تُستخدَم العلاجات الطبيعية لتخفيف حالة قرحة الاثنا عشر، وفي ما يأتي ذكر بعضٍ منها:[٨]

  • الكركم: يحتوي الكركم على المادّة الفعّالة التي تحمل الخصائص الطبية المعروفة بالكركمين (Curcumin)، فقد يساعد نبات الكركم في منع التلف والضرر الذي تسبُّبه جرثومة المعدة، وربما كان ذلك بسبب قدرته على زيادة إفراز المخاط الذي يحمي بطانة المعدة والأمعاء ضد التهيج، وعمومًا يجب إجراء المزيد من الأبحاث، خاصةً البشريَّة، للتأكد من تأثير خصائصه العلاجيَّة في حالات القرحة.
  • الفلفل الحار: على عكس الاعتقاد السائد بأنَّ تناول الفلفل الحار يُسهم في زيادة خطورة الإصابة بقرحة المعدة، فإنَّ بعض الأبحاث الحديثة تؤكد أنَّ الفلفل لا يسبب القرحة، بل على النقيض من ذلك، فهو فعليًّا قد يساهم في التخلص منها، ويعزى ذلك إلى احتواء الفلفل الحار على مركب كابسيسين الذي يساهم في تعزيز تدفق الدم في بطانة المعدة، وتقليل إنتاج الأحماض فيها، وقد يساعد أيضًا في زيادة إنتاج المخاط؛ مما يوفر طبقة للحماية من الضرر والتلف، بذلك ربّما كان لاستخدام الفلفل الحار دورًا في تعزيز تعافي القرحة الهضميَّة.
  • العرقسوس أو نبات السوس: استُخدِم هذا النَّبات الشعبيّ والتقليدي في علاج المصابين بالعديد من الأمراض، ولكنْ في ما يتعلَّق بالقرحة فقد توصَّلت العديد من الدراسات إلى أنَّ جذور نبات العرقسوس تحمل خصائص تُسهم في الوقاية من القرحة، فيساعد تناول هذا النبات في تحفيز إفراز المخاط في بطانة المعدة والأمعاء لحمايتها، وربما ساهم أيضًا وجود المخاط في تسريع تعافي القرحة وتخفيف الألم المرافق لها.[٩] ليس ذلك فحسب، فقد أفادت إحدى الدراسات أنَّ أحد مركبات العرق سوس قد تسهم في منع نمو جرثومة المعدة، ولكنْ أجريت هذه الدراسة باستخدام مكمِّل غذائي يحتوي على هذه المادة ولم يُستخدم النبات نفسه،[١٠] وعلى الرغم من الفوائد التي تُحقَّق باستخدام هذا النبات في حالات علاج المصاب بالقرحة الهضميَّة، فتجب الإشارة إلى وجود تعارض بين استخدام نبات العرق سوس مع أنواع مُعينة من الأدوية، ويسبب هذا حدوث آثار جانبية؛ كالتنميل في الأطراف أو ألم العضلات، وهذا ما يستدعي مراجعة الطبيب واستشارته قبل استخدام هذا النبات في العلاج.[٨]
  • الثوم: في دراسة حديثة في تأثير الثوم المُضاد للبكتيريا في جرثومة المعدة، توصَّلت الدراسة إلى أنَّ تناول الثوم النيء بمعدَّل قرنين يوميًّا ولمدة ثلاثة أيام يساعد بصورة واضحة في تقليل نشاط البكتيريا عند المرضى؛[١١] فالثوم بخصائصه المضادة للميكروبات قد يساعد في الوقاية من القرحة، ويساعد في تعافيها بصورة أسرع.[٨]
  • موز الجنة (Plantain bananas): أفادت دراسة نشرت عام 2011 م أنَّ هذا النوع من الموز غير الناضج قد يؤثر إيجابًا في القرحة الهضمية، فموز الجنة يُعدّ من أنواع الموز التي تحتوي على مركب من مجموعة الفلافونويدات، ويسهم في زيادة كميَّة المُخاط التي تُفرزه المعدة، وقد يقلِّل أيضًا من الحموضة فيها، وهذا بدوره يؤثر إيجابيًا في تخفيف أعراض القرحة.[٦][١٢]
  • الألوفيرا أو الصبر الحقيقي (Aloe vera): هو من النباتات الشعبيَّة التي تُستخدم عادةً في المستحضرات التجميليَّة والموضعية والأطعمة، وقد توصلت بعض الدراسات إلى أنَّه قد يساعد في تخفيف القرحة، لكنَّ هذه النتيجة جاءت بناءً على دراسات حيوانية؛ مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث البشرية في هذا المجال.[٦]


المراجع

  1. "Peptic ulcer", mayoclinic, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  2. "Peptic Ulcer Disease", clevelandclinic, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  3. Sherry Christiansen, "The Anatomy of the Duodenum"، verywellhealth, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  4. "Duodenal ulcer", healthdirect, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Dr Laurence Knott, "Duodenal Ulcer"، patient, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت Jenna Fletcher (29-1-2020), "Ten ways to relieve stomach ulcers at home"، medicalnewstoday, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  7. "Pharmacological Properties of Matricaria recutita: A Review", scialert, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت Alina Petre, "9 Science-Backed Home Remedies for Ulcers"، healthline, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  9. "A History of the Therapeutic Use of Liquorice in Europe", pubmed, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  10. "Anti-Helicobacter Pylori Flavonoids From Licorice Extract", pubmed, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  11. "Assessment of antibacterial effect of garlic in patients infected with Helicobacter pylori using urease breath test", ncbi, Retrieved 18-6-2020. Edited.
  12. "Indigenous anti-ulcer activity of Musa sapientum on peptic ulcer", ncbi, Retrieved 18-6-2020. Edited.
5969 مشاهدة
للأعلى للسفل
×